لا يمكن لمؤرخ المؤسسة الرئاسية الأميركية ولمتابعها إلا أن يرتد إلى رجتين عنيفتين كادتا تحطم هذه المؤسسة، سوية مع النظام السياسي هناك، وهما: (1) اغتيال الرئيس جون كنيدي، (2) إعفاء الرئيس ريتشارد نيكسون عبر عقدي ستينيات وسبعينيات القرن الزائل، ذلك أن ما يجري اليوم من جدل وانقسام حول قرارات الرئيس دونالد ترامب إنما ينذر برجات قد تكون من ذات العيار العنيف. بل، وربما كان هذا وراء ما حدا بالإعلام الأميركي اليوم إلى بث وترويج الحديث عن “انقلاب إداري”!
وإذا ما وجد المرء صعوبة بالغة باحتمال حدوث “انقلاب” في دولة ديمقراطية كبرى، مثل الولايات المتحدة الأميركية، فإن عليه أن يراجع سجل الرئيس دونالد ترامب منذ تسنمه سدة الحكم حتى اللحظة لمعاينة ما تسبب به من إثارة للجدل وانقسامات داخل المجتمع ودوائر السياسة الرئيسية، كالبيت الأبيض ذاته، والكونجرس.
أما ما أماط “أندرو ماكيب” Andrew McCabe، مدير جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، اللثام عنه قبل بضعة أيام، فإنه يعكس أياما قادمة مشحونة بالصراع والارتطامات العنيفة التي قد تترك آثارا طويلة الأمد على الحياة السياسية في أميركا، خصوصا بعد إلقاء الضوء على “حدود السلطات” التي يتمتع بها الرئيس، وتلك التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات الأكثر قوة وشهرة عبر العالم (الأمر الذي يذكر المرء بإلقاء تهمة اغتيال الرئيس كنيدي على وكالة المخابرات المركزية CIA).
وإذا كان رئيس اللجنة القانونية في الكونجرس قد وعد بالتحقيق مع ما قاله “ماكيب” من ادعاءات (تحت القسم هذه المرة)، فإن السياسيين ورجال الدولة وعمالقة المال يتهيأون لما قد لا تحمد عقباه من تفاعلات في المستقبل، خصوصا إذا ما قرر الرئيس ترامب صب جام غضبه على فئات اجتماعية وسياسية يشك في ولائها وإمكانية تآمرها على إدارته من أجل تحقيق “الانقلاب الإداري” المتوقع إياه.
من ناحية أولى، كشف “ماكيب” عن أن نائب المدعي العام (أي وكيل وزارة العدل) “رود روزنستاين” كان قد عبّر عن استعداده لمقابلة الرئيس ترامب في البيت الأبيض “ملغما” بسلك للتنصت وللتسجيل الصوتي، والأدهى هو غرضه من هذه المقابلة، وإنما كان هو الظفر بما يمكن لوزارة العدل من توظيفه، كفقرة قانونية (25 amendment) للتمكن من إعفاء الرئيس ترامب من منصبه. وإذا كان “ماكيب” قد طرد من إدارة الــFBI قبل يوم واحد من استحقاق تقاعده، فإنه قد أعلن على التلفاز بأنه قد عمل ما بوسعه لإبقاء التحقيقات والاستجوابات حول خيوط تعاون الرئيس ترامب مع الكرملين (ممثلا ببوتين). وهذا ما يجري اليوم على قدم وساق على سبيل إدانة الرئيس، الذي يبدو للمتابعين وكأنه محاصر من عدة جهات متنفذة من عالمي السياسة والمال، خصوصا بعد إعلانه حالة الطوارئ لسحب الأموال الكافية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، دون موافقة الكونجرس!
للمرء أن يتوقع صراع عمالقة عنيف قادم قريبا جدا، يكون مسرحه واشنطن، خصوصا إذا ما فقد الرئيس أعصابه عبر شعوره بالمحاصرة وبمؤامرة لإخراجه من البيت الأبيض، لذا، فإنه سينفث غضبه بشكل حارق على كل من يريد حرمانه من منصبه، الأقوى في العالم.
وإذا ما وجد المرء صعوبة بالغة باحتمال حدوث “انقلاب” في دولة ديمقراطية كبرى، مثل الولايات المتحدة الأميركية، فإن عليه أن يراجع سجل الرئيس دونالد ترامب منذ تسنمه سدة الحكم حتى اللحظة لمعاينة ما تسبب به من إثارة للجدل وانقسامات داخل المجتمع ودوائر السياسة الرئيسية، كالبيت الأبيض ذاته، والكونجرس.
أما ما أماط “أندرو ماكيب” Andrew McCabe، مدير جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، اللثام عنه قبل بضعة أيام، فإنه يعكس أياما قادمة مشحونة بالصراع والارتطامات العنيفة التي قد تترك آثارا طويلة الأمد على الحياة السياسية في أميركا، خصوصا بعد إلقاء الضوء على “حدود السلطات” التي يتمتع بها الرئيس، وتلك التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات الأكثر قوة وشهرة عبر العالم (الأمر الذي يذكر المرء بإلقاء تهمة اغتيال الرئيس كنيدي على وكالة المخابرات المركزية CIA).
وإذا كان رئيس اللجنة القانونية في الكونجرس قد وعد بالتحقيق مع ما قاله “ماكيب” من ادعاءات (تحت القسم هذه المرة)، فإن السياسيين ورجال الدولة وعمالقة المال يتهيأون لما قد لا تحمد عقباه من تفاعلات في المستقبل، خصوصا إذا ما قرر الرئيس ترامب صب جام غضبه على فئات اجتماعية وسياسية يشك في ولائها وإمكانية تآمرها على إدارته من أجل تحقيق “الانقلاب الإداري” المتوقع إياه.
من ناحية أولى، كشف “ماكيب” عن أن نائب المدعي العام (أي وكيل وزارة العدل) “رود روزنستاين” كان قد عبّر عن استعداده لمقابلة الرئيس ترامب في البيت الأبيض “ملغما” بسلك للتنصت وللتسجيل الصوتي، والأدهى هو غرضه من هذه المقابلة، وإنما كان هو الظفر بما يمكن لوزارة العدل من توظيفه، كفقرة قانونية (25 amendment) للتمكن من إعفاء الرئيس ترامب من منصبه. وإذا كان “ماكيب” قد طرد من إدارة الــFBI قبل يوم واحد من استحقاق تقاعده، فإنه قد أعلن على التلفاز بأنه قد عمل ما بوسعه لإبقاء التحقيقات والاستجوابات حول خيوط تعاون الرئيس ترامب مع الكرملين (ممثلا ببوتين). وهذا ما يجري اليوم على قدم وساق على سبيل إدانة الرئيس، الذي يبدو للمتابعين وكأنه محاصر من عدة جهات متنفذة من عالمي السياسة والمال، خصوصا بعد إعلانه حالة الطوارئ لسحب الأموال الكافية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، دون موافقة الكونجرس!
للمرء أن يتوقع صراع عمالقة عنيف قادم قريبا جدا، يكون مسرحه واشنطن، خصوصا إذا ما فقد الرئيس أعصابه عبر شعوره بالمحاصرة وبمؤامرة لإخراجه من البيت الأبيض، لذا، فإنه سينفث غضبه بشكل حارق على كل من يريد حرمانه من منصبه، الأقوى في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق