المجد لله في العلا بقلم البروفيسور محمد الدعمي
ما أحوجنا، في الشرق الأوسط المضطربة شعوبه على صفيح ساخن، أن نقف مع إخواننا المسيحيين لننشد “المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة”. هو تضرع للخالق عز وجل من أجل أن يسود السلام في إقليم محترق بالإرهاب ومبتلى بالضغائن والأحقاد على أنواعها ودرجاتها، درجة أن المرء يتوجسه قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر وتتشظى في أية لحظة، فلا تترك من “إقليم المفارقات” الذي ننتمي إليه، بغض النظر عن أدياننا وأعراقنا وقناعاتنا الآيديولوجية والسياسية، سوى الهشيم المنثور الذي لا يمنح الحياة أدنى معنى، لأنه ينفي كل ما بناه آباؤنا وأجدادنا عبر عقود من تاريخ الاستقلال السياسي الذي حققته دول الإقليم، عربية وأعجمية، حتى هذا اليوم الذي نقف فيه على أعتاب عام جديد لننظر إليه بروح وثابة تتشبث بالأمل والمحبة، بالسلام والتناغم، بعد انقضاء سنة 2014 التي كانت مشحونة بأنواع التنافرات والتنافسات والأنباء المخيفة وسفك الدماء وابتعاد الأعزة من الأعزاء.
وإذا كنا نرجع خطوة إلى وراء للمراجعة، فإن علينا أن نتقدم خطوتين إلى أمام بروح متفائلة، ملؤها الإيجابية بحجم يؤهلنا إلى إغراق السلبية ومحوها، متذكرين المثل الإنجليزي الحكيم الذي ينص على أن “عِش، ودع الآخرين يعيشون”. هذا هو جوهر المسيحية وجوهر جميع الأديان المنزلة وسواها، التقاليد الروحية التي لا يمكن إلا أن تلقننا بأن “لا تكذب، لا تسرق، ولا تحقد على الغير”. وإذا كانت رسالة الإسلام الحنيف تتطابق مع ابتهال المسيحية “المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة”، فإنها، لا ريب، ترشدنا إلى الطريق الصحيحة لإعلاء كلمة الله ولنشر سجايا الفضيلة والخلق الرفيع ومزايا حب الوطن والناس والتمسك بالراشد والرشيد من معلمينا الأحياء والراحلين، هؤلاء الذين تركوا لنا إرثاً نفخر به، لنتشبث بموازاتهم كي نترك لأبنائنا إرثاً يتشبثون ويفخرون به. اللهم أرشدنا إلى الصراط المستقيم، واشفِ مرضانا، وأطلق أسرانا، ووفقنا لفعل ما فيه الخير للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق