قراءة في قصة النافذة الثرثارة للكاتب رأفع يحيى - بقلم سهيل ابراهيم عييساوي
قصة النافذة الثرثارة ، تأليف الدكتور رافع يحيى ، اصدار مركز أدب الأطفال براعم الزيتون ، مكتبة كل شيء ، حيفا 2016 ، تقع القصة في 30 صفحة ، وهي غير مرقمة . رسومات جميلة للفنانة ،هيفاء عبد الحسين ، القصة معدة للأطفال من سن 3-8 .
القصة :تتحدث عن أم الزوز ، التي تعيش في بيتها بسعادة وفرح ، لكنها كانت تعاني من مشكلة واحدة فنافذة البيت ثرثارة ، وتسبب لها المشاكل ، لأنها تخبر الجيران بأسرار البيت ، وتنقل اخبار الجيران ، تحاول أم الزوز بشتى الطرق لجم فاه النافذة لتقلع عن عادتها السيئة ،لكن سرعان ما تعود النافذة الى عادتها القديمة ، ف نهاية القصة توفق ام الزوز في التوصل الى حل مع النافذة التي ارادت ان تترك البيت وترحل ، حيث اعادتها الى البيت واشترت لها ستارة جميلة وعطرتها برائحة عطرة ، منذ ذلك الحين عاشت النافذة بسعادة واحبها الناس .
أسلوب الكاتب: حاول الكاتب الدكتور رافع يحيى اتباع الأسلوب الفكاهي والساخر ، لإدخال البهجة الى نفوس الأطفال الذين أزهقتهم الحياة ، طعم الفرح ، بسبب ما يدور من ماسي في العالم العربي ، وحاول ابتكار صور ومشاهد مضحكة منها :
- ضحكت النافذة الثرثارة وقالت اذا سمعت كلام الجيران سأخبرهم بأنك تشخرين
- ولا تعرفين طبخ الكوسا
- تضحكين وانت نائمة
- سأغلفك بأكياس السكر والبطاطا
- فاشترت أ ربعة دواليب وتركت البيت لتتجول في الشوارع .
- اصطدمت النافذة بصناديق للأسماك .
نلاحظ ان الكلمات والمواقف كانت ساخرة أكثر منها ضاحكة ، كذلك اختيار اسم البطلة "أم الزوز" ، فيه الكثير من الشعبية والعفوية والبساطة والسذاجة .
رسالة الكاتب :
- أراد الكاتب كسر الأسلوب القصصي الرائج لأدب الطفل، كالوعظ والتربية والتلقين ، وطرح أسلوب جديد يهدف لإمتاع الطفل بالقصة وترك بصمة وابتسامة على شفاه الأطفال .
- انتقاد النميمة والثرثرة التي تتبعها بعض النساء في المجتمع العربي .
- المحافظة على النظافة .
- البيوت أسرار ، ضرورة الحفاظ على الأسرار الأسرية .
- ليس كل ما يقال صحيحا أو ما تراه عيونك بالضرورة يتماثل مع الحقيقة .
- حبل الكذب قصير ، مهما حاول المرء أن يظهر عكس جوهره ، الا أن هنالك من يعرف الحقيقة.
- ينتقد قيام الكثير من النساء بالاعتماد على المأكولات الجاهزة والادعاء ان هذه المأكولات من صنع يدهن !
- يجب ان يتعايش الانسان مع ذاته ومع الحقيقة.
- يمكن احتواء الاخر وتقبله بالتفاهم واللطف .
ملاحظات :
- صفحات القصة الداخلية غير مرقمة
- الخط كبير جدا ، وهنالك فراغات بين الكلمات ( بسبب ضرورات الجرافيكا ) في بعض الصفحات فقط ثلاثة كلمات في السطر .
- جاء في بداية القصة أن أم الزوز تعيش في سعادة في بيتها ، ويتضح لاحقا انها لم تكن سعيدة بالمرة بل تعاني الأمرين ، كان بإمكان القول أن تصرفات النافذة الثرثارة تعكر سعادتها .
- الجيل المناسب للقصة ، ;كتب الناشر في مستهل القصة أن الجيل المناسب هو من 3-8 ، نعتد أن الجيل الأنسب هو 7-10 سنوات ، حسب اللغة والمضمون والأبعاد .
خلاصة : قصة النافذة الثرثارة ، قصة مناسبة للأطفال ، من حيث اللغة والأسلوب والمضامين ، الفكرة جديدة ومبتكرة ، والكاتب الدكتور رافع يحيى ، صاحب قلم وتجربة عميقة في مجال أدب الطفل ، كما أن الرسومات جميلة ومعبرة ومنسجمة بشكل تام مع أحداث القصة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق