-
-
في رثاء الشاعر الكبير "نزار فباني " - ( في الذكرى السنوية على
وفاته )
( شعر : حاتم جوعيه – المغار -
الجليل -
)
شاعرَ الأجيالِ قدْ طالَ الثوَاءُ
= لا مجيبٌ
ولكمْ عزَّ اللقاءُ//
وربيعُ الشرقِ أضحَى
مُقفرًا = وذوى وردُ المُنى..زالَ السَّناءُ//
وعذارى الشعرِ تبكي
جزعًا = منذُ أن
غابَ عنِ الدوح ِ الغناءُ//
ما لقاسيون َ
تلظَّى واكتوَى = ودمشقُ
العربِ يحدُوها البكاءُ//
يا كنارَ العربِ قدْ ضاقَ المدَى = جَفّتِ الادمعُ ..ما أجدَى العزاءُ //
رائد التجديد في عصر ذوى = فيه روضُ الشعر..جاء الدخلاءُ//
يانبيَّ الشعر ِ فَي عصرِالدُّجَى = نُكّسَ الشعرُ وماتَ
الأنبياءُ// كم دموع ٍ سُكبتْ في الغوطتي ن ِ كبحر ٍ..ماؤه ُ الجاري دماءُ // أيُّها السَّيفُ
الدمشقيُّ ائتلا = قا ً وفي الغربِ امتشاقٌ ومَضَاءُ// أمَويٌّ
تُهْتَ فخرا ً وندًى = يا سليل َالعُرب ِ ِمنْ فيكَ الشذاءُ//
لكَ فوقَ النجم ِ صرحٌ شاهقٌ = وبرُكنَيْه ِ
لقدْ حَفَّتْ
سماءُ // فربيعُ الشرق ِ ولى وانقضى
= منذ
أن غبتَ خريفٌ
وشتاءُ// ووهادُ الروح ِ ثكلىَ اقفرَت ْ = لفهَا
الليلُ وأضناها العناءُ// مجلسُ اللهوِ منَ
الأنس خَلا = واختفى
الصحبُ وولى الندماءُ// جنة ُ الدنيا
غدت ْ ملتاعة ً = إيهِ
سوريا أرَّق َ الجفنَ الشقاءُ//
إيهِ سوريا ليسَ من بعدِ النوى = غيرُ ثوبِ الحزن..ماعادَ انتشاءُ// "برَدَى " ما عاد َ عذبا ً ماؤُه ُ
= رنقا
ً صارَ وَعزَّ
الاستقاءُ// وحمامُ الشام ِ
قدْ بُحَّ فما = من هديلٍ ومنَ
الدوح ِ خلاءُ
والدي في الشعر..أستاذي وَنِبر= راسُ دربي.. وليَ الحرفُ اقتداءُ// لغة ُ
القيثارِ والحُبِّ سَتبْ = قى، وأنتَ الحلمُ فينا والرَّجَاءُ// شاعرُ المرأةِ قد صوّرتهَا = ببديع
ِ الفنِّ.. . حلاها البهاءُ//
فتجَلى الحبُّ في أسمى
ضيا = ء ٍ
وتاهتْ في أغانيكَ الظباءُ//
أنت َ للسمراء ِ تبقى
هاويا ً = أنا للشقراءِ حبٌّ
ووفاءُ// وبحبٍّ وحشيش ٍ
قمرٌ
= أنتَ للتجديد فيه الإبتداءُ//
أنت فوق الفَرقدين
ِ النيِّرَيْ = نِ
سناءً وائتلاقا.ً.. لا مِرَاءُ//
أنت َ ربُّ الفنِّ والشعرِ ورب ُّ = النهى
والفكر ِ... يكفيك َ الثناءُ
لفلسطينَ رسمتَ الشعرَ مَل ْ = حَمةَ
الخلدِ وكم كانَ
العطاءُ// ولأطفالِ فلسطينَ
شَدَ وْ = ت َ..خيوطُ
الفجرِ دومًا والفداءُ//
لقنوا المحتلَّ درسا ناجعًا = بنضالٍ...منهُ للأرض ِارتواء//ُ ثورة ُ الاحجار ِ قدْ واكبتهَا = بلهيبِ الشعرِ...هبَّ النُّجَباءُ//
بدم ِ الأبطالِ... من
آلامِهمْ = كُتِبَ التاريخُ قد
زالَ الخفاءُ// رايةُ الشعرِ
فمَنْ بعَدكَ يَرْ =
فَعُهَا؟ .. يزهو المَدى ثم الفضاءُ// يا
اميرَ الشعرِ منْ غيرِ
مِرَا = ء ٍ
أنا بعدكَ قال َ
الخلصاءُ// إنَّ عرشَ الشعرِ
ِمنْ بعِدكَ لى = ذاك
حقىِّ وليخزَى السُّفهَاءُ// إننا في
الداخلِ صرنا مثلا ً =
كم عميل ٍ آبقِ فيه ِ الدهاءُ//
كمْ خؤُونٍ
شعره الزبلُ وأدْ = نىَ ..نشازٌ
صوتهُ دوماً عواءُ// يستغلُّ المنبرَ الهشَّ لَيَط
ْ =
عنَ بي ..لكنَّ مسعاهُ
خواءُ// وقلوبٍ
أترعَتْ الحقدِ والْ =غَدْرِ..
نحوي لا ودادٌ لا
صفاءُ//
وحثالاتٍ غدَتْ بالزِّيفِ
قا = دَتِنا
.. منهم فلا يُرْجَى الرجاءُ//
لبسوا ثوبَ نضالٍ
زائفٍ = وقريبًا عنهمُ ينضُو الطلاءُ// صحفٌ صفراءُ تبقى لهمُ = إنها الخزيُ لشعبي
والَوَباءُ// حاربوا كلَّ أبيٍّ صادق ٍ
= خدمُوا الاعداءَ ..غابَ الامناءُ//
وَضعُوا حولي سياجاً شائكاً = إنهُمْ أعداءُ شعبي
العملاءُ// زرعُوا الألغامَ في
دربي وكمْ = منعُوا يأتي نسيمٌ ورَخاءُ// وعلى شعري
لكمْ ُهمْ عتموا = خسئوا لنْ يحجبَ الشمسَ غطاءُ//
أنا ربُّ الشعر ِفي الداخل ِ رُغ ْ =
مَ الاعادي ولأشعاري
البقاءُ// رافعُ الهامة أبقى شامخاً
= ولغير الربِّ
ما كان ولاءُ// جندُوا الاوغادَ
كلَّ الآبقي =
نَ
فلن يثني انطلاقي الجبناءُ// ثابت ٌ رغم مَتاهاتِ الردى = عن حياض الحقِّ هيهاتَ جلاءُ//
أنا صوت ُالحقِّ أبقى، والضَّمِي =
رُ لشعبي .. وليخزى الخلعاءُ// فيسارٌ عندنا مثلُ
يمينٍ = كلهُمْ في حقِّ شعبي لسَوَاءُ//
لن يمرُّوا سوفَ أصليهم
أنا = بلهيب
ٍ... وغدًا يأتي النداءُ//
إنني الحقُّ تجلّى
ساطعا = وهمُ في
نظرِ الشعبِ حذاءُ//
يا بلادًا
رتَّلتْ أنغامَهَا
=
مهجُ الاهلِ وَروَّاها السخاءُ//
يا بلادي أنت روحي ودمي = فوق أحضانِكِ
كم
طابَ الفداءُ// نحنُ أقسمنا
يميناً للفدا
= لبزوغ ِ
الفجرِ إنّا رقباءُ//
شاعرَ الأجيالِ تبقَى علمًا = إننا في الشرق
ِ دوما أوفياءُ//
نحنُ من بعدِكَ نمضي للعلا = بك َ
حقا نقتدي ...أنت َ اللواءُ//
بدأ الشعرَ امرؤُ القيس ِ
ففي = ه ِ ارتقى الشعرُ وفيهِ الازدهاءُ// عصرُ شوقي قبله عصرُ أبي الط = يِّ ب الكنديِّ
.. نورٌ وارتقاءُ// ونزارٌ
لخَّصَ الشعرَ بعَصْ = ر ٍ
غدا فيه ِ ركيكا.ً.. لا طلاءُ//
وأنا منْ بعدهِ جدَّدْتُ في الشِّع ْ = ر ِ وأحدثتُ وما
عادَ التواءُ//
وتقمَّصْتُ الحضاراتِ وَجئ = ت
ُ بما
لم ْ َيسْتطعْهُ العظماءُ// أنا
للشعبِ ورودٌ
وشذا = وأنا
للأرض ِ التحامٌ والتقاءُ// قادمٌ
منْ مدنِ الأحزانِ وَح ْ =
دِي فغنِّي واهتفي لي يا
سماءُ// شعراءُ الجاهليينَ ارتقوا = ببديع ِ
النظم فنًّا ..كمْ يُضَاءُ// وسُموط ٍ
عُلّقتْ في كعبةٍ = تُرْجمَتْ في الغربِ أحلى ما
نشاءُ// إنما الشعرُ
غدا في يومِنا = كالنفايات أتاه ُ البلهاءُ// طلسَمُوا أقوالهم منْ دونِ معنى = وعافَ الشعرَ
حتى
البُسَطاءُ// " فنزار" و" أنا " و"المتنبّي " = و"شوقي " نحنُ
منهُمْ لبَرَاءُ//
نمْ قريرَ العيننِ لا تحفلْ أسى = في
بلادٍ قدْ فداها
الشرفاءُ// جنة ُ الدنيا
شآمٌ لم
تزلْ = إيهِ يا
شامُ لكَمْ طالَ
الثوَاءُ// ولنا موعِدُنا فوقَ ذُرَى
الشَّيْ = خ ِ
حيثُ الثلجُ سحرٌ وغواءُ//
ورُبَى الجولانِ للعربِ فدًا = يرجعُ
الجولانُ...يأتي الأقرباءُ// كانتِ
الأحلام ُ في أكتوبر = عرسُ تشرينَ لهُ الغربُ انحناءُ// قُّرَّة ُ العين ِ
شآم ٌ في دمي
= هيَ للأعرابِ نبضٌ
ودماءُ// ليتني أغفوُ
أنا فوقَ رُبا = ها، زهورُ الروض قبري والشذاءُ// "فصلاحُ الدين ِ" يغفوُ
هانئا = في دمشق
ِ العرب ِ ثمَّ الأولياءُ// كم شهيدٍ راقدٍ تحتَ ثرَا = هَا وأزهار ٍ
سقاهَا الشهداءُ//
يا أميرَ الشعر ما
بعدَ النَّوَى = غيرُ حزنٍ وعويل ٍ..لا
التقاءُ// لم تزلْ بلقيسُ في
وجدانِنا = وردة ُ الطهرِ وحَلاهَا
النقاءُ// إنها
في جنةِ الفردوس
منْ = حولها الحورُ العذارى والظباءُ//
بعدك الحبُّ يتيما
قدْ
غدا = في ربوع ِ الشرقِ ، والغيدُ إماءُ//
كمْ فتاةٍ دمعُها الدّرُّ،
ازدَهى = هاجَها
الحزنُ وما أجَدى النِداءُ// يا
رسولَ العشق كم من
غادةٍ = أنتَ قدْ حرَّرْتهَا...زالَ العَناءُ// من
قيودِ القهرِ قدْ أطلقتها
= عَرفَتْ كيفَ العلا
والإرتقاءُ// يُحشرُ العشاق من
تحت لوا = ئِكَ...في ظلك كمْ
يلقى العزَاءُ// أنت َ مَنْ أمسكتَ شمسًا بيَمي
= ن ٍ وفي الأخرى نجيماتٍ تضاءُ// كذبَ النقادُ فيما
غُرِّرُوا = كلُّ ذمٍّ فيكَ
قالوا َلهُرَاءُ// ومسوخُ النقد ِ في الداخلِ
هُم ْ = كحذائي
قولُهُمْ عندي هبَاءُ//
أنتَ فوقَ النقدِ..فوقَ الشعرِ..فو =
قَ النهَى ..للعربِ مجدٌ
وسناءُ// والذي جئتهُ
يبقى
خالدا = لو مضى
مليونُ
جيلٍ لا انتهاءُ//
وشعوبُ الأرض ِفيكَ انبهرُوا = أنت َ عملاقٌ وصرحٌ
وعلاءُ//
أنتَ "دونجوانُ" جميع ِالغيدِ
دَوْ = مًا.. وحلمُ الغيدِ حَقًّا وبهاءُ//
وأنا بعَدك أمضي
قدما ً = أحملُ
الراية َ يحدوني
الإباءُ// تهتُ في
الكون ِ سناءً وسنا =
وتهادَى في خطايَ الخيلاءُ//
فالعذارى في هوانا
تُيِّمَتْ = نحنُ أحلى منْ تغنيهِ النساءُ//
وَضَمْمَنا المجدَ منْ
أطرافهِ = وتسامَى الفنُّ
فينا وَرُوَاءُ// يا أميرَ الشعرِ هلْ أجدَى العزاءُ = عجزَ الحرفُ
وأعيَى الخطباءُ// رائدَ التجديد ِ
تبقىَ ملكا ً = فوقَ عرشِ الشعرِ أنتَ الإبتداءُ//
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق