خرجت الفراشة الصغيرة من مسكنها
الطبيعي هي ومجموعة من أخواتها الفراشات الصغيرة وذلك بعد ان
شعروا جميعا بالقدرة علي الحركة والطيران كانت الفراشة اجملهم
شكلا واكثرهم نشاطا وحركة
فظلت تطير وتطير حتي لم يعودوا قادرين علي اللحاق بها حتي وجدت نفسها وحدها دون ان تشعر
ومع ذلك فلم
تشغل بالها بالبحث عن اخواتها وقالت سوف ابحث عن أصدقاء يليقون بي في النشاط
والجمال فوجدت مجموعة من الفراشات من نوع مختلف عنها اكثر نشاطا وحركة من قبيلتها ولكنهم اقل جمالا في الالوان فعاشت معهم وكانوا مرحبين بها
وبقيت الفراشة فترة بين قبيلة الفراشات وهي راضية بحياتها
ومحبة لها ومرت الايام فوجدت نفسها
قد ازداد نشاطها ووجدت نفسها قد ظهرت عليها الوان جميلة اكثر
فشعرت بالملل من هذه القبيلة
وقال سوف ابحث عن قبيلة اخري تناسب قوتي وجمالي فطارت بعيدا
دون ان تعرف الي اي مكان تتجه .
وجدت فراشة جميلة مثلها وعلمت
منها انها تسكن في مكان مليء بالزهور
والرياحين والمناظر المبهجة فطلبت منها ان تذهب معها ولكن الصديقة قالت لها لا يمكن لي ان افعل ذلك لان
المكان الذي نعيش فيه مكتظ بالفراشات وسأكون مسئولة عن رعايتك في هذا
المكان وهذا ما يكلفني
من الجهد الكثير وانصرفت عنها .
طارت الفراشة حزينة لأنها لا تعيش
في مكان مثل الذي تعيش فيه صديقتها
ولهذا قررت ترك جماعة
الفراشات تماما التي تنتمي اليها وقالت لا
عيش لي هنا لقد كرهت جماعة الفرشات
انني جميلة وجذابة والكل يتمني وجودي وعيشي بجواره .
تقابلت الفراشة مع عصفور جميل كان يغني علي غصن جميل وسط يستمتع
بنسيم الجو وعبير الازهار وحكت له قصتها , رحب العصور بها وقال يا مرحبا بك ايتها الفراشة سأكون سعيدا بوجودك معي تؤنسيني في وحدتي وسوف احملك فوق ظهري وفي الشتاء
تكونين تحت جناحي لأحميك
من البرد وعاشت الفراشة مع العصفور اياما جميلة يتنزهان
بين الحقول ويتسامران ويقتلا الملل بالعب والصحبة الطيبة
وفجأة وجدت الفراشة صديقها العصفور هو وبعض العصافير الأخرى وسط الشبكة التي طرحها الصياد لاصطياده , بكت الفراشة علي فراق العصفور ولكنه قال لها اذهبي ايتها الفراشة بعيدا وان لا وقعت داخل الشبكة . نظرت الفراشة الي العصفور نظرة وداع وانصرفت وقالت
لن اعود الي هذه الحياة ابدا .
وجدت الفراشة حمارا فسألها
إلي أي مكان تتجهين ؟ فحكت له القصة ثم قالت له الا
تحب ان اكون لك صديقة ؟ قال الحمار وكيف ارفض ذلك وهل يمكن
أن ارفض مرافقة فراشة جميلة
مثلك .
عاشت الفراشة مع الحمار حياة
طيبة وكانت تبيت معه في حظيرته وكانت تتحمل الروائح الكريهة الموجودة داخل الحظيرة
والتي لا يتأفف منها الحمار وجاء يوم العمل
سار صاحب الحمار به طول اليوم في الحر الشديد وعرق الحمار
عرقا شديدا حتي تغيرت رائحة جسده وتضايقت الفراشة من رائحة الحمار وقالت له الا تذهب للاستحمام ايها الحمار ؟ فقال لها يا
صديقتي العزيزة هذه حياتي وانا سعيد
بها لن اذهب للاستحمام الا بعد
اتمام كل المهام المطلوبة مني
ولا يمكن لي الهروب من العمل وان كنت
لا تتحمليها فدعيها .
شعرت الفراشة بوجود فارق كبير بين حياتها وبين حياة الحمار وقالت وداعا يا صديقي الحمار ودعها الحمار
وهو حزين علي فراقها فقد كانت خير مؤنس
له .
طارت الفراشة بعيدا وبعيدا وهي
لا تعرف إلي أي مكان تتجه والي اي
صديق تصاحب , ووجدت
الكلب فرحت جدا به وقالت ان الكلب اوفي الحيوانات وسأكون سعيدة به وطلبت الفراشة منه ان
تكون صديقته لم يفكر الكلب لحظة ان يرفضها
وقال لها
يا مرحبا بك هل يمكن لي أن ارفض
فراشة جميلة مثلك .
عاشت الفراشة مع الكلب حياة جميلة
هادئة مليئة بالحب والصداقة والتفاهم , راي الكلب
ومعه جماعة من الاصدقاء ذئبا يحاول
ان يفترس أغنام صاحب المزرعة
التي يحرسها الكلاب . وأسرع الكلاب
خلف الذئب وحاولت الفرشة اللحاق بهم ولكنها
لم تستطع ولكنها
اصطدمت ببعض اعواد الذرة الموجودة في الحقل
فوقعت علي الارض وهي تتالم وبعد ان
استعادت قوتها قالت كيف لي ان اعيش بهذا
الطريقة انني سأدمر نفسي . وهنا فكرت
الفراشة في ترك الكلب وقالت في
نفسها يمكن لي ان انتظره
حتي يعود ولكنني اكره هذه الصراعات
ولون الدماء ولن استطيع التعايش مع الكلب ابدا لأنه معرض
لهذا دائما .
غادرت الفراشة المكان وظلت تطير دون ان تعلم إلي اي مكان
تتجه و اثناء طيرانها اصطدمت
بنحلة فوقعا علي الارض ولما استراحا
حكت الفراشة للنحلة قصتها
فقالت لها النحلة مرحبا بك
ضيفا عزيزا علينا ستعيشين معنا سعيدة جدا
اننا نشترك سويا اننا
نعشق الزهور واننا نطير واننا من طائفة الحشرات واننا نمتص
رحيق الازهار واتجهت الفراشة مع النحلة لتسكن في الخلية وجدت الفراشة اهتماما
كبيرا من الشغالات والتفافهم حولها ولما سألت
النحلة عن لك قالت لها
انك الان
ضيف جديد علي الخلية وغريب فلا بد ان
يفحصوك هل انت صديقة ام عدوة
وبالتأكيد سيتأكدون من انك صديقة وسوف يهتمون بك ويكرمونك , لا تقلقي
.
عاشت الفراشة مع خلية النحل وهي لا تؤدي دورا في الخلية
ولكنها ضيفةُ شرف لا تضر ولا تنفع ولكنها عاشت معهم في امان وسلام .
وجاء دور تلقيح الملكة وهو ان يخرج كل الذكور خلف الملكة لتلقيحها فيقوم بتلقيحها اكثرهم قوة وقدرة علي اللحاق
بها وتعود الملكة وحدها وتقف الشغالات علي مدخل الخلية ثم تقوم بقتل
كل الذكور العائدة لأنها لا فائدة لها سوي اكل العسل فقط , وعلمت
الفراشة من صديقتها الشغالة بان الشغالات سوف تقوم بالقضاء عليها هي الأخرى لأنها لا فائدة
لها داخل الخلية سوي اكل العسل مثل الذكور وطلبت منها ان تهرب بسرعة قبل ان يقضوا عليها .
ونجت الفراشة من الموت بأعجوبة قبل ان تلحق بها الشغالات
ظلت تطير وتطير وهي حيرانة وحزينة
من ما حدث لها حتي تعبت واستراحت علي غصن جميل
وبعد ان هدأت وقالت
لم يعد لي مكان الا مع ابناء قبيلتي التي نشأت بينهم وهي قبيلة الفراشات
وبينما هي تفكر في ذلك إذ وجدت فراشة
دودة ورقة القطن فنسيت ما فكرت فيه واعجبتها الحياة الجديدة مع
فراشة ورقة القطن فحكت الفراشة لها قصتها ورحبت بها فراشة القطن وقالت
سأكون سعيدة جدا بك انت لطيفة وصديقة مؤنسة لي ,وسارت معها الفراشة وهي سعيدة بها فهناك تشابه بينهما في اشياء كثيرة ولكن الفراشة وجدت ان فراشة القطن تضع بيضها
اسفل ورقة القطن الذي يفقس عن المئات
من البيض الذي يخرج دودة القطن التي تؤذي محصول القطن ويضر الإنسان . سالتها الفراشة لماذا تفعلي ذلك
الا تضعي بيضك في مكان اخر فتخرج
اليرقات التي تتغذي علي روق نبات لا ينفع الانسان بدلا من ان تضري محصولا
مهما مثل محصول القطن الذي يحصل
منه الانسان علي القطن الجميل الذي يصنع منه الملابس الراقية التي تحميه من حر الصيف وبرد الشتاء ؟
قالت الفراشة : وما لك انت ومالنا ان هذه حياتنا
ونحن سعداء بها ارجوك لا تكدري عليتا حياتنا
شعرت الفراشة بالخزي من هذا العمل المضر وقالت انا
لست
كذلك انا لا احب ان اكون مصدر ضرر ابدا
ولا احب ان اشارك من يضرون الاخرين , تركت الفراشة
فراشة القطن وهي تقول لها وداعا صديقتي فنحن لن
نتفق ابدا .
حزنت فراشة القطن علي وداعها لأنها كانت
مؤنسة لها .
طارت الفراشة بعيدا وهي في حيرة من امرها وهي تفكر كثيرا وقالت لقد اخطأت كثيرا في ما قمت به من مغامرات ولكن الحقيقة انني لا بد ان اعيش بين
جماعتي الاصلية والفراشات التي تحبني واحبها
وتشترك معي في كل شيء وظلت تطير الفراشة
وهي حزينة علي مغادرتها لمجموعتها
وقالت انها تجربة استفدت منها كثيرا ويجب ان
اتعلم اكثر وان اتمسك بجماعتي اكثر واخاف عليها فلن استطيع
الحياة بدونها .
وظلت
تبحث عنها حتي تعبت
ولكنها لم تيأس من البحث وقالت كما
كنت اتعب لأبحث عن مكان جديد
يجب ان اتعب ايضا لأبحث عن قبيلتي
الاصلية ومع ذلك لم تجدها
وطارت
ذات يوم فوجدت مكانا جميلا به اغصان جميلة
وفراشات جميلة اغراها المنظر ولكنها
قالت الم اتعلم من ما حدث لي لقد
جربت العيش مع الجميع ولكنني لم استطع
ثم قالت
ان هذه القبيلة من نفس عائلة الي
قبيلتي فهي اقرب لي وانا اقرب لها
ثم
قالت لن اخسر شيئا سأجرب
حظي هذه المرة
وبينما
هي تدخل الي احدي الاماكن
الجميلة الخاصة بالفرشات اذ وجدت فراشات جميلات يحمن حولها
ويرحبن بها ويعرفونها
فقالت من انتم ايتها الفراشات
الجميلات ؟ فقلن نحن
اخواتك
تعجبت جدا
فقالت لقد تركتكم وانتم علي غير هذا الشكل الجميل قالوا
اننا كبرنا يا عزيزتي وهذه
صفات وراثية في قبيلتنا وقد
ازددنا قوة ونشاطا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق