أيعد المراقبون لوبن امرأة يمينية حد النخاع، ليس فقط لأسباب فكرية حسب، وإنما كذلك لأسباب عملية تنطوي على نوع من الميل إلى “التعرضية” بمعنى استعدادها للتصادم بخصومها دون خشية، ناهيك عن اعتزازها الفظيع بفرنسيتها وبالأفكار التي عدها البعض عنصرية. وقد برهنت على صلابتها أعلاه عندما لم تتوانَ عن إخراج والدها ذاته من “حزب الجبهة الوطنية” لتتسنم هي بنفسها قيادة الحزب.
لم يفلت أي متابع لآنية التواصل الاجتماعي عن ملاحظة ذلك الفيلم القصير الذي يصور امرأة فرنسية محترمة تعتذر عن وضع غطاء الرأس كي يوافق عالم مسلم مبرز لمقابلتها. الفيلم لا يعرّف بالمرأة، من تكون وما هدف زيارتها، ولا خلفيتها الفكرية قط. إلا أننا قد أدركنا قبل بضعة ايام أنها مارين لوبن Le Pen، ابنة واحد من أبرز السياسيين اليمينيين الفرنسيين الذين ترشحوا للرئاسة مرات عدة، إلا أنه لم يفلح بالظفر بها. وهي المرأة الفولاذية التي قد تكمل ثالوث تاتشر (بريطانيا) وميركل (ألمانيا).
يعد المراقبون لوبن امرأة يمينية حد النخاع، ليس فقط لأسباب فكرية حسب، وإنما كذلك لأسباب عملية تنطوي على نوع من الميل إلى “التعرضية” بمعنى استعدادها للتصادم بخصومها دون خشية، ناهيك عن اعتزازها الفظيع بفرنسيتها وبالأفكار التي عدها البعض عنصرية. وقد برهنت على صلابتها أعلاه عندما لم تتوانَ عن إخراج والدها ذاته من “حزب الجبهة الوطنية” لتتسنم هي بنفسها قيادة الحزب.
وإذا كان المتابعون الغربيون قد ذهبوا حد الزعم بأنها إنما تمثل “المعادل الموضوعي” للرئيس دونالد ترامب عبر المحيط الأطلسي، فإن مرد هذا الزعم هو الاعتقاد بأنها مضادة للسامية، زد على ذلك تصريحها بفكرة غلق فرنسا على الفرنسيين فقط، بمعنى معارضتها لبقاء ولدخول المهاجرين المسلمين، زد على ذلك دعوتها المسلمين المستقرين في فرنسا أجيالًا فأجيال إلى “التفرنس”، ليس لغويًّا حسب، وإنما “ثقافيًّا” و”روحيًّا”، خشية على الهوية الثقافية الفرنسية من أن تطمس وتغمر بسبب طوفان المهاجرين المسلمين هناك، خاصة وأنهم أضحوا يشكلون 12% من نسبة السكان.
أما أصل رفضها وضع غطاء الرأس في الحادثة المشار إليها أعلاه، فهو أنها (في فرنسا) تعارض وضع المسلمات الحجاب في الأماكن العامة، كالمدارس والدوائر الحكومية، من بين سواها من المواضع المهمة في الحياة الاجتماعية. بالنسبة إليها المرأة الفرنسية المثلى هي “بريجيت باردو”، ويذكر المخضرمون أن بريجيت باردو كانت من حسان الممثلات السينمائيات الفرنسيات اللائي لا يمانعن من الظهور بدرجة معينة من التعري أثناء ستينيات القرن الماضي. هي الآن عجوز شمطاء. لوبن امرأة تعرضية لأنها، إن فازت بتسنم مقاليد الأمور في فرنسا، ستعمل على التخلص من مئات الآلاف من المسلمين الأفارقة الذين يعملون هناك بلا رخص رسمية، أو حتى دون دخول البلاد بالطرق الشرعية. هذا النوع من التعصب الفرنسي التمركز لم يدخر أحد لم يمسه، لأن لوبن لا تسمح حتى للسيخ من الهنود بوضع عمامة الرأس، على الرغم من أنها واجب ديني لدى الرجال من أتباع هذه الديانة.
أما أسباب مخاوف اليهود من لوبن هناك، فترد إلى عدائها الصريح للسامية، الأمر الذي قادها إلى إنكار معسكرات “الهولوكوست” النازية التي أعدها الرايخ الثالث للقضاء على مئات الآلاف من اليهود في ألمانيا.
هي امرأة متمسكة بالروح الوطني الفرنسي، تحلم بإعادة أمجاد فرنسا كما كانت عليه إبان العصر الذهبي للإمبراطورية الفرنسية، لذا هي تكرر المقولة: “لنجعل فرنسا عظيمة ثانية”، وكأنها تقدم الصدى الحرفي الواضح والدقيق لما قاله الرئيس دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، “لنجعل أميركا عظيمة ثانية”. هي معجبة، كما هي حال ترامب، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتدعو أوروبا إلى التقرب من روسيا، خشية وقوع الأخيرة في أحضان العملاق الصيني.
لذا، فإن خطوط التوازي بينها وبين سواها من اليمينيين كثيرة حد الخشية من أن تقع فرنسا في أحضان اليمين.
يعد المراقبون لوبن امرأة يمينية حد النخاع، ليس فقط لأسباب فكرية حسب، وإنما كذلك لأسباب عملية تنطوي على نوع من الميل إلى “التعرضية” بمعنى استعدادها للتصادم بخصومها دون خشية، ناهيك عن اعتزازها الفظيع بفرنسيتها وبالأفكار التي عدها البعض عنصرية. وقد برهنت على صلابتها أعلاه عندما لم تتوانَ عن إخراج والدها ذاته من “حزب الجبهة الوطنية” لتتسنم هي بنفسها قيادة الحزب.
وإذا كان المتابعون الغربيون قد ذهبوا حد الزعم بأنها إنما تمثل “المعادل الموضوعي” للرئيس دونالد ترامب عبر المحيط الأطلسي، فإن مرد هذا الزعم هو الاعتقاد بأنها مضادة للسامية، زد على ذلك تصريحها بفكرة غلق فرنسا على الفرنسيين فقط، بمعنى معارضتها لبقاء ولدخول المهاجرين المسلمين، زد على ذلك دعوتها المسلمين المستقرين في فرنسا أجيالًا فأجيال إلى “التفرنس”، ليس لغويًّا حسب، وإنما “ثقافيًّا” و”روحيًّا”، خشية على الهوية الثقافية الفرنسية من أن تطمس وتغمر بسبب طوفان المهاجرين المسلمين هناك، خاصة وأنهم أضحوا يشكلون 12% من نسبة السكان.
أما أصل رفضها وضع غطاء الرأس في الحادثة المشار إليها أعلاه، فهو أنها (في فرنسا) تعارض وضع المسلمات الحجاب في الأماكن العامة، كالمدارس والدوائر الحكومية، من بين سواها من المواضع المهمة في الحياة الاجتماعية. بالنسبة إليها المرأة الفرنسية المثلى هي “بريجيت باردو”، ويذكر المخضرمون أن بريجيت باردو كانت من حسان الممثلات السينمائيات الفرنسيات اللائي لا يمانعن من الظهور بدرجة معينة من التعري أثناء ستينيات القرن الماضي. هي الآن عجوز شمطاء. لوبن امرأة تعرضية لأنها، إن فازت بتسنم مقاليد الأمور في فرنسا، ستعمل على التخلص من مئات الآلاف من المسلمين الأفارقة الذين يعملون هناك بلا رخص رسمية، أو حتى دون دخول البلاد بالطرق الشرعية. هذا النوع من التعصب الفرنسي التمركز لم يدخر أحد لم يمسه، لأن لوبن لا تسمح حتى للسيخ من الهنود بوضع عمامة الرأس، على الرغم من أنها واجب ديني لدى الرجال من أتباع هذه الديانة.
أما أسباب مخاوف اليهود من لوبن هناك، فترد إلى عدائها الصريح للسامية، الأمر الذي قادها إلى إنكار معسكرات “الهولوكوست” النازية التي أعدها الرايخ الثالث للقضاء على مئات الآلاف من اليهود في ألمانيا.
هي امرأة متمسكة بالروح الوطني الفرنسي، تحلم بإعادة أمجاد فرنسا كما كانت عليه إبان العصر الذهبي للإمبراطورية الفرنسية، لذا هي تكرر المقولة: “لنجعل فرنسا عظيمة ثانية”، وكأنها تقدم الصدى الحرفي الواضح والدقيق لما قاله الرئيس دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، “لنجعل أميركا عظيمة ثانية”. هي معجبة، كما هي حال ترامب، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتدعو أوروبا إلى التقرب من روسيا، خشية وقوع الأخيرة في أحضان العملاق الصيني.
لذا، فإن خطوط التوازي بينها وبين سواها من اليمينيين كثيرة حد الخشية من أن تقع فرنسا في أحضان اليمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق