الخميس، 5 يونيو 2025

الشَّاعرُ الأديبُ وَهيب نَديم وَهبَة ينالُ للمرَّة الثَّالثة جائزةَ ناجي نَعمان الأدبيَّة وهي استِثنائِيَّةٌ هذه المرَّة، ولأدبِ الأطفال

 




لشَّاعرُ الأديبُ وَهيب نَديم وَهبَة ينالُ للمرَّة الثَّالثة

جائزةَ ناجي نَعمان الأدبيَّة

وهي استِثنائِيَّةٌ هذه المرَّة، ولأدبِ الأطفال

 

جَمَعَت جَوائزُ ناجي نَعمان الأدَبيَّةُ للعَامِ الحَاليِّ 4321 مُتَسَابِقًا جاءُوا مِن 92 دَولةً، وَكتَبوا بإحدَى وأربَعينَ لُغَةً وَلَهجَةً. وقد ضَمَّ قِطافُ هذا المَوسِمِ (2025) جَوائِزَ نَالَها 85 فَائِزًا وفائزةً، وتَوَزّعَت على جَوائِز الاستِحقاق، وجَوائِزِ الإبداع، وجَوائِزِ التّكريمِ عن الأعمَالِ الكامِلَة، وجائزةِ نُبوغٍ واحدة، بالإضافة إلى جائزةِ استِثناءٍ واحدةٍ أيضًا مُنِحَت للمرَّة الثَّانية فقط منذ إطلاق الجوائز عامَ 2002، ونالَها الشَّاعرُ الأديبُ وَهيب نَديم وهبَة عن مَخطوطه في أدب الأطفال المُعَنوَن "رَوضةٌ وزَهرةٌ والخَيال".

 

ويكونُ الشَّاعرُ الأديبُ وَهيب نَديم وهبَة (فلسطين)، بجائزة الاستِثناء هذه، قد نالَ جائزةَ ناجي نَعمان الأدبيَّة للمرَّة الثَّالثة؛ ويكونُ الأوَّلَ في هذا المِضمار بين 1347 فائزًا بهذه الجوائز و41344 مُشارِكًا فيها خلال الأعوام الثَّلاثة والعِشرين الماضِيَة (2002-2025). فقد سَبَقَ لوهبَة أنْ نَالَ جَائِزَةَ نَاجي نَعمان الأدَبيَّةَ (جَائِزَةَ التَّكرِيم عن الأعمَالِ الكامِلَة) عامَ 2006؛ وجَائِزَةَ المِترُوبُوليت نِقولَّاوُس نَعمان للفَضائِلِ الإنسَانِيَّة (من ضِمنِ جَوائِزِ ناجي نَعمان الأدبيَّة الهَادِفَة) عامَ 2011. وصَدَرَتْ عندَها الإبداعِيَّةُ الفَائزَةُ بالجَائِزة، "مَفاتِيحُ السَّمَاء"، بِطبعَتِها اللُّبنَانِيّةِ الأُولى عن مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمجَّان.

وتَطايَرَ، منذ ذلك الحين، الغُبَارُ، وجَرَتِ السُّنونُ، ودَارَتِ "المَفاتيحُ" بينَ دُولِ العَالَمِ بطَبعَاتٍ وتَرجَمَاتٍ مُتعَدِّدَة. كما تَزامَنَ الإعلانُ عَن جَائِزَةِ الاستِثنَاءِ هذه مع صُدُورِ الطَّبعَةِ العَاشِرَةِ لِــ "مَفاتِيح السَّماء" بِاللُّغَتَين، العَرَبِيَّةِ والإيطالِيَّة، مِن ضِمن غِلافٍ وَاحِد. 

هذا، وستُنشَرُ قصَّةُ وَهيب نَديم وهبَة الفائزة بِجَائِزةِ الاستِثنَاء، والمَوسومَةُ "رَوضَةٌ وَزهرَةٌ والخَيالُ"، بالعَربِيَّةِ والإنجلِيزِيَّة، مع رسومِها، وبالكامل، في أَنطولوجيَا الجوائز لعام 2025 في موعدٍ أقصاه شهر تمُّوز المُقبِل، رَقميًّا ووَرقيًّا، وستصدرُ عن مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمَجَّان؛ على أمل أنْ تلقى القصَّةُ القَدْرَ وَالقِيمَةَ عينَهما في السَّاحة الأدبيَّة، تمامًا كَما جرى ويَجري مع ديوانِ "مَفاتِيح السَّماء".

 

 

السبت، 24 مايو 2025

مدرسة ابن سينا في كفرمندا تختار أجمل قصة

 


مدرسة ابن سينا في كفرمندا تختار أجمل قصة 

في أجواء من  التشجيع الكبير  على المطالعة، نظّمت مدرسة ابن سينا الابتدائية مسابقة "أجمل قصة ضمن مشروع مسيرة الكتاب الوزاري  "، والتي تهدف إلى تعزيز حب القراءة وتنمية مهارات التعبير لدى الطلاب والتعرف على الكُتاب المحليين والعالميين . 

تفاصيل المسابقة:

قامت كل صفوف المدرسة باختيار قصة تمثله، ثم عمل الطلاب على تجهيز دعاية انتخابية مبتكرة تروّج لقصتهم المختارة. تم عرض هذه الدعايات خلال طابور الصباح، في جو من التفاعل والإبداع.

وقد جرت عملية التصويت على القصص المشاركة يوم الثلاثاء 13.5.2025، تحت إشراف مركزة اللغة العربية المعلمة شروق زيدان، حيث أدلى الطلاب بأصواتهم ضمن أجواء ديمقراطية ومنظمة.

🏆 نتائج المسابقة:

من الصف الأول حتى الثالث:

🥇 المرتبة الأولى: الصف الأول "ب" – قصة "كراكيب" – بـ 28 صوتًا.

🥈 المرتبة الثانية: الصف الثاني "ج" – قصة "الرسام والبحر" – بـ 27 صوتًا.

🥉 المرتبة الثالثة: الصف الأول "أ" – قصة "فأر يزور ابن عمه"، والصف الثالث "أ" – قصة "حمارة جدي" – بـ 24 صوتًا لكلٍ منهما.

من الصف الرابع حتى السادس:

🥇 المرتبة الأولى: الصف السادس "ب" – قصة "عين على الحلم" – بـ 26 صوتًا.

🥈 المرتبة الثانية: الصف الخامس "أ" – قصة "القبطان الحيران"، والصف الرابع "ب" والرابع ا وقصته القبعه – قصة "الأسد الذي فارق الحياة مبتسمًا" – بـ 23 صوتًا.

🥉 المرتبة الثالثة: الصف الخامس "ب" – قصة "الفيل الذي قلبه قنديل" – بـ 20 صوتًا.

💐 كلمة شكر:

نتوجه بجزيل الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع الثقافي الرائع، وعلى رأسهم:

مركزة اللغة العربية المعلمة شروق زيدان على إشرافها ومتابعتها الحثيثة.

الطاقم التدريسي وإدارة المدرسة على دعمهم المتواصل.

الأستاذ محمد زيدان على مساعدته في تنظيم طابور الصباح.

سكرتير المدرسة مأمون زيدان على جهوده التنظيمية.

نفتخر بطلابنا الأعزاء الذين أبدعوا في عرض قصصهم، ونأمل أن تستمر مثل هذه الأنشطة التي تزرع في نفوسهم حب القراءة وتنمّي فيهم روح المشاركة والثقة بالنفس.
























































































صدر حديثا : مجلة في الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية لطلاب صفوف السوادس في مدرسة ابن سينا الابتدائية كفرمندا

 


0 3
إصدار مجلة في الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية لطلاب صفوف السوادس مدرسة ابن سينا الابتدائية في كفرمندا
تُعلن مدرسة ابن سينا الابتدائية في كفرمندا  بفخر عن إصدار مجلة في الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية من إنتاج طلاب الصفوف السادسة، وذلك ضمن مشروع تربوي يهدف إلى تنمية مهارات التعبير والخيال والإبداع باللغة الإنجليزية.
تضم المجلة مجموعة متنوعة من المواضيع المستوحاة من عالم الطلاب، مثل الأحلام المستقبلية، الأصدقاء، المغامرات، التكنولوجيا، كرة القدم، المناسبات الدينية والطبيعة. وقد عبّر الطلاب من خلالها عن أفكارهم ومشاعرهم بلغة جميلة وأسلوب ممتع يعكس مستواهم المتقدم واهتمامهم باللغة الإنجليزية.
أشرفت على المجلة معلمات اللغة الإنجليزية: المعلمة روزان قدح والمعلمة بشرى قدح، حيث قدمن الدعم والتوجيه للطلاب خلال مراحل الكتابة والمراجعة، وتم اختيار أفضل الأعمال لتُعرض في المجلة التي تم تصميمها بشكل إبداعي وجاذب على يد مركزة الموضوع المعلمة روزان قدح.
وقد تميّزت المجلة باحتوائها على كلمات تحفيزية وتشجيعية من شخصيات تربوية وقيادية، أبرزها:
كلمة لمفتش المعارف الدكتور حمد طربيه، الذي أشاد ببرامج مدرسة ابن سينا، وعبّر عن تقديره لعمل الطواقم التربوية وجهودهم المستمرة في تعزيز جودة التعليم.
كلمة لمدير المدرسة الأستاذ سهيل عيساوي، الذي بارك هذا الإنجاز وأثنى على مواهب طلاب المدرسة، مؤكدًا التزام المدرسة برعاية الإبداع والتميّز.
كلمة لرئيس المجلس المحلي السيد علي خضر زيدان ومدير قسم المعارف الأستاذ حسان زيدان، اللذان هنئا المدرسة والطلاب على هذا الإصدار، وأكّدا على دعم المجلس المحلي للمبادرات التعليمية النوعية.
كلمة لمفتشة اللغة الإنجليزية في لواء الشمال الدكتورة ألين أبو نصار، التي أعربت عن إعجابها بجودة المحتوى والتصميم واللغة المستخدمة في المجلة، وشجّعت الطلاب على الاستمرار في تطوير مهاراتهم.
وجدير بالذكر أنه سيتم قريبًا تنظيم حفل تكريم خاص للطلاب المشاركين في إصدار المجلة، وذلك بحضور أولياء أمورهم، احتفاءً بجهودهم وتشجيعًا لهم على مواصلة الإبداع والتميّز.
مدرسة ابن سينا تبارك لطلابها هذا الإنجاز الرائع، وتُشيد بجهود كل من ساهم في إخراج هذا العمل إلى النور، وتؤكد استمرارها في دعم المشاريع التربوية التي تنمّي المهارات، تعزز الثقة بالنفس وتُنمّي المواهب.
تهانينا لجميع الطلاب المشاركين.

صدر حديثا : قصة "Faris And The Planet Earth " – مدرسة ابن سينا الابتدائيه

 

صدر حديثا : قصة "Faris And The Planet Earth " – مدرسة ابن سينا الابتدائيه

صدر  حديثا  :   قصة  للأطفال  بعنوان “ Faris And The Planet Earth- فارس وكوكب الارض "  من تأليف مجموعة طلاب من الصفوف الخامسة ضمن مشروع أميريم  في مدرسة ابن سينا. القصة كُتِبت بقلم الطلاب: رسيل قدح، نور قدح، مريانا قدح، فجر طه، نزار عبدالحليم وبدر عبدالخالق وبإشراف المعلمة  روزان قدح .

تقع  القصة  في 15 صفحة  من  الحجم  المتوسط ،  ورق  مصقول ، غلاف  مقوى. الرسومات بمساعدة الذكاء الاصطناعي AI.  

تدور احداث  القصة حول  " فارس الولد الشجاع الذي يعيش على كوكب المنار المتطور جداً. فارس يرى نيزكاً ضخمًا يتجه نحو الارض ويقرر ان يحذر اهل الارض وهنا تبدأ رحلته المثيرة الى كوكب الارض" ، القصة مكتوبة  بأسلوب  سلس وجذاب وتحمل في طياتها العديد من القيم  الانسانية والاجتماعية السامية كَحُّب الارض، تقبل الاخر، السلام، المحبة والمساواة بين الناس. تركّز القصة على التطور التكنولوجي  الموجود في القرن ال 21.

صدر حديثا، كتاب “المنجل والنورج”، للأديبة نبيهة راشد جبارين

 صدر حديثا، كتاب “المنجل والنورج”، للأديبة نبيهة راشد جبارين، عضو “الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48″، وهو قصة لليافعين، تقع في 32 صفحة، من الحجم المتوسط. صدر الكتاب عن “دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر”، رسومات الفنانة منار نعيرات.
تتناول القصة مواضيع التراث والقصص الشعبية والعلاقة بين الجد والأحفاد، العادات والتقاليد، عمل الفلاحين وأدوات الزراعة والمزروعات، وقصة أبو حصين.

















صدر حديثا ؛ كتاب " على أطراف الكلمات " للكاتبة رحى عزايزة

 صدر حديثا ؛ عن دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر ، كتاب " على أطراف الكلمات " للكاتبة الواعدة رحى عزايزة ، عبارة عن ديوان شعر ، يقع الكتاب في 64 صفحة من الحجم المتوسط ، قدمت الكتاب الأديبة مريم سويدان - مصالحة جاء بها " على أطراف الكلمات تمضي رحى بثقة الذين يعرفون أن الحروف وطن بديل ، وأن المعنى لا يولد في القلب عبثا . في إصدارها الأول ، تكتب بلغة ناعمة ومتقدة ، حالمة ومحكمة ، تتهادى كالموسيقى وتضرب عميقا في الوجدان ، هذا الكتاب يقرأ على مهل ، لأن فيه من البوح ما لا يقال دفعة واحدة ، وفيه من الجمال ما يكفي لنبقى أطول ، على أطراف الكلمات " ، ، أما الكاتبة رحى عزايزة فكتبت في خاتمة الكتاب " الكتاب هو مجرد انعكاس لجزء من عالمي الخفي ، لكن كل كلمة كتبتها ، هي جزء منك ايضا ، فأنا هنا أتكلم واعبر بطريقتي عن مرارة حياتي وجمال فصولي ، عن أحلامك وآمالك وأوجاعك " من عناوين القصائد ؛ سؤال بلا جواب - من أكون ، غريبة الروح منفية القلب ، أسير الزمان ، أحاديث بقاء ، لاحظت عشقك ، سراب الأمل ، حقيقة من نكون ، تحدي الحياة ، لغز الحياة ، سراديب الوصول .



مقال نقدي انطباعي حول كتاب "والي المدينة" للكاتب سهيل عيساوي

 


                                                             الكاتبة  عناق مواسي 


مقال نقدي انطباعي حول كتاب "والي المدينة" للكاتب سهيل عيساوي

بقلم: عناق مواسي                                                              

أنا أحب القصص، وتحديدًا القصيرة منها
بطبيعتي أميل الى القصص، إلى هذا السرد، أتخيل الأحداث الشخصيات المكان والزمان، حيث تعطيني القصة طرف الخيط لأجد نفسي أنسجم مع القصة وحبكتها ذلك النوع الذي يشبه اللمحة، ومضة البرق قبل هطول المطر.

 القصص القصيرة جدًا تُشكّل ذاكرة حكائية تختزن الموقف والمعنى والانفعال، وتترك أثرًا طويلًا في قلب وذهن القارئ. نحن نكبر، والقصص تكبر معنا؛ تُصبح مرآتنا، نرى فيها ملامحنا وهواجسنا، ونفتح من خلالها نوافذ على العالم. ولهذا، كانت تجربتي مع كتاب "والي المدينة" للأديب سهيل عيساوي أشبه بتجوالٍ داخل متحف من المشاهد السريعة، الصادمة، الساخرة أحيانًا، والدامعة في أحيانٍ أخرى.

"والي المدينة" ليس مجرد عنوان؛ بل هو استعارة كثيفة لحاكم الواقع الرمزي
الكاتب يُقدّم في هذا العمل مجموعةً من القصص القصيرة جدًا، التي لا تتجاوز في معظمها فقرة واحدة، لكنها تضج بالحياة، والرمز، والمفارقة. القصة هنا تشبه ومضة ضوء داخل نفق، أو لُقطة سينمائية خاطفة تختزن وجعًا أعمق من كلمات. يستخدم عيساوي تقنيات القصة المكثفة باحترافية: المفارقة، الضربة، الانزياح، التشظي، وتكثيف اللغة حدّ الشعر.

اللغة التي يكتب بها ليست محايدة. إنها لغة مشبعة بالشاعرية، لكنها لا تساوم في الموقف. في قصة "زيتونة"، تتحول الشجرة إلى رمز للوطن المسروق، وفي "موت شاعر" تتحول الكتابة إلى سؤال وجودي عن الذاكرة والنسيان. أما في قصة "مسعف"، فإن الابتسامة البلاستيكية على وجه رجل الإنقاذ بعد التقاطه سيلفي مع القتيل، تختزل انهيار القيم والإنسانية في عالم التواصل المريض.

القضايا المطروحة في هذا العمل ليست سهلة ولا عابرة
إنها مشبعة بالوجع الوجودي والعربي، بدءًا من تهميش الإنسان، ومرورًا بالعنف السياسي والاجتماعي، وانتهاءً بالعبث الوجودي. تتكرر رموز مثل الزيتون، الحاكم، الحافلة، الهوية، الجدار، السوط، المقبرة، وهي رموز تُعيد إنتاج الواقع المأزوم من خلال عدسة القص العميق.

كل قصة في الكتاب تشبه صرخة مكتومة، أو صفعة على وجه الوعي
المفارقة التي تنتهي بها كل قصة غالبًا، تُجبر القارئ على الرجوع خطوة إلى الوراء، وإعادة التفكير، وربما الصمت.

في "صندوق الانتخابات"، يكون لكل مواطن صوت... وسوط! وفي "خروف وخطابان"، نضحك ونبكي معًا على مراوغة السياسي وذاكرة الشعب المبتلاة بالولاء للمفرقعات.

ومن زاوية تأملية في البنية الخطابية للنصوص، يبرز التوجه الذكوري في حضور "الوالي" بوصفه رمزًا سلطويًا مطلقًا، يحمل بين سطوره نبرة ذكورية حاسمة. اللغة في معظم القصص مشبعة بمنظور سلطوي يتحدث من أعلى، من موقع القوة والسيطرة. "الوالي" في عيون الكاتب ليس فقط حاكمًا سياسيًا، بل هو تمثيل لأنظمة اجتماعية وثقافية يهيمن فيها الرجل على القرار، على المشهد، وعلى الصوت. المرأة غائبة عن مركز السلطة في هذا العالم القصصي، وإن حضرت فهي غالبًا موضوعًا أو خلفية، لا فاعلًا رئيسًا.

هذا التوجه يُضيء لنا كيف أن السلطة في الخيال العربي العام ما زالت ترتدي قناع الذكورة، وتحمل صوتًا رجوليًا لا يعترف بسهولة بالهامش أو بالرقة أو بالضعف.

الغلاف الفني لكتاب “والي المدينة – قصص قصيرة جداً” هو نافذة بصريّة تفيض بالرموز والدلالات، وتحمل في طياتها رسالة مزدوجة، تجمع بين الحلم والأسطورة، وبين نقدٍ خفيّ للواقع المتأزم. بتساؤل الصورة: خيال أم انعكاس للواقع؟

المشهد المرسوم يتقدّم إلينا بشخصية “الوالي”، وهي شخصية استُحضرت من عبق التاريخ الإسلامي أو العثماني، بهيئته الفخمة، وعمامته الكبيرة، وردائه المزخرف. يقف الوالي شامخًا، بملامح غطرسة أو تأمل، أمام قصر بديع تتماوج في خلفيته القباب والزخارف الشرقية، وتعلو سماؤه أسراب الطيور وغيوم شفافة في زرقة خيالية. لكن، هنا يبرز السؤال الحاد: هل يوجد والي حقًا؟ وهل أراد الكاتب إيصال صورة وهمية ام انعكاس لواقع افتراضي؟

ربما لا. فهذه الشخصية تبدو وكأنها خرجت من كتب ألف ليلة وليلة، لا من واقع مدننا العربية . لقد انتهى زمن الولاة بالمعنى التقليدي، لكن “الوالي” قد يكون رمزًا، استعارة لرجل السلطة، أو الحاكم المحلي، أو حتى لخيبة الأمل المتكررة في زمن يديرون المدن والمصائر.

السماء في الغلاف صافية، حالمة، يطير فيها السرب بانتظام وانسجام. ولكن، هل هذه سماء مدننا؟  التي صارت ملبدة بالعنف بالأوجاع وتطير بها الاحزان كالسراب؟

الواقع العربي ملبّد، لا بغيوم المطر، بل بعواصف من العنف والخذلان، من الحروب الداخلية والاحتلالات والصراعات على السلطة. السماء هنا تحاكي الحلم، لا الحقيقة، وتخلق مفارقة بين ما نراه وما نعيشه. وكأن الرسام أراد أن يغلف النص برومانسية مضلِّلة، أو لعله قصد أن يقول: “هكذا نتمنى أن تكون سماؤنا، لا كما هي”.

القصر الخيالي: هروب بصري

القصر في الخلفية، بقبابه المزخرفة وجدرانه المزينة، يبدو أقرب إلى ديكور مسرحي أو خلفية لحكاية أطفال. إنه واقع مستعار من الخيال، كأن لا علاقة له بمدننا المكتظة بالفقر والعشوائيات والخراب والبناء العشوائي وضائقة السكن.

إنه قصر “المدينة التي لا توجد”، مدينة الطهر والنظام والجمال، التي نحلم بها ولا نسكنها.

الغلاف بهذا التكوين الفني لا يعكس الواقع العربي كما هو، بل يلامسه بتحايل جمالي. إنه يوحي بالسلطة والقوة، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى غيابها الفعلي، إلى الهروب من الواقع عبر بوابة التاريخ أو الأسطورة. ربما هذا الغلاف هو نقد ناعم، بل وساخر، لواقعنا العربي. فالوالي ماثل بهيبته، لكن من دون رعية واضحة. والسماء جميلة، لكن بلا أمطار حقيقية. والقصر قائم، لكن ربما لا أحد يسكنه إلا خيال الكاتب.

وهذا ما يحمله عبقرية التناقضات إنه يحملك إلى عالم يبدو مثالياً في النظرة الأولى، لكنه عند التأمل العميق يتحوّل إلى مرآة تعكس هشاشة الواقع وقسوته… تمامًا كما تفعل القصص القصيرة جدًا، التي تضرب الوعي بلحظة صدمة أو إدراك خاطف.

الانطباع الذي خلّفه الكتاب في داخلي كبير
أشعر أنني لم أقرأ كتابًا فقط، بل عشتُ دهشةً متجددة مع كل قصة. هذا النوع من القصّ لا يرويه إلا كاتب يمتلك عينًا ترى التفاصيل، وقلبًا يُوجعه الصمت، وضميرًا لا يرضى بأن ينام مطمئنًا في وجه القبح. سهيل عيساوي، في هذا العمل، لا يُقدّم لنا قصصًا فقط، بل يقدم مرآةً صافية لزمن مختلّ، وأدبًا نقيًا ينحت الذاكرة من جديد.

 

ما شدّني أكثر في كتاب "والي المدينة" هو تلك السلاسة التي تنساب بها القصص، وكأنها نُسجت لتُقرأ بنفسٍ واحد، لكنها تترك أثرًا يمتد لسنوات.  إذ لا تحتاج القصة في هذا العمل إلى مقدمات أو تهيئة، بل تقفز مباشرة إلى القلب، تفتح أبواب التفكير دون ضجيج، وتهمس أكثر مما تصرخ. أحب هذا النوع الأدبي تحديدًا، لأنه لا يُلقي بالقارئ في بحر من التفصيل، بل يمنحه مفاتيح صغيرة ليفتح أبوابًا كثيرة في خياله.

القصة القصيرة جدًا تُشبه نبتة سريعة النمو؛ تنمو في تربة الوعي فجأة، وتظل تنمو داخلك كلما تأملتها أكثر.

إنها الفن الذي لا يطلب الإذن ليعبُر، بل يعبر ويتركك خلفه تفكّر: كيف استطاعت هذه الكلمات القليلة أن تقول كل هذا؟ لهذا، ستبقى هذه النصوص تسكنني طويلًا، وتفتح أمامي نوافذ جديدة في كل قراءة.

 

(باقة الغربية )

enakmawasee@gmail.com