صدر حديثا ، للشاعر والكاتب والناقد صالح يوسف أحمد كناعنة ، كتاب " مرثاة لتضاريس السلالة " عن منشورات معين حاطوم ومطبعة الكلمة في دالية الكرمل ، يقع الكتاب في 178 صفحة ، من الحجم المتوسط ، يضم الديوان 33 قصيدة ، من عناوين القصائد ، مرثاة لتضاريش السلالة ، ابجديات الطريق ، أنا الطريق ، مواسم مغتصبة ، يا أمة العرب ، حضن الضياع ، صوامع الأسرار ، حين يشيخ قلب الليل ، أقنعة الرهبة والصمت ، لغة السراب ، حين يصير الشوق شهقات المدى ، خطوات في ذاكرة الريح ، مطر على هام القصيدة . وقد كتب الشاعر في مقدمة الكتاب " نعم . اشعر أن الواقع يتازر مع الكلمات ، يشحنها لتفرض نفسها على وعي وشعوري ،فأصوغها شعرا... ،وكم ترتاح روحي لهذا الشعور : فاترك الكلمات لتكتبني بكل عفوية وتلقائية ..يشاركها وجعي باملاء تعابيره وأصدائه لتكون روح القصيد ."
من اجواء الديوان :
*********
1
حينَ يصيرُ الشّوقُ شهقات المدى
صوتي رماديٌّ سحيق
لا شيء يسمعني هنا
الأفق موّالٌ غريب
لا شيءَ يُرجعُه الصّدى
العمرُ يرقُصُ في مساحات الرَّماد
ويَشُدُّني ما كانَ يُمكِنُ أن يَكون
لو أنّني غرّبتُ ألوانَ الجُنونِ عن الجُنون
ومضيتُ للبحرِ الذي لم يُبكِهِ زَبَدٌ...
لِيُبكيه احتراقي في مَخاضَتِهِ سفيرا للظّنون
آهٍ على وجعي؛ احتَرَفتُ غُروبَهُ...
لونًا يُلَقِّنُني صَدايَ، وَيَنتَشي..
ما انفكّت الصّحراءُ عطشى لِغَدي
يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ.
***
فجري ضَبابيٌّ وحيد
لا قَلبَ يَنبِضُني هنا
لا شيءَ مما كانني سأعيشُهُ
الرّيحُ زَفَّتني ملامِحَ للسّدى
وهناك يتركني الصّباحُ بلا صباح:
قلبٌ بقلبِ الرّيحْ ... والرّيحُ مجروحَةْ
صوتُ الفراغِ كسيحْ ... والآهُ مذبوحة
في العُمقِ عُمقي يصيحْ... فاتَ النّدا روحَه
والصّمتُ في صمتي يُفيق...
يَقتاتُ من جَلَدي
يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ
***
الصّمتُ يُشقيهِ الصّدى
أنا لهفتي فرَّت إلى ليلٍ؛ وليلي ظلّ يُعييهِ احتضاني
الشّوقُ ساقِيَةُ العَطَش
الشّوق لونُ الرّاحلين إلى تَضاريسِ المُنى
الشّوق أغنيةٌ تُساكِنُ روحنا...
تشقى إذا صرنا نسيج حروفها
يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ
***
صوتي تَضاريسُ الغَريق
والموجُ يَرحَلُ للمَدى المَرهونِ بي
والآهُ تشرَحُني لصوتٍ سرُّهُ كم ضاقَ بي
هذا المدى لو ضاقَ عنكَ الصوتُ يُصبِحُ هاوية
لا شيءَ في هذا المدى يحتاجُني وأنا غريق
ويَرومُ قلبُ الليلِ نَبضي...
قد يُفيق!
ويفيقُ بي لونُ الأنا
يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ
***
لا سرَّ في القلبِ الذي اجترَحَ المَواجِعَ كلّها لِيَقِرَّ بي
أنا لم أغِبْ عن لونِ أيامي بليلٍ صارَ منّي
ما أخترتُ يومًا أن اكونَ صدى حكاياتٍ سحيقة
ما اخترتُ صَمتي حينَ زفّتني الرّياحُ إلى مجاهيلِ الوَجَع
ما اخترتُ صوتي حين صِرتُ حكاية البَردِ المعشِّشِ في تَعاريشِ السّراب
إختارني وجعي وساكَنَني خَوايْ
ومضيتُ، لونُ الصّمتِ نافذتي وهجعته صداي
الليلُ يكتبني رحيل اللّونِ عن مرمى مداي
وتصيرُ بي وجعا مراقي وحدتي،
ليفرّ من موج السّدى عبثًا سداي
وأظلّ أرجو الوصلَ من لونٍ يُغايِرُني ويَفزَعُ من رُؤاي
يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ.
********
2
خطوات في ذاكرة الرّيح
1)
الحصنُ يقينٌ وحمامة
وجع الكفّين الماطِرَتين
وعيونٌ تمضي لبَهاءٍ
تتسامى... والعشقُ مَعاد
(2)
مُهَجٌ فوقَ جبالِ الوعد
تدعو... والوادي يتلظّى
بصهيلٍ يقضي مذبوحًا
يسكُنُ في ذاكرَةِ الرّيح
(3)
الطّقسُ يُصعِّدُ أمنيَةً
الشّمسُ تخالِفُ سُنّتَها
العصرُ عيونٌ مشتعلة
لا لونَ لرملِ الخُطُوات
(4)
الخَطَرُ مواسِمُ فانِيةٌ
المطرُ الموسومُ رسالةْ
الماضي يولَدُ مكتومًا
الهجعةُ في الظِّلِّ نذالةْ
(5)
لنَهاراتٍ ذاتِ ملامِحْ
تمضي خطوةُ وعدٍ يَرقى
بصباحاتٍ تنهَضُ حُبًّا
وخيوطُ الإشراقِ عقيدةْ
(6)
أَرِهاناتُ الصّمتِ حِكايَةْ...
يا تغريبة دمعي الهامي؟
أسرارُ القلبِ تُحاصِرُني
والروحُ على وتَرِ الغُربَةْ
(7)
حسٌ.. تأويبٌ... وقرار...
وهزيعُ الليلِ الآخِرِ يرقُبُ لمعَةَ بَدءْ
إقرأ... تلكُم حُزمَةُ غيثْ
هل تَعشَقُ بَرقَتَها الغيمَةْ؟!
(8)
وَطَنٌ موبوءٌ بنشيدٍ
وعيونٌ دمعَتُها وطَنٌ
الكلُّ يُطارِدُ أمنيَةً
والشّهوَةُ أرضٌ مَطوِيَّةْ
(9)
فوقَ حبالِ النّفسِ الحَيرى
أشرِعَةُ اللّذَةِ منشورَةْ
من سبقوكَ لحلمِ السّكرَة
ظَنّوها رعشَةَ اسطورَةْ
من يَلبِسْ أردِيَةَ الحُلُمِ
يجنِ الخُطُواتِ المَقهورَةْ
لصهيلِ الأيامِ الحُبلى
لا تولَدْ قصَصٌ مبتورَةْ
(10)
فوقَ جُنونِ الحُلُمِ النّافِقْ
هجعت كلّ مزايا الصَّمتْ
لن تنبُتَ غاباتُ اللّذّةِ
حيثُ يهيمُ شراعُ الموتْ
(11)
الأفقُ جنودٌ وحِرابٌ...
والرّاحةُ هجعَةُ أنفاسٍ خنَقَتها ذاكِرَةُ الرّيحْ
كيفَ ليَومي أن يترُكَني أحلمُ بنهاياتٍ أخرى...
واللّيلُ يُحاصِرُ مملَكَتي؟
(12)
عشقُ المَوجَةِ محضُ غِوايَةْ
لا شيءَ يعيشُ بلا عنوانْ
للسرِّ السّاكِنِ كهفَ الموتْ
تمضي الخطُواتُ المغمورَة...
الحصنُ يقينٌ وحمامة
وجع الكفّين الماطِرَتين
وعيونٌ تمضي لبَهاءٍ
تتسامى... والعشقُ مَعاد
(2)
مُهَجٌ فوقَ جبالِ الوعد
تدعو... والوادي يتلظّى
بصهيلٍ يقضي مذبوحًا
يسكُنُ في ذاكرَةِ الرّيح
(3)
الطّقسُ يُصعِّدُ أمنيَةً
الشّمسُ تخالِفُ سُنّتَها
العصرُ عيونٌ مشتعلة
لا لونَ لرملِ الخُطُوات
(4)
الخَطَرُ مواسِمُ فانِيةٌ
المطرُ الموسومُ رسالةْ
الماضي يولَدُ مكتومًا
الهجعةُ في الظِّلِّ نذالةْ
(5)
لنَهاراتٍ ذاتِ ملامِحْ
تمضي خطوةُ وعدٍ يَرقى
بصباحاتٍ تنهَضُ حُبًّا
وخيوطُ الإشراقِ عقيدةْ
(6)
أَرِهاناتُ الصّمتِ حِكايَةْ...
يا تغريبة دمعي الهامي؟
أسرارُ القلبِ تُحاصِرُني
والروحُ على وتَرِ الغُربَةْ
(7)
حسٌ.. تأويبٌ... وقرار...
وهزيعُ الليلِ الآخِرِ يرقُبُ لمعَةَ بَدءْ
إقرأ... تلكُم حُزمَةُ غيثْ
هل تَعشَقُ بَرقَتَها الغيمَةْ؟!
(8)
وَطَنٌ موبوءٌ بنشيدٍ
وعيونٌ دمعَتُها وطَنٌ
الكلُّ يُطارِدُ أمنيَةً
والشّهوَةُ أرضٌ مَطوِيَّةْ
(9)
فوقَ حبالِ النّفسِ الحَيرى
أشرِعَةُ اللّذَةِ منشورَةْ
من سبقوكَ لحلمِ السّكرَة
ظَنّوها رعشَةَ اسطورَةْ
من يَلبِسْ أردِيَةَ الحُلُمِ
يجنِ الخُطُواتِ المَقهورَةْ
لصهيلِ الأيامِ الحُبلى
لا تولَدْ قصَصٌ مبتورَةْ
(10)
فوقَ جُنونِ الحُلُمِ النّافِقْ
هجعت كلّ مزايا الصَّمتْ
لن تنبُتَ غاباتُ اللّذّةِ
حيثُ يهيمُ شراعُ الموتْ
(11)
الأفقُ جنودٌ وحِرابٌ...
والرّاحةُ هجعَةُ أنفاسٍ خنَقَتها ذاكِرَةُ الرّيحْ
كيفَ ليَومي أن يترُكَني أحلمُ بنهاياتٍ أخرى...
واللّيلُ يُحاصِرُ مملَكَتي؟
(12)
عشقُ المَوجَةِ محضُ غِوايَةْ
لا شيءَ يعيشُ بلا عنوانْ
للسرِّ السّاكِنِ كهفَ الموتْ
تمضي الخطُواتُ المغمورَة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق