قراءة في قصة الزرافة ظريفة ، تأليف نادر ابو تامر
بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي
تقع القصة في
24 صفحة ، غلاف سميك ، صفحات داخلية
ملونة ، تزينها رسومات
الفنان ايمن خطيب ، تدقيق
لغوي الاديب نادر ابو تامر ، اصدار
دار الهدى للطباعة والنشر كريم 2001 ،
صدرت عام 2008 .
القصة :
القصة معدة للأطفال لكنها
موجهة اكثر للمجتمع ، تسرد لنا
حكاية الزرافة ظريفة ، تفاجأت الزرافات
عندما ولدت غريبة الاطوار ، تختلف
عنهم فعنقها قصير ، الامر بالطبع
لم يقف عند
الغرابة والاستهجان انما رفض
الزرافات الصغيرة اللعب مع ظريفة بسبب
قصر عنقها ، فهي لا تستطع ان
تأكل اوراق الاشجار والزرافات
يسخرن منها ،وحتى الزرافات الكبيرات
من المفروض ان
يتقبلوها ويدعموها ايضا
لم تجد ضالتها
بينهم ، فقد رفضوا ان تنظم اليهم
بسبب عنقها الصغير ، هذا
الامر اثر على ظريفة التي شعرت
بالحزن الشديد وكادت
تبكي بحرقة من
تعامل الاخرين معها ،
توجهت الى والدها تشكو
همها وقلة حيلتها لكن
والدها اثار لديها رياح
الامل قال لها " لكنهم لا
يعلمون انك قد تقومين ببعض الاشياء
التي لا يستطيع الاخرون
عملها " هي لم تفهم
تماما ما قصده والدها
لكنها ابتسمت ، اتفق ان
وقعت الزرافات في
ورطة وهي الوصول الماء
بعد ان اشتد
عطشها فكرت زعيمتهم بحل
في الدخول الى
النفق الذي يسبق
موقع الماء لكن لم
يكن لديها
خيط للخروج من
الورطة والعطش يشتد ،
اعناق الزرافات طويلة وليس بمقدورها العبور من
النفق فكادت تسقط
على الارض من شدة
العطش وتهلك ، عندها دخلت الزرافة
قصيرة العنق ظريفة ارتوت من
الماء ثم ملأت دلوا وعادت به
لصديقاتها ليشربوا بالرغم انهم
رفضوا اللعب معها .
رسالة
الكاتب : الكاتب
يعالج ظاهرة متفشية في
المجتمعات الانسانية عامة وفي
مجتمعنا العربي خاصة ، وهي
سياسة الاقصاء بحق
الاشخاص الذين يختلفون
عنا ، مثال اذا كانوا من
دين اخر او
لغة او قومية ،
وباخص اذا كانوا
من اصحاب الاحتياجات
الخاصة ، نحن لا نمنحهم الفرصة
ليساهموا في بناء
المجتمع ولعب دور
ايجابي ، نبتعد عنهم ، لا نلعب
معهم ، لا نتحدث معهم ، نرفض
ان نمد لهم
يد العون ، نضيق عليهم اكثر
واكثر ، نفرض عليهم عزلة
اضافية فوق عزلتهم ، نفرض عليهم ما
يشبه الاقامة الجبرية ،
نحطم احلامهم وننسف طموحهم ،
بتفكيرنا القصير والضيق والاناني ، الكثير منا
يهمه شكل الانسان
او اصله او حتى
لون بشرته ،جاءت هذه
القصة لتقف الى جانب
المظلومين ، ولتقول لنا
ان كل انسان
لديه قدرة ويمكنه ان
يعطي ، وان كانت
لديه مشكلة خلقية علينا
الوقوف الى جانبه
ودعمه بكل ما
منحنا من عزم
وقوة ، وليس تثبيط عزيمته ،الزرافات اللواتي
سخرن من ظريفة في
النهاية هي التي
انقذتهم ولم تسيئ
لهم كما فعلوا
هم بعد ان شربت
جلبت لهم الماء لانهم
اهلها واحبابها واصدقائها ، ايضا
يشير الكاتب الى
نقاط اخرى مثل دور
الاب في التعزيز ونثر
الامل ، وايضا توقع
ان تحتاج الزرافات
يوما الى ظريفة ،كذلك
عدم الحقد من
قبل ظريفة على الزرافات ،
ايضا اعتراف الزرافات
بالخطيئة التي اقترفوها
فاقتربوا منها واعتذروا
منها واصبح الجميع
يلعب معها ،كذلك حرص الكاتب على
ان يمنح الزرافة قصيرة
العنق اسم ظريفة ، أي
انها ليست نكرة بل وخصص لها
اسم قصته ولتكون
هي البطلة وقادرة
على النجاح في
تغيير انماط وسلوك مجتمعها.
خلاصة :
قصة ظريفة رغم بساطة
القصة ، الا انها
تحمل في طياتها
رسالة قوية موجهة
الى افراد المجتمع
وخاصة من لديهم
النفوذ والقوة ، وايضا
الى الاهل كي لا
يظلموا اولادهم الذين
يشابه حالهم حال الزرافة
ظريفة ، ورسالة لمن يخلقه
الله مع نقص
جسماني الا يستسلم
حتى لو في
البداية رفض وتم محاربته
عليه المثابرة وان
يستخدم عقله وارادته
لكسر الآراء المسبقة عنه ،
وان الاخرين لا يد لهم
في جمالهم او اشكال اجسادهم لذا
لا يحق لهم
التعرض لأصحاب الاحتياجات الخاصة ، من خلال السخرية او
النظرات او المقاطعة او
منع المساعدات منهم ، الكاتب يشير ان الا الناس ولدوا متساوين ويجب ان ننظر اليهم بعين واحد ونكيل بمكيال واحد للجميع بغض النظر عن الدين اللون الجنس القومية طول القامة وغيرها من الفروقات الغير جوهرية .
أسلوب الكاتب : استخدم
الكاتب لغة بسيطة لتكون
اقرب لقلب الاطفال
مستعينا بالرسومات الجميلة ،
الكاتب في هذه
القصة ابتعد عن
الكلمات المنمقة او الجمل الرنانة او
الصور الشعرية ، ربما كي تلائم القصة جيل الطفولة المبكر ، وهو يضع
القارئ منذ الوهلة
الاولى والجملة الاولى
في المشكلة ليكسب تعاطفه
مبكرا وتتدحرج القصة
مع المشكلة تماما
مثل النهر ليصب
في النهاية في
البحر والمشكلة عند نادر
ابو تامر تنتهي بحل
يرضي الجميع وتحل
مشكلة الزرافة ظريفة بل تصبح
بطلة ومبجلة في عيون الزرافات ، وليس من باب الصدفة اختار ان
يكون النقص لدى ظريفة في عنقها
وهو ما يميز الزرافة ويمنحها القوة والتفوق على الد الاعداء
مثل الاسد والضباع والكلاب ، وفي الواقع الزرافات عندما تتقاتل لا تستعمل كل قوتها فقط تتدافع بجسمها وتمتنع من استعمال ارجلها لان ضربتها مؤلمة حتى انها باستطاعتها بركلة واحدة كسر جمجمة اسد ، العنق الطويل تفوق نوعي للزرافة ويمكنها من
الوصول على الاشجار العالية لتأكل براحة تامة لا ينازعها مخلوق.الكاتب نادر ابو تامر افترض
الامر المتطرف أي ان
تكون المشكلة مستفحلة فلم يقل
انها بعين واحدة
او رجلها مكسورة او لونها بشع
،لتواجه الزرافة المشكلة بإصرار وجسارة
وتقلب الامور رأسا على عقب من زرافة
لا يتقبلها احد الى زرافة محبوبة ومقدامة .
ملاحظات
على هامش
القصة : - القصة
تفتقد للترقيم في
الصفحات الداخلية ، انا اضطررت
لترقيمها يدويا .
-
استعمل
الكاتب مصطلح " اولاد
الزرافات" صفحة 4 ، من المعروف
ان كلمة اولاد تستعمل للإنسان اما
صغير الزرافة يطلق عليه اسم " خيلف" ، ربما اراد
الكاتب ان يربط الاحداث مع
عالمنا الصغير ويدخل الاولاد
الصغار الى جو
القصة ،اضافة الى ان النص ليس معلوماتيا .
الكاتب
نادر ابو تامر
كاتب غزير الانتاج وقريب
لعالم الاطفال بأسلوبه وادواته
وافكاره المتجددة دوما .
صدر للكاتب :
صدر للكاتب :
- رامي لا يشبه
احدا - 2006
- جزيرة المطر - 2006
كيف صار رامي يحب العتمة - 2006
- الشمس لا تزعل من احد - 2006
- القرية
التي نسيت اسمها -
2007
- سوار تبحث عن سنها ،
عام 2007
- رقصة الخضار -2007
- نبوح -
2008
- اجنحة الملائكة -
2008
- اصغر سائق في العالم
- 2008
- ساعدني يا ابي - 2008
- المارد والاقزام
- 2008
- ليلى
الخضراء - 2008
- شجرة الاصدقاء
- 2008
- الريشة السحرية
- 2008
- جدي
يا جدي - 2008
الزرافة
الظريفة - 2009
- ملك
العيد - 2009
- عين
امي - 2009
- البيت
السعيد - 2010
- الغريب - 2010
- رازي ونظارة
الابطال - 2011
- حاسوب ينظف البيت
-2011
- سيلمان الحليم -
2011
- هدية عيد الام - 2011
كتب ترجمها
نادر ابو تامر عن العبرية
- سرير ابي وامي الكبير
2008
- ليار لا تغار 2008
- من هو صديقي 2008
- امي
حامل 2008
- لينا الحزينة
-2008
- الطفلة من الغجر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق