الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

سمات الحداثة في الرواية العربيّة المعاصرة للأديبة الدكتورة روز اليوسف شعبان

 صدر حديثا عن دار سهيل عيساوي للنشر، بدعم من وزارة الثقافةوالرياضة  وصندوق يهوشوع رابينوفيتش للفنون، كتاب في الدراسات الأدبيّة" سمات الحداثة في الرواية العربيّة المعاصرة" (2024)،  قدّمت للكتاب الكاتبة المقدسيّة ديمة جمعة السمّان.

يُشار إلى انّ جميع الروايات التي تناولتها هذه الدراسة، تمّ نقاشها في ندوة اليوم السابع المقدسيّة الأسبوعيّة التي تديرها الكاتبة ديمة جمعة السمّان، باستثناء روايتّي سكّان الطابق العلويّ للكاتبة نجوى قعوار فرح، ورواية بلد المنحوس للكاتب سهيل كيوان التي تمّ نقاشها في نادي القرّاء الطرعانيّ الذي تديره مديرة المكتبة العامّة نيروز عدوي.
شكري وتقديري للكاتب الأستاذ سهيل عيساوي على اهتمامه في تقديم الكتاب لصندوق الدعم، ونشره بحلّة جميلة.
جاء الكتاب في 164 صفحة من القطع الكبير، صمّمت الغلاف رانية عبدالله، وقام بتنسيقه المصمّم سمير حنون.
أمّا الروايات التي شملتها الدراسة فهي:

حليب الضحى للكاتب محمود شقير

الأرملة للكاتبين جميل السلحوت وديمة السمان

هذا الرجل لا أعرفه للكاتبة ديمة السمان

الليلة الأولى للكاتب جميل السلحوت

بلد المنحوس للكاتب سهيل كيوان

ذاكرة على أجنحة حلم للكاتبة نزهة الرملاوي

الراعي وفاكهة النساء للكاتبة المرحومة ميسون أسدي

سكّان الطابق العلوي للكاتبة نجوى قعوار فرح

سبيطة الأيّام قبل الأخيرة للكاتب عبدالله دعيس

حقيبة من غمام للكاتب د. محمد عبدالسلام كريّم

المهطوان للكاتب رمضان رواشدة

النور يأتي من خلف النافذة للكاتبين د. حنان جبيلي عابد وإبراهيم جاد الله

طيور المساء للكاتبة أسمهان خلايلة
منارة الموت للكاتبة هناء عبيد

أيّام العبار للكاتب سعيد نفاع

مسك الكفاية للكاتب باسم خندقجي

على بوابة مطحنة الأعمار للكاتب أحمد شويكي.

وقد جاء في تقديم الكاتبة ديمة جمعة السمّان  لهذا الكتاب،  ما يلي:

يأتي هذا الكتاب ليُشكّل محطّة فريدة في مسار النقد الأدبي العربي، حيث تقدم الشّاعرة والأديبة د. روز اليوسف شعبان من خلاله مجموعة من المقالات النّقدية المنتقاة، التي تتناول سمات الحداثة في الرواية العربية المعاصرة، بأسلوب يتّسم بالدّقة والعمق.
 تُعيد الكاتبة قراءة النّصوص الرّوائية من منظور حداثي، متتبّعة الجذور والأبعاد التي أثّرت في تطوّر الرّواية عبر العقود الأخيرة. فالكتاب ليس مجرّد قراءة في الرّوايات، بل هو محاولة شاملة لتسليط الضّوء على التّحوّلات الفكريّة والفنّيّة التي دفعت الرّوائي العربيّ للتّفاعل مع العالم الحديث، ومع التّغيّرات التي شهدها المجتمع العربي.
في هذه الصّفحات، يُلحظ اهتمام الكاتبة بتوظيف اللغة كأداة أساسيّة لتفكيك عوالم الرّواية، إذ أنّ اللغة ليست مجرد وسيلة لنقل الأفكار أو السّرد، بل هي مكوّن رئيسي في بناء النّص الرّوائي نفسه، تُعيد تشكيل الوعي وتعبّر عن التّوترات النّفسيّة والوجدانيّة للشّخصيات. 
تستعرض الكاتبة كيف باتت اللغة أداة لتحطيم الحدود التّقليدية بين الواقع والخيال، لتكون معبرًا يعكس أزمة الهوية، اغتراب الذات، وتناقضات الإنسان المعاصر.
الأسلوب الروائي الذي تتناوله الكاتبة في هذا الكتاب، وخصوصًا الأساليب المتأثرة بتيار الوعي، يُعدّ أحد أبرز مظاهر التّجديد في السّرد العربي. هنا، تتجلّى براعة الكاتبة في قدرتها على تحليل كيف استطاع بعض الكُتّاب الاستفادة من تقنيّات تيار الوعي؛ لتشكيل حوار داخلي يتناول العقل الباطن؛ ليصبح النّص الرّوائي ساحة يتفاعل فيها الزّمان والمكان والشّخصيات بطريقة غير خطيّة، مما يجعل من الرّواية أداة لقراءة أعماق الذّات وتعرية الصّراعات الداخلية.  
كما تركّز الكاتبة على التّقنيات الفنّية الحديثة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من البنية السّردية، فالعناية بالبنية الحكائية لم تعد مجرّد زخرفة شكليّة، بل هي جزء من عملية تعبير أعمق، تسعى لفهم الذّات الإنسانيّة في ظلّ تحدّيات العصر.
 من خلال مقالاتها، تُبرز الكاتبة الجماليّات الفنّية والأسلوبيّة في الرّوايات العربيّة المعاصرة، مُشيرة إلى أنّ الحداثة لم تكن مجرد موضة أدبية عابرة، بل هي حركة أدبيّة وفكريّة عميقة، أثّرت بعمق في طريقة بناء الشّخصيات، السّرد، وحتّى في المواضيع التي تتناولها الرّوايات.
إنّ تفاعل الرّواية العربيّة مع قضايا الإنسان الحديث، مثل الاغتراب والتّهميش والبحث عن الهويّة، جعل منها نصوصًا تعبّر عن أزمة وجوديّة أوسع، تتقاطع فيها الشّخصيات مع واقع معقّد مليء بالتّحديات.
كما تُبرز الكاتبة في مقالاتها كيف أعادت هذه الرّوايات صياغة علاقتها بالعالم من خلال توظيف تقنيات سردية تتحدّى القارئ، وتدعوه للمشاركة في خلق المعنى.
الكتاب ليس مجرد دراسة نقدية تقليديّة، بل هو دعوة للقارئ العربي للتّفاعل مع الرّواية من منظور جديد، يربط بين الحداثة والجماليّات الفنّية والفكريّة. 
من خلال هذه المقالات النّقدية، تفتح الكاتبة لنا نوافذ جديدة لفهم أعمق للرّواية العربيّة، وللتّغيرات التي طرأت عليها في ظلّ حركة الحداثة.
في النّهاية، يُقدّم هذا الكتاب تجربة نقديّة متكاملة، تأخذ بيد القارئ في رحلة لاكتشاف جماليات النّصوص الرّوائية وفهم ما وراء الكلمات. 
إنه عمل نقديّ لا يستهدف المتخصّصين فقط، بل كل قارئ يهتم بالرّواية العربيّة المعاصرة وتطوّراتها. 
نأمل أن يكون هذا الكتاب بداية حوار مستمرّ حول المستقبل الأدبي، وأن يسهم في تعزيز الوعي النّقدي لدى الأجيال القادمة.
كما إنّني أشعر بفخر كبير كون إهداء هذا الكتاب قد شمل ندوة اليوم السابع الثّقافية المقدسية الأسبوعيّة وروّادها الأفاضل، إذ أنّها أطول ندوة على مستوى العالم، مستمرّة بعطائها منذ آذار 1991م حتى يومنا هذا.
هذا التّكريم يعزّز من مسؤوليّتنا كمجموعة في دفع عجلة الحوار الثّقافي والنّقدي، وفي دعم كل جهد يسعى إلى إثراء الأدب العربي، وإعادة قراءته بشكل يواكب التّحولات العالميّة.
ديمة جمعة السّمان




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق