إذا كان من غير الممكن إخفاء شعور صقور البنتاجون بالعجز عن حسم الحرب لصالح الولايات المتحدة والعالم الغربي على نحو سريع وحاسم، فإن علامات الضعف والهوان راحت تتراكم تترى على أفق أفغانستان وتلك الحرب، بدليل لجوء الولايات المتحدة إلى نوع من توظيف الأسلحة الثقيلة التي لم يسبق حتى تجربتها تاريخيًّا في مواضع أخرى.
“نحن أمام طريق لا مخرج له”. هذا، بالحرف الواحد، هو ما أفصح عنه واحد من كبار صقور البنتاجون أثناء جلسة استماع أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأميركي، بعد أن لوامس اتجهت المؤشرات العسكرية والسياسية إلى ملاحظة واستمكان الشعور الإداري الأميركي القوي بشكل من أشكال اليأس في الحرب بأفغانستان. وهو ذلك اليأس الذي عكس نفسه، ليس فقط بالعجز عن الخروج المنظم والمنسق من مستنقع أفغانستان، ولكن كذلك بالمطالبة بالمزيد من القوات والتخصيصات المالية لإدامة وإطالة الزخم العسكري هناك، خاصة بعدما عبرت العديد من الدول المتحالفة عسكريًّا مع واشنطن هناك عن شيء من التثاقل بسبب تجاوز زمن الحرب الخطوط الحمراء، درجة عد المؤرخين الحرب هناك أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
وإذا كان من غير الممكن إخفاء شعور صقور البنتاجون بالعجز عن حسم الحرب لصالح الولايات المتحدة والعالم الغربي على نحو سريع وحاسم، فإن علامات الضعف والهوان راحت تتراكم تترى على أفق أفغانستان وتلك الحرب، بدليل لجوء الولايات المتحدة إلى نوع من توظيف الأسلحة الثقيلة التي لم يسبق حتى تجربتها تاريخيًّا في مواضع أخرى. هذه إجراءات لاحظ المراقبون انفعاليتها وعكسها العجز عن الحسم، خاصة بعد استعمال “أم القنابل”، وهي قنبلة ذات حشوة تقليدية مهولة، ولكنها بقوة تدميرية تدفعها درجات قليلة أدنى من الآثار التدميرية للقنبلة الذرية. بل، والأنكى هو أن استعمال هذه القنبلة التي يفترض أن تدمر ما على الأرض وما تحتها من خنادق وكهوف وممرات لا يمكن للأقمار الصناعية رصدها البتة، لم يؤتِ أُكله المتوقعة أو المرجوة: فقد تلاشى غبار ودخان هذه القنبلة التاريخية تدريجيًّا دون أن يميط اللثام من خسائر هائلة من صفوف القوى المقاومة للوجود الأميركي هناك. لذا كانت “أم القنابل” خيبة رجاء صادمة بالنسبة للولايات المتحدة، بغض النظر عما حاولت واشنطن تجاوزه وتجاهله من أخبار تمس الضحايا المدنيين الذين يعتاشون على زراعة أراضي الإقليم وتربية المواشي فيه، أي في الإقليم الذي أسقطت عليه القنبلة العملاقة.
بل إن ما زاد من استثقال البنتاجون والإدارة الأميركية استطالة الحرب هو تكاليفها من الأموال الطائلة المسحوبة، من جيب المواطن الأميركي ضرائب، ناهيك عن أن نفقات هذه الحرب راحت تؤثر على نحو واضح على رؤى برنامج الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية والمالية المحلية، الأمر الذي يلقي بضلاله على مسألة الحفاظ على وعوده للناخبين، ومسألة إعادة انتخابه بعد الفترة الرئاسية الأولى، كما يأمل هو شخصيًّا. وإذا كانت أعباء هذه النفقات لم تعد ممكنة القبول والتمرير، فإن الأسوأ يتجسد في إعداد جنائز العسكريين الأميركان المرسلة من ميادين الحرب في أفغانستان إلى الولايات المتحدة لغرض الدفن. ولا يشك بما لهذه التوابيت من آثار نفسية على معنويات المقاتلين وعلى معنويات عوائلهم داخل أميركا نفسها.
وخلاصة القول هو أن صقور البنتاجون قد وعوا قبل وقت ليس بالقصير بأن ماكينة الحرب الأميركية، الأقوى في العالم، إنما قد أستدرجت من قبل قوات بدائية محدودة بنجاح منقطع النظير إلى “حرب استنزاف” لا يمكن أن تحسم بسهولة قط، بغض النظر عن جبروت الماكينة الحربية أعلاه.
وإذا كان من غير الممكن إخفاء شعور صقور البنتاجون بالعجز عن حسم الحرب لصالح الولايات المتحدة والعالم الغربي على نحو سريع وحاسم، فإن علامات الضعف والهوان راحت تتراكم تترى على أفق أفغانستان وتلك الحرب، بدليل لجوء الولايات المتحدة إلى نوع من توظيف الأسلحة الثقيلة التي لم يسبق حتى تجربتها تاريخيًّا في مواضع أخرى. هذه إجراءات لاحظ المراقبون انفعاليتها وعكسها العجز عن الحسم، خاصة بعد استعمال “أم القنابل”، وهي قنبلة ذات حشوة تقليدية مهولة، ولكنها بقوة تدميرية تدفعها درجات قليلة أدنى من الآثار التدميرية للقنبلة الذرية. بل، والأنكى هو أن استعمال هذه القنبلة التي يفترض أن تدمر ما على الأرض وما تحتها من خنادق وكهوف وممرات لا يمكن للأقمار الصناعية رصدها البتة، لم يؤتِ أُكله المتوقعة أو المرجوة: فقد تلاشى غبار ودخان هذه القنبلة التاريخية تدريجيًّا دون أن يميط اللثام من خسائر هائلة من صفوف القوى المقاومة للوجود الأميركي هناك. لذا كانت “أم القنابل” خيبة رجاء صادمة بالنسبة للولايات المتحدة، بغض النظر عما حاولت واشنطن تجاوزه وتجاهله من أخبار تمس الضحايا المدنيين الذين يعتاشون على زراعة أراضي الإقليم وتربية المواشي فيه، أي في الإقليم الذي أسقطت عليه القنبلة العملاقة.
بل إن ما زاد من استثقال البنتاجون والإدارة الأميركية استطالة الحرب هو تكاليفها من الأموال الطائلة المسحوبة، من جيب المواطن الأميركي ضرائب، ناهيك عن أن نفقات هذه الحرب راحت تؤثر على نحو واضح على رؤى برنامج الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية والمالية المحلية، الأمر الذي يلقي بضلاله على مسألة الحفاظ على وعوده للناخبين، ومسألة إعادة انتخابه بعد الفترة الرئاسية الأولى، كما يأمل هو شخصيًّا. وإذا كانت أعباء هذه النفقات لم تعد ممكنة القبول والتمرير، فإن الأسوأ يتجسد في إعداد جنائز العسكريين الأميركان المرسلة من ميادين الحرب في أفغانستان إلى الولايات المتحدة لغرض الدفن. ولا يشك بما لهذه التوابيت من آثار نفسية على معنويات المقاتلين وعلى معنويات عوائلهم داخل أميركا نفسها.
وخلاصة القول هو أن صقور البنتاجون قد وعوا قبل وقت ليس بالقصير بأن ماكينة الحرب الأميركية، الأقوى في العالم، إنما قد أستدرجت من قبل قوات بدائية محدودة بنجاح منقطع النظير إلى “حرب استنزاف” لا يمكن أن تحسم بسهولة قط، بغض النظر عن جبروت الماكينة الحربية أعلاه.