الخميس، 5 مايو 2022

قراءة في قصة "حصان الملك " للأديبة الدكتورة ميساء الصح ، بقلم سهيل عيساوي



 

 

قصة  حصان  الملك

قصة  حصان  الملك ، تأليف الدكتورة  ميساء الصح ، رسوم الاء مرتيني ،   اصدار  أ. دار  الهدى ، 2021 ،  تتحدث  القصة  عن مملكة بعيدة ، يحكمها ملك شاب ، كل همه تحقيق  العدالة ، ونشر الفضيلة ، كان الوزراء ينقلون له صورة إيجابية  مغلوطة، مفادها المملكة خالية من الكذب ، استغرب  الملك ، حتى ألقي القبض يوما على رجل يبيع الذهب المغشوش على أنه ذهب  أصلي ، حيث انجذبت  للذهب قطع المغناطيس ، غضب الملك غضبا  شديدا  ، وأراد سجن الصائغ لمدة عشرة سنوات ، وطلب من الصائغ أن يطلب ما يريد  قبل  أن ينفذ به الحكم ،فطلب المتهم  حضور زوجته، التي  طلبت بدورها من  الملك العفو عن زوجها ، لأن لديهم أطفالا  صغارا من يطعمهم؟ ، فعرضت على الملك أن تهديه  هدية ، عبارة عن جرة  ، بإمكانها إعادة حصان الملك  الهارب ، من خلال قول جملة ،بشرط  أن يكون القائل صادقا  لم يكذب منذ  تولي  الملك العرش ، والا تكسر الجرة ، نادى الوزير ، لكن الوزير  اعترف  بأنه كذب  على الملك ، فلم يكن يقضي جل وقته  بين  الرعية ، وكذلك الوزير  الثاني ، والخادم ، والفارس ، كلهم  تراجعوا ، فطلبت من الملك ان ينفخ في  الجرة ، لكنه  اعترف  أنه كذب على زوجته ، عندما  تناول  الطعام ، رغم أنه  لم يكم  يرغب  به ، عندها طلبت المرأة العفو عن زوجها ، لأنه من الصعب تغيير الشعب دون غرس البذور . عفا الملك عن الرجل وأخذ يبحث عن طريقة أفضل لمعالجة  الكذب والظواهر المتفشية  في المملكة

 

رسالة  الكاتبة  :

الصدق   قيمة  عليا ، بدون الصدق لا يمكن أن تنهض الأمم  والممالك

 

دور الزوجة التي   حاولت ونجحت في  انقاذ   زوجها من غياهب  السجون

 

حبل  الكذب قصير، سرعان ما انكشف  زيف ادعاءات الوزراء الذين ادعوا   أن المملكة خالية  من الكذب .

 القيادة  في  القصة :

اتضح ان  الملك نفسه  أحيانا  يكذب على زوجته أكاذيب بيضاء محاولة لإرضائها ، وفاقد الشيء  لا يعطيه ، من المهم جدا أن يكون الملك نموذجا قياديا صادقا ، من جهة أخرى  الملك يسعى الى نشر العدل والصدق والقيم في مملكته ، لكن الوزراء الذين  أوكل اليهم تنفيذ  هذه  القيم على أرض الواقع كانوا منقطعين عن الرعية ، ونقلوا صورة مغايرة للملك ، لذا على الملك  اختيار الحلقة المحيطة به بعناية ، من فسدت بطانته كالغاص بالماء .نوايا  الملك كانت صادقة ، لكن الطريق الى جهنم مرصوفة بالنوايا الحسنة ، جيد انه أصغى للرجل وزوجته ، ولم يعاقب الوزراء بل اقتنع بأن التربية والمراقبة هي مفتاح النجاح وليس العقاب والترهيب . أشارت  القصة الى دور  المرأة القيادية  التي بادرت الى انقاذ زوجها  من السجن والعقاب ، الى كشف الكذب المتفشي في  المملكة بعيدا عن  عيون الملك الناعسة ، كشفت هشاشة  نظام حكم الملك ورجاله الذين يخفون عنه  الحقائق، وان كانت هي  بنفسها اعتمدت  أيضا  على حيلة كاذبة ، لو كانت استندت على الصدق  في محاربة الكذب لكان  أفضل  .                                                          


 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق