”إن رجال الكونجرس يفكرون بالطريقة التالية: إذا وصل الصراع بين لجنة مولر (رمزا للنظام الأميركي)، وبين الرئيس ترامب (رمزا لرأس المال) نقطة الافتراق والحسم، فإنهم جميعا سينحازون لصالح لجنة مولر، أي لصالح النظام على حساب ملياردير واحد يمكن أن يستبدل أو أن يعزل ويؤتى بملياردير آخر!”
يخفق الكثير من المتابعين في فهم وإدراك الأبعاد الحقيقية للصراع المصيري المحتدم اليوم في واشنطن. وعلى نحو معاكس للوصف التبسيطي، يتوجب علينا أن نضع النقاط على الحروف، خاصة بقدر تعلق الأمر بتكهرب الأجواء بين البيت الأبيض، من ناحية، وبين اللجنة الخاصة في التحقيق بمسألة التعاون بين حملة الرئيس ترامب الانتخابية وبين الحكومة الروسية، وهي اللجنة المختزلة بعنوان “لجنة مولر” في وسائل الإعلام.
لجنة مولر هذه اتخذت عنوانها من اسم “روبرت مولر” Mueller الذي يترأسها في التحقيقات. والرجل لا يمكن أن يدفع إلى مصاف رجال السياسة العاديين، لأنه أصلا عمل رئيسا لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، وهذا “المكتب” واحد من أرفع الأجهزة الاستخبارية في أميركا والعالم. وربما هنا يكمن سر الرعب الذي يبثه مولر بمن يستدعيهم للتحقيق، ومنهم محامي الرئيس ترامب، كوهين، بل ويمكن هو أن يستدعي الرئيس ذاته للتحقيق، الأمر الذي يفسر نأي الأخير بنفسه عن فكرة طرد مولر من منصبه أعلاه، كما ويلقي ذلك الضوء على نصائح مستشاري الرئيس وأعضاء الكونجرس بعدم الإقدام على طرد مولر، كما فعل الرئيس ذلك، عندما طرد السيد جيمس كومي Comey، رئيس ذات المكتب الخطير، أعلاه. علما أن غاية ما يخشاه الجمهوريون هو نزق الرئيس في قرارات الطرد والتعيين المستعجلة والانفعالية، إلا أن تفكيك لجنة مولر وطرد رئيسها يمكن أن يقضي على رئاسة ترامب بالكامل، وذلك بسبب رمزية مولر، معاكسا لرمزية ترامب.
أما من أين اكتسب الرجلان قيمتهما الرمزية، فهذا استفهام خطير ذو صلة بطبيعة دوريهما: الرئيس ترامب، كما يراه الكثيرون حتى في أميركا، إنما قد اشترى منصب الرئيس بأمواله، بوصفه واحد من أغنى الأفراد في العالم. لذا، يمثل الرئيس اليوم سلطة المال في أكبر دولة رأسمالية بالعالم.
وعلى العكس من ذلك، لا يمثل مولر، غريمه الآن، سوى سلطة الديمقراطية والنظام الأميركي: فإذا كان الرئيس رجل أعمال أصلا، فإن مولر إنما يمثل القوة الممسكة بالوجود الأميركي، كدولة، بمعنى أننا الآن: نتابع صراعا بين المال والنظام. وما أخال أحدا يعتقد بأن المال في أميركا يمكن أن يهزم النظام، فالأخير هو أساس تطور رأس المال وتعاظمه على النحو الذي قاد الولايات المتحدة لأن تكون أغنى دولة في العالم، زيادة على جبروتها العسكري الذي لم يصنعه سوى المال.
إن رجال الكونجرس يفكرون بالطريقة التالية: إذا وصل الصراع بين لجنة مولر (رمزا للنظام الأميركي)، وبين الرئيس ترامب (رمزا لرأس المال) نقطة الافتراق والحسم، فإنهم جميعا سينحازون لصالح لجنة مولر، أي لصالح النظام على حساب ملياردير واحد يمكن أن يستبدل أو أن يعزل ويؤتى بملياردير آخر!
لذا، يخشى الرئيس ترامب مولر أيما خشية، بل ويفكر ألف مرة قبل أن يقرر طرده، لأن طرد مولر إنما يعني هزيمة النظام أمام المال، باعتبار أن النظام أكثر أهمية ومصيرية من المال. وهذا ما يلقي الضوء على تصريحات كبار السياسيين الأميركيين الذين لا يترددون بالإعلان بأن إقدام الرئيس على فصل أو طرد مولر إنما يعني انتحاره ونهاية رئاسته. وهذا هو بالضبط ما يمنع الرئيس من خطوة نزقة من نوع طرد مولر.
لجنة مولر هذه اتخذت عنوانها من اسم “روبرت مولر” Mueller الذي يترأسها في التحقيقات. والرجل لا يمكن أن يدفع إلى مصاف رجال السياسة العاديين، لأنه أصلا عمل رئيسا لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، وهذا “المكتب” واحد من أرفع الأجهزة الاستخبارية في أميركا والعالم. وربما هنا يكمن سر الرعب الذي يبثه مولر بمن يستدعيهم للتحقيق، ومنهم محامي الرئيس ترامب، كوهين، بل ويمكن هو أن يستدعي الرئيس ذاته للتحقيق، الأمر الذي يفسر نأي الأخير بنفسه عن فكرة طرد مولر من منصبه أعلاه، كما ويلقي ذلك الضوء على نصائح مستشاري الرئيس وأعضاء الكونجرس بعدم الإقدام على طرد مولر، كما فعل الرئيس ذلك، عندما طرد السيد جيمس كومي Comey، رئيس ذات المكتب الخطير، أعلاه. علما أن غاية ما يخشاه الجمهوريون هو نزق الرئيس في قرارات الطرد والتعيين المستعجلة والانفعالية، إلا أن تفكيك لجنة مولر وطرد رئيسها يمكن أن يقضي على رئاسة ترامب بالكامل، وذلك بسبب رمزية مولر، معاكسا لرمزية ترامب.
أما من أين اكتسب الرجلان قيمتهما الرمزية، فهذا استفهام خطير ذو صلة بطبيعة دوريهما: الرئيس ترامب، كما يراه الكثيرون حتى في أميركا، إنما قد اشترى منصب الرئيس بأمواله، بوصفه واحد من أغنى الأفراد في العالم. لذا، يمثل الرئيس اليوم سلطة المال في أكبر دولة رأسمالية بالعالم.
وعلى العكس من ذلك، لا يمثل مولر، غريمه الآن، سوى سلطة الديمقراطية والنظام الأميركي: فإذا كان الرئيس رجل أعمال أصلا، فإن مولر إنما يمثل القوة الممسكة بالوجود الأميركي، كدولة، بمعنى أننا الآن: نتابع صراعا بين المال والنظام. وما أخال أحدا يعتقد بأن المال في أميركا يمكن أن يهزم النظام، فالأخير هو أساس تطور رأس المال وتعاظمه على النحو الذي قاد الولايات المتحدة لأن تكون أغنى دولة في العالم، زيادة على جبروتها العسكري الذي لم يصنعه سوى المال.
إن رجال الكونجرس يفكرون بالطريقة التالية: إذا وصل الصراع بين لجنة مولر (رمزا للنظام الأميركي)، وبين الرئيس ترامب (رمزا لرأس المال) نقطة الافتراق والحسم، فإنهم جميعا سينحازون لصالح لجنة مولر، أي لصالح النظام على حساب ملياردير واحد يمكن أن يستبدل أو أن يعزل ويؤتى بملياردير آخر!
لذا، يخشى الرئيس ترامب مولر أيما خشية، بل ويفكر ألف مرة قبل أن يقرر طرده، لأن طرد مولر إنما يعني هزيمة النظام أمام المال، باعتبار أن النظام أكثر أهمية ومصيرية من المال. وهذا ما يلقي الضوء على تصريحات كبار السياسيين الأميركيين الذين لا يترددون بالإعلان بأن إقدام الرئيس على فصل أو طرد مولر إنما يعني انتحاره ونهاية رئاسته. وهذا هو بالضبط ما يمنع الرئيس من خطوة نزقة من نوع طرد مولر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق