ان ما يجري في سوريا منذ اندلاع الثورة
السورية , وشلالات الدم تصرخ في وجه العالم الذي اصم اذنيه امام عويل النساء ودموع
الاطفال ,المناظر التي تصلنا عبر وسائل الاعلام المختلفة تقشعر لها الابدان , وفق
اكثر من منظمة عالمية لحقوق الانسان والتي تعتمد على شهادات حية من سجناء سابقين
وناجين من ماكنة الموت الاسدية , حالات الدمار الشامل لمدن مثل حمص وحماة والرستن
وادلب ودرعا ودير الزور والبوكمال , حالات الاغتصاب الممنهج من قبل اعضاء الاجهزة الامنية في
فروع التحقيق والمخابرات المختلفة للنساء والرجال والاطفال والفتيات , واتخاذ
الاغتصاب كوسيلة للضغط على المعتقلين لانتزاع اعترافات ولو كانت وهمية او انتزاع
معلومات عن اقاربهم , او بهدف الردع والتخويف , والوان العذاب الفريدة مثل نزع
الاظافر والصعق بالكهرباء والاعدام الوهمي , وكل صنوف العذاب التي تذكرنا بمحاكم
التفتيش في اسبانيا , مذابح للعزل والاطفال وحرق للبيوت والزرع , كل هذا تحت شعار
محاربة الارهاب والدولة ونظامها يمارس الارهاب بحرية بحق الشعب , والضمير العالمي
في اجازة مفتوحة , اجتماع هنا واجتماع هناك وطحن للكلام وتوزيع جديد للنغمات
واالشعارات الرنانة ,واالقتل يزدهر في بلاد الشام والموت مزروع في كل الطرقات , كل
هذا في ظل عسكرة الثورة وتشرذم المعارضة السورية الورقية , وتعنت انظمة معينة
واصرارها على حماية الاسد ونظامه المستبد ,مثل روسيا والصين تلك الانظمة بالاضافة
الى ابتعادها كل البعد عن حقوق الانسان , ايضا لها مصالح مع النظام السوري . حتى لو
كان الثمن سحق الارادة الشعبية في سوريا وسحق حقوق الانسان والحريات والمزيد من
انهار الدم والجرائم البشعة , ما دام ضمير العالم يغط في سبات عميق
المصدر : موقع الحوار المتمدن
المصدر : موقع الحوار المتمدن