الخميس، 2 يناير 2014

قراءة في قصة أغلى من الذهب بكثير ، تأليف سهيل كيوان ، بقلم سهيل عيساوي


براهيم عيساوي القصة معدة للأطفال ، تأليف الأديب المبدع ، سهيل كيوان ، رسومات نوار ابو خضرة راشد ، تدقيق لغوي : د .لشارة مرجية ، اصدار مركز الكتاب والمكتبات في اسرائيل ، بدعم من وزارة الثقافة والرياضة ، سنة الاصدار 2013 ، تقع القصة في 23 صفحة من الحجم الكبير ، غلاف سميك ومقوى . ترافق القصة رسومات جميلة ملونة . ملخص القصة : قصة الطالب حامد الذي كان يلح على أمه أخذ مصروفه ، رغم أن والده لم ينل راتبه منذ ثلاثة شهور، الأم بدورها توقفت عن اعطاء المصروف لحامد بسبب المشاكل الاقتصادية ، اتفق ان وجد حامد قطعة ذهبية في الشارع التفت حوله تأكد ان احدا لم يره ، فكر في نفسه هل يعطيها لأمه لتي لم تعطه مصروفه ! اخيرا قرر انها ملكه وحده ، ثم راح يتجول بالسوق ، يطلب الطعام يتناوله بنهم ، بعد ان فرغ من طعامه ،عندها قدم للنادل القطعة الذهبية ، رفض النادل، أخذها فذهب حامد يبحث عن دكان اخر يصرفها له ، بعد ان رهن حقيبة المدرسة حتى يعود ، ثم دخل متجر ملابس ،بعد اختار أفضل الملابس ، عندما هم بدفع ثمنها ابرز القطعة الذهبية للبائع فرفض البائع وقال اترك البضاعة الى ان تسدد ثمنها ، وقال لحامد ان امرأة مرت من هنا تبحث عن قطعة ذهبية فقدتها ،ردها اليها ، لكن حامد أجاب أنها من المتسولات ،وعند بائع الأحذية تكرر نفس الحديث والمشهد، وصل حامد الى الصائغ لبيع القطعة بادعاء أن والده أرسله لبيعها ، أمطره الصائغ بالأسئلة بدهاء وقال له أن احدى النساء جاءت لبيع قطعة مشابهة لكنها فقدتها بالسوق ، حامد أنكر فهدد الصائغ بطلب الشرطة لتحقق بالأمر هي لحامد أم للمرأة التي دخلت لتستريح بالغرفة الجانبية ، عندما دخلت المرأة على البائع وحامد، زاد تساقط دموعها ، وقالت " سيدي ..هذا الولد ، هو ابني حامد ، ويبدو اني اخطأت في تربيته ..فكان علي ان افهمه بان هنالك ما هو اغلى من الذهب بكثير ، والذي علينا ان نحافظ عليه ، حتى في اقسى الظروف .." رسالة الكاتب : القصة تحمل في طياتها رسالة انسانية وتربوية ، موجهة للأهل والاطفال والمجتمع على حد سواء . - الأمانة : ان وجد احدنا أي امر لا يتبع له عليه بذل الجهد الكبير في البحث عن صاحبه ، لان صاحبه قد يكون بأمس الحاجة اليه ، فحامد وجد القطعة الذهبية وادرك ان هنالك امرأة مسكينة تبحث عنها ، لكنه انكر وكابر وكذب . - الصدق : الصدق صفة تنجي صاحبها من كل ورطة والضيق ، لكن حامد تعمد الكذب والافتراء حتى جنى على نفسه . - التعاون : القصة تصور التعاون بين التجار وعدم الطمع بالقطعة الذهبية التي كانت مع الولد ، بل اثروا أن تعود الى صاحبتها . - مصروف الاولاد الزائد للمدرسة : هنالك الكثير من الاولاد يثقلون ويلحون على الاهل حتى يحصلون على مصروف جيب ، قد يثقل على الأهل ، في النهاية غالبا ما يشتري به الطفل المسليات التي تضر بصحته ، بينما زاد وطعام الأم الصحي والزاكي يرفض ومذموم ولا ينظر اليه باحترام وتقدير، وهنا الدور الكبير لوسائل الاعلام والمدرسة والأهل والمجتمع لنشر الوعي حول الغذاء الصحي للطالب . - الصادق مصدق ، سيماهم في وجوههم: الناس تتعرف على صاحب الحق بسهولة من خلال حديثه ولغة جسده وتصرفاته الاشعورية، فحامد الذي لم يتعب بالمال راح يبذره يمينا وشمالا ، على المأكل والملبس والكمليات ، وجميع التجار شكوا في امره ،بحكم خبرتهم مع الزبائن وايضا بفضل تصرفات حامد التي فضحته . - نقد لاذع للأوضاع الاقتصادية: التي يعاني منها العامل الكادح ، اوضاع العمال في الغالب صعبة وخاصة ان تعرض مكان العمل لهزات اقتصادية لإضرابات والتشويشات ، فوالد حامد لم يحصل على راتبه مدة ثلاثة أشهر متتالية مما اثقل على كاهل الاسرة ،وللأسف الاولاد لا يدركون التكيف مع الأوضاع الاقتصادية الجديدة والعسيرة ، لذا هنالك حاجة للمصارحة بين الاهل والابناء ليتفهم ويتكيف الأبناء مع الواقع الجديد. ملاحظات حول القصة : وجود المرأة عند الصائغ في غرفة الانتظار وقت حضور حامد لبيع القطعة الذهبية ، اثقل على القصة كونها مصادفة ، وايضا وجود غرفة انتظار لدى الصراف غير مكشوفة نادرا ما نجد مثل هذه الغرفة ، ولماذا لم تتدخل الأم فهي حتما تعرف صوت ابنها ، وخاصة أن صاحبة القطعة هي الام ذاتها، هي مفاجئة رائعة من العيار الثقيل ، بنيت عليها القصة بذكاء وحذر .أيضا هنالك ملاحظة حول لوحة غلاف القصة ، الرسومات جميلة ودقيقة ومعبرة وتتناغم مع احداث القصة بمهارة واتقان ، لكن اختيار لوحة الغلاف لم يكن موفقا ، فقط اسم الكتاب كتب على ما يشبه قطعة ذهبية ، كان بإمكان اختيار لوحة من داخل القصة او من وحي القصة بدل الترجمة الحرفية لاسم القصة . خلاصة : قصة مبنية بشكل ممتاز مع تصاعد بالأحداث بشكل سلس ومنطقي ، وعالجت قضية التربية السليمة، والبناء الأسري الذي أخذ يتضعضع ، وأتفق مع الكاتب بان الصدق والأمانة والأخلاق أغلى من الذهب بكثير وهي الكنز الحقيقي المفقود في هذا الزمن الأصفر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق