قصة ربما غدا ، تأليف شارلوت أغيل ،
رسوم انا غونزالس ،2019 ،الترجمة العربية
للدكتور جودت عيد ،صادرة عن مكتبة الفانوس ،ومطبعة
النهضة في الناصرة 2019 .
القصة تتحدث عن لولا التي تسحب معها مكعبا ثقيلا ،
منذ فترة طويلة ،مما جعل خطواتها بطيئة وثقيلة ، ونظرتها الى العالم سوداوية ،اما تمسوح رقص في كل مكان مع غيمة من الفراشات، لكن لولا لم تلاحظه ،وهي تجلس
وحيدة في المتنزه ،عرض عليها تمسوح ان ترافقه في نزهة، لكنها رفضت ،وبقيت جالسة على المكعب الثقيل ،حاول تمسوح الاستفسارعما بداخله ، وقال لها
اشعر بشيء حزين اظن انه يريد الخروج " في اليوم التالي
شرب تمسوح ولولا الشاي معا على وقع المطر وتبللت الفراشات ،طلب تمسوح من لولا ان ترافقه الى البحر ،لكن العقبة الوحيدة المكعب فهو ثقيل اقترح تمسوح ان يساعدها هو وفراشاته ،وقد ساعدوها فعلا ،كانت رحلة طويلة ،وقد تحادثا
خلال الرحلة وصمتا حينا ، قالت لولا لتمسوح انها تشتاق الى العصفورة الصغيرة صديقتها ، لقد رحلت ،قال تمسوح انه ايضا يشتاق اليها رغم
انه لا يعرفها ،كي يساعدها في
شعورها بالاشتياق ،سهرا معا وراقبا
القمر وتعلمت لولا الغناء منه،وعندما ارادا الجلوس معا على المكعب تقلص وصغر ولم يكن
متسعا لكلاهما ،عندها اندهشت لولا ،وافقها تمسوح الرأي،وفي اليوم التالي أيضا كان مشمسا
أيضا ،وخارجا للتنزه ، وقال لها تمسوح انه سوف يساعدها دوما على حمل المكعب .
رسالة الكاتبة
القصة تتحدث عن الهموم والمصاعب التي يحملها
الأطفال وحتى الكبار ، تتشكل هذه الهموم
والمشاكل على هيئة مكعب ثقيل ، يقيد حركتنا ويشل تفكيرنا ، ويصبغ
حياتنا باللون الأسود القاتم ،ندخل في حالة من الياس والانطواء والانعزال عن الدنيا والأصدقاء ،لا نشعر ولا
نحس بالأشياء الصغيرة الجميلة من حولنا كالأزهار والطيور والفراشات
والشمس ،ولا حتى بالأصدقاء او من يطرح علينا
السلام ، تمسوح لاحظ انطواء
لولا وتمسكها الشديد بالمكعب ، عرض عليها ان تتقبل
نفسها وترافقه الى نزهة وخلال النزهة يعرف ما يضايقها ويشعر معها ومع احزانها ، علمها تمسوح الغناء
واستمتعوا معا بالقمر ومياه البحر والشمس
والفراشات ، أصبحت لولا تشعر بالأشياء الصغيرة حولها وتتحاور معها، بدأت نظرتها للحياة تتغير والمكعب الكبير الذي كانت تجره
خلفها بصعوبة ، تقلص كثيرا بفضل مساعدة
تمسوح وبفضل استعداده
للأصغاء والدعم ،القصة تتحدث أيضا عن
تقبل الاخر المختلف ،استطاع تمسوح ان يجد قواسم مشتركة بينه وبين لولا ، فاصبحا صديقين حميمين، الكاتبة تدعونا كبارا وصغارا الى عدم حمل صندوقنا
الذي يحوي همومنا وجراحنا وآهاتنا واحلامنا الضائعة وصداقات التي تبخرت وذكريات اشخاص رحلوا عنا او عن عالمنا ، وحدنا ،
اذا حملناه وحدنا سوف يقصم ظهرنا ، ويفقدنا البصر والبصيرة ، علينا ان نشارك الاخرين
احزاننا ، سوف يتقلص الصندوق رويدا رويدا ، علينا ان نطلق سراحه كي يطلق هو سراحنا ،
فهو يضعنا في زنزانة وهمية نحن الأسير والسجان في ان واحد ، وننطلق بحرية نحو حياة مشرقة ومستقبل يبتسم لنا ،عيوننا يجب ان تتنظر الغد لأنه ربما يكون افضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق