السبت، 7 يناير 2017

العرب في أميركا بقلم البروفيسور محمد الدعمي




أما أوائل العرب الذين استقروا في الولايات المتحدة الأميركية، فهم حداة الجمال الذين تم استيرادهم، مع جمالهم ونوقهم، للإسهام مع الولايات الجنوبية في الحرب الأهلية الأميركية بين الجنوب والشمال. هؤلاء هم العرب المنسيون. علمًا أنهم يشبهون هؤلاء التجار اليمنيين والمسقطيين الذين استقروا في الهند وسواها من بقاع جنوب شرق آسيا..

أ.د.
على الرغم من أني قد كتبت عن العرب وأميركا في كتابي الموسوم Arabian Mirrors & Western Soothsayers (نيويورك 2002)، إلا أني أسعى الآن لتورخة “العرب في أميركا”. والحق أقول، بأني قد وجدت العديد من الحقائق الطريفة التي تستحق أن يطلع عليها قراء (الوطن) قبل سواهم، اعتزازًا بهم وبــصحيفة (الوطن) العمانية.
ومن هذه الحقائق الطريفة هي حقيقة اصطحاب كريستوفر كولومبس، مكتشف أميركا، لرجل عربي معه في رحلة السفن السبع التاريخية التي توجت بهذا الاكتشاف. أما سبب تعمد كولومبس اصطحاب رجل عربي ضمن طاقمه في هذه الرحلة، فهو أنه كان يعتقد بأن اللغة العربية هي اللغة المستعملة في الهند، باعتبار أنه كان يخطط للوصول إلى الهند عبر الأطلسي. لذا فإن مترجمًا يتقن العربية كان من الضرورات الأساس.
أما أوائل العرب الذين استقروا في الولايات المتحدة الأميركية، فهم حداة الجمال الذين تم استيرادهم، مع جمالهم ونوقهم، للإسهام مع الولايات الجنوبية في الحرب الأهلية الأميركية بين الجنوب والشمال. هؤلاء هم العرب المنسيون. علمًا أنهم يشبهون هؤلاء التجار اليمنيين والمسقطيين الذين استقروا في الهند وسواها من بقاع جنوب شرق آسيا، وقد التقيت بعضهم أثناء بعثتي العلمية في الهند، فوجدتهم متشبثين بأصولهم العربية وبالإسلام، أيما تشبث.
أما أهم الأسئلة المتعلقة بالوعي الأميركي المبكر بالعرب وبالإسلام، فهو سؤال مفاده: هل كان الاستعراب والاستشراق الأميركي من صنع الكنيسة (تبشيري)، أم أنه كان من صنع الأكاديمية (معرفي، علمي)؟ وهذه استفهامات تستحق الرصد والموازي من الإجابات، خاصة وأن الاستعراب الأميركي قد اختلط في جذوره بين الأكاديمية والكنيسة، بدليل أن أوائل المدارس الأميركية في العالم العربي كانت مدارس اليسوعيين Jesuits الذين أسسوا مدارسًا لهم في الموصل (العراق) وحلب (سوريا) والجامعة اليسوعية في بيروت (الجامعة الأميركية الآن).
للمرء أن يلاحظ هذه المعلومات وهو يستذكر بأن أول مسلم أميركي كان الكساندر رسل ويب Webb، الرجل الذي اعتنق الإسلام، ثم استبدل غير اسمه تأسيسًا على دينه الجديد، إذ صار اسمه “محمد ويب”.
ناهيك عن أن أول حرب تخوضها الولايات المتحدة الأميركية في تاريخها، وهي حرب الساحل البربري Barbary Shores War، إذ أرسلت الجمهورية الأميركية الفتية ست سفن لإخضاع الإمارات العربية فيما يعرف اليوم بالجزائر وليبيا! ولم يزل الأسطول الأميركي في البحر المتوسط يعرف بـ”الأسطول السادس”، نسبة إلى تلك السفن الست!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق