عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر للكاتبة والروائية العراقية " نسرين أبو قلام" روايتها «عندما يصبح الحدس حقيقة».
الرواية تقع في 456 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف: إسلام الشماع.
رواية «عندما يصبح الحدس حقيقة» مُعايشة لأحداث حقبة زمنية امتدتْ لأكثر من ثلاثين عامًا، بدأتْ في مطلع ثمانينيات القرن الماضي... تتهادى بطلتها مع أحداثِ مشرقة تارةً، وتتعثر ببقايا قذيفة مَدفع من مخلفات حرب الخليج الأولى تارةً أخرى، تزكُم أنفها رائحة بارود حرب الخليج الثانية، وتجود عينها مطرًا أسودَ حينما تطرق مسامعها قصص معاناة أٰمهات كل ذنبهن غَرْسُ بساتينهن في بلاد ما بين النهرين! .
في مقدمة الرواية تقول المؤلفة:
(لكلٍ منا ما يُسمى طاقة كامنة، تتفجَّر فيضًا من نورٍ أحيانًا، وتخبو خلف ترَّف الحياة أحيانًا كثيرة.. كثيرةٌ هي محاولاتي، وأكثر منها كتاباتي، غارتْ بعيدًا في تجاويف عقلي وذاكرتي، فأقفلتُ عليها في جرَّات كهرَّمانة بعيدًا عن الأربعين حرامي... لم أخطئ في احتفاظي بها كنزًا أبيض أصبح خير معيِّن لي في يومي الأسود... أمضيتُ حياتي فتاة عادية يُفرحها القليل ويُحزنها الأقل منه، زرعتُ بستاني بزهرة قطفتها من جنائن بابل المعلقة وأخرى استلفتها من تاج عشتار، فسقيتها ريًّا ريًّا من دجلة الخالد، صابرةً مع مده وجزره... أثمر بستاني فيَنع به ثلاث صبيان أُسدُّ بظلهم عين الشمس ولهيبها، اتخذتُ من سُمرة بشرتهم وسواد شعرهم كُحلًا لعيني أحتفظ به في مكحلتي الذهبية
فاض دجلة... أراد أن يغسل نفسه ويُطهِّرها من دَرَنٍ غَصَّ به قاعه الطاهر، لافظًا زبدًا حديثَ العهدِ به، فزمجرَ سيله... وطافَ غضبه بأروقةِ مدينتي... مُقتلِعًا فُسيفساءِ لوحةٍ فنيةٍ ازدان مدخل مدينتي بها، مارًّا بمأذنةِ سامراء فأحالها خرابًا، حلَّ زائرًا غيرَ مُرحَبٍ به في بستاني..! عبثَ بمكحلتي الذهبية فتحوّلَ كُحلها رمادًا يُذَرُ في العيون، أغمضتُ عيني طويلًا... آلمتني عتمة أيامي!... اكتشفتُ وعثرتُ على طاقتي الكامنة أخيرًا!... عُدتُ لأنهل من كنزيِّ المدفون في إحدى جرات كهرمانة!... أحلتُ رمادي إلى مِدادٍ رويتُ به دواتي بعد ما نضبتْ لطول انتظارها، وبعد طول معاناة أتممتُ كتابي الذي بين أيديكم... مُعايشة أحداث حقبة زمنية امتدتْ لأكثر من ثلاثين عامًا، بدأتْ في مطلع ثمانينيات القرن الماضي... أسير الهوينا لا ريث ولا عجل، أتهادى مع أحداثِ مشرقة تارةً وأتعثر ببقايا قذيفة مَدفع من مخلفات حرب الخليج الأولى تارةً أخرى، تزكُم أنفي رائحة بارود حرب الخليج الثانية، تجود عيني مطرًا أسودَ حينما تطرق مسامعي قصص معاناة أٰمهات كل ذنبهن غَرْسُ بساتينهن في بلاد ما بين النهرين!... وأدركتْ شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح.
• • • • •
|
• • • • •
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق