مدونة الأديب سهيل ابراهيم عيساوي , تعنى بقضايا الأدب والفن والمسرح والثقافة والأدباء في العالم العربي والاصدارات الادبية ، أدب الأطفال ، النقد ، مقالات ، دراسات ، جوائز أدبية ، ورصد الحركة الأدبية المحلية .بامكانك ايها الكاتب اثراء المدونة بنتاجك الأدبي وأخبارك الثقافية ،من خلال مراسلتنا على البريد الالكتروني : sohelisawi@yahoo.com ص .ب 759 ، كفرمندا 1790700 ، هاتف نقال 0507362495 المواد المنشورة في المدونة لا تعبر بالضرورة عن راي صاحب المدونة
الأحد، 3 يناير 2010
ديوان وتشرق اسطورة الانسان للشاعر سهيل عيساوي
سهيل ابراهيم عيساوي
وتشرق اسطورة الانسان
شعر
(منشورات الطلائع)
منشورات الطلائع
يافة الناصرة 16955
ص.ب 928
ت: 6564869/06
و
رابطة اقلام الجنوب
ص. ب 15082
بئر السبع 84120
اللوحات الداخلية للفنان جمعة أبو جمعة ـ راهط
(حقوق الطبع محفوظة للمؤلف)
شعر
(الطبعة الاولى ـ 1997)
صدر للمؤلف:
وتعود الأطيار الى اوكارها (شعر)
نظارتي (تأملات)
فردوس العاشقين (قصائد وخواطر)
وتشرق اسطورة الانسان (شعر)
اسطورة الانسان
بقلم الشاعر ميشيل حداد
ليست هذه المجموعة الشعرية بالأولى للشاعر الشاب سهيل ابراهيم عيساوي فقد كانت المجموعة الأولى بعنوان "وتعود الأطيار الى أوكارها"، وقد صدرت عن لجنة الطلاب الجامعيين التي ينتمي اليها الشاعر فهو في جامعة بئر السبع حصل على اللقب الأول (B. A)، وهو عازم على متابعة الدراسة والحصول على اللقب الثاني والثالث بإذن الله.
وهو الى هذه الغربة في جامعة بئر السبع البعيدة عن مسقط رأسه كفرمندا يحاور وينشر في مختلف ملحقات الصحف الأدبية والمجلات، وما ينشره يكون غالبا تعليقات أدبية وقصائد نثر.
ولا شك أن صاحبنا سهيل يكتب قصيدة النثر كما هو واضح في أسطر قصائده، مؤمنا بأن هذا اللون الجديد من الشعر يستطيع بواسطته الانطلاق نحو آفاق من الحرية المطلقة في التعبير عما يريده دون التوقف امام قيود الوزن والقافية:
ما أوقحنا
أجرمنا بحق أنفسنا
أما آن لهذه السياط ان تكف عن جلدنا ؟!
نصبر بلا ملل
ان ترتوي الأرض من دمائنا
ان يحكمنا جزار
أمر طبيعي!
إن ما قصده الشاعر هو رفض الظلم الواقع على المشردين.. على الناس الواقعين تحت السياط والحاجة وحكم الجزار.
وينتقل الشاعر من تظلمه من الغرباء الى التظلم من ذوي القربى:
مدية قابيل تحاصرنا
أرواحنا أجسادنا أموالنا
وظلم ذوي القربى
أشدّ مرارة..
شاعرنا متخصص بالتاريخ والعلوم السياسية، وليس للغة العربية في دراسته شأن، وانما هي المطالعة الجادة والاطلاع العميق والوعي لمشاكلنا التي يحرص على الاشارة اليها بالايماء ضمن ممارسته كتابة الشعر.
لشعر الغزل الحر دور فيما يكتبه الشاعر. ورغم وجوده في قلب الصحراء النابض، فإنه يأبى لمحبوبته ان تكتوي بنار البادية فيقول لها:
أخاف عليك من لهيب النقب
من العيون الحمراء
زنزانة الحب
لا زائر يواسيني
والاعتقال مرهون
بشهادة منك
كيف يسجن المرء من يحب ؟!
وفي ذروة الغضب والحزن يقول الشاعر في قصيدة بعنوان "سقطت الشمس":
حزينة حكايتي كطيور حزيران
وكبطولات جان دارك جاءت أسطورتي مثيرة
دربي حر الى مروج التحدي
وكل ما تبقى مني قصائد
وكلمات تنعى صاحبها
انشغال الشاعر بدراسته وبالعمل على تغطية مصاريف هذه الدراسة يقلل من تجاربه الحياتية ذات العلاقة بالناس، ليس كل الناس وانما أولئك الذين لا علاقة له بهم ولا مشاركة ولا اطلاع على حياتهم ومشاكلهم، فله مشاكله الخاصة واضطراره الى معالجة هذه المشاكل.
وهو يعلل نفسه ويصبّرها بقلادة من كلمات! :
قلائدهم الذهبية تضيع وتفنى
وقلادتي ذات الحروف والكلمات
لها ألف ظل
شعاعها ينير
وهي من الله عطية
ولا بد وانا أتذكّر (موشحي المقدسي) ان أشير الى حب شاعرنا للقدس فهو متيم بها:
كل حب قبلك هباء
وبعدك حرام
متيم بحبك
كانت الايام أرقاما والنساء رموزا
وبعد حبك تكشّفت الأسرار
وصرت أعرفك
أنت يا غاليتي
يا قدس أقداسي يا قدس..
بماذا أختم مقدمتي المتواضعة هذه؟
إن أقل ما يمكن ان يجزيه شاعر شيخ مثلي لشاعر لديه أدواته الأدبية هو الكثير من الاخلاص والتقدير وحسن التعامل.
سقطت الشمس
حزينة حكايتي
كطيور حزيران
مثيرة أسطورتي
كبطولات جان دارك
سرت دربي حرا
إلى مروج التحدي
وكنت أعرف: نهايتي
فناء.... واندثار
كل ما تبقى مني
قصائد وكلمات تنعى صاحبها
تسائل الأقلام والصحف
عن فارس لم يسقط قط
ما قبّل يدا
هل يُبعث من جديد؟!
بحق القرآن والإنجيل؟!
أتحقد يا عزرائيل أم تغار منه؟!
أجل..... أجل
ما جف مداده
وما كلّت يداه
وما باع ورقه
سقراط
قتلوك يا رمز الانسانية
يا عَلَم التواضع
كنتَ تعرف كل شيء
وتدّعي الجهل
كفرتَ بآلهة يتعاركون
يملكون غرائز انسانية
وآمنتَ بالواحد
كيف تجاسرت يدك
ودفعت كأس السم؟!
كيف تجرّعته
بلا أسف؟!
بلا دمعة حزن؟!
يا معلم الانسانية الأول
يا نبيا بلا كتاب
لستَ وحدكَ قُتِلْتَ جوراً
ذُبِحَ بعدك أنبياءٌ ورُسُل
قلادتي
يشتري الناس قلائد من ذهب
وأصنع قلادتي من كلمات
قلائدهم تضيع وتفنى
وقلادتي سرمدية.
لقلادتي ألف ظل
إن خَبَت الشمس يوما
يظل شعاعها ينير الكون.
لقارون ثروات طائلة
لكنه يعجز عن امتلاكها
قلادتي من الله عطية
اعترافات ناجٍ من الطوفان
قالوا:
كيف نجوتَ من الطوفان؟!
كيف نجوتَ من الزلزال؟!
اخترقَ الرصاص جسدك
وها أنتَ كالعنقاء؟!
قلت:
كانت عين الله ترعاني
يده فوق يدي
أبايعه في كلِّ جزء من الثانية
أعدتُ لقارون ماله
وللسلطان أميرته
وللخليفة سيفه
ودفعت راية التواضع للمتجبرين
وسلّطت القلم على المتخاذلين
وشربت من بئر الحكمة
وتوضأت من نهر التوبة
وكانت السماء
راضية عني
متى العناق
في عمق الفرح
تلاطفني يد الحزن قائلة:
الفرح ليس لك يا بنيّ
أنت ابن الأحزان والشوق طريقك
أيامك لمحة بصر
رسالتك سريعة كالموت
أنت آخر فارس جبلي
لِـمَ تدع الناس يرتشفون شذا روحك؟
كأنهم يعرفون أنك وقود للخير
وراية انسانية الانسان
هل تستعذب عبراتهم؟
لو كان الدمع يعيد الثمين
ما فقدت أمّةٌ بطلا.
بما تبقى من نورك
أكتب لهم مواعظَ وعبرا
فالكلمات آخر ما يندثر
والقلم أصدق لسان
الفرح ليس لك أيها الفارس
حزنك يفرح الحزن
ويشعل البسمة
في قلوب البشر
لا أحد يفهمني سواك
يا ملك الموت
وحدك تقدّس جراحي
أنت الحبيب الأول
فمتى العناق السرمديّ؟
رسالة إلى أمي
أعرف يا أمي
كم أنا عزيز على قلبك
وأعرف أن عينيك لا تغمضان
قبل أن أستسلم لسلطان النوم
وإذا لم آتِ في الميعاد
تبحثين عني في كل الطرقات
وتقرعين كل الأبواب
و"تحققين" مع كل الرفاق
كي تخطفي ولو خبرا بسيطا
عن مكاني
لعلّ مساحات قلبك غُمرت
باسمي .. وصورتي
لعلّك يا أمي
تجفّ عروقكِ الخضراء
إن ... أنا غبت
تميزين صوتي وصورتي
من بين ملايين الوجوه ولغط الأصوات
تميزين وقع خطواتي على صدر الأرض
تتعرفين على أنفاسي المبعثرة في الهواء
مهما كبرت يا أمي في نظر العالم
أظل طفلا في عينيك
لو كان الماضي يعود يا أماه
لأبحرت أغترف من حنانك السرمدي
لو سحقتُ الجبال
وجبت البحار
ونصبتك ملكة الزمان
لن أقدر أن أردّ اليك
قبلة طبعتها على خدي
زنزانة الحب
متى ألقاكِ يا فراشة البرية
فأنتهي من عذاب عذب
وابوح بأنك أول وآخر عشق
سامحيني إن أمعنت النظر في حضرتك
فإني أخاف عليك من لهيب النقب
من العيون الحمراء... ومن أحلام اللهفة.
زنزانة الحب.. يا حبيبتي أقسى الزنازين
لا زائر يواسيني .. ولا طعام يغذّيني
وفترة الاعتقال
مرهونة بشهادة منك
عجبا..
كيف يسجن المرء من يحب؟!
إن كان يرضيك حالي
فرضاك
أثمن من حريتي
ليلة عاصفة
قالت: تعالَ بنا نتّحد في جسد واحد
نمارس الحب بطلاقة
لِـمَ تمسك عن الإبحار في محيطي؟
أدخل حدائقي المعلقة وسأعبدك كإله
وانبذ كل الآلهة.
قلت: أنسيتِ أني على دين محمد وأعمل بما يقول؟!
قالت: الشعراء ماجنون
هكذا عمر ونزار
وأنت معهم في الدرك الأسفل من جهنم
حيث امرىء القيس يرفع اللواء
قلت: بل أنا في علّيين
حيث حسان بن ثابت والصحابة.
قالت: هيا قم يا حبيبي واغرف
من نهر الحب الهادر قبل ان يجف ماؤه
قلت: اصمتي يا حواء
إنك تغتالين الانسان
في داخلي
تضعضعين أركان انسانيتي
تحرقين الايمان المتدفق
أخرجي إلى غير رجعة
ما أنت بحبيبتي
ولا أنت تعرفين للحب لونا
بعد العاصفة
عانقت أبي وأمي
وقبّلت إخوتي الصغار
أوديسيوس عائد من حرب طروادة
من هلاك مدبر
شعرت أني اشتريت حريتي من جديد
ولدت من جديد
بلا شيطان.. بلا خطايا ... بلا أحقاد
لكن بعنوان
ولدت من لحم وفولاذ
ومن إيمان وشاعرية
حب مقدسي
كل حب قبلك هباء
وبعدك حرام
ما أنا إلا متيم
يبارك حبك.
قبل سبر أغوارك
كانت الأيام أرقاما
والنساء رموزا
وبعد حبك
تكشّفت الأسرار
وصرت أعرفكِ
أنت
يا غاليتي
يا قدس أقداسي
يا قدس
العلم سلاحنا
لم يبقَ لنا يا إخوتي
سوى العلم طريقا
في سراديب الذل والهوان
في عصر السقوط والخنوع
بالأمس طوينا العالم
تحت أكنافنا
فبات علماؤنا أنبياءً للغرب
كنا سراجا
وسطَ ليلٍ حالك السواد
كنا الإمامَ
وكعبة المتعطشين للعلم
واليومَ في ذيلِ القافلة
نحنُ تائهون
لأننا أحرقنا
مكتبة بغداد وغرناطة
لا تنتظروا صلاح الدين ثانية
لينقذنا من براثن الغرق
لن يأتي
عود الكبريت لا يشتعل مرتين
وكأني أرى يا إخوتي
صلاحَ الدين وكل العظماء من أمتي
يؤمنون بالعلمِ ويقولون لكم:
هذا سيفكم فتسلحوا به
هذا حصانكم يصهلُ
فامتطوه
ففيه المستقبل والنجاة
من كل طوفان
أيتام عبد الله بن سلول
يؤمنون بأن الحياة مادة
ويعبدون الله !
ماديون أكثر من كارل ماركس
ومتديّنون كما في عهد الأمين !
بارعون في الطعن من الخلف
ووطنيون أكثر من الأرض!
معك في كل شيء
إلا في أن ترى أموالهم في النور
فهي كالأسماك
إن أُخرجت من الجيب بليَتْ
هي العميل السري والإله السري
لا شيء في هذه الدنيا بوجه واحد
دنيا إذا عكست الشيء أصبح صحيحا!
آه .... منك يا هذه الحقبة من الزمن
آه ... من هذه العيون الشامتة
ملّ الطغاة لعبة التعذيب
ملّ المجرمون مهنة ذبح الأبرياء
سئم المشاهدون نفس المسرحية
على مرّ العصور
ضجرنا لعبة القاتل والمقتول
والمجرم والضحية
كابوس مرعب
أبكي على يوم حلو كان
ما أظنه سيعود
هل يعود إبليس الى الفردوس؟!
هل ينبت صلاح من جديد؟!
على فرحة لم تكن أبكي
على شمس لم تشرق
على طفل صُلِبَ رضيعا
على ابتسامة شُنقت في فجرها
على هوى ضاع في الهواء
حارقا وراءه ألف ليلة
كانت نهارا
وألف رسالة عشق
كأنها ما كانت.
كل شيء فينا يثير الشفقة
لو كان قلب للحجر
لو كان الانسان انسانا !!
ما ذرفت عبرة
وما سفكت قطرة دم
ما أحمقنا !
ذبح البشر كذبح الشاة
لا حق في الميزان
لا كلمة تواسينا
ألف جدار يطوّق زنازيننا
ألف حارس يراقبنا
قاموسنا اليومي
حصار ... جوع ... قتل ...
ايمان ... كفر ... ملل ...
خسرنا كل شيء
النار والنور
لم يبقَ لنا
غير أحلام عسجدية
نهرب في طياتها
من كابوس الحياة المرعب
كل الطرق تؤدي الى جهنم
الناس نهر كاذب
والحق وهم زائف
لا أثر على جباه البشر
لرسالة سماوية
أو لنبي ابتسم للحرية
كأنّ الأرض خلت
من ربّ
مُدية قابيل تحاصرنا
أرواحنا أجسادنا أموالنا
أقلامنا عروشنا ليست لنا
عجبا كيف نُرضي أرواحنا
والناسَ ومن في السماء؟!
نحن شعب ذوّاق ماهر
لصنوف العذاب
جرّبنا كل السياط
كل الأسياد
كل القبور
حتى فقد جلاّدونا انسانيتهم
من كثرة ما جرّعونا
يموت الموت فينا والشمس اليتيمة
شاهد أخرس
على أنهار الدم
فنصف أمطار المواسم
من دموعنا النازفة.
ومن جلدنا صنع الطغاة سياطهم.
جرّبنا الجحيم
قبل يوم الحساب
فعرفنا أن الطريق الى الفردوس
تمرّ في جهنم
مفارقات تاريخية
قبل أن أقرأ القرآن والانجيل
كنت أحسب أن الجرح
جرح حيفا ويافا وبيسان
قبل أن أقرأ تاريخ بني أمية
كنت أحسبهم خلفاء الله
التاريخ غدر ودم ...
وقصور فاجرة
وعيون وقحة.
بسبب النساء والخمر
خسرنا الأندلس
وأُحرقت بغداد الحضارة
تشيّعنا لهذا وذاك
وكل فرقة تبيد أختها
رمادنا دم من الغدر
مستحيل
كذبت النجوم
كل هذا النحس لنا
والموت المحنط لنا !
لم نجرم بحق البشرية
ما أوقحنا
أجرمنا بحق أنفسنا
أما آن لهذه السياط
أن تكف عن جلدنا
نحن ....
نصبر بلا ملل كالجمال
لا نعرف فن الصراخ.
أن ترتوي الأرض بدمائنا
أمر طبيعي
أن يحكمنا جزار
أمر مستحب
أن يغزونا الجوع
أمر مفروغ منه
أن نعاتب السماء
سنة مؤكدة
أن نحطم أصنامنا
كفر ووقاحة
بغداد على الصليب
عميق عميق .. الجرح يا بغداد
من المحيط الى الخليج
يمتدّ الصليب.
على مساميره
بعثرت
أجساد أطفال العراق
أجساد أبطال العراق
أين نعش العروبة؟ !
أين ضريح العروبة؟ !
لأمطره دمعا
لعلّ العنقاء تسكنه ؟ !
كلنا يهوذا الاسخريوطي
يا دم العراق
لا بطرس فينا .
بغداد يا قاهرة الأساطير
تسقط كل الدمى
ويظل نخيلك
يعانق سماء المجد
الصدق المقتول
كل المعطيات زور وبهتان
واحد زائد واحد لا يساويان اثنين
العيون تكذب ...
الأذن متواطئة ...
الوجوه أقنعة ....
الدموع نهر كاذب ...
في كل زيارة تُحاك مؤامرة
وفي كل تنديد تحريض
لا تصدّق أحدا
ولا حتى القلب
نحن في مسرحية هزلية
كلنا ممثلون ومشاهدون في آن واحد
عالمنا يحكمه قُطّاع طرق ...
دنيا لا نعرف منها الجد من اللهو
لا نميّز الذهب من النحاس
لا تؤمنوا بالانسان
صدق إن صدقت آلهة الرومان
ألقوا كل المعطيات في سلة النفايات
الحد الفاصل بين العظمة والجنون
أدق من الصراط
ولنسبر أغوارنا
بحثا عن الصدق المقتول في صدورنا
رحلت وما رحلت
(╟لى ╤µ═ ╟لم╤╚ي ╟═م╧ ═╙ين ┌╟لم)
كالمسيح يطلبك الرب مبكرا
لتراقب الدنيا من العلياء
لترى خيرك في تلاميذك
أنتَ أيها الذاهب للبعيد
أنت أيها النابض فينا
ذهبتُ الى غرفة الصف
وجدتك واقفا كشجرة زيتون
تظللنا بظلها الوارف
أخذت أتلمس كلماتك المتشبثة
بجدران الغرفة
علّمتنا
كيف نطوي دروب المشقة
وكيف نحيا بعد الموت
وكيف نقدّس الانسانية
مع كل صباح أصعد الى غرفتك
في أعلى قلبي
أطرح عليك السلام
فعليكَ السّلام
يا معلم
في شيخ الشعراء ميشيل حداد
كم جملة
أُجهضت في حناجرنا
وكم من أذن ألـمَّ بها صمم
وأقلام أضربت ... لسماعها نعيك
واهٍ للانسانية في مصابها الأليم
لا لون للشعر بعدك
لا طعم للعشق بفراقك
برحيلك
رحلت عنا طيور السنونو والحمائم
الغراب والبوم حلت بأوكارها ..
واكفهرّت السماء
والأرض باتت قاحلة
بموتك يا شعلة الضياء
ماتت كل الكلمات ...
وانتحرت كل الأحرف
ويح للانسانية مات معلمها
ويح للشعراء مات مناضلهم
حداد .. حداد ... حداد ...
فلتنشر الأعلام السوداء
من الأرض الى السماء
البحث في متاهات المستحيل
أبحث عن امرأة
تحبّ امرأة أخرى
لا تجيد حبك الفتن
والرقص على مواويل الحزن
أبحث عن رجل
يقدّس الرجولة الأسطورية
تعبت .. تعبت ...
ولم أجد ضالتي
خاب ظنكم
(╟لى ▀ل ╟ل═╟▐╧ين)
تمزّقكم طلاسم صمودي
وتملأ قلوبكم حقدا وحسدا
لو كان جبلي كما تودّون
لسحقته عيونكم الفارغة
تُربِككُم معادلتي
ذات الخمسة مجاهيل
ويؤرّقكم أني لا أسقط
لا أنحني
لا أموت
وإن متُّ، لا أموت قهرا
تخيفكم كلماتي
فكل حرف فيها
خنجر في صدر الظلم
وجبين هرطقتكم
آه لو لم يكن لي
قلب وارف الظلال
يمحو ضغائنكم
في الصباح والمساء .....
صليل الموت
صليل الموت عذب
لا يؤلمنا .....
تجرعناه مع الماء والخبز
لا نؤمن إلا بالحق
أجسادنا بذور خناجر
كدنا نصدّق داروين
ونكفر بالانسان
لولا الانسان المقتول في داخلنا
أسود ... أسود ... أسود ...
نهارنا ... أمسنا ... غدنا ....
يا امتحانا يطول إلى اللامعقول
خسر الرهانَ أيوبُ وأُلو العزم
والقرآن
ما قبلنا سوى القرآن
كتابا ومرشدا
فما بال هذه السياط لا تهرم؟!
والعيون لا تفقه
تخلد إلى النوم
طمعا في عدلك
هربا من الفقر
من السياط
من الكلاب
من السياسة
ما أعذب صليل الموت !
أم المعارك ما كانت في البصرة
نفدت أمواج البحر
وما نفدت الكلمات
سأظل أكتب
قبل الموت وبعده
أعرّي نسل بروتوس
وأحفاد عبد الله بن سلول
إن عدتم لعصر الظلمة
لا أخشى قرار الحرمان
وإن ألـَّبتم جيوش الشر
لن تسقطوا آخر قلاعي
عندي مخزون من المداد والايمان
يكفي لقهركم
وإن تحالفتم مع الأعور
عزيمة صلاح الدين والفاتحين
في كفي
منحني أبطال الأساطير العربية والإغريقية
سحرهم البابلي
فادفعوا بسمومكم
إن أردتم التعري
فأم المعارك ما كانت في بصرة سعد
ما أصعب صيد النسور !
مهلا ...
لا تكفّروني فما زلت أقدّس روحي لله
عرفت ربي يوم كنتُ جنينا
أنتم عرفتموه على حبال المال
لا تصلبوني .. لست أبغي
دينا جديدا ...
لا تعذّبوني لستُ أنشد كفرا
لا تعدموا قلمي
وإلا كتبت لكم بدمي
ما خرقت ميثاقكم الوضعي
ما مزّقت عدل السماء
لم أشترك بيوم جلجلة
لم أصفّق لسقوط قلاعكم
لا تُلقوا الشوك في طريقي
جئتكم من طريق مرصوفة بالموت
لا تغلقوا حلقة البئر في وجهي
سأضطرّ لانتظار أول ظمآن
لن أغيّر إفادتي أمام الله
لن أكفّ عن ترديد الحقيقة
ولن أسقط قلمي
حتى لو سقطت الشمس
ولن آتي هيكلكم الخشبي
لأسلّمكم جسدي
لكم كفركم
ولي الإيمان
سلام الله
من أسماء الله الحسنى
الرب يبغي أن يغمر اسمه المعمورة
بعد أن تماديتم في لعبة الدم
حطّموا سيوفكم
هشّموا دروعكم
أنتم داخلون للصلاة
على أرواح تعاتبكم
ثم تقبلون الى وادي المغفرة
تتقيّأون أحقادكم العتيقة
بعدها يطفح الوادي بعبراتكم
والدنا آدم غاضب علينا
ورسل الله لا يكلّموننا
سيوفنا أُخرست عن الرد
ماذا نقول؟!
اقتتلنا من أجل لقمة خبز
والله يرزق الجميع؟ !
من أجل شبر هواء
ولإرضاء الشهوات
على العروش تخاصمنا
والله رب العرش
وقالت الجموع بصمت مخيف
لنجرّب الحياة في عهد سلم عتيد
ثورة شاعر
(╟لى ╟ل╨ي ▀╟ن ╤µ═ي)
1 ـ
2 ـ
3 ـ
4 ـ
عبدتك عاما
وقدّمت روحي لك قربانا
ودمي شرابا
لِـمَ بصقتَ في كأس الدم ؟!
ودُسْتَ على روحي
أخوفًا من الطوفان؟!
صُمتُ عن حبِّكَ يوما
وجدتكَ تُفطِرُ من لحمي
تمزّق كبدي
انتفضت أحطّم معبدكَ الخشبي
لا .... لن أعبدك بعد اليوم
قبلتي تناديني
وربي يحبني
أبي
أبي
يا نهرا لا ينضب عطاءً
أمي روحي
وأنت جسدي
وما أنا .. أنا دونكما ؟!
لو أجاز الرب
عبادة سواه
لاتّخذتكَ شريكا
عام على الفراق
مرّ عام على الفراق
يا حبيبتي
والصبح خلع ثوب الأمل
الأيام اجترار
والناس أرقام وصور تتبلور .
مع كلّ صباح ترمي لي الشمس بوشاحها
لأمسح الجرحَ النازف
من بحر قلبي
الحزن يجثم على شوارع المدينة
وكل الأرصفة التي داعبناها معا
ألوان اليأس الحمراء
تتراقص في شوارع يافا
تتسكّع في حريق الآلام
تبحث عن طفل وديع
يحلم بمواسم الزيتون
بحلة العيد
أطلّت الشمس من نافذة الأمل
قهقهت وقهقهت
وانكمشت حياءً
ذكرى حبيب
سأظلّ أذكر أزقّة عينيكِ
رشاقة ضحكتك
صورتي في راحتك
روحي تتوق لروحك العذبة
أخبرتها عن سفرك
إلى بلادٍ .. لا لون لها
إلى غيمة بلا مطر
لم يبقَ حتى ظلّك
كل ما تبقى منكِ كلمات شعرية
أولها وآخرها كلمة "أحبّك"
قرأتها في أول صفحة من قلبك
لقيتك فأطالَ الله عمري بعقدين
أحببتك فلم أقترب من شجرة المعرفة
ذكراكِ يا ملاكي شهدٌ في فمي
أستذكرك كلما
تبعثرت
على طرقات الدنيا
الملاك
قالت: وداعا ...
بيننا الألواح الزّجاجية
والوصايا العشر
قلت: وداعا لحبّنا الانتفاضة
╟ل▌ه╤╙
مقدمة بقلم الشاعر ميشيل حداد.................
سقطت الشمس ...........................
سقراط ...................................
قلادتي ...................................
اعترافات ناجٍ من الطوفان ..................
متى العناق ................................
رسالة إلى أمي ............................
زنزانة الحب ..............................
ليلة عاصفة ...............................
بعد العاصفة ..............................
حب مقدسي .............................
العلم سلاحنا .............................
أيتام عبد الله بن سلول ....................
كابوس مرعب ............................ 5
11
13
15
16
18
21
25
27
29
30
32
35
38
كل الطرق تؤدي إلى جهنم ................
مفارقات تاريخية ...........................
بغداد على الصليب ........................
الصدق المقتول ............................
رحلت وما رحلت ........................
في شيخ الشعراء ميشيل حداد ..............
البحث في متاهات المستحيل ................
خاب ظنكم ..............................
صليل الموت ..............................
أم المعارك ما كانت في البصرة ..............
ما أصعب صيد النسور .....................
سلام الله .................................
ثورة شاعر ................................
أبي ......................................
عام على الفراق ...........................
ألوان اليأس الحمراء ........................ 41
44
47
49
51
53
55
56
58
60
62
64
67
69
70
71
ذكرى حبيب .............................
الملاك ....................................
الفهرس .......................................
72
74
75
منشورات الطلائع
يافة الناصرة ص. ب ـ 928 ت 6564869-06
╒╧╤ ┌نه╟:
امرأة الريح (شعر) أميمة جبارين
أجنحة النسور (شعر) عبد الرازق أبو راس
خيول جامحة (شعر) محمود مرعي
من فجر الرصيف الآخر (شعر) صالح قويقس
المحاصرون (مسرحية) عبد العزيز أبو اصبع
المطر الآتي (شعر) يعقوب احمد
الأزمة (رواية) سالم ابو كف
قال البحَّار المدهش (شعر) مصطفى مراد
أسوار يبوس (شعر) يعقوب احمد
الحصان الأبيض (قصص) رافع يحيى
بيت على ورق (رواية) رافع يحيى
لا تخف (مذكّرات) عبد الرحيم عراقي
العائدون من الشتات (شعر) عبد الرازق أبو راس
سفينة الحكايات (قصص وخواطر) مراد مراد
وتشرق اسطورة الانسان (شعر) سهيل ابراهيم عيساوي
µي╒╧╤ ▐╤ي╚╟:
نحو الشمس (قصص وقصائد) مجموعة مشتركة
العرب والعالم على ابواب القرن القادم (دراسات) د. تيسير الناشف
الكتاب الحادي عشر (مراجعات) محمد حمد
قصص مختارة (قصص) غسان كنفاني
قصائد فلسطينية (شعر) مختارات
لا تخف ـ الجزء الثاني (مذكّرات) عبد الرحيم عراقي
حكي وزط حكي (شعر) مصطفى مراد
لننتظر ونرَ
مع هذا الكتاب الجديد "وتشرق أسطورة الانسان" للشاعر الشاب سهيل عيساوي، تتابع منشورات الطلائع مسيرة رفد الحركة الأدبية في البلاد بالاصدارات الجديدة.
عرفنا الشاعر سهيل عيساوي في كتب ثلاثة سابقة
توزّعت على الشعر المنثور والخاطرة المتأملة. وقد لاحظنا جدة وطرافة وتنوع ما يطرقه من مواضيع هي كلها مما يراه حوله ويشاهده ويلاحظه.
يكتب الشاعر فينفث روحه على الورق. يكتبُ فيحاول ان يخلق عالما آخر غير هذا العالم الذي يراه ويعيشه. هكذا الشعر: هو عالم مُتخَيَّل، عالم متمنّى، تتم فيه المصالحة مع كل الأشياء، وأولها المصالحة مع الذات.
اما سهيل عيساوي الذي يكتب الخاطرة المتأمِّلة ايضا، فلا يكتفي برسم الحلم، بل هو (وخاصة في تأملاته في كتاب "نظارتي") يحاول ان يبحث عن الصدق وعن الحقيقة.
إن سؤالا عاديا مثل "أين الصدق ؟ أين الحقيقة؟" (الحقيقة المتعارف عليها بيننا، دون البحث في صحتها وفي "صدقها" و "حقيقتها") يطرحه شاعر. اما السؤال الملغوم "ما هو الصدق؟ ما هي الحقيقة؟" فيطرحه فيلسوف.
وقد لاحظنا على سهيل عيساوي أنه يقترب من مثل هذه الأسئلة أيضا، أي : ينظر ويبحث ويتأمل ويحاول ان يفهم، ومثل هذا البحث، لو استمر، يقوده، مع تواصل التقليب والتعذيب، ومع المواظبة على الدراسة وتوسيع آفاقه الثقافية، الى منابع الشعر: الفلسفة.
إن الطريق التي اختطّها الشاعر لنفسه تدل على أنه يتعب ويجتهد من أجل تقديم إنتاج جيد. ولا نشكّ أنه ،لو واضب على ذلك، فسوف يكون اسمًا لامعًا في حياتنا الأدبية.
لننتظر ونرَ.
الناشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق