”القيادة أو إدارة مجموعة شركات عملاقة أو عابرة للقارات، إنما هما أمران مختلفان بالكامل. إن قيادة الدولة تختلف كلية عن قيادة شركة بناء وإعمار فنادق، بغض النظر عن حجم ورأسمال الأخيرة. قيادة الدولة تتطلب أن يفكر القائد أو الحاكم المحنك والعادل بكل صغيرة وكبيرة قبل أن يتخذ قرارًا معينًا، قرارًا ليس من نوع قرارات “القفز في الظلام”، أي قرارات “على الله، ويا زماني”.”
طالما رددت في دخيلتي سؤالًا بلاغيًّا افتراضيًّا، مفاده: “لو كنت في مكان ذلك القائد أو ذلك الحاكم؟” ثم أجيب عليه، بما يلي: “لفعلت كذا، وكيت”. وأني لمتأكد من أن هناك الملايين من هم مثلي، أي من هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم قادة أو حكامًا ليفعلوا كذا وكذا، معتقدين، كما هي حالي الافتراضية، واهمين بأن عمل القائد أو الحاكم بسيط لا يتجاوز الإشارة واتخاذ القرارات الارتجالية، بلا اعتبارات أخرى، متناسين أهمية شروط مسبقة للقائد أو للحاكم الجيد، ومنها بعد النظر والاستئناس بالرأي الآخر والشعور بالمسؤولية التاريخية، من بين سواها من الشروط الأساس.
هذا بالضبط هو ما حدا الرئيس الأميركي السابق، “جون كنيدي”، الذي قال بالحرف الواحد وهو على رأس إدارته بالبيت الأبيض: “كم تمنيت أن أقضي وقتًا أطول في تعلم فنون القيادة والإدارة الحكومية، من ذلك الوقت الذي قضيته أسعى للظفر بالرئاسة.” والحق، فإن هذه هي الفكرة التي راح الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، يكررها على مسامع رجال الإعلام والقنوات الفضائية التي يمثلونها، إذ كرر القول بأن: “لم أكن أتوقع أن الرئاسة تتطلب هكذا حجمًا من الجهد والوقت”، معبرًا عن حقيقة مطابقة للحقيقة التي حددها الرئيس كنيدي في أعلاه، وهي أن القيادة أو إدارة مجموعة شركات عملاقة أو عابرة للقارات، إنما هما أمران مختلفان بالكامل. إن قيادة الدولة تختلف كلية عن قيادة شركة بناء وإعمار فنادق، بغض النظر عن حجم ورأسمال الأخيرة. قيادة الدولة تتطلب أن يفكر القائد أو الحاكم المحنك والعادل بكل صغيرة وكبيرة قبل أن يتخذ قرارًا معينًا، قرارًا ليس من نوع قرارات “القفز في الظلام”، أي قرارات “على الله، ويا زماني”.
أما نحن البسطاء من الرعية، فلا يمكن أن تكون افتراضاتنا من نوع: “لو كنت مكانه، لفعلت كذا وكذا” بذات الدرجة من التعقيد الذي يواجه القائد أو الحاكم الحق، أي المسؤول أمام شعبه، بل وأمام القادم من أجيال ذلك الشعب. القيادة الحقة لا تشبه قيادة فريق لكرة القدم، ولا تتطابق مع قيادة بلدية مدينة صغيرة في أقصى الجنوب أو الشمال. هي ثمرة عمل دؤوب وكدح فكري وجسدي متواصل يتعلم القائد الحقيقي من خلاله تم يعلمه لمن يأتي من بعده عبر إرساء تقاليد قيادة أو أنساق حكم عادلة لا تفكر بما تمليه اللحظة العاطفية، أو بما تمليه العواطف المارة والمتلاشية في مرحلة زمنية مؤقتة معينة.
ينطبق الكلام أعلاه على نحو خاص على أحوال القائد النفسية وعلى أحوال الأوضاع العامة، متواشجة مع الأولى، خاصة في أوقات الأزمات الصعبة، أو الكوارث الطبيعية أو النزعات المسلحة والخصومات السياسية الداخلية. وهذا الأمر ينطبق على قرارات خطيرة ذات تبعات أجيال من نوع قرارات شن حرب، أو قرارات سن القوانين الدستورية الدائمة المفعول، أي الطويلة الأجل.
هذا بالضبط هو ما حدا الرئيس الأميركي السابق، “جون كنيدي”، الذي قال بالحرف الواحد وهو على رأس إدارته بالبيت الأبيض: “كم تمنيت أن أقضي وقتًا أطول في تعلم فنون القيادة والإدارة الحكومية، من ذلك الوقت الذي قضيته أسعى للظفر بالرئاسة.” والحق، فإن هذه هي الفكرة التي راح الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، يكررها على مسامع رجال الإعلام والقنوات الفضائية التي يمثلونها، إذ كرر القول بأن: “لم أكن أتوقع أن الرئاسة تتطلب هكذا حجمًا من الجهد والوقت”، معبرًا عن حقيقة مطابقة للحقيقة التي حددها الرئيس كنيدي في أعلاه، وهي أن القيادة أو إدارة مجموعة شركات عملاقة أو عابرة للقارات، إنما هما أمران مختلفان بالكامل. إن قيادة الدولة تختلف كلية عن قيادة شركة بناء وإعمار فنادق، بغض النظر عن حجم ورأسمال الأخيرة. قيادة الدولة تتطلب أن يفكر القائد أو الحاكم المحنك والعادل بكل صغيرة وكبيرة قبل أن يتخذ قرارًا معينًا، قرارًا ليس من نوع قرارات “القفز في الظلام”، أي قرارات “على الله، ويا زماني”.
أما نحن البسطاء من الرعية، فلا يمكن أن تكون افتراضاتنا من نوع: “لو كنت مكانه، لفعلت كذا وكذا” بذات الدرجة من التعقيد الذي يواجه القائد أو الحاكم الحق، أي المسؤول أمام شعبه، بل وأمام القادم من أجيال ذلك الشعب. القيادة الحقة لا تشبه قيادة فريق لكرة القدم، ولا تتطابق مع قيادة بلدية مدينة صغيرة في أقصى الجنوب أو الشمال. هي ثمرة عمل دؤوب وكدح فكري وجسدي متواصل يتعلم القائد الحقيقي من خلاله تم يعلمه لمن يأتي من بعده عبر إرساء تقاليد قيادة أو أنساق حكم عادلة لا تفكر بما تمليه اللحظة العاطفية، أو بما تمليه العواطف المارة والمتلاشية في مرحلة زمنية مؤقتة معينة.
ينطبق الكلام أعلاه على نحو خاص على أحوال القائد النفسية وعلى أحوال الأوضاع العامة، متواشجة مع الأولى، خاصة في أوقات الأزمات الصعبة، أو الكوارث الطبيعية أو النزعات المسلحة والخصومات السياسية الداخلية. وهذا الأمر ينطبق على قرارات خطيرة ذات تبعات أجيال من نوع قرارات شن حرب، أو قرارات سن القوانين الدستورية الدائمة المفعول، أي الطويلة الأجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق