مدونة الأديب سهيل ابراهيم عيساوي , تعنى بقضايا الأدب والفن والمسرح والثقافة والأدباء في العالم العربي والاصدارات الادبية ، أدب الأطفال ، النقد ، مقالات ، دراسات ، جوائز أدبية ، ورصد الحركة الأدبية المحلية .بامكانك ايها الكاتب اثراء المدونة بنتاجك الأدبي وأخبارك الثقافية ،من خلال مراسلتنا على البريد الالكتروني : sohelisawi@yahoo.com ص .ب 759 ، كفرمندا 1790700 ، هاتف نقال 0507362495 المواد المنشورة في المدونة لا تعبر بالضرورة عن راي صاحب المدونة
الجمعة، 1 يناير 2021
صدر حديثا : للأديب والشاعر والباحث صالح زيادنة كتاب لغويات من الفصحى والعامية
صدر حديثا للأديب صالح زيادنة. كتاب جديد بعنوان. لغويات من الصفحى والعامية ، يقع الكتاب في 186 صفحة من الحجم الكبير. ، ورق مصقول ، طباعة قشيبة ، من مواضيع الكتاب : أخذ في لغة العامة ، الأزرق والأشهب ، انطلقت رجله ، حول كلمة برنجي ،حول كلمة برغي ،سفير السنابل ما هو ،حول الاسم شريتح ،الصوف وأنواعه ، حول طز طاخ ،حول كلمة قوطر ، كلمات تبدو غريبة ، المريول ما هو ؟ ، حول كلمة مرطبان ، يعتمد الكتاب على عشرات المصادر وأمهات الكتب العربية ، يشار الى الكاتب والباحث صالح زيادنة ، له العديد من الابحاث الجادة في اللغة العربية والتراث البدوي وحياة البادية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
خطبة الشيخ الطيِّب السرَّاج في المجمع اللُّغوي في القاهرة عام 1933
ردحذفعندما تحدى أعضاء المجمع وارتجل قصيدته "التجديد"
الشيخ الطيِّب السرَّاج إِمام اللُّغة العربية في العصر الحديث وسادنها، وهو أول من حمل راية السُّودان في المجامع اللُّغوية، وأول سوداني ينال عضوية المجمع اللُّغوي في القاهرة، الذي كان يُعرف آنذاك باسم “مجمع فؤاد الأوَّل للغة العربية“، وذلك في العام 1933 بعد صدور المرسوم الملكي بتأسيسه في العام 1932.
ولقد بدأ السرَّاجي مشواره كعضو في هذا الصرح العلمي، ثم ترقى في المناصب حتى اختير رئيساً للجنة التحقيق وإِحياء الكتب القديمة، قبل تقلده مرتبة العضو المراسل في خمسينيات القرن العشرين.
نهل من معين الشيخ الطيِّب السرَّاج كوكبةٌ من الأعلام، تشكَّلت مداركهم في حضرته، وتهذَّبت ملكاتهم في كنف علمه، فانبثقوا من رحابه إلى فضاءات الفكر والأدب واللُّغة، يَسطعون في سماء الحياة العامة تربية وعلماً بما نالوه من توجيهٍ وعناية. وكان في طليعة هؤلاء النُّجباء من ارتقى في مدارج التأثير، حتى غدا عَلَمًا يُشار إليه بالبنان، وكان من بينهم اللُّغوي الأديب البروفيسور عبد الله الطيِّب، الذي لم يكن تلميذاً نهل من علم السرَّاجي فحسب، بل جليساً للسرَّاج ومجالِساً له في حلقات الفكر والأدب واللُّغة بصالون السرَّاج الأدبي “منتدى الأصالة” الذي كان عضواً فيه، وهو يُعدُّ أول صالون أدبي في السُّودان تأسس في عشرينيات القرن الماضي، وثاني صالون أدبي في الوطن العربي بعد صالون“مي زيادة” في مصر.
يروي البروفيسور عبد الله الطيِّب في تحقيق صحفي نشرته صحيفة" الرأي العام" عن قصة ترشيح الشيخ الطيِّب السرَّاج للمجمع اللُّغوي، والتي نقلها الكاتب الصحفي المخضرم الأستاذ إِبراهيم دقش، حيث يقول البروفيسور عبد الله الطيِّب:
“كنتُ ضمن الوفد الذي ذهب إِلى القاهرة لتقديم الشيخ الطيِّب السرَّاج مرشحاً عن السُّودان في المجمع اللُّغوي، وأقمنا في بيت السُّودان، وعشية جلسة الترشيح اتصلت بعميد الأدب العربي الأستاذ طه حسين، وقرأت عليه أبياتاً من قصيدة للسرَّاجي يمدح فيها ملك اليمن وإِمامها، يقول فيها:
يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمَرْجُوُّ نَائِلُهُ
وَالْمُسْتَغَاثُ بِهِ فِي مُخْلَفِ الْمَزْنِ
إِلَيْكَ جِئْتُ مِنَ السُّودَانِ تَرْفَعُنِي
إِلَى لِقَائِكَ أَشْوَاقِي وَتَخْفِضُنِي
مُهَاجِرًا مِنْ بِلادِ الشِّرْكِ، لَيْسَ لَنَا
عَنْهَا مُرَاغَمَةٌ إِلَّا إِلَى الْيَمَنِ
أَهْلَ الْمَصَانِعِ مِنْ غَمْدَانَ تَحْسَبُهُ
إِذَا دَجَا اللَّيْلُ سَحَّ الْعَارِضِ الْهَتَنِ
فقال لي: “إِنَّ الذي يكتب مثل هذا الشعر قد مات واندثر منذ آلاف السنين”، فأجبته: “بل هو حي يرزق، وهو معي في بيت السُّودان، وهو مرشح السُّودان للمجمع اللُّغوي.”
ولقد شهدت جلسة الترشيح موقفاً لافتاً من الشيخ الطيِّب السرَّاج، حين وجَّه تحدياً علميّاً نبيهاً لأعضاء المجمع، داعياً إِياهم إِلى ذكر ما يعرفونه من أسماء الأسد في العربية. فلم يتمكّن الحاضرون من تجاوز سبعة عشر اسمًا، بينما مضى السرَّاج يُعدُّ بثقة وعفوية، حتى بلغ ثلاثة مائة اسم. ولم يكتفِ بمجرد السرد، بل كان يُثبت كل اسمٍ بما ورد له من شواهد في عيون الشعر العربي، وأخبار العرب وأيامهم، في دلالة قاطعة على سعة اطلاعه ورسوخ قدمه في التراث العربي”
وقد بهر هذا الموقف الحضور، حتى إِن رئيس الجلسة، عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، طلب منه التوقف، ولم يُخفِ إِعجابه، فقال بظرفه المعهود: “يبدو أن الشيخ الطيِّب السرًّاج قد أبحر بنا في ذاكرته الموسوعية، وكأنه يقرأ من مخطوطة لغوية شعرية قديمة”
وقد استهلّ السرَّاجي خطبته في المجمع اللُّغوي بأبيات من قصيدته الباذخة “التجديد”، التي عُرفت بين النقّاد برائعة القريض العربي، ويزيد عدد أبياتها عن 500 بيت؛ وقد تناقلت الروايات نسختين من هذه القصيدة: إِحداهما مكتوبة، والأَخرى مرتجلة ألقاها في حضرة المجمع ارتجالاً، فأسرت القلوب بجزالة لفظها وعراقة أسلوبها. وهنا أورد الصيغة المرتجلة لأوائل أبياتها التسعة، إِذ تجلّى فيها ألق البيان، وتوهّجت فيها روح الشعر الأصيل، فانبثقت منها حرارة الخطاب ووهج الرسالة:
قالوا اسْتَعِيدُوا مَجْدَكُمْ تَجْدِيدا
لَاقَى الْمُرَادُ مِنَ النَّصِيحِ مَرِيدا
قَرَعَ الظَّنَابِيبَ الْيَعَاسِيبَ الأُلَى
يُحْيُونَ فِينَا كُلَّ يَوْمٍ عِيدا
شَدَّ الْحَيَازِيمَ الْكِرَامَ لِيَبْعَثُوا
بَعْدَ الْبِلَى لُغَةَ الْجُدُودِ جَدِيدا
لُغَةَ الْجَحَاجِيحِ، الْوَحَاوِيحِ،
الْمَصَابِيحِ، السَّمَاةِ جُدُودا
أَعْنِي الْمَرَازِبَةَ، الْمَلَاوِثَةَ، الْخَلَاجِمَةَ،
الْخَضَارِمَةَ، الْأَبَاةَ الصِّيْدَا
مِنْ كُلِّ سَرْدَاحٍ كَهَاةٍ جَسْرَةٍ
جَلْسٍ عَشُوزَنَةٍ تُؤَوِّدُ الْجُودَا
كَوْمَاءَ بَادِيَةِ الدُّخَيْسِ دَرْفَسَةً
كَبْدَاءَ تَنْزِعُ مَشْيَهَا تَهْوِيدَا