للمرء أن يستذكر في هذا السياق كم تبذل الأمم الأخرى من جهود وأموال في سبيل نشر لغاتها والدفاع عنها في كل مكان، إلا أني أعتقد بأن أهم الأخطار المحدقة بهذه اللغة العظيمة التي حماها القرآن الكريم وكرستها السنة الشريفة إنما هو خطر اندفاع الشبيبة والنشء نحو استعمال اللهجات الدارجة والعامية التي تشكل أهم المخاطر الجادة على العربية.
لاتقاس أهمية أية لغة في العالم إلا بمعيار شيوعها وأعداد الناطقين بها، زيادة على أهميتها إناءً ثقافيًّا وروحيًّا يحتوي على كنوزها. وإذا كان هذا هو المعيار العلمي الحق، لماذا، إذًا، يستغرب تلاميذي ادعائي بأن العربية كانت فعلًا أهم من الإنجليزية والفرنسية في عصر سابق. هذا، لاريب، هو عصر تفوق الثقافة العربية الإسلامية الذي وصفه الغربيون قبل الشرقيين، عربًا ومسلمين، بـ”العصر الذهبي”، إذ غدت اللغة العربية اللغة العالمية الأكثر شيوعًا من الصين حتى الأندلس، محتكرة كنوز الثقافة والمنطق، الطب والفنون، خاصة بعد انتشاء حركة التعريب بفضل “بيت الحكمة” البغدادي، من بين سواها من فروع النشاط الثقافي.
يكمن الخطأ الشائع هنا في ميل الإنسان إلى التفضيل وإلىاعتماد درجاته: جيد، أفضل، الأفضل، وسيئ، أسوأ، وهكذا. إلا أن هذا الميل لا ينطبق على اللغات من الناحية العلمية، ذلك أنها جميعًا بمستوى واحد، ما دامت تؤدي وظيفتها الأساس، أي الاتصال، شفويًّا أو تحريريًّا. لذا، فمن وجهة نظر علم الألسنية (اللغة) لا يمكن تفضيل الفرنسية على لغة لا يتكلمها سوى أعداد ضئيلة من البشر الذين ينتمون إلى قبيلة مجهرية تحيا في جزيرة تسمانيا جنوب المحيط الهادي: فاللغة لغة، لأن لها نظامها النحوي الخاص وقواعدها زيادة على نظامها الصوتي الخاص بها. وهذا مايمكن أن يوضح لنا كيف كانت العربية على العصر العباسي، في أدواره المبكرة خاصة اللغة العالمية الأكثر أهمية، ذلك أن انتشارها وشيوعها جاء مع انتشار الدين الذي خدمت لغة قريش إناءً له، وأداة لانتشاره وللتبشير به، ناهيك عن أهميتها بوصفها لغة الطقوس الدينية والعبادات الروحية التي لابد لكل مسلم أن يتشبث بها من أجل الخلاص الروحي. لذا، فعندما نطالب بدعم العربية الفصحى وبحمايتها، فإننا في عين الوقت، إنما نطالب بالدفاع عن عالميتها وعن عولمة النظام الروحي الذي حملته بشرى لكل البشر، بغض النظر عن تنوع ألسنتهم وألوان بشرتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وللمرء أن يستذكر في هذا السياق كم تبذل الأمم الأخرى من جهود وأموال في سبيل نشر لغاتها والدفاع عنها في كل مكان، إلا أني أعتقد بأن أهم الأخطار المحدقة بهذه اللغة العظيمة التي حماها القرآن الكريم وكرستها السنة الشريفة إنما هو خطر اندفاع الشبيبة والنشء نحو استعمال اللهجات الدارجة والعامية التي تشكل أهم المخاطر الجادة على العربية.
يكمن الخطأ الشائع هنا في ميل الإنسان إلى التفضيل وإلىاعتماد درجاته: جيد، أفضل، الأفضل، وسيئ، أسوأ، وهكذا. إلا أن هذا الميل لا ينطبق على اللغات من الناحية العلمية، ذلك أنها جميعًا بمستوى واحد، ما دامت تؤدي وظيفتها الأساس، أي الاتصال، شفويًّا أو تحريريًّا. لذا، فمن وجهة نظر علم الألسنية (اللغة) لا يمكن تفضيل الفرنسية على لغة لا يتكلمها سوى أعداد ضئيلة من البشر الذين ينتمون إلى قبيلة مجهرية تحيا في جزيرة تسمانيا جنوب المحيط الهادي: فاللغة لغة، لأن لها نظامها النحوي الخاص وقواعدها زيادة على نظامها الصوتي الخاص بها. وهذا مايمكن أن يوضح لنا كيف كانت العربية على العصر العباسي، في أدواره المبكرة خاصة اللغة العالمية الأكثر أهمية، ذلك أن انتشارها وشيوعها جاء مع انتشار الدين الذي خدمت لغة قريش إناءً له، وأداة لانتشاره وللتبشير به، ناهيك عن أهميتها بوصفها لغة الطقوس الدينية والعبادات الروحية التي لابد لكل مسلم أن يتشبث بها من أجل الخلاص الروحي. لذا، فعندما نطالب بدعم العربية الفصحى وبحمايتها، فإننا في عين الوقت، إنما نطالب بالدفاع عن عالميتها وعن عولمة النظام الروحي الذي حملته بشرى لكل البشر، بغض النظر عن تنوع ألسنتهم وألوان بشرتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وللمرء أن يستذكر في هذا السياق كم تبذل الأمم الأخرى من جهود وأموال في سبيل نشر لغاتها والدفاع عنها في كل مكان، إلا أني أعتقد بأن أهم الأخطار المحدقة بهذه اللغة العظيمة التي حماها القرآن الكريم وكرستها السنة الشريفة إنما هو خطر اندفاع الشبيبة والنشء نحو استعمال اللهجات الدارجة والعامية التي تشكل أهم المخاطر الجادة على العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق