إشهار"رحلتي مع جامعة الكوفة" في عرس عراقيّ أصيل
تغطية خاصّة بقلم الأديبة الدكتورة سناء الشعلان/الأردن
في العاصمة الأردنية عمان احتضن منتدى الفكر
العربي حفل إشهار كتاب"رحلتي مع جامعة الكوفة" لعضو المنتدى والمستشار
الثّقافي في عمان الأستاذ الدكتور العلامة عبد الرزاق عبد الجليل العيسى،وذلك في
عرس عراقيّ أصيل ضم حشد الكثير من الشخصيات الثقافيّة والفكريّة والدبلوماسيّة في
عمان،ومنهم السّفير العراقي في عمان الدكتور جواد هادي عباس. والكتاب يقع في 416 صفحة ملوّنة من القطع
الكبير،ويتكوّن من ستة فصول وأربعة ملاحق,وقد عُقدت هذه الفصول والملاحق تحت
عناوين:الفصل الأوّل"البداية والمسيرة"،الفصل الثّاني "مواقف لا
تنسى"،الفصل الثّالث"استراتيجيّة إدارة الجامعة"،الفصل
الرّابع"مسيرة الجامعة وتطوّرها"،الفصل الخامس"بعض مظاهر التّميّز
في جامعة الكوفة"،الفص السادس"استقلاليّة الجامعة
والتّحدّيات"،الملحق الأوّل"رحلتي مع جامعة الكوفة في صور"،الملحق
الثّاني"رحلتي مع إعمار الجامعة في صور"،الملحق الثالث"أصداء
وتغطيات إعلاميّة لرحلتي مع جامعة الكوفة"،الملحق الرّابع"رحلتي مع
جامعة الكوفة في عيون من عاصروني وقد افتتح العيسى حفل
الإشهار/العرس العراقيّ الأصيل بجملته التي ختم بها كتابه إذ قال:" لم يكن
حلمي ومشروع حياتي أن أدير مؤسّسة حكوميّة ما،أو أن أتبوّأ مركزاً رفيعاً في
الدّولة؛فهذه ليست أحلام رجل يبغي الخلود،وحفر اسمه في سِفْر التّاريخ والحضارة
والعلم،إنّما كان حلمي أن يكون علمي وعملي حجّة لي بين يدي ربّي ،وأن تكون لي يدٌ
بيضاء طاهرة على أبناء وطني،وأن أشارك مشاركة مخلصة في بناء الإنسان العراقيّ عبر
مشروعي التّربويّ والتّنمويّ في التّنميّة البشريّة.وهذا لا يكون إلاّ
بالعلم؛فوحده الذي يخلق الإنسان،ويصنع الحضارة،ويبني المجد،ويكتب اسم الوطن بماء
الخلود". "لقد راهنتُ على إخلاصي وعلمي وحلمي وعلى
بناء الإنسان العراقيّ،وبذلتُ جهدي موفوراً من صحتي ووقتي وفكري وعمري وعملي
وشبابي ومالي،وجرتُ على راحتي وجسدي وأحلامي الشّخصيّة وحاجاتي الإنسانيّة وحقوق
أسرتي عليّ لأجل أن أكون المربي المخلص والمواطن الصّالح". وقد كان حفل الإشهار هذا هو عرس عراقيّ أصيل في
عمّان على حدّ تعبير الدكتور العيسى؛إذ أنّه جمع حشد كبير من العراقيين من شتّى
الطّوائف والعروق والملل والنّحل والثقافات والتخصّصات والتوّجهات والميول
والاهتمامات والوظائف والإبداعات تحت مظلّة واحدة،وهي مظلّة العراق الكبير الماجد
الذي لطالما ظلّل العالم بالعلم والخير،فقد كان هذا الكتاب هو حلقة من حلقات
الإبداع العراقيّ والتميّز الحضاري الذي قاد العراق مسيرته عبر الآلاف السنين.فقد
شارك الحضور على هامش الإشهار في نقاش علمي طويل حول المنجز العراقي الحضاري وحول
أبجديات التطوير والبناء والتّربية والتعليم ومواكبة العصر وتطوير الذات والاهتمام
بالمميّز والمبدع والاستثنائي من العراقيين. وقد شهد الحفل حشد كبير من النخب الثقافية
والفكرية والإعلامية والدبلوماسيّة في الأردن،وأدار حفل الإشهار الأكاديمي والوزير
الأردني السابق العين أ.د. عبدالله عويدات،وعضو المنتدى الذي عدّ الكتاب متفرداً
في الجمع بين السيرة الذاتية والأكاديمية وعشق المكان، وقال:"إنّ هذه التجربة
لم تعرفها السيرة الذاتية العربية فيما كتبه رؤساء الجامعات في بلادنا، وبالصورة
التي جاءت عليها من عناية بالتوثيق والتفاصيل ووضوح الرؤى، التي تجعل من الكتاب
عملاً له أبعاده الفكرية المهمة، ولا سيما أن الحياة الأكاديمية والانغماس بها إلى
الجذور ليست مسألة يسيرة، ومن يخوضها على هذا النحو من التحمّل لا بد أن يتسم بسعة
الصدر والأفق، وبقدر كبير من الذكاء".وأضاف
"أنّ مؤلف الكتاب الذي برز أستاذاً جامعياً وأكاديمياً له تقدير واحترام
كبيرين لما قدمه مخلصاً في حقول العلم والتربية والتنمية البشرية والخدمة
الاجتماعية، إضافة إلى خدمة وطنه في الحقل الدبلوماسي، هو من أصحاب الإنجازات التي
تستحق أن يُشار إليها، فقد وقفت جامعة الكوفة خلال عهد رئاسته لها في الصفوف
الأولى في ترتيب الجامعات العراقية، فكانت الأولى في برامج الجودة لعام 2009، كما
حصلت على مراتب متقدمة في تقييم الأداء، وحصل أ.د. عبد الرزاق العيسى على لقب رئيس
الجامعة المتميز والمعروف عالمياً من بين رؤساء الجامعات العراقية للعامين 2008
و2009، وكرمته وزارة التعليم العالي العراقية بوصفه رئيس الجامعة المتميز بين
رؤساء الجامعات في العراق لعام 2010.
وعرض د. محمد ثابت
البلداوي، الأستاذ المشارك في قسم التصميم الداخلي بجامعة عمّان الأهلية، لمحتوى
الكتاب موضوعاً وتوثيقاً بالصور، مشيراً إلى مكانة الكوفة بوصفها حاضرة جليلة
المكانة تاريخياً وثقافياً عند العرب والمسلمين، مشيراً إلى ما قدمه أ.د. عبد
الرزاق العيسى من جهود مضنية ودؤوبة في تطوير جامعة الكوفة والارتقاء بها صرحاً
علمياً مزدهراً، في رحلة زاخرة بالصبر والطموح والمثابرة نحو النجاح، فكانت
إنجازاته المتعددة ومنها زيادة عدد طلاب الدراسات الأولية والعليا إلى 23000 طالب،
بعد أن كان العدد بحدود 8500 طالباً ، وزيادة عدد الكليات إلى 19 كلية بعد أن كانت
لا تتعدى العشر كليات في بدء رئاسته للجامعة، وزيادة عدد الأقسام العلمية من 44
إلى 76 قسماً، عدا إنشاء المراكز البحثية، والتوسع في إنشاء أقسام الدراسات
العليا، والتطور العمراني لمختلف المرافق الجامعية، ووضع خطة استراتيجية لمستقبل
الجامعة حتى عام 2020، والاهتمام بخدمة المجتمع المحلي، والانفتاح على العالم
الخارجي. وكل ذلك ضمن ظروف كانت تداعيات الحصار والحرب في العراق قد أوجدت الكثير
من الصعوبات وأشكال المعاناة خلالها وقد قال العيسى في معرض حديثه عن الكتاب:"أقولُ
لكم الصّدقَ إنّني فخورٌ بهذا الكتابِ؛لأنّه كُتبَ بيراعِ رجلٍ أقسمَ أن يكونَ مخلصاً
لوطنِهِ وأهلِهِ،ودفعَ الأثمانَ باهضةً لقاءَ ذلكَ... والآنَ أقفُ معكُم وبينكم لنشهدَ جميعاً ولادةَ
كتابٍ ما هدفي منْهُ الشهرةُ ولا المالُ ولا أضواءُ الإعلامِ،إنّما قصدتُ بِهِ أن لا
تذهبُ تجربتي سدىً برحيلي عن هذا العالم في لحظةٍ ما،وإنّما أردتُهُ أن يكونَ منهجاً
مضموناً للنّجاح في مرحلةٍ هي من أخطرِ مراحلِ التنشئةِ والتّربيةِ وإعدادِ الإنسانِ،وهي
مرحلةُ الدّراسةِ الجامعيّةِ بمستوياتها جميعاً. "
لقد كانَ هاجسي وسؤالي الأوحدَ كيفَ أنجحُ في مهمتي وأسمو بالجامعةِ وبكوادرِهّا،وكانتْ
الإجابةُ تكمنُ في العملِ والإخلاصِ والإطّلاعِ على الجديدِ وربطِ الجامعةِ بأفقِ العالميةِ
والبحثِ العلميَّ،وقد انطلقتُ من خبرتي الطّويلةِ بالجامعةِ بحكمِ المهامِ والمناصبِ
التي تقلّدتها،ورصدي الطّويل والمتأملِ لعواملِ النّجاحِ والفشلِ لمن أداروا الجامعةَ
قبلي... لقدْ انطلقتُ من أدبياتِ الإدارةِ
الأكاديميّةِ؛فكنتُ شريكاً دائماً في الفعالياتِ والخططِ والاستراتيجياتِ والأحداثِ
جميعها،وأذكيتُ روحَ المنافسةِ الشريفةِ والمشاركةِ البناءةِ والديمقراطيةِ الإيجابيةِ،وصنعتُ
من جامعتي ورشةً لبناءِ الإنسانِ العراقيِّ لا مكاناً لإعطاءِ الشّهاداتِ لاغير. "وأزعمُ أنّني قدْ استثمرتُ في هذه الجامعة
موهبتي الاستثنائيةِ التي تجعلني أتصيدُ المبادراتِ والأفكارَ والمشاريعَ الإيجابيةَ،ثم
أنزلهُاَ من أفقِ الأمنياتٍ إلى أرضِ الحقيقةِ والتفعيلِ.وفي سبيلِ هذهِ الموهبةِ هجرتُ
الرّاحةَ والطمأنينةَ والدّعةَ بل والصّحةَ لأجلِ تحقيقِ حلمي بجامعةٍ رياديّةٍ تفاخرُ
الدّنيا" "كانَ الزّمنُ خصمي وحليفي في آن؛فهوَ أقصرُ
من أن أنجزَ فيه أحلامي جميعها،ولذلكَ احتلتُ عليه بأنْ وضعتُ خططاً واستراتيجياتٍ
بعضُها على امتدادِ خمسِ سنواتِ،والأخرى على امتدادِ عشرِ سنواتٍ،وآخرُهَا على امتدادِ
عشرين سنةٍ". وقد حصل كلّ من الحضور على نسخته موقعة من
الدكتور العيسى الذي ختم حفل الإشهار بقوله:"أدعوكم إلى دخولِ عوالمي وذكرياتي
وتجربتي عبرِ كتابي (رحلتي مع جامعة الكوفة) الذي أسعدُ في هذا المساءِ البهيِّ بأن أُهدي نسخَهُ إليكم أجمعين آملاً أن
تقودكم هذه الرّحلةُ إلى حيثُ قادتنا حيثُ الرّضا والمحبّةِ والرّغبةِ الموصولةِ في
خدمةِ الوطنِ والإيمانِ بالمستقبلِ القادمِ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق