عبدالزهرة
.. وبس
لم يكن اسم
عبدالزهراء او عبدالحسين او عبدالكاظم من الاسماء التي يمكن ان يطلق عليها بأنها
ضمن ما عبد وحمد .. فعبدالله وعبدالعظيم وعبدالرحيم ، ومحمد واحمد ومحمود من تلك
المجموعة .. كما ان اسم عبدالزهرة بالذات
، والمتداول هكذا ، يمتلك من الشفافية وعدم التأويل واصالة الانتماء بما لا
يمتلكها غيره من الاسماء .. فهو شعيي قح لا يمكن التوهم بانه سني او مسيحي .. كما
انه اسم عربي نشأ وترعرع في العراق ولم يمتز به أي بلد آخر ، شرقياً كان او غربياً
.. ولم تسم الفرس ابناءها بهذا الاسم .. فلا يوجد في عرض ايران وطولها شخص اسمه
عبدالزهرة .. وكذلك لا تفعل الاقوام الاخرى التي اعتنقت الاسلام في الهند
والباكستان ودول القوقاز . بقي ان نقول هناك من يقرأ الاسم بصفته الدينية .. و
آخرون يقرأونه من زاوية التشدد والتطرف الديني ، وهذا غالباً ما يقود الى الجهل ، حتى
وان كان قارئ الاسم يدّعي العلم والمعرفة . وهؤلاء دائماً يخطأون في المعنى والمضمون ويأخذون الاسم على
ظاهره .. أي أنهم يعتقدون ، او يفسرون على هواهم ، او يحاولون ان يزوروا الحقائق ،
بادعائهم عمداَ أن ما يعنيه اسم (عبدالزهرة) هو الاشراك بالله تعالى من
خلال عبادة ما دونه .. وكذلك الامر بالنسبة لعبدالحسين وعبدالكاظم . في حين ان
المعنى الصحيح للجزء الأول من الاسم المركب وهو (عبد ) بمعنى الخادم وليس (العابد)
.. أي ان حامل هذا الاسم هو خادم للزهراء عليها السلام ، وكذلك الامر بالنسبة لخادم
الحسين وخادم الكاظم عليهما السلام ، وخادم الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
.. فهل هناك شرف اكبر من ان يكون احدنا خادماً للرسول او الزهراء او الحسن والحسين
سلام الله عليهم جميعا ، وهل ننال هذا الشرف ونحن نعيش بعد 14 قرناً من وفاتهم إلا
بالتسمية بخدمتهم ، اعترافاً منا بمكانتهم ومنزلتهم وورعهم وتقواهم وشفاعتهم ، بصفتهم
آل المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم . واذا كان هذا مفهوم الاسم فلا اعتقد ان
عالماً او جاهلاً يعترض على التسمية .. واذا كان ذلك الرجل السيئ الذي يُدعى
اللافي ، لا اسره الله في الدنيا والاخرة ، الذي جيش الناس قبل عام من الان على
منع عبدالزهرة من دخول الرمادي والفلوجة عالماً فبئس ما تعلم .. بل انه ما انتفع
بعلم ولا اصبح العلم زاده .. وانما ازداد جهلاً وعناداً .. واذا كان جاهلاً بمعنى
الاسم فأنه استخدمه تشدداً وتطرفاً وعنجهية وجاهلية .. فهو ادنى من ان يؤخذ بكلامه
او يقتدى به .. فعبدالزهرة يدخل مكة المكرمة والمدينة المنورة .. فهل الرمادي
والفلوجة اشرف منهما ..؟!! وعبدالزهرة يدخل بيت الله الحرام ويقبل الحجر الاسود
ويصلي في الجامع المكي المقدس وجامع الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهل يصح ان يمنع
من دخول مدن هي في كل الحسابات ادنى واقل منزلة . ان الله عز وجل اذا اراد
ان يضل عبداً انطقه كفراً .. وهو ما حصل فعلاً على لسان ذلك الرجل الذي لا يستحق
ان يوصف بأنه رجل .. فالرجال تأنف ان تنزلق هكذا منزلق .. وقد تمادى في غيه وجهله
وبداوته .. فلم يسبق لأحد في العالم ان استخدم هذا المنطق وبهذه الجهالة .. ولم
يسبق للأمم والاديان والطوائف والاقوام ان منعت الناس من دخول المدن بناءً على
تسمياتهم واسمائهم ..انه قمة العنصرية والتمييز بين ابناء البشر .. ومرتبة عالية
في التطرف والتحريض على الكراهية والفرقة وهي ما تأباه النفس البشرية .. إلا تلك
التي وصفها جل وعلا بأنها أمارة بالسوء ، لابد لكل من لم يدرك سابقاً ان معاني هذه
الاسماء الخدمة وليست العبادة وان لا تنطلي عليه أباطيل الجهلة بأن
فئة من العراقيين يعبدون البشر ، ويشركون بالله جلت قدرته ، وذلك لغايات معروفة ,
ودسائس مبيتة تدفعها نفوس مريضة مجانبة للحق ، ظالمة كاذبة على الله ورسوله
والمؤمنين .. فهم اخوان الشياطين .. نعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم .
عبدالزهرة
الطالقاني
القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق