قصيدة نظمتها ارتجالا على نمط قصيدة الشاعر اللبناني المهجري الكبير "
إيليا أبو ماضي" بعنوان : ( أيهذا
الشاكي وما بكَ داءٌ ) للمسابقة الشعرية التي أقامتها مؤسسة الوجدان الثقافية
- وهي إكمال لعجز البيت الشعري من قصيدة أبي ماضي ،وهو: ( أن ترى فوقهَا
الندى إكليلا ) مع نظم أبيات شعرية أخرى على نفس الوزن والقافية .
أيُّهَا الشّاكي عِشتُ
عُمرًا طويلا كنتَ
عبئًا على
الحياةِ ثقيلا
تنشرُ اليأسَ في النفوسِ ، وَمَا
زِلْ تَ مثالَ
الإحباطِ .. داءً وبيلا
لا ترى السّحرَ في الوُرودِ وَتَعْمَى أن
ترى فوقهَا الندى
إكليلا
أنتَ كاللحْدِ في
وُجومٍ وَصَمْتٍ وَتُحَاكي في القحطِ
أنتَ الطلولا
مُقفرٌ تبقى من
جمالٍ وَحُبٍّ
وَمِنَ الخيرِ.. خُضتَ خطبًا
جليلا
وترَى نفسَكَ الحكيمَ ولا
تَدْ رِي ..يراكَ الجميعُ
فضًّا جَهُولا
أترِع النفسَ
بالمحبِّةِ والخَيْ ر ِ ..
ترَ الكونَ والوُجودَ
جميلا
إنَّ بالإيمانِ النفوسَ
سَتسمُو في سَمَا
الكونِ تُبدِعُ
الترتيلا
أيُّهَا الشَّاكي أنتَ
هَمٌّ وبيلٌ تُكثرُ النَّدبَ
والشَّجا والعَويلا
أنتَ في النفسِ
يا شقيُّ عليلٌ
لستَ في الجسمِ
والفؤادِ عليلا
كلُّ يومٍ يمُرُّ
دونَ رُجوع ٍ إغتَنِمْهُ فسَوفَ
يمضي عَجُولا
لا يعودُ الماضي إلينا
وَأمْرُ الْ غَدِ يبقى
مُستعصيًا مَجْهُولا
إنَّما العيش والحياة
خيالٌ كم تمنينا
لِعُمرِنا أن يطولا
لمْ نحَقّقْ كلَّ
الذي نبتغيهِ ما
بَلغنا المَنشودَ والمأمُولا
أيُّها الشَّاكي دونَ
داءٍ وَهمٍّ كم
أطلتَ التّذمُّرَ المَمْلُولا
إبتَسِمْ الحياةِ دومًا
وَكُن في هَا
جميلا ترَ الوُجودَ
جميلا
لا تسَلْ عن غدٍ
وعنكَ بعيدٌ عِشْ ليومٍ مُعَزّزًا
مَسؤُولا
عِشْ حياةً بكلِّ
جُهْدٍ وكدٍّ لا
تكن أنتَ خامِلاً وكسولا
وتمتَّعْ بنعمةِ
العيشِ ، لا تخْ شَ
زوالاً لها إلى
أن تزولا
كُنْ جميلاً فسوفَ تجلو صعابٌ في
حياةٍ ، تغدُو الجبالُ
سُهولا
وتمَتّعْ من كلِّ شيىءٍ بهيج ٍ فجمالُ الوجودِ
يَسبي الفصُولا
أنظرِ البدرَ في
السَّماءِ تجلَّى ويضيءُ التلالَ
ثمَّ الحُقولا
إسْمَع ِ الطّيرَ في الرياضِ تُغنِّي وَمعِ الزَّهرِ
لحنهَا المَعسُولا
وَحمامُ السَّلامِ قد
زادَ شَجوًا كلَّ يومٍ
ولا يَمَلُّ
الهَديلا
كحِّلِ العينَ مِن
جمالٍ وَحُسنٍ وارشُفِ الكأسَ كوثرًا سَلسَبيلا
وترَنَّمْ معِ السَّواقي
نهارًا واسألِ
البحرَ سرَّهُ المَحْمُولا
أنا للحقِّ شعلةٌ
من ضياءٍ وبأشعاري قد
دَحَرْتُ الفُحُولا وَحَياتي بذلتُهَا لبلادي لم
أجدْ مثلَ موطني
لي بديلا
وَيَراني الجميع ُ رَبَّ
المَعالي والنّدى دَومًا ، في
الدُّجَى قنديلا
أنا صرحُ الإبداعِ
في كلِّ فنٍّ وأنيرُ البلادَ جيلاً
فجيلا
أنا تاجُ الفدا
وفي مِفرَقِ الشَّرْ ق ِ وأبقى
لِمَجدِهِ إكليلا
بُهِرَ الخلقُ في
روائع شعري وقفَ الكلُّ
شاردًا مَذهُولا
مِن مُحيطٍ إلى الخليجِ شدَا العُرْ بُ أغانيَّ رُتّلتْ ترتيلا
إنَّ شعري مثلُ النّضارِ
ائتِلاقًا وأغانيَّ أمطِرَتْ
تقبيلا
إنَّ شعري للفنّ
والحُبِّ يبقى لا
لأرثي في القفرِ رَسْمًا مُحِيلا
وَحياتي بذلتُها لكفاح ٍ لافكَّ المأسُورَ والمَغلولا
وَوُرودي مدى الدُهُورِ
رواءٌ لا تُعاني
طولَ الزَّمانِ ، ذبُولا
إنهُ العيش في ارتفاع ٍ وخفض ٍ وَحُظوظٌ
تبقى ارتفاعًا نزولا
وَصَنعتُ الكثيرَ والعمرُ
غضٌّ في
قرونٍ يُحقّقونَ القليلا
إنَّ شعري لنُصْرةِ
الحقِّ يبقى يدحرُ
الباغي والقميءَ الدَّخيلا
لم يزلْ سيفي
ظامِئًا وصقيلا وعلى الباغي
مُشْهَرًا مَسلولا
إنَّ مجدَ الشُّعُوبِ يقضةُ
حِسٍّ وانتِكاسٌ إذا
استطابتْ خُمُولا
قد بذلتُ الحياةَ
من أجلِ علمٍ
واتّخذتُ الكتابَ
دومًا خليلا
قد خبرتُ الحياةَ
غضًّا غريرًا وتعمَّدتُ بالكفاح ِ رَسُولا
جئتُ كي أملأ
الوجودَ سلامًا وبإبداعي كم
أنرتُ العقولا
وأغنِّي مع النسائمِ
فجرًا وَمع ِ
الطيرِ بكرةً
وأصيلا
ناشرًا في الوجودِ سِحرَ
طيوبي تبتغيني الحِسانُ
ظِلا ًّ ظليلا
أنا أبقى كالنسرِ
في عُنفوان ٍ لستُ
طيرًا مُنكّسًا مَبلُولا
مِن يراعي تغدو القفارُ
جنانًا مطري ازدادَ ، في الهجيرِ،هُطولا
ولقد حيَّرَ الطبيعة َ أسفا
ري وَسَيْرٌ
سبقتُ فيهِ
الوُعُولا
ومكاني فوق الثريَّا
سُمُوًّا كم دَعيٍّ
خيالهُ لن يطولَ
وأرى الغيرَ ينشرُ
الشرَّ دوما
يقتفي
النتنَ والقذا
والوُحُولا
كم عميلٍ غدا
هنا وطنيًّا وَيُجيدُ الخداعَ والتّمثيلا
كم خؤُونٍ قد
باعَ شعبا وَرَبًّا وقضى العُمرَ
آبقًا وعميلا
ويعيشُ الحَضِيضَ خَلقًا
وَخُلقًا ويَرَاهُ البعضُ الشّريفَ الجليلا
لُكعٌ قد غدَا
هُنا وابنُ لُكْع ٍ سيِّدَ القومٍ
للمَخازي مُعِيلا
كم أبيٍّ ضَحَّى
لأجلِ بلادٍ هُوَ يَحْيَا
مُهَمَّشًا مَعزُولا
عالمٌ كلُّهُ خداعٌ
وإفكٌ لا نبيًّا
نبتاعُ منهُ الحُلولا
إنَّ شعبي مدَى
عقودٍ يُعاني وَلكم ذاقَ
القهرَ والتّنكيلا
بَيْدَ أنِّي أخُوضُ
دربَ نضالٍ لستُ
أدري متى سأقضي
قتيلا
إنّهَا الروحُ في
اشتياق ٍ لرَبٍّ مَنْ
سيدري متى ستلقى الرَّحيلا
يرفعُ الحظ ُّ كلَّ
وغدٍ قمِيىٍ كلَّ من
كانَ آبقًا مَهبُولا
والكريمُ الأبيُّ يلقى
صعابًا دربُهَ بالأشواكِ
يبقى طويلا
ولكلِّ امرىءٍ حسابٌ
وَحَشْرٌ وحسابُ الجاني
يكونُ ثقيلا
نحنُ مثلُ الضيوف في الأرضِ،للخُلْ دِ مساعينا ، نحنُ نرجُو
القُبولا
لا مقامٌ
في الأرضِ إن عاجلا قد كانَ
أو آجلا سنلقى
الأفولا
كلُّ
حيٍّ مَصِيرُهُ لزوالٍ جسَدٌ يَحضِنُ
الترابَ المَهيلا
أيُّها الشَّاكي من حياةٍ وَعيش ٍ لا تكُنْ للأقدارِ أنتَ عَذُولا
"أدرَكتْ كُنْهَهَا
طيورُ الرَّوابي" قالهَا إيليَّا ... أراكَ
جَهُولا
فتعلَّمْ
حُبَّ الطبيعةِ منها وَدَع
ِ القالَ والقِلى والقِيلا
فتعلَّمْ حُبَّ الطبيعةِ منها حكمةٌ قد
تُعلِّمُ المَغلولا
حكمةٌ
تُحيي بائسًا وَحزينا وَسَتُذكي المُنكّسَ المَذلولا
فدَع ِ
اللؤمَ وارتدي
ثوبَ بِرٍّ كُن
كريمًا وصادقا ونبيلا
فالإلهُ
العظيمُ ربُّ البرايا هوَ
يعطي الخيراتِ والمأكُولا
والإلهُ
العظيمُ يفتحُ أبوا
بَ
الأماني والحظّ عرضًا وطولا
بيدِ
اللهِ دائمًا كلُّ شيىءٍ خيرُهُ يبقى
للمَدى مبذولا
مثلُ
ايُّوبٍ لم تذق
أنتَ هَمًّا صبرُهُ في
الآلامِ كانَ طويلا
سَلَّمَ
الأمرَ والمَصيرَ لرَّبِّ
صارَ في الصَّبرِ
رَمزنا المَنقولا
وَهَبَهُ
الله كلَّ خير ٍ
وبِرٍّ بعدَ
مأساةٍ عاشَهَا
معلُولا
رَدَّ
أملاكهُ وَكلَّ بنيهِ وَقضى
العُمرَ هانئًا وَجليلا
كلُّ
أمر ٍ يكونُ بل
كلُّ ضيق ٍ بيدِ
الرَّبِّ دائمًا مَحلولا
والذي
يجعلُ الإلهَ منارًا في
مَسَاعيهِ لن يَضِلَّ
السَّبيلا
أيُّهَا
الشَّاكي كلُّ هَمٍّ
سَيمضي وَسَسبقى الوُجودُ
دومًا جميلا