د أن اقتحم شاب موتور دارها في أحد أحياء واشنطن العاصمة، سارعت “نانسي بيلوسي” Pelosi (ولدت 1940) (رئيسة مجلس النواب/الكونجرس الأميركي) إلى الإعلان عن نيتها التنحِّي عن منصبها الذي لم تشغله امرأة من ذي قبل، ومرد ذلك (كما أعتقد) هو أن الرعب قد دبَّ إثر الهجوم الذي استهدفها بمطرقة حديدية. وبعد أن “أكل” زوجها، بول، ما كان مخططًا لها شخصيًّا (طرقًا عنيفًا على رأسه)، حاولت بيلوسي النجاة بجلدها بطريقة أو أخرى!
وتُعدُّ بيلوسي أقوى امرأة سياسية في الولايات المتحدة الأميركية اليوم، علمًا أنها تتزعم الحزب الديمقراطي، الأمر الذي يلقي الضوء على مشاكساتها ومناكفاتها المضادة للرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب الذي وصفها بـ”البذيئة”!
وقد لعبت بيلوسي أدوارًا مهمة على المستويين المحلِّي والدولي، خصوصًا بقدر تعلق الأمر بالحرب الفيتنامية وبالحرب على العراق (2003)، كما كان لها القدح المعلى في تمرير العديد من القوانين والتشريعات المهمة. وتعد لائحة الاتهام ضد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الأكثر بروزًا في سجل نشاطها السياسي، خصوصًا بعد أن اتهمته بـ”الاستبداد”!
وبوصفها “المرأة الفولاذية”، حاولت بيلوسي أن تؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خصوصًا بقدر تعلق الأمر بما يُسمَّى بـ”الخطر الصيني”، إذ يلقي نشاطها الآسيوي الضوء على زيارتها المتعددة إلى “أعداء” الصين التقليديين، تايوان واليابان، زد على ذلك تأييدها وحثها القوات المسلحة الأميركية على إجراء مناورات استعراض العضلات في “بحر الصين”، ناهيك عن زيارتها الاستفزازية الأخيرة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تحديًا صارخًا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وإذ بدأ العد التنازلي لمغادرتها، رئيسة للكونجرس، فإن أغلب الظن هو أنها لن تغادر إلا بعد أن ترشيحها بديلًا يواصل مسيرتها ونموذجها السياسي المشاكس، وهذا ما يفسر ترشيحها شخصية مطابقة لها لتسنم منصبها الرفيع حال مغادرتها للعيش “بسلام” مع زوجها بعيدًا عن ضوضاء السياسة، وذلك في دارهم بأحد الأحياء الأرستقراطية بواشنطن.
لذا، ستبتعد بيلوسي، ولكنها ستحافظ على مسافة ما في تواصل دائم مع الحياة السياسية بواشنطن.أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
- ,
- or
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق