قراءة في قصة حيفا والنورس - تأليف توفيق فياض ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي
قصة حيفا والنورس ، للكاتب توفيق فياض ، اصدار دار الهدى للطباعة والنشر كريم ، تقع القصة في 26 صفحة ، بدون تاريخ نشر ، رسومات هنرك خيلينسكي .
القصة : تتحدث عن جد يسكن في بيت من الصفيح على شاطئ بيروت ، وعن بنت صغيرة اسمها حيفا ، لا تحب بيتها كثيرا لانه حار في الصيف وبارد في الشتاء ، ترافق حيفا جدها في رحته عبر قاربه الصغير لصيد الاسماك ، في احد الايام لم يأخذها معه وقال لها ساذهب بعيدا اليوم "هنالك حيفا ثانية خلف البحر ، جميلة مثلك وتنتظرني دائما " ، حيفا الصغيرة حزنت زظنت ان جدها العجوز يحب فتاة اخرى اسمها حيفا ، لكن طائر النورس الذي يحوم حولها دوما وضح لها الامر ان هنالك مدينة اخرى اسمها حيفا ، ودها ولد وترعرع بها لذا هي تحمل اسمها ، فقد عندها فرحت حيفا الصغيرة ، جلست على الشاطئ تحلم بحيفا الثانية .
توظيف الادب في خدمة السياسة :
من خلال قصة الكاتب الكبير توفيق فياض ، يطرح باسلوب ادبي شيق قضية انسانية ، بلا ضجيج ، حيفا الصغيرة لا تحب بيتها في بيروت ، لانه من الصفيح ، خار في الصيف وفي الشتاء تتسلل اليه مياه المطر ، كما يبدو هي اشارة لظروف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والشتات ، والقيود المفروضة عليهم حول البناء ، والعمل ، وحرية التنقل . والطفلة السمراء ، تحمل اسم حيفا ، لان الجد الطاعن في السن يحب حيفا موطنه الاصلي ، التي تعانق البحر المتوسط ، كذلك بيروت ، لذا يحب الصيد والبحر وطيور النورس .
حيفا الطفلة : علاقتها حميمة مع جدها ، ياخذها دوما معه ، يركبان البحر عبر القارب الصغير ، يصارحها بحبه ، وربط بينها وبين حيفا مدينته ووعدها بالعودة والحديث عن حيا عندما يعود.
الجد : صفاته حنون ، يحن الى الماضي وحيفا ، فقير كغالبية الناس الذين يتركون اوطانهم ، يحب حفيدته ،
طائر النورس ، قام الكاتب بتوظيف الطائر ومنحه دورا ايجابيا ، منذ بداية القصة كان يرافق الجد والحفيدة ،
في عمق البحر ، قام بتوضيح الامر ومنعا للبس للطفلة ، ايضا يحب حيفا ، رافق الجد في رحلته الى حيفا .
لماذا قرر الجد الذهاب الى حيفا ؟ ربما الحنين والشوق يشده الى حيفا ، ربما لن ينتظر اي تسوية سياسية ليعود الى حيفا ، هو وعد بالعودة الى بيروت ليحدث حفيدته ، لا نعرف هل سوف يصل الجد الى حيفا ام لا ؟ لان قاربه صغير وهو طاعن في السن ، والبحر هائج وخطر ، هل ذهب ليعود ام لا ؟ لماذا لم يصحب حفيدته ؟ هل لصغرها ام لخطورة الموقف والبحر .
خلاصة : قصة رمزية ، نجح الكاتب في طرح قضية سياسية وانسانية باسلوب ادبي جميل ،اللغة جميلة تكثر فيها الاستيعارة والتشبيه مثال :" عندما اختفى خلف الموج" وفي اخر القصة " وحين مالت الشمس الى المغيب ، وتعلقت فوق البحر مثل برتقالة" ، لا ابالغ اذ قلت ان لكل كلمة وظيفة وايقاع واهمية . ينهي الكاتب قصته بنهاية مفتوحة ممكن فهمها على اكثر ن اتجاه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق