الاديب السعودي حاتم الشهري
من هو الكاتب حاتم الشهري
الشاعر والناقد صالح احمد كناعنة
قصعوان
·
بقلم :
صالح احمد كناعنة
-
مجموعة قصصية للقاص السعودي "حاتم الشهري"
- قدم لها كاتبها بقلمه مبينا أنها مجموعة ترتكز إلى فلسفة الشك
والتساؤل... كمفتاح للمعرفة.. مؤكدا على أنها ستثير الكثير من الأسئلة في ذهن
القارئ..
- عند قراءتنا للقصص التي جاءت من نوع القصص القصيرة والقصيرة جدا.. وتحمل
تجربة جديدة في عالم القصص السعودي.. بل والعربي ؛ لو توخينا الحقيقة..
- يركز الكاتب على مواضيح حساسة .. ومثيرة للجدل.. مثيرة للشك وباعثة على
التأمل والتساؤل.. مما يؤكد تأثر الكاتب بالفكر التجريبي.. والفلسفة التجريبية..
القائمة على عنصر الشل يقود إلى التساؤل.. ما يقود إلى التقصي فالكشف..
- أفلح وأصاب كاتبنا في معظم قصصه ببعث الشك والجدل في وعينا..
- ففي قصة (حفار القبور) كان جدليا.. بمعنى أنه ارتكز إلى الفلسفة
الجدلية.. ليتناول موضوعا جدليا.. ليضعنا وجها لوجه أمام سؤال مثير: "هل
القرااءة نافعة؟" ليثير الجدل حتى في أنفسنا.. ثم ليجد نفسه يغيثنا بالحل
هاتفا بلغة مثيرة ملمحا غير مصرّح برأيه الذي يريد له ان يكون رأي كل قارئ بعده :
إن القراءة لا تفيد صاحبها حتى يحولها إلى طاقة فاعلة.. وتموت المعلومة في رأس
حاملها إن لم يخرجها إلى حيز التفاعل العملي .. والفعلي.. باحتصار: الفكرة تحيا
بالتفاعل.. وتموت حين تبقى مخزونة في رأس حاملها كما تخزن اية بضاعة حتى يفنيها
الدهر..
- وفي قصة (حل مؤقت) يتجاوز الشك إلى اليقين.. القائم على الواقع الملموس
ليصرخ بقوة: "الجهل يقود إلى العنف.. بل يرى بالعنف مخرجا لمآزقه ومزاقفه التي
يعجز أمامها.. " ويؤكد على حقائق منطقية. تتجاوز الجدلية.. ولا تقبل الجدل
مفادها : "الجهل يقود إلى خنق الفكر.. ما يعني خنق السؤال في وعي سائله.. ما
يعني موت التجربة.. موت البحث.. موت المعرفة.. موت اليقين.. )
- وفي قصة (مهمتك في الحياة).: يضعنا في موقع يجبرنا على التساؤل.. هل التصور
واقع. أم أنه مفارق للواقع.؟ ليجبهنا بالحقيقة التي لمح إليها بقوة : الحياة
المبنية على التصور.. تخلق لذة الشعور.. ولكنها تقتل لذة الفعل والانجاز والخلق..
- كما يعالج مواضيع كثيرة تشغل الشارع العربي كموضوع جدلية المظهر
والجوهر..(قصة الكعب العالي)
وقضية كبت القدرات .. وخنق المواهب .. بل وأدها (قصة توهج الخفوت).. التي
جاءت بلغة يغلب عليها عنصر المباشرة والوضوح .
- وقضية التأثير والتأثر... وتوارث الصفات والسلوكيات من جيل إلى جيل..
(قصة وشم على حجر).. وجاءت بلغة بسيطة واضخة لا تحتمل اللبس.. ولا تثير الجدل..
- كما يعالج جدلية الحب أو التعود.. فما يعرف بين الناس بانه حب لا يعدو
كونه تعودا في اغلب الأحيان.. (تعوّد الحب) والمثير في هذه القصة أن الكاتب لم
يناقش الأمر نقاشا موضوعيا عقلانيا منطقيا.. بل أخذه بشكل مباشر.. كأنما يرمز إلى
كونه امرا مسلما به.. وهو يقرر أن لا حب.. بل تعوّد..
- رغم إشارة الكاتب في مقدمته إلى أن قصصه تهدف إلى إثارة الشك .. والجدل..
وتثير التساؤلات في ذهن القارئ.. إلى أنه وقع في مزلق المباشرة.. والتقريرية التي
لا تقبل الجدل.. ولا تثير شيئا من التساؤل..
- كقصة "الكعب العالي".. حيث جاءت الفكرة مباشرة واضحة لا جدل
فيها أو معها.. لدلالتها الواضحة المرتكزة على جدلية المظهر أم الجوهر..
- وقصة "معمل الكون" التي جاءت بلغة مباشرة.. وتعابير تقريرية هي
أقرب إلى الإنشائية.. وقد جردتها إنشائيتها من البعد الفكري.. لتصب في خانة القاء
الأمور على علتها.. (هكذا هي الأمور) ولا مجال للجدل..
- كما وقع في مزلق العبثية في قصة (قلبي واللغة) حيث ترك القارئ في حيرة
أمام عبثية التعبير التي لا تحمل دلالة منطقية أو تجريبية.. أو جدلية...
- كذلك لجأ إلى الرمزية الشفافة –
كما في قصة "جيفة حية" التي لا تثير جدلا ولا تساؤلا. بل يثير القرينة
(البسمة رمز الأمل.. والأمل رمز الحياة- الحياة بدون أمل تشبه الجيفة الميتة) ... الغراب
: يرمز للتشاؤم.. والعصفور: يرمز
للحرية... والقارب .. يرمز لقارب النجاة ..
بالمحصلة يريد ان يقول.. (حياة تخلوا من الابتسامة.. تخلو من الأمل
والتفاؤل.. ويغمرها التشاؤم..جيفة ميتة.. لا معنى ولا أثر للوجود الفعلي فيها)
- الخلاصة:
- إننا أمام تجربة قصصية راقية.. تزخر بالفكر الجدلي والتجريبي... تحاول
الخروج من خندق التقليدية. إلى أفق الإبداع.. المقرون بالتجربة الباعث على الشك
والتساؤل..
- لم يتمرد كاتبها على الواقع.. بل واجهه مواجهة المناقش والمجادل..
والمتسائل.. بل والمحاكم أحيانا..
- تجربة رائدة راقية.. نتمنى لها التوفيق..
::::::::::::::::::::::::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق