” .. إذا كانت المواجهة الدموية قاب قوسين أو أدنى، فمن أين للمرء أن يدرك دوافع قرار الإدارة الأميركية تجهيز الكرد والعشائر السنية بالأسلحة رغم أنف الحكومة المركزية: فاذا أمكن تلخيص الدوافع في هدف تمكين الكرد والعشائر أعلاه من مواجهة مسلحي الدولة الإسلامية، لا يدري المرء على نحو دقيق كيف ستتعامل بغداد لهذا الانتشار الفظيع للسلاح خارج إطار الدولة المركزية”
ــــــــــــــــــــــ
لا يعدو العنوان أعلاه أن يكون استفهاماً بلاغياً، إذ لا يقصد منه التعبير عن الجهل حول الموضوع، ولا التعبير عن العجز في تناوله على نحو بنّاء ومستنير فيه خير لبلد يستحق الخير والمستقبل الزاهر.
المقصود بالاستفهام أعلاه استفزاز الأفكار وإعمال العقل لأنشطة تبادل الرأي وتفعيل خلاصات العقل المستنير. إن أية نظرة مسح شمولية لأوضاع الضياع واللااستقرار التي لا يمكن لمراقب الإفلات عن تشخيصها، تعكس ما لا يستبق أزمنة بيض مشرقة، بدليل ما ذهب اليه واحد من أفضل شيوخنا الراسخين بالعلم، الشيخ أحمد الكبيسي الذي سبق أن تمنيت من على صفحات (الوطن) الغراء أن ينتخب رئيساً للعراق، نظراً لتوازنه وتساميه فوق الولاءات الضيقة التي تعمي اليوم حتى أدعياء العلم والحكمة والحصافة، للأسف.
في سياق تحليله الذكي لما حدث في بلدة الأعظمية الزاهرة قبل أيام، ذهب الشيخ الكبيسي الجليل الى أن الحدث لا يمكن إلا أن يكون من دفعٍ مصدره خارج البلاد. وبكلمات أخرى، أن الذي حدث وأماط اللثام عن الضغائن والأحقاد الدفينة إنما كان من دفع قوى لا عراقية ولا داخلية، ولاهم يحزنون: إذ ركب المؤدون الأجانب المجهولون كتلة الجهل العمياء المارة ببلدة الأعظمية الجميلة لإطلاق القدحة الأولى لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر. أما هوية المؤدون الأجانب المجهولين، فلا يمكن الظفر بها دون إدراك دوافع امتطاء الجهلة والرعاع وأهدافه النهائية.
للمرء أن يلاحظ على نحو متوازٍ أن الحادث الطارئ الذي مر دون ملاحظة كافية من أولي الأمر وأصحاب الرأي إنما عاصر هجمة مبيتة لمسلحي الدولة الإسلامية على عدد من بلدات محافظة الأنبار، غرب العراق، وأبرزها مدينة الرمادي مركز المحافظة. والحق، فلم يحقق تمكن مسلحي الدولة الإسلامية من الإمساك بمركز الرمادي نفس الضجة الإعلامية التي استقطبها الاستيلاء على مدينة الموصل الأكثر أهمية: فما الذي يجري حسب رصد وتحليل العقل؟
إن أول المسلمات، حسبما أرى، هي أن الولايات المتحدة تخطط لاستدراج الحرب العالمية على الإرهاب الى ميدان واحد، وهو العراق، يمكن تركيز الجبروت العسكري والعلمي والاستخباري الأميركي عليه، بدلاً عن تشتته بين سوريا واليمن ومصر وشمال إفريقيا. والملاحظة الثانية يمكن أن تتلخص في استنباط أهداف ما تسمى (الدولة الإسلامية) لهذا الاستدراج الى أن ميدان معركة الحسم في العراق، فهل ينقص مخططو (الدولة الإسلامية) بعد النظر الكافي لاكتشاف مخاطر استدراج مسلحيهم لهذه المنازلة الحاسمة، أم أنهم هم الذين يرنون اليها ويتمنون أن تدور رحاها في أغنى دول الشرق الأوسط، ثروات وموارد بشرية، العراق؟ وهذا استفهام لا يقل أهمية عن سابقه، لأن قبول المواجهة في العراق، خاصة بعد بسط هيمنة ما تسمى (الدولة الإسلامية) على أكثر من ثلث مساحته إنما ينطوي على كل ما من شأنه مقاومة الجبروت الأميركي عسكرياً، بمعنى أنه فيما ينتظر مسلحو (الدولة الإسلامية) المواجهة الثأرية مع الولايات المتحدة، يركزون أنظارهم على مكافآت أبسط الانتصارات العسكرية في العراق، حيث تكون بغداد “المبنية بتمر” في المرمى، بينما تنتظر أغزر الحقول النفطية في العالم لتكون أثمن الغنائم التي يمكن أن تتيح تمدد أذرع (الدولة الإسلامية) ذات اليمين وذات الشمال على نحو.
وإذا كانت المواجهة الدموية قاب قوسين أو أدنى، فمن اين للمرء أن يدرك دوافع قرار الإدارة الأميركية تجهيز الكرد والعشائر السنية بالأسلحة رغم أنف الحكومة المركزية: فاذا أمكن تلخيص الدوافع في هدف تمكين الكرد والعشائر أعلاه من مواجهة مسلحي الدولة الإسلامية، لا يدري المرء على نحو دقيق كيف ستتعامل بغداد لهذا الانتشار الفظيع للسلاح خارج إطار الدولة المركزية: فهل هناك ثمة توافق أميركي عراقي على خطة عزل الأقاليم الرئيسة في العراق عن بعضها البعض على طريق التقسيم الى إمارات، تحت عناوين “الإقليم السني” و”الإقليم الكردي” و”إقليم البصرة”، كي تضطلع هذه الأقاليم بمحاربة الدولة الإسلامية، نيابة عمن سلحها، عرفاناً بجميله!
المقصود بالاستفهام أعلاه استفزاز الأفكار وإعمال العقل لأنشطة تبادل الرأي وتفعيل خلاصات العقل المستنير. إن أية نظرة مسح شمولية لأوضاع الضياع واللااستقرار التي لا يمكن لمراقب الإفلات عن تشخيصها، تعكس ما لا يستبق أزمنة بيض مشرقة، بدليل ما ذهب اليه واحد من أفضل شيوخنا الراسخين بالعلم، الشيخ أحمد الكبيسي الذي سبق أن تمنيت من على صفحات (الوطن) الغراء أن ينتخب رئيساً للعراق، نظراً لتوازنه وتساميه فوق الولاءات الضيقة التي تعمي اليوم حتى أدعياء العلم والحكمة والحصافة، للأسف.
في سياق تحليله الذكي لما حدث في بلدة الأعظمية الزاهرة قبل أيام، ذهب الشيخ الكبيسي الجليل الى أن الحدث لا يمكن إلا أن يكون من دفعٍ مصدره خارج البلاد. وبكلمات أخرى، أن الذي حدث وأماط اللثام عن الضغائن والأحقاد الدفينة إنما كان من دفع قوى لا عراقية ولا داخلية، ولاهم يحزنون: إذ ركب المؤدون الأجانب المجهولون كتلة الجهل العمياء المارة ببلدة الأعظمية الجميلة لإطلاق القدحة الأولى لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر. أما هوية المؤدون الأجانب المجهولين، فلا يمكن الظفر بها دون إدراك دوافع امتطاء الجهلة والرعاع وأهدافه النهائية.
للمرء أن يلاحظ على نحو متوازٍ أن الحادث الطارئ الذي مر دون ملاحظة كافية من أولي الأمر وأصحاب الرأي إنما عاصر هجمة مبيتة لمسلحي الدولة الإسلامية على عدد من بلدات محافظة الأنبار، غرب العراق، وأبرزها مدينة الرمادي مركز المحافظة. والحق، فلم يحقق تمكن مسلحي الدولة الإسلامية من الإمساك بمركز الرمادي نفس الضجة الإعلامية التي استقطبها الاستيلاء على مدينة الموصل الأكثر أهمية: فما الذي يجري حسب رصد وتحليل العقل؟
إن أول المسلمات، حسبما أرى، هي أن الولايات المتحدة تخطط لاستدراج الحرب العالمية على الإرهاب الى ميدان واحد، وهو العراق، يمكن تركيز الجبروت العسكري والعلمي والاستخباري الأميركي عليه، بدلاً عن تشتته بين سوريا واليمن ومصر وشمال إفريقيا. والملاحظة الثانية يمكن أن تتلخص في استنباط أهداف ما تسمى (الدولة الإسلامية) لهذا الاستدراج الى أن ميدان معركة الحسم في العراق، فهل ينقص مخططو (الدولة الإسلامية) بعد النظر الكافي لاكتشاف مخاطر استدراج مسلحيهم لهذه المنازلة الحاسمة، أم أنهم هم الذين يرنون اليها ويتمنون أن تدور رحاها في أغنى دول الشرق الأوسط، ثروات وموارد بشرية، العراق؟ وهذا استفهام لا يقل أهمية عن سابقه، لأن قبول المواجهة في العراق، خاصة بعد بسط هيمنة ما تسمى (الدولة الإسلامية) على أكثر من ثلث مساحته إنما ينطوي على كل ما من شأنه مقاومة الجبروت الأميركي عسكرياً، بمعنى أنه فيما ينتظر مسلحو (الدولة الإسلامية) المواجهة الثأرية مع الولايات المتحدة، يركزون أنظارهم على مكافآت أبسط الانتصارات العسكرية في العراق، حيث تكون بغداد “المبنية بتمر” في المرمى، بينما تنتظر أغزر الحقول النفطية في العالم لتكون أثمن الغنائم التي يمكن أن تتيح تمدد أذرع (الدولة الإسلامية) ذات اليمين وذات الشمال على نحو.
وإذا كانت المواجهة الدموية قاب قوسين أو أدنى، فمن اين للمرء أن يدرك دوافع قرار الإدارة الأميركية تجهيز الكرد والعشائر السنية بالأسلحة رغم أنف الحكومة المركزية: فاذا أمكن تلخيص الدوافع في هدف تمكين الكرد والعشائر أعلاه من مواجهة مسلحي الدولة الإسلامية، لا يدري المرء على نحو دقيق كيف ستتعامل بغداد لهذا الانتشار الفظيع للسلاح خارج إطار الدولة المركزية: فهل هناك ثمة توافق أميركي عراقي على خطة عزل الأقاليم الرئيسة في العراق عن بعضها البعض على طريق التقسيم الى إمارات، تحت عناوين “الإقليم السني” و”الإقليم الكردي” و”إقليم البصرة”، كي تضطلع هذه الأقاليم بمحاربة الدولة الإسلامية، نيابة عمن سلحها، عرفاناً بجميله!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق