رواية البارمان تدور احداث الرواية فى سبتمبر 2005 عندما اعلن الرئيس حسني مبارك وقتها ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية ليصبح بعدها اول رئيس منتخب حسبما اعلن وقتها ، حيث تتناول الرواية فكرة الوهم والمشاعر الكاذبة والنشوة الزائفة التى تظهر حتما بين الحاكم والمحكوم وبين الاشخاص العاديين فى علاقاتهم الانسانية . بطل الرواية يعمل بارمان فى حانة شهيرة بمنطقة الزمالك الراقية بقلب القاهرة ويعيش فى حى السيدة زينب وهى منطقة شعبية لا تقل شهرة عنها كان مسيحيا ثم اشهر اسلامه فى منطقة سكنه فقط ليتزوج من امراة احبها وعاش معها فانجبت له طفلا وشاركها فى محل لبيع ملابس المحجبات من خلال دخله من البار ، بينما ظلت ابنته مريم المتخرجة من كلية الصيدلة محتفظة بديانتها المسيحية وعاشت معه ومع زوجته الجديدة وهى تخفي ديانتها بعدما تشددت زوجة ابيها دينيا وتزايد اصرارها على ارتداء مريم للحجاب ، تتعرف مريم على ابن شريك والدها وزوجته شاب يدعى عبد الوهاب درس معها فى كلية الصيدلة واحبها واحبته واتفقا على الزواج والهجرة الى كنذا دون ان يعرف انها مسيحية ، يظهر من خلال الاحداث انه يعانى من عقدة ابيه الذى يعتبره تافها فيتخبط فى حياته ما بين الانطواء والقراءة فى الفلسفة وتاليف ابيات الشعر ليتغنى بها فى حب مريم الى ان المواظبة على حضور دروس دينية تنتهى به الى ارتداء جلباب قصير واطلاق لحية عشوائية وتزمت افكاره ومن بينها تكفير المسيحيين ، يزداد تطرفه وتجاهله لمريم وهى تحالو ان تفعل اى شئ يرضيه لكنها تفشل فى النهاية يصر على ارتدائها الحجاب فتفعل حتى ترضيه مؤقتا لحين ايجاد حل لمشكلتهما فتفرح زوجة ابيها المتشددة بحجابها وتحاول ان تجد لها عريسا من اهل منطقتها وابيها البارمان لا يحرك ساكنا سوى نصحها بالصبر حتى كفرت به وامنت بان الصبر خرافة اختراعها الانسان لكى يمنع غيره فى ان يعيش فى سلام . تتصاعد حدة الخلاف بينها وبين عبد الوهاب ويفاجئها بان والدها كافر وانه اكتشف انه يعمل بارمان ويطلب منها ان تتنقب ليتزوجها ويهاجرا الى اليمن ليعيشا سويا فى معسكرات تنظيم اسلامى جهادى فتفقد صوابها وتقذفه بمطفأة ثقيلة على راسه وتمسح كفها فى دمائه وترسم بها صليبا فى الهواء وعلى جدارن المحال وهى تهيم على وجهها فى الطرقات حتى تفقد صوابها تماما . من خلال تسلسل احداث الرواية نري الجانب الاخر من حياة البارمان الذى يبدا عمله فى وقت الظهيرة حتى ساعات الصباح التالي فيخرج من بيته متجها الى منطقة وسط البلد بسيارته ثم يتركها فى جراج عمومى ليخرج من باب اخر مترجلا ليستقل تاكسي لمنطقة الزمالك يتوقف به عند عمارة شهيرة ضخمة ذات عدة مداخل ومخارج يستخدم احداها للتمويه ليخرج الى شارع اخر ليسير على الاقدام الى ان يصل الى البار ليتخفى عن الاعين الذى يظن انها تراقبه بعد ان اخفى عن الجميع انه يعمل بارمان ، وبداخل الحانة يخلع نظارته السميكة ليرتدى عدسات لاصقة ونصف باروكة من شعر مستعار يخفى بها مقدة راسه الصلعاء ليبدو شخصا اخر اكثر حيوية ونضارة واصغر سنا ، يسيطر بحسم قائد عسكري على جرسونات البار ويبدو صارما معهم فى تعاملاته فلا يغفر لهم أي خطا ولو يسير بينما يبدو ضعيفا للغاية مع زوجته وفى محل بيع ملابس المحجبات الذى يشارك فيه زوجته ورجل مصري يعيش فى الخليج ثم مع الوقت وبناء على نصيحة من ضابط شرطة فاسد يتردد على البار ليقبض الرشاوى باعتباره مكان آمن يبدا فى مهادنتهم والاغداق عليهم بالمال من اكراميات رواد البار مقابل ان يترشحوا ضده فى انتخابات الغرفة السياحية التى يتبعها الفندق الذى يقع به البار حيث ان ترشحه وفوزه صار مهما بالنسبة له لضمان التجديد له لعام اخر ساقيا بتلك الحانة التى تتبع شركة الفنادق الحكومية وحتى تبدو الانتخابات حقيقية وبها منافسة على ان يعطوه صوتهم يوم الانتخابات فيوافقون .. بداخل البار نكشف كيف يسرق الجرسونات من خلال تدبير البارمان زبائنهم وكيف يغشونهم بعد ما يتبن لهم سكرهم ونكتشف ان هناك جارسون يدعى ضياء يزور فى الفواتير ويسرق الفندق التى تقع به الحانة ولكن البارمان لا يبلغ عنه حتى يضمن صوته فى انتخابات الغرفة السياحية ثم يوشي به بعد ذلك للخلاص منه ، ونتعرف على وسائلهم فى تسهيل علاقات الرواد من الرجال بالنساء وتعريف البعض على اخرين لعقد صفقات ومصالح كما نتعرف بصورة اكبر على جوانب انسانية كثيرة لرواد دائمين وجوانب خفية من حياتهم داخل البار وعلاقاتهم مع البارمان الذى يعتبر نديم الخمر بالنسبة لهم والقاضى الصامت عن جرائمهم وكيف يتعلقون به اكثر كل يوم رغم انه يكذب عليهم ويخدعهم دوما . وبداخل البار يظهر المحامي الشهير وحيد حلمي الذى اكتسب شهرته من مرافاعاته فى قضايا الفساد وهو صديق مقرب للبارمان يتخدمه فى الايقاع بزبائنه بعد ان يوهمهم بقدرته على حل قضاياهم ومشاكلهم بطريقة مبتكرة لا يستطيع احد غيره ان يقوم بها بينما هو يلجا دوما الى حيل غير قانونية مستغلا الثغرات فى القانون وشغف الزبائن به على مرجعية من شهرته المبالغ فيها على خلاف الحقيقة ، فيقع فى براثنه وزير اسبق يدعى كامل ابوالاسرار كان من المقربين لنظام الحكم ووزير مهم الا ان النظام تخلص منه واقاله بعد ما انتهى دوره فى خداع الشعب لفترة ما فيوقن الوزير ان نهايته قد اقتربت ومحاكمته باتت وشيكة فيحالو عبثا اللجوء للمحامى الشهير للدفاع عنه الا انه يفشل حتى فى لقائه ثم ينتهى الامر بتدبير البارمان له موعدا بالبار وينجح المحامى فى اقناع الوزير بسداد خمسة ملايين جنيه اتعاب له رغم ان قضيته اهدار للمال العام لا تتعدى قيمته مليون جنيه فقط ولكن خوفه من السجن ومكيدة البارمان والمحامى جعلاه يوافق باقتناع . تنتهى احداث الرواية بالانتقال من البار الى المحكمة حيث يلقى معظم ابطال النص الادبي نهايتهم فنفاجئ بأن العدالة هنا غير سوية فالقضاة يعاقبون المتهمين بناء على اوراق فقط وادلة وضعتها الشرطة بمعرفتها ومستندات غير مكتملة هى كل ما ارادات اجهزة الدولة تقديمه واخفت عن القاضى ما لاتريده ان يظهر فتاتى احكام المحكمة على خلاف المتوقع تماما يحصل الوزير الاسبق على براءة فيشيد بنزاهة القضاة ويحكم على طبيب امراض النساء بخمس سنوات بتهمة الاجهاض وتسببه فى قتل هاجر ابنة البواب بالخطأ مع انه كان يحاول انقاذها لكن وجودها فى عيادته وشهادة ابيها والممثلة المغمورة ضده انهيا مستقبله ، بينما تحكم المحكمة على موظفة البنك فدوى بالسجن عشر سنوات على ارتكابها جريمة تزوير توقيع سعيد بعد ان عجز خبير الخطوط على اكتشاف قدرته على استخدام يده اليسرى بينما يصدر حكم صادم باعدام عامل الدليفري على جريمة قتل زينة التى لم يرتكبها على الاطلاق وعبثا يصرخ فى وجه القاضى بانه تاجر مخدرات ولكن القاضى لا يلتفت الى كلامه بينما تفقد مريم صوابها وتبدو حالمة هائمة ترتل ترانيم فى هدوء بعد ما قررت المحكمة ايداعها مستشفى الامراض العقلية لمدة خمسة واربعين يوما تحت الملاحظة فى حين يطلب عبد الوهاب منها تعويضا مدنيا عن اصابته وتقضى المحكمة بايقاف تنفيذ العقوبة للجرسون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق