في (يهودية من بلاد بابل) يبذل المؤلف قصارى جهده لإستحضار لحظة تاريخية حاسمة من قصة بلاد الرافدين: لحظة القضاء على الأقلية الموسوية التي سبق وجودها في العراق الفتح العربي الإسلامي. ولرصد (تاريخ الآلام) هذا، يعمد الدعمي الى بطلته المركزية، "سارة"، الشابة اليهودية التي تشهد الأيام الأخيرة لوجود أسرتها في بغداد، متخذة من تجشم قساوة الفرار خارج مسقط راسها محكاً ينقل وعيها، رؤيوياً، الى محطات آلام يهود بابل: إبتداءً من أوجاع السبي والمسيرة الأسطورية عبر إقليم البوادي الى بابل، وإنتهاءً بآلام وجروح "الفرهود" ومشانق "ساحة التحرير"، مروراً بآلام فرض العلامات العينية التي تميز اليهود لإمتناعهم عن إعتناق دين الأغلبية عبر العصر الوسيط.
هكذا تعتصر سارة تاريخ هذه الأقلية الأصلية، الأول من نوعه بين تواريخ العالم، مميطة اللثام عما يفرزه هذا التاريخ من دروس مستلة من "أسطورة سيزيف"، وأخرى مما جسدتها شخصية "أوزيروس"، أو "اليهودي التائه". تنتخب "سارة" من رؤى هذا التاريخ حكمته ودلالاته التي تلعب دوراً تشكيلياً في قصة حبها المفاجئة، برغم ما شابها من عوائق وأوجاع فراق، ناهيك عن قصة إفتتان ملازم الشرطة، سعدي. إذ تميط هذه القصة اللثام عن الجماعات السكانية العبرية العديدة التي إعتنقت دين الأغلبية بعد أن إستعربت بفعل التعايش والتفاعل الإجتماعي. (عدد الصفحات 170).
لإقتناء نسخة من الرواية، إذهب الى: