الطائرة المسحورة تأليف شاكر صبري رسوم دكتورة صفا لطفي

كانت هناك في نواحي قرية المعجزات هكذا كانت تسمي بهذا الاسم

طائرة هليوكبتر قديمة من عصور سابقة لبعض الاثرياء جدا قد قد اصيت بعطل كبير واهملت وصارت قديمة وكانت في مكان فسيح ملئ بالاعشاب خاصة العشب الذي يملا الارض وكان شارو وبوسي يلعبون الثلاثة في المنطقة الخالية قالت

بوسي

هيا نري هذه الطائرة

جري الثلاثة اليها بينما هم كذلك وجدوا شيكي اخت بوسي الصغيرة كانت تتبع اثارهم

فجرت ناحيتهم

قال شارو نريد ان نعرف ما شكل هذه الطائرة من الداخل

قال جودي ولكن كيف ؟ والطائرة مغلقة ولا يوجد لها اي مفاتيح

قالت بوسي من الزجاج الموجود في شبابيك الطائرة

يمكن لنا كسره او خلعه باحدي الالات الحديدية

قالت بوسي ولكن انا اخاف من فعل هذا

قالوا لا تخافي سنشده سويا دون ان ينكسر حتي نخلعه

وقام الثلاثة بذلك وفتحوا الشباك ووضعوا بعض الحجارة حتي استطاعوا ان يتسلقوا ويدخلوا الي الطائرة من الداخل

وكادوا ان ينسوا شيكي ولكنهم سمعوا صراخها من الخارج فقاموا بشدها حتي دخلت معهم

نظر الجميع الي الطائرة من الداخل كانت معداتها كلها جديدة كانها سليمة تماما

وظلوا يبحثون فيها وينظرون ويعبثون بالاجهزة وهم مسرورون

بينمنا شيكي اتجهت الي احدي المقاعد الخلفية واستغرقت في نوم عميق

قال جودي هيا لنقوم بتشغيل الطائرة

قال شارو ولكن كيف

قالت بوسي هيا لنجرب وبينما هم كذلك وجدوا مفاتيح الطائرة كما هي وبمجرد ان وضعوا المفاتيح في محرك الطائرة سمعوا صوتت المحرك ولكنهم وجدوا دخانا كثيفا يخرج من المحرك ثم وجدوا امامهم جنية جميلة في سن الزواج تنظر اليهم وتنادي عليهم باسمائهم

ذهلوا جميعا وكادوا يصعقون ولكنها قالت لهم لا تقلقوا

قالت انا مدينة لكم بحريتي فانا محبوسة هنا منذ سنوات طويلة حبسني احد الحاقدين علي من الجن لانيي لم ارض ان اتزوج ابنه

وسوف البي لكم طلباتكم

قولوا ماذا تريدون ؟

قالت بوسي لا شئ وهي مذهولة ولكنها سرعان ما قالت هل يمكنك تحريك الطائرة كما نشاء  

قالت نعم في اي مكان في الارض وفجاة تحرك الموتور وظلت الطائرة تحملق في الجو والجميع في غاية الفرح والسعادة وهم يصفقون

ووجدوا انفسهم فوق اعلي قمة في العالم وهي قمة افرست في قارة اسيا ووجدوا الثلوج تغطي المكان هبطوا   علي  سطح  القمة

  وقالوا  هيا نتجول   قليلا 

  كان الجو  شديد البرودة  وسالوا الجنية عن  وسيلة  للتدفئة  فقالت لهم  انه  توجد في الطائرة  معاطف   صوفية  سميكة مبطنة من الخارج بالجلد  لحمايتهم  من تيار الهواء البارد

وعلي الفور  هبطوا واحضروا   المعاطف  الجلدية  المبطنة من الداخل بالصوف   ولبسوا القفازات الصوفية   وشعروا جميعا بحالة  من الدفء   وكان  معهم  بعض  الاطعمة    فقاموا باخذها معهم    ولم يبلثوا ان  شعروا جميعا بالجوع الشديد  فاتجهوا الي كهف    داخل الجبل   لتناول الطعام

وبعد ان تناولوا جميعا الطعام الدسم 

فوجئوا  بعدد من  الرجال معهم   كلاب   تجرهم علي  عربات تزحلق علي  الجليد    واتجهوا نحوهم  سائلين  

من اين جئتم ايها الصغار  ؟   ولماذا دخلتم  كهفنا  ؟

شرح الصغار  لهم   قصتهم   وتعجبوا جميعا منها

ولكنهم  رحبوا  بهم   وطلبوا  منهم ان يدخلوا الي كهفهم   الذي  يوجد   مباشرة  في  الجهة المقابلة  للمكان الذي كانوا  يجلسون فيه

وجدوا  المكان  رائع   وجميل   ودافئ   من الداخل    ووجدوا نارا  في  داخل الكهف   للتدفئة   . 

سالوهم  عن  حياتهم    ؟    فقالوا لهم  نحن نعيش  في جماعة  صيادين ورعاة     للاغنام  نعيش   اسفل الجبل   ونحن  من يقوم  بالصيد   وننقل من مكان الي اخر  حول هذه القمة حتي نحصل  علي   صيد  ثمين   .  اما  الدهن الذي  نوقد به النار    فهو  دهن  الحيوانات التي  نقوم بصيدها  نسنخدمه   كوقود   للتدفئة 

اما الاخشاب فنحن  نحضر معنا كمية  لا باس بها من الاخشاب    المفتتة   من اسفل القمة    ووقت تنقلهم   .

وهم يتجهون  اسفل  القمة بعد  ذلك  الي  بقية المجموعة ليقضوا باقي اوقاتهم   وسطهم   يمارسون الرعي معهم

والمهم  انهم   شرحوا لهم  جغرافية المكان  وطبيعته   والغريب انه كانت معهم  كاميرات    فقاموات بالتقاط  عدة صور  معهم

 وهموا  بالانصراف  وودعوهم  بعد ان   اعطوهم  ميدالية صغيرة من الفضة  كذكري  لهم   مختومة  بخاتم  مميز      لا يعطونها  الا   لمن يحبون     وهم الصغار بالانصراف واتجهوا علي الفور الي الطائرة التي تجمدت من  شدة الجليد

ولكنهم  طلبوا من  الجنية ان  تعيد  الطائرة الي حالة  الحركة وعلي الفور  تحركت  الطائرة  وهم يودعونهم   بلهفة  وشوق 

  وطلبوا منها ان تدور حول المنطقة كلها فلبت طلبهم وكانت الطائرة تسير ببطء شديد

كانوا يسيرون وسط السحاب الكثيف ويشقونه وهم سعداء بكل هذه المغامرات العجيبة والتي لم يكونوا يحلمون بمثلها قبل ذلك

وطلبوا منها ان تهبط بالطائرة فوق قمة الجبل وسط الثلوج فهبطت

ثم سرعان ما طلبوا منها ان تدور حول اهرامات مصر التي كانوا يقرؤن عنها في الكتب ولم يرونها ففعلت وهم يشاهدون الكرة الارضية والناس حولهم كانت الطائرة تطير علي بعد قريب من الارض لكي يشاهدوا الاهرامات ولكنهم بعد دقائق وجدوا طائرات تتبعهم

وتسير حولهم وتطلب منهم ان يحطوا بطائرتهم

ولكنهم لم يستجيبوا وهنا سالوا الجنية التي قالت لهم لانكم اخترقتم الحدود الاقليمية لبلد ما فبالتالي اجهزة الراداد تراقبكم وتعلم بان هناك غريبا قد دخل الي هذا المجال وبالتالي يجب ان نخرج بسرعة ودون ان يلحقونا وفجاة لم يشعروا الا وهم في بلدهم التي جاءوا منها

ولكنهم ايضا وجدوا طائرات اخري تطير حولهم وتطلب منهم الهبوط ولكن سرعان ما طلبوا من الجنية ان تجهز لهم جهاز الارسال ليتكلموا وتكلم شارو وقال لسنا اعداء لكم وحكي لهم القصة فطلب قائد الطائرة منهم الهبوط

كل هذا والطائرة تحلق ببطء فوق بلدهم

ولكنهم سرعان ما وجدوا الناس يحيطون بهم من كل صوب وحدب ويشيرون اليهم وهم

نظروا من الزجاج فوجدوا اصحابهم واقاربهم وجيرانهم وسط الحاضرين ولكنهم لم يستطيعوا رؤيتهم او الحوار معهم

وهنا طلبوا من الجنية العروسة ان تحط بالطائرة  الي أسفل

واخيرا حطت بهم علي الارض

وحطت كل الطائرات المحيطة بهم علي الارض بجوارهم

وبمجرد نزول الطائرة اختفت العروسة من امامهم تماما وهي تودعهم

والتفت  حولهم الشرطة من كل مكان والتف حولهم الاهالي وحكوا لهم القصة وهم فرحين بما قاموا به من رحلة عجيبة والجميع يتعجب  من ما حدث

كانوا قد نسوا شيكي اخت بوسي فقد كانت نائمة في الكرسي الخلفي للطائرة

ولكنها سرعان ما استيقظت وسط الصوت المرتفع ونادت عليهم اسرعوا اليها واخذوها قبل ان يغادروا الطائرة

وهنا قررت الحكومة ان تعمل احتفالا كبيرا لهؤلاء الصغار

وان  تعيد تشغيل هذه الطائرة بدلا من تركها مهملة وسموهم الأبطال الاربعة ووضعوا صورهم في لوحة الشرف الخاصة بالقرية

و ظهروا في أجهزة الاعلام

كل هذه الاحداث كانت عبارة عن خيالات دارت في راس جودي اثناء جلوسه بجوار طائرة قديمة معطلة كانت بجوار ملعب لهم كانوا يمارسون فيه الرياضة وقد ظل يستريح بجوار شجرة بجوار الطائرة ولكنه استيقظ حين وقعت علي راسه احدي الثمار الناضجة من تلك الشجرة ليحكي لهم تلك الاحداث الجميلة وسجلها في قصة وسماها

الطائرة المسحورة