قراءة
في قصة : مغني المطر للكاتب زكريا محمد
بقلم : سهيل
ابراهيم عيساوي
القصة من
تأليف الكاتب زكريا
محمد ، رسومات احمد الخالدي ،
اصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ، الطبعة الثانية 2011 ، تقع القصة
في 25 صفحة ، الحق
يقال ان اصدارات
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ، اصدارات
هادفة وجادة وقريبة من قلب الطفل .
القصة :
تسرد حكاية الجحش الصغير الذي
كان يحجم عن الغناء ،
رغم ان الكل
كان يغني العصافير والخيول
والديوك والناس وكل
شيئ ... لأنه كان يظن ان
صوته قبيحا ، كان بلا
اغنية ،حسب ان الناس سوف
تضحك عليه ،لكن في
داخلته كانت رغبة جامحة
في الغناء لماذا
هو بالذات دون
الاخرين لا يغني ؟؟ ، اخيرا قرر
الجحش الصغير كسر
صمته والخروج عن المألوف
قرر الغناء لكن
ليس كما توقع
الناس عن الالم
والغضب والصبر والتعب وكل
عذاباته اليومية ، بل اغنية
عن المطر ، لان المطر
لم ينزل منذ
فترة ، وكل الكائنات كانت
تنتظر هطول المطر وتبتهل
لله ان يمن عليها
بالمطر ، ما ان غنى
الجحش خرجت اغنية
جميلة حلوة والاهم ان
قطرات المطر اخذت
تتدفق زخات زخات ،
"
ياربي زخة زخة
صار
لها شهرين ونص
ما
بخت ولا بخة "
كذلك
غنت معه كل
الكائنات والاطفال فصارت
تمطر الدنيا بغزارة
" امطري وزيدي
فوق
دار سيدي
امطري
رشاش
لنسقي الجحاش "
وكلما
تأخر المطر نادوا
الجحش الصغير حتى
تكرم السماء عليهم
بزخات المطر ، فيهطل المطر
فورا ، وصار الجحش الصغير مغني
المطر ، واخيرا عندما تمتنع السماء
عن المطر يلبس
احد الاطفال قناع جحش
له اذنان كبيرتان وينزل الصغار
لغناء اغنية الجحش
الصغير وحين يغني
الاطفال ينزل المطر
فورا .
تعابير موفقة : استعمل
الكاتب عدة تعابير
جديد وابداعية منها ، ص 11 " كسر الصمت والخجل ،وفتح فمه الكبير وغنى " وايضا ص 11
" وظلت الشمس مثل كرة من نار في
عز الشتاء " وايضا ص 11 " لم يشم الناس رائحة الرطوبة " وص 15 " وكأن حبات من البرد تداعب أنفه
" "وكانت الأغنية حلوة مثل رشّةٍ من المطر" ص 15 و ص 21
" ابتلت انوفهم "
العنوان :
وفق الكاتب في
اختيار العنوان والذي
جاء متناسقا مع روح القصة .
رسالة الكاتب : بالطبع القصة
تتجاوز كونها قصة
عادية يقحم بها
جحش ، انما يلفت انتباه
افراد المجتمع الى
الانتباه الى الاشخاص الضعفاء
او الخجولين ومنحهم
كل الفرص ، ربما
من هؤلاء يأتي
الحل والبركة ، ان
الله لا ينظر
الى الوجوه انما
الى القلوب الصادقة
والنوايا الحسنة ، كذلك
يشجع الاشخاص الذين
يظنون ان قدراتهم محدودة او
صوتهم ضعيف الى
اسماعه عاليا وعدم الانطواء والتحسر ، ايضا هنالك
تعزيز لقدرة الاطفال
بينما الكل مشغول
الاطفال من يتولون
مهمة التضرع لله كي
ينزل المطر والسماء
تستجيب لهم على
الفور فيهطل المطر
ويتبلل الاطفال وترتوي
المزروعات وتشرب المخلوقات . اضافة ان
الكاتب قام باحياء ركن
من تراثنا ، قديما
قبل عشرات السنين
عندما كان ينحبس
المطر كنا نطوف
شوارع القرية بأغنيات
تراثية جميلة حتى
ينزل المطر ان
لم يكن من
السماء من الشرفات .
الرسومات : لوحة الغلاف
مصممة بشكل جميل ، لكن
الرسومات غير ملونة ولو
كانت ملونة ومتناغمة
مع النص لكانت
اضافت بعدا اضافيا
للنص وخاصة ان
القصة موجهة لجمهور الاطفال والذين من المهم
جذبهم وتحبيبهم بالقصص وخاصة
المحلية منها .
خلاصة : الكاتب زكريا محمد مبدع مجدد ، يطرح قضية انسانية من الدرجة الاولى تحاكي المجتمع والاطفال ، لنعيد حساباتنا وتقديراتنا ، كما قال الشاعر ترى الرجل النحيف وفي اثيابه اسد مزير ، الشكل الخارجي لا يوحي بكل شيئ ، وعلينا عدم اقصاء احد واعطاء فرصة لتمكين الجميع في بناء المجتمع واخذ دورهم الريادي ، وليس صدفة اختار الكاتب الحمار ليكون هو بطل القصة فهو اكثر الكائنات الحية ظلما ، ينعت بالغباء مع انه ذكي ، كذلك ليس بمحض الصدفة اختار الكاتب ان تكون نقطة قوة الجحش صوته ، مع العلم ان صوته عند الناس بشع فحول نقطة الضعف الى قوة ، مخلص للانسان في السراء والضراء لكنه لا يجد التقدير المطلوب ، العديد منا يمارس سياسة الاقصاء وظلم الاخرين دون ان يشعر ، نجح الكاتب في الدمج بين الكائنات الحية سوية ، وبامكانهم العمل معا لمصلحة الخلق والكون ، في النهاية قصة تستحق القراءة سوف يحبها الاطفال لجمالها ولغتها الغنائية العذبة . .
خلاصة : الكاتب زكريا محمد مبدع مجدد ، يطرح قضية انسانية من الدرجة الاولى تحاكي المجتمع والاطفال ، لنعيد حساباتنا وتقديراتنا ، كما قال الشاعر ترى الرجل النحيف وفي اثيابه اسد مزير ، الشكل الخارجي لا يوحي بكل شيئ ، وعلينا عدم اقصاء احد واعطاء فرصة لتمكين الجميع في بناء المجتمع واخذ دورهم الريادي ، وليس صدفة اختار الكاتب الحمار ليكون هو بطل القصة فهو اكثر الكائنات الحية ظلما ، ينعت بالغباء مع انه ذكي ، كذلك ليس بمحض الصدفة اختار الكاتب ان تكون نقطة قوة الجحش صوته ، مع العلم ان صوته عند الناس بشع فحول نقطة الضعف الى قوة ، مخلص للانسان في السراء والضراء لكنه لا يجد التقدير المطلوب ، العديد منا يمارس سياسة الاقصاء وظلم الاخرين دون ان يشعر ، نجح الكاتب في الدمج بين الكائنات الحية سوية ، وبامكانهم العمل معا لمصلحة الخلق والكون ، في النهاية قصة تستحق القراءة سوف يحبها الاطفال لجمالها ولغتها الغنائية العذبة . .
"يا ربّي زخَّة
زخّة
صار لها شهرين ونُص
ما بخَّت ولا بخًّة
يا
ربي نقطة نقطة
تنروي حلق القطة
يا ربي رشة رشة
"تنسقي حلق
الجحشة
|
الاديب زكريا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق