الاثنين، 14 فبراير 2011

وتشرق شمس الحرية من جديد فوق الاهرام

وتشرق شمس الحرية من جديد فوق الاهرام

كتبهاسهيل عيساوي ، في 13 فبراير 2011 الساعة: 12:22 م

ما حدث في القاهرة وتحديدا في ميدان التحرير , ليس مجرد حدث عادي في التاريخ المصري , او العربي او الاسلامي او العالمي , مصر اكبر دولة عربية , وصاحبة الحضور القوي , على الساحة الدبلوماسية والسياسية , بفضل علاقتها مع الولايات المتحدة ودول الخليج , ومصر صاحبة اعرق حضارة , ونظام مبارك كان يمسك بكل الخيوط في الدولة على المستوى السياسي والاقتصادي بفضل التزاوج الكاثوليكي بين المال والسياسة , والسيطرة التامة على مجلسي الشورة والشعب من قبل الحزب الوطني الحاكم في ظل تغييب المعارضة من خلال الملاحقة , والسجن ومنع اعطاء تراخيص والارهاب البوليسي حتى قيل ان نظام مبارك يملك حوالي 2 مليون شرطي سري , لكن نظام مبارك لم يفطن الى طموحات الشباب ومطالبهم المشروعة بضرورة توفير لقمة العيش والكرامة والحرية

ودمج الطاقات المصرية الشابة في عملية تطوير مصر , وضرورة مراجعة السياسة المصرية الخارجية ومواقفها من قضايا الامة , والقضية الفلسطينية بامكان مصر تحقيق مكاسب اكبر للشعب الفلسطيني من خلال المباحثات المتعثرة كون مصر وقعت على اتفاقية سلام مع اسرائيل , وكتم انفاس المعارضة وصبغ مصر بلون ودم الحزب الحاكم وزج بالاف المعارضين في غياهب السجون والتضييق على حرية الراي في ظل العولمة وانتشار الانترنت والمواقع الاجتماعية سهولة معرفة ما يدور في مصر عبر وسائل اعلام عربية وغربية ومن خلال الشبكة العكبوتية , ورغبة مبارك في توريث ابنه جمال رغم عدم اهليته لذلك ورفض الفكرة اساسا من قبل الشعب واحزاب المعارضة , وتفشي الفساد الاداري والرشوة في كل مكان , ادارة مبارك تحكم البلد بعقلية قرن مضى الشباب ينظرون الى المستقبل مشرق ونظام مبارك يحدق الى الوراء

كل هذا ولد شعور من الاحباط والغليان في الشارع المصري , نهر النيل شهد على الاجحاف والظلم والتجويع والتركيع والاذلال , فكانت ثورة 25 يناير 2011 الشرارة التي وجدت جبالا من حطب الثورة في انتظار الشرارة الاولى وفشل مبارك واركان نظامه في استيعاب مطالب المنتفضين في الوقت المناسب بدل الاستماع اليهم في اليوم الاول قام رجال الامن بامر من مبارك ووزير داخليته بقمع المتظاهرين المسالمين فزاد الغليان والتنازل تلو التنازل لم يثني الشباب في ميدان التحرير , ووقوف الجيش ضمنيا الى صفوف الشعب ومطالبه زادهم عزما واصرارا , خطابات مبارك الهزيلة والفارغة المضمون والتي حاول من خلالها استعطاف عقول المتظاهرين من التذكير بانه من ابطال حرب اكتوبر , وبعض التنازلات المتاخرة , لم يكن لها رصيد او صدى بل على العكس , وتخلي الغرب والولايات المتحدة عن مبارك الامر زاده تخبطا وضعفا ,

سقوط مبارك المدوي ترك الاثر الكبير في قلوب الاطفال والشباب والشيوخ , ورجال السياسة , عمت الفرحة الامة العربية من المحيط الى الخليج , وكل البيوت وحي وكان مبارك لم يكن يحكم مصر وحدها انما العالم العربي , يكتم وعلى انفاس الامة ويعيق التغيير والتقدم ويقدم للغرب صورة الحاكم العربي المتشبث بكرسي الحكم وتحويل نظام الحكم الى ملكي عائلي , يجمع الثروة وافراد عائلته وشعبه يموت جوعا ويسكن في المقابر , حاكم متعلق بالغرب ورغباته ولا يسمع صوت شعبه ولا يعرف الوان الحرية , ومع ذلك الغرب كان اول من لامه على اهانة شعبه واشباعه صنوف العذاب والهوان , فكان سقوطه رسالة للحكام العرب بان الارتماء في حضن الغرب ليس طوق نجاة بل حبل مشنقته , هذه الثورة رسمت من جديد صورة مصر وصورة المصري الشريف الذي شوه النظام صورته , تصرف المتظاهرين الراقي والحضاري والقيادات الشبابية والحزبية , هذه الثورة الناجحة رسالة لشعوب الارض بان القرار والحكم للشعب , واشارة للحكام العرب بان الشعوب العربية استفاقت من غيبوبتها الطويلة ولن ترضى بالدكتاتورية وسحق حقوقها الاساسية , والشمس التي اشرقت فوق الاهرام ستصل حتما كل عاصمة عربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق