في ليلةٍ شتويةٍ ضبابية،
ثارَ البحرُ وعانقَ السماءَ، واتّحدَ بينَ الثورةِ والحبِّ العميق، الذي يتوهّجُ
في جهاتِ الروحِ، وتراءى لي صديقيَ المجنونُ قادمًا من عبابِ البحرِ، من بين الموجِ
العنيفِ بعدَ غيبةٍ وطولِ انتظار، وهالةُ جالسةٌ تبحثُ عنهُ فوقَ رمالِ الشاطئِ
المُمتدّ.
عادَ المجنونُ بكلِّ عنفوانِ
البحرِ.. برفقةِ فادية نحاس، الإعلاميةِ التي تُراقِصُ الكلماتِ الثائرةَ والعذبةَ
المموسقةَ للمجنون، حتى نعومةِ الحريرِ ل هالة.. وقد اتّحدَت مع جنونِ المجنونِ ورِقّةِ
هالة.. وهي تلعبُ بالرملِ وتركضُ بين زُرقةِ السماءِ والبحرِ.
هُنا؛ مكتبةُ المنارةِ
العالمية، تقدّمُ هذا الابداعَ على الصّعيدِ المحليِ والعالمِي بصوتِ الإعلاميةِ
المتألقةِ فادية نحاس. الرابط:
يكتب الأديبُ محمد
نفاع، في مقدِّمةِ "المجنونِ والبحرِ" مسرحةِ القصيدةِ العربيةِ:
وهيب، في
المْجنونِ والْبحرِ، يهب
لقرّائِهِ إنتاجًا أدبيّا
أخلاقيّا واسعًا كالْبحرِ، جامحًا كالْحبِّ، ساخطًا
كالْفقرِ..
شاءتِ الصّدفُ
أنْ أقرأَ هذهِ
الصّفحاتِ منْ خلالِ
هديرِ عاصفةِ تشرينَ
الْهوجاءِ المْرقالِ، رعدٌ يقصفُ
وبرقٌ يحرقُ ومطرٌ
يدفقُ وسيولٌ تجرفُ
وأرضٌ تهبُّ لتقدمةِ
خيرٍ، شأنُ كلِّ
ثورةٍ على الشّرِّ
فيها ضحايا وخرابٌّ
حتّى يعمَّ الْخيرُ..
ويقول وهيب وهبة:
ليسَ منَ السّهلِ، أصبحتِ النّزاهةُ عارًا والدّعارةُ علمًا والْخداعُ تجارةً والْكذبُ مهنةً.. تحرّكَ المْجنونُ في داخلي. ليكنِ الْجنونُ بدايةَ الْبدايةِ.
ويقول المْجنونُ وهوَ يضحكُ، ويشتمُ ويبتسمُ:
"أترى هذا الْبرميلَ المْقلوبَ؟ هذا
عالمُكُم -
عالمُكُم فارغُ المْضمونِ.. وألفُ تاجرِ ممنوعاتٍ - مخدِّراتٍ، صفقاتٍ،
زعاماتٍ وصغارٌ
تأتي وتضيعُ، تمارسُ لعبةَ الْكبارِ. أينَ
أحلامُ الطّفولةِ
- وربيعُ الْأغنياتِ، وأمانٍ نبتَتْ في الْأفقِ
الْبعيدِ.. في الْخيالِ"
تقول هالة: "الْآنَ تكبرُ على بيادرِ طفولتي.. أمنحُكَ النّعاسَ حتّى شقائقَ الْوردِ.. وأتلاشى حتّى يذوبَ السّكّرُ فيكَ،
أرتديكَ قميصًا
على شفافيّةِ لحمي وأصنعُ لكَ جسدي دنيا عشقٍ.
هالة والمجنون معا
في هذا الحوار:
هالةُ: "لكَ أنْ تنامَ، سيّدي،
قدْ تغيّرَ الزّمانُ
والمْكانُ، ولكنّهُ مثلُ شجرِ الزّيتونِ ينبتُ
منْ جديدٍ – يتبدّلُ، يشرقُ، يزهرُ، يحملُ
هبةَ الْأرضِ وعطاءَ السّماءِ.. انظرْ هناكَ! همْ يُشعلونَ الْأرضَ حرائقَ."
المْجنونُ: "تذهبينَ بعيدًا. همُ الْآنَ ينهضونَ مِنْ جديدٍ. سوفَ أنامُ الْآنَ طويلًا، وقدِ استيقظَ وقدْ أشرقَ فوقَ هذا الشّرقِ الْفجرُ الْجديدُ."
المجنون
والبحر:
"مسرحةُ القصيدةِ العربيةِ" الطبعةُ
الأولى والثانيةُ بالعربيةِ عام – 1995-1996- والطبعةُ الثالثةُ في الرباعيةِ
الكاملةِ التي صدرت عام 2013، وتضمُّ الكتابَ الأولَ "المجنونُ والبحرُ"،
الكتابَ الثاني "خَطواتٌ فوقَ جسدِ الصحراء"، الكتابَ الثالث
"مفاتيحُ السماءِ"، الكتابَ الرابعَ "الجنةُ".
الطبعةُ الرابعةُ، مترجمةٌ
إلى اللغةِ العبرية عام 1997 – والخامسةُ، إلى الإنجليزيةِ عام 1998 - والسادسةُ إلى الفرنسيةِ عام 2000 – والسابعةُ، إلى الروسيةِ 2001 - وحلقاتٌ كاملةٌ باللغةِ الألمانيةِ من أجلِ مِهرجانِ
فرانك فورد للكتابِ الدوليِ عام 2002.
رافَقَتْ طبعاتُ المجنونِ والبحرِ ثورةٌ نقديةٌ عارمةٌ،
لم تشهدْها بلادُنا والعالمُ الترجماتِ للغات عديدة.
حلقاتُ المجنون والبحر 12 (اثنتا عشرة) حلقة
/ كل حلقةٍ هي وحدةٌ كاملةٌ منفردةٌ بذاتِها / ولكن، كلَ الحلقاتِ معًا سوف
تشكّل القصةَ.. هنا تكمنُ أهميةُ النص.. عند تفكيكِ الحلقاتِ وعندَ الربطِ.