كتاب الطفل وثقافة المستقبل
شهدت قاعة ملتقى الكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب يوم أمس (الأحد)، ندوة بعنوان "كتاب الطفل وثقافة المستقبل" شارك فيها الكاتب الإماراتي الدكتور علي الحمادي والكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني، والناقد والكاتب السوري عزت عمر، وأدارتها الكاتبة فتحية النمر.
وناقشت الندوة مجموعة من القضايا الخاصة بالكتابة للطفل، وتوصلت إلى ضرورة أن يكون أدب الأطفال هو القاعدة التي ينطلق منها الكتاب نحو عالم الطفل، وأن يتم العمل على تطوير أساليب الكتابة إليه بهدف جذبه إلى القراءة.
الكاتبة اسماء الزرعوني أكدت في مداخلتها على أن الطفل لا يزال بحاجة إلى الكتاب، رغم التطور التكنولوجي الذي نشهده حالياً، وقالت: "في ظل الانفتاح الذي نعيشه حالياً، أرى أن الطفل لا يزال بحاجه للكتاب الجيد القادر على تقديم الأفكار الجيدة له، ومحاربة الغزو الثقافي الذي استطاع التأثير فينا جميعاً".
وأضافت الزرعوني: "قديماً كانت الأسرة والمدرسة تتولى تربية الطفل، بينما حالياً، بات الجميع بمن فيهم الانترنت يتولى القيام بهذه المهمة، ما أثر سلباً على الطفل والكتابة له". وفي ردها على سؤال حول مدى قدرة الكتب الحالية على ملامسة عقل الطفل العربي وعاطفته، أجابت بالقول: "بتقديري أن العيب فينا نحن وليس الكتاب، فرغم التطور التكنولوجي وسهولة عملية النشر، إلا أننا نشهد حالة غياب واضحة للكتاب العرب المتخصصين في الكتابة للطفل، ما شجع أطفالنا على التوجه نحو الإصدارات الانجليزية التي تتميز بقدرتها على جذبه ومخاطبة عقله وعاطفته". مشيرة في هذا الصدد إلى ضرورة نزول الكاتب عند مستوى الطفل ومعايشة واقعه واهتماماته ليتمكن من الكتابة إليه.
من جانبه، أشار الناقد عزت عمر إلى أن الطفل هو من أحد أكثر شرائح المجتمع حاجة للكتاب، مبيناً أن المشكلة لا تكمن في الكتاب ولا الطفل، وإنما في طريقة ايصال الكتاب له. وقال: "بلا شك أن كتب الأطفال اليوم قادرة على ملامسة عقولهم، والكثير منها يناقش احتياجاته واهتماماته، ولكن المهم هو كيف يمكن أن نصنع طفلاً قارئاً"، مؤكداً في هذا الصدد، أن الامارات قطعت شوطاً جيداً في هذا المجال من خلال توفيرها للكثير من الفعاليات والأنشطة التي تحفز الطفل على القراءة.
وقال عزت عمر: "الإمارات تقدمت في هذا المجال، وأصبح هناك علاقة حقيقية بين الطفل والكتاب، بينما نجد أن الكثير من المدن العربية أهملت هذا الجانب ما أدى إلى تأخرها". وأضاف: "الطفل اليوم بات صعب المزاج، ومن الصعب اقناعه بأي منتج ثقافي، خاصة وأنه بات يتطلع إلى عالم الخيال الذي تميز به الكتاب الأجنبي، ولذلك اعتقد أنه يجب على الكاتب العربي أن يدرك طبيعة الفئة العمرية التي يستهدفها حتى يتمكن من اقناعها بما يكتبه".
مداخلة د. علي الحمادي، مدير مركز القارئ العربي للنشر والتوزيع، جاءت مخالفة بعض الشيء لزملاءه، حيث قال: "بتقديري أن طفل اليوم ليس بحاجة للكتاب، وإنما الكتاب هو من يحتاج للطفل"، متسائلاً عن الكم الفعلي للكتب العربية التي تستهدف مخاطبة عقل الطفل الذي نراهن عليه لرسم المستقبل، واستشهد في هذا الجانب بمبادرة "تحدي القراءة العربي" التي أطلقها أخيراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة،رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتهدف إلى زرع حب القراءة في نفوس الأطفال.
وقال الحمادي: "أعتقد في ظل الظروف التي تمر فيها المنطقة العربية، وما يراه الطفل العربي من أهوال، أنه يستحق منا ما هو أكبر من ذلك، فعلينا أن نعمل على رعايته وتعليمه جيداً، حتى نتمكن أن نصنع منه قارئ جيد، ولذلك يتوجب علينا كمؤلفين وكتاب العمل على تطوير أساليب الكتابة إليه، لنتمكن من جذبه إلى القراءة، وهذا بلا شك يتطلب منا النزول عند مستواه ومعرفة احتياجاته، وطبيعة نظرته إلى الحياة والمستقبل، خاصة وأننا نعيش حالياً في زمن الانترنت الذي مكن الطفل من التعرف على مختلف ثقافات العالم". داعياً في الوقت ذاته، إلى عدم النظر بنظرة تشاؤمية إلى الميدان، وأن يكون أدب الأطفال هو المبدأ الذي ينطلق منه الكتاب نحو عالم الطفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق