ب. حسيب شحادةجامعة هلسنكي
لكل أقلية قومية أو دينية أو إثنية في العالم، مشاكلُ عامّة وأخرى خاصّة،
لا سيّما في البلدان التي لا تمارس الديموقراطية. وللسامريين
الذين يعيشون اليوم في مدينتين فقط، في
قرية لوزا على جبل جريزيم في نابلس وفي ناڤي فنحاس في حولون جنوبي تل أبيب،
مشاكلهم الخاصّة (هنالك من يسكن في بنيامينه وفي ضواحي حيفا). من الأسماء
التي أطلقها السامريون على أنفسهم:
الإسرائيليون الذين يسجدون لجبل جريزيم، القرن الثاني ق. م.؛ ولدا يوسف،
إفرايم ومنشه،
كما ورد في نصّ قمراني،
(4Q372, II.
10-15)؛ شاميرِم أي حُرّاس التوراة والحقيقة أو حفّاظ العهد، كما هو مثبت منذ
القرن الرابع الميلادي فصاعدًا؛ إسرائيليون يُكرّسون الأضاحي على جبل جريزيم؛ بنو
إسرائيل السامريون.
ويُعرف السامريون بالعربية بأسماء مثل: السمرا، السومرة،
السامراء،
الأسامرة،
سامرية،
طائفة السامرة أبناء يوسف،
الطائفة اليوسفية،
إسرائيليون سامريون.
والأسماء التي أطلقها اليهود عليهم هي: چوييم أي
الأغيار؛ المعارضون؛ الكفّار؛ عابدو شيما/الاسم، عابدو الحمامة (حولين ٦أ)؛ الكوتيون أي أهل مدينة كوت (سفر الملوك
الثاني ١٧:
٣٠)
الواقعة إلى الجنوب الشرقي من بغداد، كما استعملها
المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلاڤيوس/يوسف بن متتياهو(٣٨-١٠٠م.)
والتلمود؛ النابلسيون مرة واحدة عند يوسيفوس ١٢: ١٠١ والمعنى
سلبي، وكذلك عند بن سيراخ في القرن الثاني ق.م. وفي الأدب اليهودي في فترة الهيكل الثاني ٥٣٨ ق.م. - ٧٠م.؛ أعداء أهل نابلس كما ورد مرّة عند يوسيفوس ١٢، ١٠؛ چوي عند بن سيراخ
ويضيف إليها اللفظة ’نَڤال‘
أي ’الأحمق‘
كما جاء في الترجمة السبعينية (Septoagint)؛ چيري أرَيوت أي الغرباء الذين آمنوا
خوفًا من الأسود؛ كفّار من بلاد ما بين النهرين، كما ورد في سفر الملوك الثاني ١٧: ٢٤-٤١؛ عام هآرتس أي عامّة الشعب كما جاء عند بعض علماء المشناه/التوراة الشفوية لدى اليهود؛ حڤيريم أي الأصدقاء في التلمود (براخوت ص.
٤٧ ظهر الصفحة).
الاسم ”سامريون“
استخدمه غير الشاميرِم، وللمرّة الأولى في سفر الملوك الثاني ١٧: ٢٩.
يبلغ عدد السامريين اليوم الثمانمائة نسمة تقريبًا، ويقال إنّ عددهم في
القرنين الرابع والخامس الميلاديين وصل إلى مليون ونيّف، وما زال هذا القول بحاجة
لمصدر يعوّل عليه.
على مرّ العصور، أخذ عددهم بالتقلّص نتيجة للحروب والاضطهادات والكوارث واعتناق ديانات أخرى
قهرًا وقسرا.
لم ينعم السامريون،
على مرّ تاريخهم الطويل،
بأيّ حكم ذاتي مستقلّ.
هذه بعض الإحصائيات:
في بداية القرن السابع كانوا حوالي ٣٠٠ ألف؛ في القرون الوسطى عشرات
الآلاف؛ في عام ١٤٨١ خمسون بيتًا في مصر وأربعة بيوت في غزة؛ في ١٥٣٨-١٥٣٩، ٢٢٠ فردًا في فلسطين؛ في عام ١٦٠٤ كان عددهم في دمشق أربعة بيوت
واختفوا بعد عقدين من الزمان؛ في عام ١٧٥٠، حوالي ٧٠؛ في عام ١٧٨٦ كان عددهم حوالي
مائة ومات خُمسهم بوباء كما كتب عن ذلك الكاتب المعروف، إبراهيم بن يعقوب بن مرجان
بن إبراهيم بن إسماعيل الدنفي المعروف بالعية ١٧١٩-١٧٨٦، في عام ١٨٤٠،
٢٣ عائلة ضمّت ١٥٣ نفرا؛ في عام ١٩٠١ كان العدد ١٥٢ نسمة، ٩٧ ذكرًا و ٥٥ أنثى؛ في
عام ١٩١٥ سنة الجراد مات ١٦ سامريًا في نابلس بمرض التيفوئيد؛ ١٩١٩ كان عددهم ١٤١،
٨٠ ذكرًا و ٦١ أنثى؛ في عام ١٩٤٣ كان عددهم ٢٠٦؛ عام ١٩٨٥ كان عددهم ٥٣٠؛ عام ١٩٩٦وصل
عددهم إلى ٥٨٨؛ في عام ٢٠٠٠ كان في لوزا ٣٠١ نسمة وفي حولون ٣٢٤؛ في عام ٢٠١١ كان
العدد ٧٤٠؛ في عام ٢٠١٥ كان العدد ٧٧٥.
١)
العدد والتواجد:
عدد السامريين القليل،
يخلُق قلقًا واضحًا ومفهومًا بالنسبة لديمومتهم والحفاظ قدر الإمكان على
هويّتهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم. زد إلى ذلك عدم
تواجدهم في مكان واحد،
إذ أنّهم،
كما ذكرنا،
يعيشون في الأساس في مدينتين منفصلتين ومختلفتين سياسيًا واجتماعيا وثقافيا. هذان الشقّان من الطائفة عاشا في قطيعة كاملة نسبيًا مثلًا في السنوات
الواقعة ما بين ١٩٤٨ و ١٩٦٧.
يلتقي معظم السامريين على جبل جريزيم في الأعياد ولا سيّما في عيد الفسح
وفي الأفراح والأتراح إمّا على الجبل وإما في حولون.
٢)
اللغة:
لغة الأمّ لدى السامريين الحولونيين منذ خمسينات القرن العشرين هي العبرية
الحديثة، في حين أن لغة النابلسيين الأم هي اللهجة العربية الفلسطينية، وقسم كبير
منهم يعرفون العبرية، لا سيّما جيل الشباب، بينما معرفة العربية في أوساط سامريي
حولون أخذت في التلاشي منذ عقود، وبشكل خاصّ عند الشباب تكاد تكون معدومة، إذ
أنّهم يدرُسون في مدارس يهودية، كما هي الحال بالنسبة لإخوانهم في نابلس،
المنخرطين في المدارس العربية، والبعض في جامعة النجاح. بعبارة أخرى، لا لغة قومية محكية خاصّة بهم منذ زمن طويل جدا، كما كان الوضع
في القِدم حيث كانت الآرامية السامرية، وهي لهجة
فلسطينية غربية لغة السامريين،
إلى أن حلّت محلّها العربية في أواخر القرن العاشر وأوائل الحادي عشر. الجدير بالذكر أن للسامريين أبجديتهم الخاصّة،
وهي بمثابة طور قديم من الحروف العبرية، وتظهر هذه الأبجدية في الدورية السامرية أ. ب.
أخبار السامرة، لا سيّما في نظم الشعر السامري بما يسمّى بالعبرية السامرية الحديثة، التي
تحتوي على عناصرَ آرامية وعبرية قديمة وعربية. بالإضافة إلى
الأبجدية السامرية هناك في الدورية المذكورة الأبجدية العربية، العبرية الحديثة واللاتينية.
غياب لغة قومية محكية بالنسبة لشعب ما له أثره السلبي في مناح عديدة.
كما أنّ عدم معرفة السامري للغة
العربية بشكا كاف، يعني ممّا يعني عزله عن تراثه الديني الغزير المدوّن باللغة
العربية منذ القرن العاشر للميلاد وحتى يومنا هذا. بعبارة أخرى، الترجمة العربية لتوراة السامريين بنصّيها الرئيسين، القديم المنسوب
لأبي الحسن الصوري،
والنصّ المنقّح بقلم أبي سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد (أصدر هذه الترجمة كاتب هذه السطور في مجلدين نشرتهما دار نشر الأكاديمية
الإسرائيلية للعلوم والآداب في القدس عامي
١٩٨٩، ٢٠٠١
) ومؤلّفات الكتّاب السامريين أمثال الآتية أسماؤهم وغيرهم
كثيرون،
تبقى بعيدة عن متناول أولائك السامريين، وحتى الذين يتحدّثون العربية
ويقرأونها لا تسعفهم معرفتهم هذه في فهم تراثهم المكتوب بما يسمّى عادة بالعربية
الوسطى (Middle Arabic): ابن درتا وما كتب من قواعد بصدد قراءة التوراة؛ أبو
الحسن إسحق فرج بن ماروث المعروف بأبي الحسن (أب حسده) الصوري،
أواخر القرن الحادي عشر وأوائل الثاني عشر، وهو والد الطبيب والنحوي المعروف، شمس الحكماء
أبو إسحق إبراهيم بن فرج بن ماروث، الذي عاش في القرن الثاني عشر، وكان طبيبًا لدى
صلاح الدين الأيوبي ومن أهم آثار الصوري كتاب ’الطَبّاخ‘ (هنالك من السامريين من يلفظه الطِّباخ،
تطرّقت لهذا الاسم في أطروحتي للدكتوراة: حسيب شحادة، الترجمة العربية لنص التوراة السامرية، مدخل لطبعة
علمية،
الجزء الأول،
القدس:
الجامعة العبرية ١٩٧٧، ص.
٣٠-٣١، في الأصل بالعبرية)
المسمّى أيضا بكتاب ’العطار‘
وبكتاب’اللحم‘
(أنظر دائرة المعارف العربية مج. ١١، الأدب
السامري، ص.
١٢٠)
وباسم كتاب ’الفروض‘
(המצוות)
وفيه ٧٦ فصلا منها: فصل الكلام في
ثبوت النبوة وكونها لا ترث لأن كل موروث يزول حكمه ويبقى الحكم لمن ينتقل إليه
ميراثه؛ الكلام في الحيوان المباح للاستعمال؛ الكلام في أنواع الدماء التي توجب
النجاسات؛ الرد على اليهود في ذبيح الخصي؛ الكلام في ترتيب أولاد السيد يعقوب؛ في
الرد على اليهود بقولهم ان السامرة ليس هم من إسرائيل؛ الكلام في فريضة الفسح؛
موضوع القِبلة؛ عن الملائكة؛ نبوة موسى بن عمران؛ شروط الرسول؛ الرد على المجبرة
والقدرية؛ الرد على اليهود القرائين إلخ. وفي الختام شرح قصيدة "أنصتن". يذكر أنّ كتاب الطباخ
كان قد نقل إلى العبرية بقلم أبي الحسن بن يعقوب بن أهرون بناء على طلب من الباحث
موشه چاستر ٦٥٨١-٩٣٩١) في عشرينات القرن
الماضي. وقد علمت مؤخرًا من صديقي العزيز، الكاهن عزيز بن يعقوب (أبي شفيق) بن عزّي أنه شُرع
حديثًا، بدايات ٧١٠٢، بنقل الطبّاخ من العربية إلى العبرية الحديثة، ويشترك في ذلك
صالح ممدوح صدقة النابلسي ونفتالي كمال صدقة الحولوني، وستنشر الترجمة مقابل الأصل
العربي.
كما وينبغى أن
نذكر أنّ النصف الأوّل من كتاب الطبّاخ كان قد نُشر وتُرجم إلى اللغة الألمانية في إطار أطروحة دكتوراة بقلم چيرهارد ڤيدل (Gerhard Wedel) عام ١٩٨٩ في برلين، بإرشاد
صديقي المرحوم الأستاذ الفذّ في الدراسات السامرية والمندائية، رودولف ماتسوخ، ١٩١٩-١٩٩٣.
وهناك كتيّب هام آخر للصوري باسم ’المَعاد‘ (ذكر كثيرا خطأ
باسم الميعاد) وهو مخطوط
موجود في عدة مكتبات جامعية ولدى بعض السامريين، وفيه يُثبت المؤلف وجود الحياة بعد الموت
استنادًا إلى ما ورد في أسفار موسى الخمسة. مهذّب الدين يوسف بن سلامة بن يوسف العسكري وكتابه ”الكافي لمن كان بالمعرفة لكتاب الله موافي
وقلبه صندوق له صافي“ (هناك ترجمة
إيطالية أعدّها سيرجيو نويا نوسيدا، Sergio Noja
Noseda، ١٩٣١-٢٠٠٨)؛ ومؤلفات كل من: فنحاس الربّان؛ أمين
الدين أبو البركات؛ أبو سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد، منقّح التوراة السامرية العربية؛ منجـّا بن
صدقة الحكيم وابنه صدقة (كنت قد نشرت
تفسير صدقة الحكيم لسفر التكوين تباعًا على خمس حلقات في Samaritan Update
http://shomron0.tripod.com/2015/mayjune.pdf
؛ أبو الفتح بن أبي الحسين السامري؛ أبو الفرج نفيس الدين بن إسحق
بن كثّار؛ الشيخ العماد إسماعيل بدر أبو العز الرميحي؛ إبراهيم بن يوسف القبّاصي؛
غزال الدويك؛ زينب الصفوية؛ غزال المطري؛ هبة الله بن نجم المصري؛ غزال بن أبي
السرور بن غزال بن صفي الصفوي المطري اليوسفي؛ موفق الدين صدقة الإسرائيلي
السامري؛ مسلم بن مرجان؛ الشيخ إبراهيم بن برهوم السامري؛ إفرايم بن سلامة الدنفي؛
مفرج بن يعقوب المفرجي؛ إبراهيم بن يعقوب بن مرجان الدنفي المعروف بالكنية، العيّة؛ فنحاس بن إسحق الكاهن اللاوي إلخ. إلخ.
٣)
ظاهرة العُزْب الأبديين.
من المعروف منذ فترة طويلة أنّ عدد الذكور يفوق بكثير عدد الإناث في
الطائفة السامرية،
وقد يكون أحيانًا ذكران مقابل أنثى واحدة. يشار إلى أن
الوضع في حولون بهذا الصدد أفضل منه في نابلس، إلا أنّ
الفتيات الحولونيات لا يرغبن عادةً في النزوح إلى نابلس، بل يفضّلن البقاء في
مدينتهن حيث مستوى الحياة والحرية أعلى. وهذا الواقع، النقص في الجنس اللطيف، يخلُق مشكلة كبيرة لصعوبة زواج
السامري من خارج طائفته.
منذ سنوات أجاز الكاهن الأكبرسلوم بن عمران بن إسحق (٢٠٠١-٢٠٠٤، الذي كان عضوًا في
المجلس التشريعي الفلسطيني)، أعلى سلطة دينية، زواج السامري من خارج الطائفتين السامرية واليهودية شرط
تَسَمْرُن الفتاة قبل القران، اعتناقها العقيدة السامرية، ويستمرّ ذلك حوالي النصف
سنة ويصادِق عليه الكاهن الأكبر.
وطريقة زواج البدل مألوفة لدى السامريين، أي ضمان عروس للابن عن طريق تقديم
عروس للآخر.
في الفترة الأخيرة كثر زواج السامريين من أوكرانيات، سبع حالات حتى
الآن.
في أوكرانيا تفوق نسبة النساء نسبة الرجال ويتمّ الزواج بأوكرانيات أو
أذربيجانيات عن طريق الشبكة العنكبوتية ثم تجلب الواحدة الأخرى من معارفها
وصديقاتها.
في بعض الحالات يكون الفارق العمري بين الشاب السامري والشابة الأوكرانية
ثلاثة عقود تقريبا.
الجدير بالذكر،
ترك عشر فتيات سامريات الطائفة في غضون العقدين الأخيرين. ومن المعروف أنّ المرأة السامرية تعيش في عزلة تامّة مدّة أربعين يومًا بعد
ولادة الذكر وثمانين يوما بعد ولادة الأنثى.
٤)
غياب المنهاج الديني في المدارس. تعليم الدين
السامري واللغة العبرية القديمة مقتصر على الكتاتيب. هذا الإطار غير
كاف للحفاظ على التراث السامري لغة وعقيدة. ومن جهة أخرى، أرى لزامًا على قسم البرامج في وزارة التربية في السلطة الفلسطينية إعداد
ولو إضبارة تشمل عشرات الصفحات فقط، تركّز فيها خلاصة أصل وخصائص السامريين: نبذة عن تاريخهم،
خمسة أركان إيمانهم،
توراتهم،
معتقداتهم،
أعيادهم،
مقدساتهم،
اختلافهم عن اليهود إلخ فهناك من العرب من يعتبر السامريين يهودا. الأمر ذاته ينسحب أيضًا على الجانب الإسرائيلي إذ أن اليهودي العادي لا
يعرف الكثير عن السامري،
وكثيرًا ما يُخفي الشاب السامري هويّته عن صديقته أو زميلته اليهودية.
٥)
قلّة عدد الأكاديميين،
يتوقّف التحصيل الجامعي للسامري عند الحصول على الشهادة الجامعية الأولى
وفي الآونة الأخيرة الحصول على شهادة الماجستير من جامعة النجاح في نابلس. الديانة السامرية تجعل السفر إلى خارج البلاد أمرًا غير سهل من حيث الطعام
الحلال عندهم.
٦)
بقعة جغرافية ضيّقة،
وهذا الواقع سيخلُق لا محالة ضائقة سكنية صعبة في المستقبل البعيد وبخاصّة
على جبل جريزيم.
في حالة عدم إمكانية شراء أراض إضافية مجاورة، سيضطر بعض
السامريين،
على الأقل،
إلى البحث عن أماكن سكن بديلة. يسعى سامريو
جبل جريزيم لابتياع كلّ ما يُعرض عليهم من قطع أرض، بالرغم من
ارتفاع الأسعار بشكل رهيب،
ويذكر أنّ السامريين يمتلكون مساحاتٍ واسعة من الأراضي، إلّا أنهم محرومون
من استغلالها بأمر من سلطة دائرة الآثار الإسرائيلية. لا شكّ في وجوب
حلّ هذه المعضلة مستقبلا.
الوضع في حولون مقبول إذ أنّ بعض السامريين يسكنون أيضا في حيّ نأوت
اليهودي القريب،
حيث توجد العمارات ذات الطوابق المتعددة.
٧)
اختلاس أسفار من التوراة.
كان ذلك في ٢١ آذار عام ١٩٩٥، أي أثناء الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفّة
الغربية.
كل المساعي لاسترجاع المخطوطات المسروقة الموجودة، على ما يبدو، في الأردن لم تنجح بالرغم من تدخل حتى الرؤساء.
٨)
عدم توفّر مشروع صرف صحّي على جبل جريزيم لكافة السامريين هناك، إذ حتى
الآن تمّ، بدعم أجنبي، تنفيذ المشروع بالنسبة لنصف المنازل تقريبًا ومن المؤمّل
إتمام المشروع قريبا.
٩)
ترميم المقدّسات،
هناك صعوبات في هذا المجال،
مادية أو إجرائية من قبل دائرة الآثار الإسرائيلية فالمنطقة c خاضعة للأمن الإسرائيلي، على
ضوء اتّفاقية أوسلو.
يُذكر أنّ السامريين أنفسهم أخذوا زمام المبادرة ورمّموا مثلا على نفقتهم
مقام العزير الواقع بالقرب من مدينة نابلس. وهنا لا مندوحة
من ذكر الاعتداءات المتكرّرة،
التي يقوم بها بعض الجيران العرب على مقدّسات السمرة، هناك الكثيرون
من العرب الذين يعتبرون السامريين يهودا وهذا خطأ، ولا بدّ من تصحيح هذا الاعتقاد عن طريق
التوعية في المدارس والتعرّف أكثر وعن كثب
على هذه الطائفة الصغيرة والعريقة، التي لم تبرح جبلها المقدّس جريزيم منذ القدم.
١٠)
الحاجز العسكري الإسرائيلي في مدخل مستوطنة براخه بالقرب من جبل
جريزيم، كان يُغلق ويُفتح في ساعات
محدّدة، وهذا قيّد تنقّل السامريين وسبّب مضايقاتٍ واضحة. أُزيل هذا
الحاجز منذ ثلاث سنوات تقريبًا وهذا جعل المنطقة سوقًا رابحة للمشروبات الروحية
ومرتعًا خصبًا للزعران،
وهذا مصدر قلق ومعاناة لدى أبناء وبنات السامريين.
١١)
يذهب بعض السامريين إلى أنّ هناك مشكلة عويصة تتمثّل في وجود أشخاص معيّنين
في الطائفة،
نصّبوا أنفسهم بأنفسهم وكأنّهم بمثابة مراجع وقيّمين على معتقدات السامريين
وتاريخهم وتراثهم وهويتهم،
وكل ذلك بلا رصيد علمي،
وكل ذلك لغايات ومآرب شخصية ومكاسب مادّية. في تقديري
المتواضع،
يُحسِن السامريون في نابلس وفي حولون صُنعًا، إذا ما لزِموا
جانب الحياد بقدر الإمكان إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو قُلِ
الانحياز للحقّ والعدل على ضوء قرارات الأمم المتّحدة والشرعية الدولية. تغليب المصلحة العامّة على المصالح الشخصية الضيّقة، سلعة نادرة، وطوبى لمن
يسعى بإخلاص من أجل الصالح العام، فهذا السعي مبارك ولن يُنسى أبدا. القال والقيل والأنانية والغيرة والحسد والنميمة آفات لا بدّ من محاربتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق