إذا ما تكلم المرء اليوم باللغة “القومية” أعلاه، فإنه يمكن أن يغدو عرضة للتندر والاستخفاف، خاصة من قبل الأجيال الجديدة الصاعدة التي دفعت بلفظ “قومي” أو “عروبي” إلى رفوف القديمة الآثار الجامعة لغبار الزمن، الأمر الذي يوجب على أمثالي، من هؤلاء الذين شبوا وشابوا على إيقاعات الوحدة العربية و”الوحدات الاندماجية”، القيام بكل إجراء من شأنه اللحاق بما تبقى من التضامن القومي والتكاتف والتكافل الإقليمي.
أ.د. محمد الدعمي
لست أظن أن هناك من يجرؤ على أن يلومني إذا ما حاولت تقديم مسح عينيًّا منظورًا لما يمكن أن أطلق عليه “بانوراما التفكك العربي”. إن أية نظرة فاحصة، مهما كانت سريعة، لأحوال العالم العربي اليوم لن تخطئ ظاهرة التفكك القومي والأحادية القطرية عبر عالمنا الذي كان معلمونا يمنعون إطلاق أي لفظ سوى “الوطن العربي” عليه، بدعوى أن العالم مجزأ إلى أقطار ودول متناقضة أو متنافرة أحيانًا، إلا أننا نحيا في وطن عربي واحد يمتاز بالاتساق والتناغم ووحدة شعوبه. هذا هو ما تشربنا به حسب الكتب المدرسية.
إذا ما تكلم المرء اليوم باللغة “القومية” أعلاه، فإنه يمكن أن يغدو عرضة للتندر والاستخفاف، خاصة من قبل الأجيال الجديدة الصاعدة التي دفعت بلفظ “قومي” أو “عروبي” إلى رفوف القديمة الآثار الجامعة لغبار الزمن، الأمر الذي يوجب على أمثالي، من هؤلاء الذين شبوا وشابوا على إيقاعات الوحدة العربية و”الوحدات الاندماجية”، القيام بكل إجراء من شأنه اللحاق بما تبقى من التضامن القومي والتكاتف والتكافل الإقليمي.
وإذا ما أمست جامعة الدول العربية، بيت العرب، مجرد هيئة عجوز، عاجزة طريحة غرفة العناية الفائقة والإنعاش، فإن الحاجة لأن تتدبر الحكومات العربية شيئًا من إجراءات التضامن تغدو من الأهمية بمكان، أنها يمكن أن تزرق أمصال الحياة في الجسد العربي الكبير المتمدد، بلا حراك، من بحر عُمان إلى المحيط الأطلسي، منتظرًا من يعتني به ويعالجه كي يشفى ويتعافى.
إن أية مقارنة بين أحوال “العالم العربي” اليوم و”الوطن العربي” عبر خمسينيات وستينيات القرن الماضي لا يمكن إلا أن تميط اللثام عن مسيرة تراجع مطردة تمضي دون كوابح ولا لواجم على طريق تفكيكية واضحة المعالم، للأسف.
أما إذا ما حاول المرء كنه سر هذا التآكل القومي، فإن عليه أولًا أن يشخص الأمراض التي أتت على التضامن القومي وراحت تقضم منه يومًا بعد آخر، كي يحاول التفكير بدواء أو إسعاف عاجل. إن أولى الآفات التي هددت ذلك الاتحاد العاطفي والفكري، إنما يكمن في يقظة الولاءات الثانوية وتناسلها ثم تكاثرها وتضخمها على نحو سرطاني مسرطن منذ الحرب الأهلية بلبنان، ثم الحرب العراقية ـ الإيرانية التي لم تترجم من قبل العالم الغربي إلا بكونها حربًا طائفية للأسف. وإذا لم يعد هناك في عالمنا العربي من لا يفهم معاني ألفاظ من نوع عناوين وأسماء الطوائف الإسلامية وسواها، كما كانت عليه الحال في ستينيات وسبعينيات القرن الزائل، فإننا الآن أمام تحدٍّ وجودي نظرًا لأننا نرى أن الأطفال الصغار لم يعودوا يتحرجون من الإتيان بمثل هذه الألفاظ. لذا، فقد غمرت الولاءات الصغيرة وحتى المجهرية الولاءات الأكبر، كالولاء القومي والولاء الوطني: فلم يعد الكردي في سوريا، والعراق يفضل تقديم نفسه عربيًّا وباعتزاز، كما كان يفعل في سابق العقود، تأسيسًا على علو شأن الثقافة القومية العربية، درجة تقبلها والتشرب بها، بل وحتى التشبث بها من قبل الأقليات القومية والدينية حقبة ذاك التي كانت تسهم في تشكيل العالم العربي اليوم، خاصة عبر مشرقه المتنوع والقابل للتفجير، بمساعدة مخزونات النفط الأسطورية.
لهذه الأسباب أجتهد بضرورة تكريس وتأييد كل ما تفعله سلطنة عمان اليوم لرأب الصدع بين دول الجوار القومي والإسلامي، خاصة بعدما عبر عنه اليمنيون من تقدير وتجاوب مع المبادرات العمانية التي لم تتوقف لساعة واحدة مذ بدأت الأعمال العسكرية بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية.
إذا ما تكلم المرء اليوم باللغة “القومية” أعلاه، فإنه يمكن أن يغدو عرضة للتندر والاستخفاف، خاصة من قبل الأجيال الجديدة الصاعدة التي دفعت بلفظ “قومي” أو “عروبي” إلى رفوف القديمة الآثار الجامعة لغبار الزمن، الأمر الذي يوجب على أمثالي، من هؤلاء الذين شبوا وشابوا على إيقاعات الوحدة العربية و”الوحدات الاندماجية”، القيام بكل إجراء من شأنه اللحاق بما تبقى من التضامن القومي والتكاتف والتكافل الإقليمي.
وإذا ما أمست جامعة الدول العربية، بيت العرب، مجرد هيئة عجوز، عاجزة طريحة غرفة العناية الفائقة والإنعاش، فإن الحاجة لأن تتدبر الحكومات العربية شيئًا من إجراءات التضامن تغدو من الأهمية بمكان، أنها يمكن أن تزرق أمصال الحياة في الجسد العربي الكبير المتمدد، بلا حراك، من بحر عُمان إلى المحيط الأطلسي، منتظرًا من يعتني به ويعالجه كي يشفى ويتعافى.
إن أية مقارنة بين أحوال “العالم العربي” اليوم و”الوطن العربي” عبر خمسينيات وستينيات القرن الماضي لا يمكن إلا أن تميط اللثام عن مسيرة تراجع مطردة تمضي دون كوابح ولا لواجم على طريق تفكيكية واضحة المعالم، للأسف.
أما إذا ما حاول المرء كنه سر هذا التآكل القومي، فإن عليه أولًا أن يشخص الأمراض التي أتت على التضامن القومي وراحت تقضم منه يومًا بعد آخر، كي يحاول التفكير بدواء أو إسعاف عاجل. إن أولى الآفات التي هددت ذلك الاتحاد العاطفي والفكري، إنما يكمن في يقظة الولاءات الثانوية وتناسلها ثم تكاثرها وتضخمها على نحو سرطاني مسرطن منذ الحرب الأهلية بلبنان، ثم الحرب العراقية ـ الإيرانية التي لم تترجم من قبل العالم الغربي إلا بكونها حربًا طائفية للأسف. وإذا لم يعد هناك في عالمنا العربي من لا يفهم معاني ألفاظ من نوع عناوين وأسماء الطوائف الإسلامية وسواها، كما كانت عليه الحال في ستينيات وسبعينيات القرن الزائل، فإننا الآن أمام تحدٍّ وجودي نظرًا لأننا نرى أن الأطفال الصغار لم يعودوا يتحرجون من الإتيان بمثل هذه الألفاظ. لذا، فقد غمرت الولاءات الصغيرة وحتى المجهرية الولاءات الأكبر، كالولاء القومي والولاء الوطني: فلم يعد الكردي في سوريا، والعراق يفضل تقديم نفسه عربيًّا وباعتزاز، كما كان يفعل في سابق العقود، تأسيسًا على علو شأن الثقافة القومية العربية، درجة تقبلها والتشرب بها، بل وحتى التشبث بها من قبل الأقليات القومية والدينية حقبة ذاك التي كانت تسهم في تشكيل العالم العربي اليوم، خاصة عبر مشرقه المتنوع والقابل للتفجير، بمساعدة مخزونات النفط الأسطورية.
لهذه الأسباب أجتهد بضرورة تكريس وتأييد كل ما تفعله سلطنة عمان اليوم لرأب الصدع بين دول الجوار القومي والإسلامي، خاصة بعدما عبر عنه اليمنيون من تقدير وتجاوب مع المبادرات العمانية التي لم تتوقف لساعة واحدة مذ بدأت الأعمال العسكرية بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق