الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

مجمع اللغة العربيَّة يطلق مشروع "مهارات الكتابة العلميَّة"


من سيمون عيلوطي، المنسق الإعلاميّ في المجمع:
في إطار "عام اللغة العربيَّة" الذي دعا إليه مجمع اللغة العربيّة في الناصرة، بالتّعاون مع المؤسَّسات والجمعيّات الفاعلة في المجتمع المدنيّ، أصدر المجمع للمدارس، ولمختلف الأطر الثقافيّة، بيانًا صحافيًا، عمّمه على مختلف الصُّحف والمواقع المحليّة، يحثهم فيه على وضع اللغة العربيّة في رأس سلّم الأولويّات. وقد جاء ذلك بعد سنّ الكنيست قانون القوميّة الجائر الذي تضمّن إلغاء مكانة اللغة العربيّة كلغة رسميّة في إسرائيل، وممَّا ورد في البيان: "يوجِّه مجمع اللغة العربيَّة، ومقرّه بالناصرة، إلى المدارس وكافَّة المؤسَّسات التعليميَّة والتربويَّة، دعوة لإقامة برامج ثقافيَّة تربويَّة هادفة لتعزيز مكانة اللغة العربيَّة وتقديم تصوّرات عمليَّة للمجمع. وأكد أنه على أتمّ الاستعداد لدعم هذه البرامج مهنيًّا وماديًّا".
تجاوب مع هذه الدَّعوة العديد من الأطر الثقافيَّة، والمدارس، حيث قام القيّمون عليها بتقديم طلبات للمجمع، لدعم مشاريع في اللغة العربيَّة، كانت تدور في معظمها حول تخصيص دورات للطلاب في الكتابة العلميّة، وبناء عليه فقد قرّرت لجنة الفعاليّات الميدانيّة في المجمع البدء بتنفيذ هذا المشروع باختيار مدرستين من منطقة الشّمال، ومدرستين من منطقة المثلّث، على أن يستكمل هذا النّشاط ليشمل مدارس أخرى في بداية الفصل الثّاني من السَّنة الدّراسيَّة 2018-2019. وقد كلَّف المجمع، الأستاذ إيهاب حسين، المركّز الميدانيّ فيه بتقديم دورتين في الشَّمال، ودورتين مماثلتين، تقدّمهما المركّزة الميدانيَّة، الأستاذة رنجس عيسى في المثلَّث.
 من جانبه، فقد باشر الأستاذ إيهاب حسين نشاطه في تدريس أسس ومهارات "الكتابة العلميّة"، في مدرسة مريم بواردي الابتدائيّة، في إعبلين، وفي المدرسة الشّاملة "د" في شفاعمرو. مُبيّنًا للطلاب أن تقارير الجّامعات في البلاد تدلّ على أنّ الطّالب العربيّ ينطلق في مشواره الأكاديميّ وهو مفتقر لأساسيَّات الكتابة ومهارات إعداد البحث العلميّ. على ضوء ذلك ارتأت لجنة الفعاليّات الميدانيَّة في المجمع أن تنظّم هذه المساقات كاستجابة لهذه الحاجة الملحّة، وأوضح أن هذه الدَّورات تعتبر تجريبيَّة، وسيتمّ توسيعها وتعميمها في الوسط العربيّ مع مطلع السّنة الميلاديّة". وأضاف: "يهدف المساق إلى إثراء الطّلبة وتدريبهم على بناء سؤال البحث والانطلاق في إثبات الفرضيّة التي يسعى الباحث إلى إثباتها استنادًا إلى مقوّمات البحث العلميّ وضوابطه ومعاييره، إضافة إلى تدريس أسس الكتابة العلميَّة- الموضوعيَّة البعيدة عن الانفعال، كما يهدف المساق إلى تدريب الطَّلبة على البحث عن المصادر التي تُثري البحث وتسهِّل على الباحث العمل في تعاطيه مع طرحه ومدارات بحثه، وذلك بالتَّزامن مع تصنيف المعلومات وفق أبواب تشكّل المحاور التي تُبنى حولها أطروحة البحث، زد على ذلك تدريب الطّلبة على تدوين الملاحظات في الهوامش وفقا للأصول والقواعد المتعارف عليها عالميًّا".
يُشار إلى أنّ اللّقاء الأخير من المساق سيكون في مكتبة جامعة حيفا، حيث سيطّلع المشاركون عن كثب على العمل البحثيّ في أروقة المكتبة، وسوف تُلقى عليهم مهامّ بحثيَّة يؤدُّونها هناك.
أما في المثلث: فقد التقت المركّزة الميدانيَّة في المجمع، الأستاذة رنجس عيسى، ضمن مشروع، "الكتابة العلميّة"، طلاب صفوف التّواسع والعواشر في مدرستي "الحياة الإعداديَّة"، و"الثانويَّة الشَّاملة" في كفر قاسم.
ركَّزت الأستاذة رنجس عيسى في لقائها مع طلاب المدرسين، على أن البحث العلميّ هو محاولة للإجابة على تساؤلات، أو حل مشكلات، أو اكتشاف معارف جديدة، أو اختراع وابتكار أشياء حديثة لم تكن معروفة من قبل. وذلك باتّباع أساليب علميَّة، نظاميَّة، وخطوات منطقيةّ بهدف الوصول إلى معلومات ومعارف جديدة عن طريق بذل الجهود في السعي وراء المعارف، وجمع المعلومات وتحليلها باستخدام أساليب ومناهج بحثيّة موثقة ومعترف بها، ومعالجة الأفكار والتّقصي والتّنقيب عنها بموضوعيّة، وإقامة الدليل على صحّة هذه المعارف والأفكار والتحقّق منها تقنيًا وعلميًا.
 جدير بالذّكر أن القيِّمين على إدارة المدارس التي شملتها هذه الفعاليَّات، أثنوا بدورهم على الجهود المبذولة في سبيل تطوير مهارات النّاشئة التي يسعى مجمع اللغة العربيَّة إلى تعزيزها من خلال هذه الدَّورات القيِّمة.

السبت، 27 أكتوبر 2018

مذكرات أميرة بابلية ( ماري تيريز أسمر ) ترجمة وتحرير/ د. أمـل بورتـر









 

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت الطبعة الثانية للترجمة العربية لكتاب « مذكرات أمبرة بابلية » للأميرة الإنجليزية/ العراقية " ماري تيريز أسمر". ترجمة وتحقيق الأديبة والتشكيلية البريطانية/ العراقية "د. أمل بورتر".
الكتاب يقع في 348 صفحة من القطع المتوسط ،  ويستعرض السيرة الذاتية لـ
" ماري تيريز أسمر" التي عاشت وأدلت دلوها قبل قرنين من السنين ، وتركت لنا أسفارًا بالإنكليزية عن شجون عراقية محضة ، صادقة ومرهفة ، دوَّنت في ثناياها سجلاً غنيًا عن حياة الأيام التلكيفية والموصلية والبغدادية، وعن "عين كبريت" و"دير ربان هرمز" ، وعن شجون الزُرَّاع والحياة مع البدو.
وتدلُّ قراءة مدوناتها عن وجود مبادرات ذاتية فُرِض عليها النسيان والإهمال في التاريخ العراقي المُعتم ، يجدر تسليط الضوء عليها ونشرها. 
لا تغفل ماري تيريز أسمر الحالة الاجتماعية والتجارب الطفولية والتراثية والبدوية والأزياء والمجوهرات ، ولا تترك فرصة تفلت منها بدون أن تشير بإصبعها للغرب قائلة بكل وضوح وصراحة : نحن أفضل منكم.
تغادر وادي الرافدين ، تسافر عبر الصحاري ، وتخترق وديانًا ، وتمرُّ بجبال ، تزور خلالها سوريا وفلسطين ولبنان ، ثم تذهب إلى إيطاليا وفرنسا وإنجلترا ، وتمرُّ بفترات ضيق ؛ لكنها تقاوم ، تقابل أشرافًا وأمراءً وملوكًا والبابا ، وتؤلِّف الكتب وتترجم ، وتطبع كتبها سنة 1844 م... تكلمت بلغات كل تلك الشعوب ، فقد نطقتْ بالعربية والسريانية والعبرية واللاتينية والتركية والكردية والفرنسية والإيطالية والإنكليزية.


« مذكرات أميرة بابلية » هي التعاون الثاني بين المؤلفة و"مؤسسة شمس للنشر والإعلام" بعد رواية «البلابل لا تغرد» الصادرة عام 2016.
 
• • • • •
 


 
• • • • •




 
د. أمـل بورتـر

porter_e@hotmail.com 
 

 بريطانية الأصل. والجنسية بريطانية/ عراقية ، مولودة في بغداد من أب إنجليزي من مدينة كارلايل - كمبريا وأم عراقية عربية.
• اختصاص في الفن وتاريخ الفن من بريطانيا، العراق، الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، ومن روسيا الاتحادية.
• عملت كمستشارة لثقافات الأقليات العرقية لكلية نورث تاين سايد ضمن مشروع ترويج التعددية الثقافية. 
• عملت مع الإدارة المحلية لمنطقة نورثامبريا لمراقبة والإشراف على التقدم الدراسي لأطفال الأقليات العرقية. 
• حاضرت عن تاريخ الفن في كلية التربية الفنية في جامعة السلطان قابوس مسقط عمان.
• مستشارة العلاقات الفنية – الثقافية للأقليات العرقية وترويج الوعي الفني لعدد من المؤسسات المدنية غير الربحية.
• عملت كمستشارة لثقافات الأقليات العرقية لكلية نورث تاين سايد ضمن مشروع ترويج التعددية الثقافية.
• شاركت في هيئة استشارية حول قضايا المرأة في لجنة وزارية بريطانية منذ 2002م.
• عملت في المتحف العراقي ببغداد لمدة أربع عشرة سنة.
• مؤسسة ومنسقة وعضو الهيئة الإدارية لعدد من المنظمات المدنية غير الربحية التالية : جمعية نشر التعدد الثقافي، جمعية إحياء التراث ، ونقابة الفنانين التشكيليين في إنكلترا.
• باحثة في الفنون التشكيلية.
• تنشر المقالات بالعربية والإنكليزية في الصحف والدوريات العربية ومواقع الإنترنت.
• نالت شهادة تقديرية من سلطنة عمان عن بحث عنوانه "مساجد مسقط وتناغمها مع البيئة".
• أقامت وشاركت في عدة معارض تشكيلية في لبنان، العراق، السويد، سلطنة عمان، المملكة المتحدة، النمسا.
• فازت بالجائزة الأولى للوحاتها التي عُرضت في لشبونة/ البرتغال، بينالي البحر الأبيض المتوسط 2013م.
• فازت بالجائزة الألفية من قبل مؤسسة Community Foundation UK ، وهي جائزة نقدية وعينية، كذلك حصلت على زمالتها عن بحثها في تقصي دور المرأة اللبنانية الإيجابي في "درء الأزمات/ الحرب الاهلية اللبنانية كدراسة ميدانية".

• الإصدارات :
- صدر لها كتاب عن تجربة والدها في العراق بالعناوين التالية المختلفة ، بالعربية والإنكليزية : 
- العراق ما بين الحربين العالميتين (1915- 1945 / سيرة ورسائل سيرل بورتر/ الرحيل الى مسوبوتاميا /تلك البلاد/ رسائل ما بين كارلاليل، بنكلور وبغداد )
- سوسن وعثمان : رواية
- دعبول : رواية
- نـوار : رواية
- البلابل لا تغرد : رواية
- ترجمة أشعار "لاوتسه" الحكيم الطاوي الصيني.
- كتاب أميرة بابلية : باللغتين العربية الإنكليزية ، ترجمة وتحرير لسيرة حياة ماري تيريز أسمر ما بين نينوى- العراق، وقصر بيت الدين- لبنان ، وفي إيطاليا وفرنسا وبريطانيا؛ في أربع طبعات.
- ملصق "جدران بيروت تحكي" سرد لتاريخ وواقع وأحاسيس بيروت عبر جدرانها
- سيصدر قريبًا كتاب "رسائل من سجن أبو غريب عن دار بيسان في بيروت/ لبنان

• شاركت في العديد من اللقاءات والمؤتمرات الدولية، منها :
- مؤتمر الفن والجمال والقبح ، جامعة نورثامبريا 
- مؤتمر الفن في خدمة البيئة ، نيوكاسل.
- محكمة النساء ، بيروت / لبنان.
- مؤتمر المرأة المهاجرة والفن ، كراتز/ النمسا والمكسيك برعاية هيئة الأمم المتحدة.
- مؤتمر فنون الشرق الأوسط والفن الاوربي برشلونة / إسبانيا ، برعاية الأمم المتحدة.
- مؤتمر في فلورنسا / إيطاليا ، عن سيرورة و تطور المرأة العربية.
- مؤتمر المثقفين العراقيين في العراق.
- ندوة ومحاضرة في الجمعية الكلدانية / مشيكان / أمريكا ، عن دور المرأة في النهضة الاجتماعية - ماري أسمر كنموذج.
- مؤتمر الأقليات العرقية في العراق لجامعة لندن.
- ندوة ومحاضرة في ستوكلهولم / السويد / ومالمو.
- مؤتمر وأبحاث جمعية آرام / جامعة أكسفورد البريطانية ، حول ثقافات دول الشرق الأوسط.
- مؤتمر حماية الأديان السليمانية.
- ملتقى الكتاب في عمَّان/ الأردن ، الذي أقامته دار فضاءات للنشر.
- أمسيات المتنبي الشارع والشاعر السنوية العامة ، لمدة ست سنوات تخليدًا واستذكارًا واستنكارًا لتفجيرات شارع المتنبي في بغداد.
- مؤتمر "نعم" للثقافات المتعددة لنقابة فناني إنكلترا في لندن.
- تلقى محاضرات عن الفن وتاريخ الفن والاندماج الحضاري بدعوة من جامعات ومؤسسات وجمعيات مختلفة عربية وأجنبية وعالمية باللغة العربية والإنكليزية.
- كُرمت من قبل وزارة الثقافة العراقية / هيئة الآثار العامة بدرع الوزارة لدورها في التوعية لحماية وصيانة الآثار.
- مؤتمر النقابات العالمي في جينيف/ سويسرا ، كمتكلمة عن حماية التراث العالمي.

 
• البريد الإلكتروني : porter_e@hotmail.com                      
 

• • • • •

الخميس، 25 أكتوبر 2018

أمسية أدبيّة للرّوائي د.عاطف أبو سيف في مقهى "أرسطو" الثقافيّ











·       الرّواية اشتباك مع الماضي،وتأمّل عميق فيه.
·       النّضج الفكريّ والشّعوريّ شرط أساسي في الكتابة الرّوائيّة.
·       التّرجمة-في الغالب- خيانة للنّص الأدبيّ الأصيل.
·       الجائزة الأدبيّة تسلّط الضّوء على المبدع.

    على هامش فوز الأديب الفلسطينيّ  د.عاطف أبو سيف بجائزة كتارا للرواية العربيّة في حقل رواية الفتيان غير المنشورة عن روايته المخطوطة " قارب من يافا" للعام 2018، استضاف مقهى أرسطو" الثّقافيّ" في العاصمة الأردنيّة عمّان  الأديب د.عاطف أبو سيف في ندوة أدبيّة عن تجربته الرّوائيّة من حيث التّشكيل والرّؤية.
  وعرّفت الشّاعرة جمانة مصطفى بتجربّة أبو سيف ومحطّات التّكوين والنّشأة في حياته وأدبه وفكره،إذ أشارت إلى أنّه كاتب وروائي وسياسي،وولد في مخيم جباليا عام 1973 لأبوين من عائلةٍ مُهجرةٍ من مدينة يافا، درسَ اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة بيرزيت،وحصل على درجة الماجستير في العلوم السّياسية من جامعة برادفورد في إنجلترا، وفيما بعد حصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة فلورنسا في إيطاليا.
   وقد صدرت له روايات :"ظلال في الذاكرة" و"حكاية ليلة سمر"،و "كرة ثلج"،و"حصرم الجنّة"،و"الحاجة كرستينا"،و"حياة معلّقة" التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة،فضلاً عن إصدار مجموعة قصصيّة،وكتب ومقالات سياسيّة وفكريّة متنوّعة.وتم تكليفه في شهر فبراير من العام 2018 من قبل مفوضيّة الإعلام والثّقافة والتّعبئة الفكريّة 2018 ليكون متحدّثاً باسم حركة فتح.
      وقد قّدم أبو سيف حديثاً عميقاً ومشوّقاً عن تجربته الرّوائيّة وعن أدوات التّشكيل عنده في ضوء خصوصيّة تجربته الرّوائيّة هو وغيره من الأدباء الفلسطينيين تحت نير الاحتلال الصّهيونيّ،فضلاً عن التّطرّق إلى الكثير من القضايا الفكريّة والإبداعيّة في المشهد الإبداعيّ الفلسطينيّ والعربيّ والعالميّ،وأجاب على تساؤلات الحاضرين الذين طرحوا عليه الكثير من الأسئلة حول تجربته الرّوائيّة ومنطلقاته الفكريّة فيها.
   وقد أشار أبو سيف إلى خصائص الرّواية الفلسطينيّة عبر 70 عام من الاحتلال الصّهيونيّ،كما أشار إلى أنّها اشتباك مع الماضي،ومحتاجة إلى تأمّل طويل.كذلك حاور الحاضرين حول الجوائز الأدبيّة وجدواها وما يُثار من قضايا شائكة وملبسة حولها،مؤكداً أنّها تقدّم إضاءة جيدة على إبداع الرّوائيّ،ولكنّها ليست بالضّرورة تختار الأفضل.
  وفي هذا الجانب تحدّث عن التّجربة الغربيّة في الجوائز الأدبيّة،إذ أشار إلى أنّها تقدّم نضجاً في المعايير والاختيار،لاسيما في أنّها لا تهمل الشّارع والمتلقّي في اختيار العمل الإبداعيّ الذي يروق له،في حين أنّ الجوائز العربيّة في جلّها منقطعة عن مشهد التّلقي الجماهيريّ،ومنصرفة إلى سماع صوت النّقاد الأكاديميين الذين يشكّلون في الغالب لجان التّحكيم في تلك الجوائز.
  كما تحدّث أبو سيف عن مكوّن اللّغة في البناء الرّوائي بوصفه حاملاً لا هدفاً،مشيراً إلى تجليّات هذا المكوّن في العمل الرّوائيّ النّاجح،وحدود هذا التّجلّي وأشكاله.إلى جانب حديثه عن العلاقة الجدليّة بين الإبداع والتّرجمة،وخصوصيّة الترجمة الأدبيّة مشيراً إلى أن التّرجمة الأدبيّة هي في الغالب خيانة للنّص الأصيل،
  وفي إزاء إصرار الحاضرين على أخذهم في جولة سريعة في عوالمه الرّوائيّة حيث تخوم الحقيقة والتّخيل؛فقد تحدّث عن ملامح تجربته الرّوائيّة،وأهم المحطّات فيها،فضلاً عن إلحاح القضيّة الفلسطينيّة فيها لتكون البطل الدّائم في هذه الرّوايات،وظلال تجربته الشّخصيّة وعذاباته وعذابات أسرته في هذه الرّوايات.إلى جانب الإجابة عن أسئلة الحاضرين حول خصوصيّة تجربته،وأدواته التّشكيليّة فيها.
   وقد تساءل النّاشر أحمد أبو طوق عن مدى مساهمة الجوائز العربيّة في صنع جيل جديد من الرّوائيين النّخبويين،وعن مدى حياديّة تلك الجوائز،وعن مدى قدرة المبدع الذي كرّس جهده لأجل كتابة عمل روائيّ ما لاصطياد جائزة روائيّة على المحافظة على سويّة الكتابة السّامقة في منجزه الرّوائي كاملاً،مشيراً إلى أثر ذلك كلّه في تكوين ظاهرة إيجابيّة من جمهور قارئ للرواية ومقبل عليها.
    أمّا الأديبة د.سناء الشّعلان،وهي فائزة كذلك بجائزة كتارا للرواية العربيّة في هذا العام 2018 عن روايتها المخطوطة للفتيان بعنوان "أصدقاء ديمة"،فقد أشارت إلى الكثير من القضايا النّقديّة مثل التّفريق بين السّرديات الشفاهيّة الشّعبيّة والقواعد السّرديّة لتشكيل العالم الرّوائيّ بضوابطه المشكّلة له،وتأثير كلّ منهما في مبنى الآخر،وخصائص كلّ منهما.كما تحدّثت عمّا أسمته بوهم الوصول إلى العالميّة،والتّخليّ عن الخصوصيّة والمحليّة والذّاتيّة والانسلاخ من الجلد للوصول إلى العالمية المنشودة.فضلاً عن حديث لها حول "بيضة الدّيك" في الإبداع،وتفوّق التّرجمات والنّقد في بعض الأحوال عن النّص الإبداعيّ،إلى جانب المرور على قدرة العمل الإبداعيّ على الاستشراف ورسم خطوط المستقبل في ضوء معطيات الواقع.
   في حين أنّ المحامية نور الأمام قد قدّمت تصورّها الخاصّ عن أهميّة وصول الرّواية العربيّة لتقديم الإنسان العربيّ وحضارته وفنّه إلى الغرب.كما طلبت من أبو سيف أن يأخذها وجمهور الحضور في جولة تعريفيّة في روايته المخطوطة الفائزة بجائزة كتارا لهذا العام "قارب من يافا".
   وتسأل الشّاعر عامر بدران عن مدى أهميّة شعريّة الرّواية كي تصل إلى مستوى النّخبويّة،وعن وهميّة هذا المشكّل في تكوين الرّواية النّاجحة.
   أمّا المحامي الرّوائي مهنّد الأخرس فقد تساءل عن خصائص رواية الخيال العلميّ،ومدى إمكانيّة نضوج هذا الفنّ الرّوائيّ في البيئة العربيّة.كما تساءل عن خصائص الرّواية الفلسطينيّة؟ وهل ستظل حبيسة النّكبويّة التي تدور في فلكها.
  وجدير بالذّكر الإشارة إلى أنّ وصالون "أرسطو" الثقافيّ في العاصمة الأردنيّة عمان هو أحد مشاريع مقهى أرسطو الذي تأسس في جبل اللويبدة/عمان عام 2015 بمبادرة ريادية من قبل الشّاعرين جمانة مصطفى وعامر بدران، ليكون منتدىً ثقافيّاً يحتفي بالفنانين والشّعراء والمبدعين.وتم توسعة المقهى مؤخراً بما أتاح تخصيص قاعة كبيرة فيه للمشروع الثقافي "صالون أرسطو".وقد استضافت هذا المقهى الثّقافيّ عشرات الشّعراء والفنانين من الأردن وفلسطين والعراق وغيرها من الدّول العربية .




في معضلة الإدارة في العالم العربي بقلم : أ.د. محمد الدعمي





”يقال بأن إحدى أدوات تحطيم الاتحاد السوفييتي السابق التي وظفها العالم الرأسمالي كانت تتمثل في عملية تعيين القائد الخطأ في المكان غير المناسب، نكاية بمقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب”. وقد أدت هذه الأداة دورا فاعلا، أساسيا في الوصول إلى إخفاقات المؤسسات الاقتصادية والعسكرية، وسواها من أشكال الفشل على نحو تسلسلي، نظرا لأن الاقتصاد يعمل على نحو “حزم” تكمل عناصرها بعضها البعض.”
يدرك ولاة الأمر في معظم الدول العربية أن ما يشوب مفاهيمنا وسياقاتنا للقيادات الإدارية من اختلال، إنما يلعب دورا رئيسا في ضعف الاقتصاد وانكفاء الإنتاجية، بل، وحتى تراجعهما على نحو واضح المعالم، الأمر الذي يضطر هؤلاء من أولي الأمر إلى التدخل من آن لآخر لإجراء المناقلات والأوامر في العزل والإحالة على التقاعد التي يتوقعون بأنها ستعيد الأمور إلى نصابها وأفضل، بالرغم من أنهم يعلمون بأنهم جزء من المعضلة.
إننا نعاني عبر دول العالم العربي من أزمة قيادات إدارية لا ريب فيها، ومرد ذلك هو عجز ولاة الأمر أنفسهم على إدراك حقيقة مفادها أن الإدارة Administration والتدبر Management هما من فروع علم الاقتصاد الأساس. لذا، يسقط هؤلاء ضحايا للاعتباطية وللتعويل على التشبث الفردي عند تعيين المديرين والإداريين، مضاعفين بذلك خللا شائعا مفاده أن الجميع من خريجي الجامعات في العالم العربي يأملون بتقلد وظائف قيادية، لا عملية ولا فاعلة، بل ولا ناجحة. إن الإدارة والتدبر علوم لا يمكن بدونها صناعة مديري مؤسسات وإداريي شركات مهما كان حجمها. أما الخطأ الذي يفعله الكثير من ولاة الأمر، تكرارا، مقصودا أو غير مقصود (والله أعلم)، فهو أنهم يرسلون أحدهم من الخريجين ليتبوأ منصبا إداريا اقتصاديا أو تجاريا أو صناعيا مهما بغض النظر عن تدريبه الإداري، معولين على أن الوظيفة الإدارية ذاتها، باعتبار أنها هي التي ستدربه على التدبر والإدارة الصحيحة. لذا، هم يرتكبون أخطاءً فادحة بحق أوطانهم وتواريخهم القيادية عندما يعينون أقارب أو معارف لهم في مناصب قيادية حساسة من النوع أعلاه على أساس “المحسوبية والمنسوبية”، لبالغ الأسف.
يقال بأن إحدى أدوات تحطيم الاتحاد السوفييتي السابق التي وظفها العالم الرأسمالي كانت تتمثل في عملية تعيين القائد الخطأ في المكان غير المناسب، نكاية بمقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب”. وقد أدت هذه الأداة دورا فاعلا، أساسيا في الوصول إلى إخفاقات المؤسسات الاقتصادية والعسكرية، وسواها من اشكال الفشل على نحو تسلسلي، نظرا لأن الاقتصاد يعمل على نحو “حزم” تكمل عناصرها بعضها البعض.
وهكذا، تصل الدول حدا متدنيا من الإخفاق الإداري والأداء الاقتصادي، المدني والعسكري، درجة الاضطرار إلى إعلان “إفلاسها”، وإذا كانت في مواجهة أو منافسة مع دولة أخرى، تضطر إلى الإعلان عن هزيمتها بنفسها.
ويبقى خلل تجاهل حقيقة أن الإدارة هي علم حقيقي يصعب اكتسابه “بالقرابة” من صانع القرار، أو بالتملق والرياء له، لأن ذلك أمرا غير ممكنا البتة.
لهذا السبب لا يمكن أن تجد كلية علوم اقتصادية حقيقية لا تحافظ على قسم مختص بعلم الإدارة، زيادة على توكيدها على الدراسات الإدارية العليا.
أما الاعتقاد بأن تعيين “صديق” أو “قريب” في مركز إداري قيادي يضمن ولاءه، متوقعين بأنه إنما سيتعلم الإدارة من خلال التجربة العملية، فهو خطأ جسيم قاد العديد من دول وشعوب العالم، خاصة العربية، إلى قعر إحصائيات الأمم المتحدة، في كل حقل تقريبا، لبالغ الأسف كذلك.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

- أنتِ آمالي وَحُبِّي -



     
 شعر : حاتم جوعيه 


حياتي ..!! أنتِ     آمالي    وَحُبِّي       وَدَومًا    أنتِ   في   نبضي   وَقلبي
ويُطربُ  صَوتُكِ السِّحريُّ  روحي       لقولِكِ      إنّني       دومًا       ألبِّي
أغارُ  عليكِ   مِن   نسَماتِ   عطر ٍ      وأنتِ   العطرُ  في  خطوي  وَدربي
وفيكِ    العُمرُ     يحلو   والأماني       ويحلو  الكونُ   إذ  ما   كنتِ   قُربي
وشعري     كلهُ     يُهْدَى     إليكِ        وأزهاري       وجنّاتي      وَرُطبي
وأنتِ   الروحُ    والعُمرُ   المُفَدَّى        بدونِكِ   أشتكي   من   كلِّ    وَصْبِ
وَإنَّكِ    جنّتي     وَمَنارُ     فكري        وَتجلينَ    الهُمُومَ      وكلَّ     كرْبِ
وكم     أشتاقُ     يجمعُنا      لقاءٌ        وَنرتعُ      بينَ     أزهار ٍ    وَعُشبِ
وَننسجُ   مِن  خيوطِ   الفجرِ  تاجًا        نُحَلِّقُ   للمَدى    ما    فوقَ     شُهْبِ
أغارُ  عليكِ   من   فنِّي   وشعري       وَمن   قلبي   ومن   عيني    وَهُدبي
أوَدُّ     لو   خبأتُكِ    في    عيوني        إلى   اليومِ   الفراقِ    وفيهِ   نَحبِي



السبت، 20 أكتوبر 2018

الأديبة د.سناء الشعلان تحصل على جائزة كتارا للرّواية العربية في دورتها الرّابعة










    حصلت الأديبة د.سناء الشعلان على جائزة كتارا للرّواية العربيّة في دورتها الرّابعة/2018 في حقل رواية الفتيان غير المنشورة عن روايتها المخطوطة للفتيان " أصدقاء ديمة" التي سوف يتمّ نشرها من قبل إدارة الجائزة في طبعة أولى ضمن منشورات الجائزة الدّوريّة السّنويّة للأعمال الفائزة،فضلاً عن احتماليّة استثمارها في مشاريع مسرحيّة ودراميّة مختلفة،وتقديمها صوتيّا ومرئيّاً وورقيّاً في مشاريع الجائزة التي تستثمرها وتنميّها لأجل تقديم الفنّ القصصيّ للقارئ العربيّ بكلّ سهولة وتيسير لاسيما لفئة الفتيان،وذلك وفي أجمل حلّة إخراجيّة مع مراعاة استخدام التكنولوجيا والبرامج الحديثة لأجل تقديم فنّ الرّواية للقارئ المهتمّ مثل برامج وتطبيقات الهواتف النّقالة.
   وقد تسلّمت الشّعلان جائزتها في الحفل الرّسميّ الذي أقيم في دار الأوبرا القطريّة في الحي الثقافي في العاصمة القطرية الدّوحة بالتّزامن مع يوم الرّواية العربيّة.وذلك بحضور نخبّة عملاقة من المشرفين على الجائزة وكبار المسؤولين القطريين والدّبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين والأدباء والمبدعين والباحثين والمهتمين من قطر ومن سائر أقطار الدّول العربيّة،فضلاً عن حضور سعادة أمجد مبيضين القائم بأعمال السّفير الأردنيّ في قطر،وسعادة أشرف قطارنة القنصل الأردنيّ في السّفارة الأردنيّة في قطر.
  ورواية الفتيان المخطوطة الفائزة بجائزة كتارا لهذا العام " أصدقاء ديمة " هي رواية انتصار الإرادة والمحبّة والعمل والعلم على الإعاقة والعجز والحزن،فهذه الرّواية تسعى إلى تقديم تجربة أخلاقيّة نفسيّة اجتماعيّة الأطفال حول انتصار ذوي الاحتياجات الخاصّة على إعاقاتهم،وهي تبرز هذه التّجربة وسط ما تعانيه تلك الشّريحة من معاناة وتهميش وتجريح وغبن.وأبطال هذه الرّواية هم جميعاً بلا استثناء من الأطفال الذين يعانون من إعاقات مختلفة،ويدرسون سوياً في مدرسة(بيت ديمة).والدّكتور(عبد الجبّار السّاري) والمعلّمة(نعيمة) هما من يقودان الأطفال في رحلات فنتازيّة للتّعرّف على تجارب نجاح وانتصار لكثير من ذوي الاحتياجات الخاصّة لأجل شحن أطفال(بيت ديمة) بشحنات إيجابيّة تدعمهم في رحلاتهم ضدّ العجز.
   ففي هذه الرّواية نرى الأطفال من ذوي الحاجات الخاصّة ينتصرون على إعاقاتهم،ويمارسون الحياة بكلّ سعادة ومحبّة،ويقدّمون العون لمن يحتاجه،وينخرطون في مجتمعاتهم،ويرفضون إقصائهم وتهميشهم.فهي تعلّم الطّفل من فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة أن يكون شجاعاً قويّاً متحدّياً،كما تعطي درساً للمجتمع كلّه ليعترف بأبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصّة وأن يوليهم اهتمامه وافراً،وأن يعطيهم حقوقهم موفرة.
    وقد عبّرت الشّعلان عن فخرها الكبير بهذه الجائزة التي تعدّها جائزة مهمّة جدّاً في مشوارها الإبداعيّ لا سيما في حقل أدب الفتيان لما لهذه الجائزة من قيمة رفيعة في المشهد العربيّ الأدبي؛إذ غدت جائزة عربيّة عريقة بكلّ ما تعنى الكلمة من معنى،كما أنّها تقدّم مثالاً يُحتذى ويُرتقى إليه في حقل صناعة الرّواية ونشرها وتقديمها للقارئ العربيّ وغير العربيّ في ضوء ترجمتها الأعمال الفائزة إلى الإنجليزيّة والفرنسيّة فضلاً عن إصدارها باللّغة العربيّة.
   وأضافت الشّعلان إنّ حصولها على هذه الجائزة العريقة يدفعها بقوة في عالم الكتابة للفتيان لاسيما من ذوي الاحتياجات الخاصّة،وهو في الوقت ذاته هذه الجائزة  تقدّم لها شهادة لإبداعها من جهة تفتخر بها،وهي جائزة كتارا.شاكرة إدارة الجائزة والحي الثّقافيّ في كتارا على هذه الجائزة التي غدت شهادة ميلاد وتقدير لكلّ مبدع يمرّ بها،كما شكرتهم جميعاً على الجهود العملاقة التي قاموا بها لأجل النّهوض بهذه الجائزة،ودعم الرّواية والرّوائيين،وصناعة الرّواية وفق منظومة مؤسسيّة راعية تجيد إدارة فن الرّواية اختيار ونشراً وترجمة وتسويقاً.
 
      وقال خالد إبراهيم السليطي مدير عام مؤسسة الحي الثقافي - كتارا في كلمة بحفل توزيع الجوائز " إنّ كتارا لا تسعى بتنوع المبادرات وتعدد الإصدارات إلى تحقيق تراكم كمي فحسب،وإنّما تسعى إلى تعزيز هذا التراكم بمداخلات نوعية وكيفية للإبداع الروائيّ، تنشد بذلك تطوير الوعي السّردي العربيّ وتشكيل أنماط التفكير النقدي للارتقاء بهذا الجنس الأدبي وترسيخ ريادته عربياً، وإشعاعه وانتشاره عالمياً، عبر جسور الترجمة إلى لغات أجنبية حيّة".
    وكانت إدارة الجائزة قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنّها قد استقبلت 1283 مشاركة في الدّورة الرابعة من جائزتها، منها 596 مشاركة بفئة الرّوايات غير المنشورة، و562 مشاركة بفئة الرّوايات المنشورة، و47 مشاركة بفئة الدراسات والبحوث غير المنشورة، إضافة إلى 78 مشاركة بفئة روايات الفتيان غير المنشورة.
وأطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي - كتارا جائزة الرّواية العربيّة في 2014 بهدف إثراء المشهد الثقافي ودعم الأصوات الإبداعية من مختلف أرجاء المنطقة العربية وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج مميز.
روابط مرافقة للخبر:

https://youtu.be/ZXrndSNnKIg



https://youtu.be/nOZc1nM4Ufo



الخميس، 18 أكتوبر 2018

في القلب يا زوجي الراحل



ست سنوات مروا على رحيل زوجي ابو علي شناوي رحمه الله ، لروحك السلام وأسكنك فسيح جناته اني اشتاق اليك كثيرا يا غالي , تسكب الدموع حين يعجز القلب عن تحمل الالم، الله اجبر بخواطر كُسرت وقلوبٍ جُرحت ونفسوس ضاقت بها الدنيا بما رحبت.كان لي زوج يفرح عندما افرح ويحزن عندما احزن ، . كان لي احبة بين الضلوع في حنايا القلب مأواهم هم اهل  وتسعد الروح في ذكراهم، معدن الخير طابت سجاياهم فيا رب ارحمهم واكرم مزاياهم واغفر لهم خطاياهم وانت اهل الوفااني اتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن وادعو لهم كلما غابت الشمس وحل الظلام ، الهي ظلهم بظلك وابعد عنهم كدر الاخرة وبلغهم اشواقي، وقهم عذاب النار.الاحباب كالورد نحفظهم بين مرافئ الوجدان نراهم بأعيننا لوحات جميلة لا يمكن ازالتها ولا يأتي عليها غبار الزمن ولا  تقلب  الدهر .
احبابي ما مثلهم في الوجود، كرماء الخلق ، أصحاب قلب ودود، اهداهم لي خالقي المعبود، ادعو لهم بكل سجود،  ان يكتبهم من اهل جنات الخلود، يا قبر لو تعلم بترابك من ضميت وعن عيوني من ابعدت ، كلما تقدم الزمان اشتاقت الذاكرة للرجوع الى الماضي الجميل.هرول العام السابع وانت في احضان قبرك ترقد بسلام  ، اسأل الله العلي العظيم ان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ، ويرطب تراب قبرك من ثلج الجنة
حزنت قلوب بوفاة من نحب ، برحيل زوجي ، اللهم ارحمه وبلل قبره بالرحمات ، رحلوا ولكن كالمسك ما زالت رائحتهم عالقة في كل زاوية من زوايا البيت والقلب , رحل وظل وصل الدعاء بيننا وبينه ولن  ينقطع .الله ارحم من اشتاقت لهم ارواحنا وهم تحت التراب ، اللهم ارحم من كان طيب القلب معي اجعل المسك ترابي والحرير فراشي واجمعني به في جنات الفردوس يا رب العالمين ، الله ارحمه بقدر حاجتنا وشوقنا اليه يا رب العالمين.                الزوجة الوفية الى الابد خيرية شناوي ام علي



“الحريم” في العقل المستشرق بقلم : أ.د. محمد الدعمي


“.. إذا كان الاستشراق الرومانسي قد باشر تأنيث الشرق بهذه الطريقة الرقيقة، والرافعة من شأن الأنثى، فإن الاستشراق المحترف، أي الموظف من قبل الإدارات الكولونيالية في لندن أو باريس، من بين سواهما، قد باشر حملة “تأنيث الشرق” بطريقة تفسح المجال لاستخدامه واستغلاله على نحو لا يخلو من ميل الرجولة لفرض هيمنتها على الأنوثة الراضخة أو “السكونية”.”
للمرء أن يزعم دون تردد أن لفظ “حريم” العربي كان، منذ العصر الوسيط، من أكثر الألفاظ المستعارة للغات الأوروبية من اللغة العربية، استقطابا للدلالات والمعاني، خصوصا المسيئة للعرب وللإسلام. لا يكمن الخلل، بطبيعة الحال، في اللفظ ذاته: إنما هو يكمن في قيمته الرمزية المعبرة لوضع المرأة العربية أو المسلمة سلبا في مجتمعاتنا.
عندما استعار العقل الاستشراقي اللفظ، فقد حوره لفظا وصوتا، فصار Harem، تلك الكلمة المثقلة بالدلالات المسيئة أعلاه، إلا أن استقطاب الكلمة لدلالات سلبية إضافية مافئ وأن تضاعف مع بداية العصر الذهبي للكولونياليات الأوروبية (البريطانية/الإسبانية/الفرنسية والإيطالية). ومرد ذلك هو شعور العقل المستشرق القادم من الأصقاع الشمالية المتجمدة بأنه عندما يلج الأقاليم الشرقية الدافئة، فهو إنما يعود لدفء المرأة، أو إلى أحضان الأم أو الزوجة: لاحظ أن الشاعر الأميركي “وتمان” Whitman عد الشرق “بيت الأمومة” House of Maternity، بينما اعتبر هو أن الشرق إنما يشكل “رحم التاريخ”Womb of history، موظفا لغة مشحونة بمعطيات “عقدة أوديب” بعد أن استعارها سيجموند فرويد، من مكتشفها ليرمز إلى حنين الرجل للأم والأمومة.
وإذا كان الاستشراق الرومانسي قد باشر تأنيث الشرق بهذه الطريقة الرقيقة، والرافعة من شأن الأنثى، فإن الاستشراق المحترف، أي الموظف من قبل الإدارات الكولونيالية في لندن أو باريس، من بين سواهما، قد باشر حملة “تأنيث الشرق” بطريقة تفسح المجال لاستخدامه واستغلاله على نحو لا يخلو من ميل الرجولة لفرض هيمنتها على الأنوثة الراضخة أو “السكونية”. لهذا السبب، لم يتأخر ضباط الاحتلال الكولونيالي، من بين سواهم من الإداريين الإمبرياليين، في التظاهر بالدفاع عن المرأة الشرقية، وضد من؟ أقول ضد الرجل الشرقي النزق والاندفاعي والعصابي، وحماية لها منه، كما تم تصويره خطا ومبالغةً!
لذا، أصر الجنرال نابليون بونابرت Bonaparte على إتخاذ خليلة حسناء له، بعد احتلال مصر، إذ كانت فكرة الهيمنة على خليلته المسكينة هذه (فاطمة) إنما ترمز للهيمنة على بلاد عظمى، كبلاد النيل. أما المنقب الآثاري الأكثر شهرة “ليارد” Layard، صاحب كتاب (نينوى وأطلالها)، فقد تعمد معاقبة كل رجل وظفه من سكان المنطقة الريفية العاملين لديه في الحفريات، جسديا إذا ما اشتكت زوجته أو ابنته منه، على أن يجري العقاب المهين علنا أمام سكان القرى المجاورة. وهكذا، حرص ضابط الاحتلال والمنقب الآثاري، من بين آخرين، على تقديم صورة لمجتمع الدولة الاستعمارية “كحامٍ للمرأة” ومدافع عن حقوقها.
بل، إن هذا بالضبط ما فعله الأميركيون حال احتلال العراق، أي عندما فرضوا على “القيادات الجديدة” التي قدمت على دباباتهم تعيين نسبة لا تقل عن الربع 25% للنسوة في أي مجلس حكم أو برلمان أو إدارة، جزءا من هذه الحملة لتصوير “الرجل الأشقر الطويل” إنسانا أكثر إنصافا بالمرأة وبحقوقها. وهذا الادعاء بـ”رحمة” المرأة والحرص على حقوقها لا يختلف كثيرا عما فعلته الإدارة الإمبراطورية البريطانية في الهند عندما منعت الهندوس قانونا من ممارسة عادة الـ”"Satee أي حرق الأرملة ذاتها طوعا، جزعا على زوجها حين تحضره المنية.

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

قائمة القصيرة للأعمال المرشحة للفوز بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها العاشرة

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمس إعلان "المجلس الإماراتي لكتب اليافعين" القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للفوز بـ" جائزة اتصالات لكتاب الطفل " في دورتها العاشرة وذلك خلال مشاركة المجلس في فعاليات "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" التي تتواصل حتى 14 أكتوبر الجاري.
وسيتم الإعلان عن الفائزين بالجائزة خلال حفل افتتاح الدورة الـ37 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" التي تنطلق في الشارقة 31 أكتوبر الجاري.
وتم الإعلان عن القائمة خلال لقاء نظمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في جناح إمارة الشارقة المشارك بالمعرض وبحضور سعادة علي عبدالله الأحمد سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الإتحادية وسعادة عبد العزيز حمد تريم مستشار الرئيس التنفيذي - مدير عام اتصالات في المناطق الشمالية من الدولة ومروة عبيد العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام وجمع من الناشرين الدوليين إلى جانب زوار المعرض من المهنيين والمتخصصين في صناعة النشر وكتاب الطفل.
وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد أعلنت عن قائمة الكتب المرشحة للفوز في فئات الجائزة الخمس بدءا من" فئة كتاب العام للطفل " التي يتنافس عليها كل من الكتب التالية - حسب الترتيب الهجائي - .. " أحلامي المتجولة" تأليف نبيهة محيدلي ورسوم حسان زهرالدين والصادر عن دار الحدائق في لبنان وكتاب "الحنين" تأليف عائشة عبدالله الحارثي ورسوم حسان مناصرة والصادر عن دار العالم العربي في الإمارات العربية المتحدة وكتاب "صعودا نحو القمة" تأليف نبيهة محيدلي ورسوم وليد طاهر والصادر عن دار الحدائق في لبنان وكتاب "كوزي" تأليف اناستاسيا قراواني ورسوم مايا كاستيلتس والصادر عن دار السلوى في الأردن.
ويتنافس على "جائزة كتاب العام لليافعين" كل من كتاب "سر الزيت" للكاتب وليد دقة والصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في فلسطين وكتاب "فاقد الحب... يعطيه" للكاتبة رانية حسين أمين والصادر عن دار البلسم في مصر وكتاب "لن ترحلي" للكاتبة عبير محمد أنور الصادر عن دار نهضة مصر للنشر وكتاب "مصنع الذكريات " للكاتبة أحلام بشارات والصادر عن دار السلوى في الأردن.
وشملت الكتب المتنافسة ضمن " فئة أفضل نص" .. كتاب "الباب الأزرق" تأليف سونيا نمر ورسوم رؤوف كراي والصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في فلسطين وكتاب "فريدة الدجاجة التي تحب أن تصيح" تأليف هدى الشاعر ورسوم ساشا حداد والصادر عن دار الياسمين في الأردن وكتاب "ماما بنت صفي" تأليف لبنى طه ورسوم مايا فداوي والصادر عن دار السلوى في الأردن وكتاب "ماما طويلة... طويلة" تأليف لما عازر رسوم محمد المعطي والصادر عن دار جبل عمان ناشرون في الأردن.
وتتنافس على "فئة أفضل رسوم" أربعة كتب هي.. كتاب "سبحة جدي" تأليف باسمة الوزان ورسوم انطلاق محمد علي والصادر عن دار العالم العربي في الإمارات العربية المتحدة وكتاب "فريدة الدجاجة التي تحب أن تصيح " وكتاب "فكر بغيرك" تأليف محمود درويش ورسوم سحر عبدالله والصادر عن دار تنمية للنشر في مصر وكتاب "كوزي".
فيما تشمل "فئة أفضل إخراج" كتاب "الأرنب والسلحفاة في القرن الواحد والعشرين" تأليف أروى خميس ورسوم حنان قاعي والصادر عن دار أروى للنشر في المملكة العربية السعودية وكتاب "الفتى المحبوس في طوله" تأليف عبير علي ورسوم جلنار حاجو والصادر عن دار الأصابع الذكية في سوريا وكتاب "صعوداً نحو القمة" وكتاب "كوزي".
أما عن "فئة أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب" فقد قررت لجنة التحكيم بالإجماع حجب الجائزة لهذا العام على أن يتم نشر تقرير لجنة التحكيم على موقع الجائزة للاطلاع عليه.
وقد أعلن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين المنظم للجائزة بأنه سيتم تخصيص مبلغ الجائزة لهذه الفئة لعقد ورش تدريبية لمطوري برامج الأطفال وذلك دعماً لهم و نهوضاً بمستوى تطبيقات الأطفال العربية.
وتتوزع قيمة الجائزة على النحو التالي .. 300 ألف درهم لفئة جائزة كتاب الطفل يتم توزيعها على الناشر والمؤلف والرسام بواقع 100 ألف لكل واحد منهما و200 ألف لفئة جائزة كتاب اليافعين توزع مناصفة بين المؤلف والناشر و100 ألف لكل من الكتاب الفائز بجائزة أفضل نص والكتاب الفائز بأفضل رسوم والكتاب الفائز بأفضل إخراج وأفضل تطبيق تفاعلي للكتاب.. إضافة إلى 300 ألف درهم مخصصة لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة والرسم بهدف اكتشاف ورعاية الجيل الجديد من المواهب العربية في مجال كتب الأطفال.

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018

بين المِطرقة والسِّنْدان Between the Hammer and the Anvil ب. حسيب شحادة - جامعة هلسنكي



 

 في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن صدقة بن الكاهن الأكبر إسحق بن الكاهن الأكبر عمران (عمرم) الحفتاوي [١٨٩٤-١٩٧١،  زعيم السمرة  في نابلس من أربعينات القرن العشرين إلى ستيناته، مثّل طائفته لدى المملكة الهاشمية بالرغم من أنه لم يكن كاهنًا أكبر؛ قاصّ بارع، شمّاس معروف، وصف بالذكاء والدهاء، كان غنيًا وسلطويا، شقيقه الكاهن الأكبر عمران، أولاده: عبد المعين، يوسف، إبراهيم، إسحق، زهية، تمام؛ كانت له علاقات صداقة مع رئيسي بلدية نابلس، سليمان عبد الرزاق طوقان ١٩٢٥-١٩٥١، طاهر حمدي كنعان، ١٩٦٣-١٩٥٩، وبعض الساسة الأردنيين مثل بهجت التلهوني والشريف ناصر؛ علّم العربية  حسب كتاب مدارج والحساب في المدرسة السامرية التي كانت في بيت عائلة عزات بن إسماعيل الستري؛ زوج أخت الكاهن الأكبر يعقوب بن عزي] بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة، الذي نقلها إلى العربية، نقّحها، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٣٨-١٢٣٩، ١٥ أيّار ٢٠١٧، ص. ٤٨-٥٠. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.
 بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠). أربعون ألف قرش ضريبة دخل سنويا دأبت الحكومة التركية في ثلاثينات القرن التاسع عشر على جباية الضرائب من كلّ الدول الواقعة داخل حدود الإمبراطورية العثمانية.  في تلك الفترة كان محمد عبد اللطيف حاكم لواء في البلاد وجبى الضرائب من سكّان نابلس ومن ضمنهم الطائفة السامرية. فرض الحاكم على الطائفة السامرية ضريبة سنوية مقدارها أربعون ألف قرش لصالح خزانة الحكومة التركية. بشقّ الأنفس استطاعت الطائفة السامرية جمع هذا المبلغ، بعد أن أرغمت النساء والفتيات على بيع حليهن الذهبية وسائر ممتلكات البيت. استمرت هذه الحالة سبع سنوات. في عام ١٨٣٠ علم الكاهن الأكبر عمران بن سلامة أنّ عبد الحميد مراد باشا القائم بأعمال السلطان قد قدم من تركيا لزيارة القدس، لتفقّد أحوال السكان. على الفور، سافر الكاهن الأكبر سلامة إلى القدس وطلب مقابلة مراد باشا ولُبّي طلبه في الحال. في اللقاء تحدّث الكاهن مع القائم بأعمال السلطان عن أحوال طائفته وعن مبلغ الضريبة الباهظ الذي يُجبى من السامريين كلّ عام، وعن وضعهم الاقتصادي المتردّي الذي لا يسمح لهم دفع هذا المبلغ. سأله مراد باشا: في أيّ يوم اعتدتم على دفع هذه الضريبة السنوية؟ أجاب الكاهن: بعد شهر من هذا اليوم علينا دفعها. قال له مراد باشا: هذه المرّة، لا تدفعوا هذه الضريبة حتى تتسلّموا إيصالًا من الحاكم على المبلغ المدفوع. وهذا يكون شهادة عامّة بأنّ السلطان عبد الحميد يخون الحكومة التركية، إذ أنّ وَفْق القانون، الطائفة السامرية معفاة من الضرائب.شكر الكاهن الأكبر مراد باشا وودّعه، بعد أن حصل منه على وعد بحلّ المشكلة قبل مغادرته البلاد. بعد عودة الكاهن الأكبر إلى نابلس وإطلاع أبناء طائفته بخِطّة مراد باشا، قرّر الجميع دون استثناء تسليم المبلغ المطلوب للكاهن. بعد مُضِيّ شهر أرسل حاكم اللواء جُباته لجباية الضريبة الثابتة من السامريين، الذين بدورهم قالوا إنّ المبلغ كلّه موجود لدى الكاهن الأكبر سلامة. توجّه الجباة إلى الكاهن لجبي المبلغ فأجابهم الكاهن: كل المبلغ موجود عندي إلا أنّني لن أسلّمه لكم بدون إيصال من سعادة حاكم اللواء وعليه توقيعه وختمه. عاد الجباة أدراجهم وتوجّهوا إلى عبد اللطيف سيّدهم وأخبروه بما قال لهم الكاهن الأكبر سلامة. غضب هذا واحتدّ جدًا فاستدعى الكاهن. تعيين دائم في بلدية نابلس سمع الكاهن الأكبر سلامة أمر عبد الله وتخوّف كثير، إلا أنّه كان عليه أن يذهب إلى مكتبه. عند دخوله الغرفة بادره عبد اللطيف بالسؤال: ما مغزى هذا الطلب الجديد؟ أجاب الكاهن: الطائفة تطلب إيصالًا على المبلغ الذي أّسلّمه لك ولا يجوز لي مخالفة هذا الطلب قيد أنملة. إجابة الكاهن هذه أغاظت الحاكم جدّا فلطمه بقوّة طالبًا تسلّم المبلغ المعيّن فورًا وبدون أيّ تأخير، وإلّا سجنتك أنت وجميع وجهاء الطائفة. عند سماع أبناء الطائفة ما جرى للكاهن مع الحاكم قرّروا عدم الاحتفاظ بالمال بأيديهم فسلّموه للحاكم. في اليوم التالي سافر الكاهن الأكبر إلى القدس، وقصّ على مراد باشا ما حدث فاغتاظ جدّا. في اليوم ذاته امتطى مراد باشا صهوة حصانه وعلى يمينه يركب الكاهن الأكبر سلامة حصانًا كبيرًا شبيهًا بحصان الباشا وبرفقته ثلاثون فارسًا من الخواصّ، وساروا في طريقهم إلى نابلس للوقوف على المشكلة ذات الشأن. عند سماع عبد اللطيف خبر قدوم مراد باشا خرج لاستقباله بدون أن يعرف ما الخطب، وبمعيّته الكثير من الفرسان، وفي تلك الأثناء أرسل باشا الكاهنَ سلامة إلى بيته مؤكدًّا له بأنّه سيستدعيه في اليوم التالي.
 في اليوم التالي أقام مراد باشا محكمة في نابلس، دعا حاكم نابلس عبد اللطيف والكاهن الأكبر سلامة. أسهب الكاهن في عرض تسلسل الأمور من البداية وحتى النهاية أمام المحقّقين الذين عيّنهم باشا. بعد أن بحث القضاة والمحققون القضية برصانة أصدروا قرارًا يقضي بأنّ على حاكم اللواء دفع مبلغ قدره ثلاثمائة وعشرون ألف قرش تعويضات للسامريين بدلًا من المبلغ الذي جباه منهم في  غضون ثماني سنوات. كما وقرّروا أيضًا أن يردّ الكاهن الأكبر على الحاكم على الصفعة التي مسّت كثيرًا بشرف الكاهن.
 ساد التوتّر الشديد الحضور عندالإعلان عن تنفيذ الحكم، عندما وقف الكاهن وحاكم اللواء عبد اللطيف الواحد قبل الآخر، التفت الكاهن نحو مراد باشا وقال إنّه يفضّل استبدال لطمه وجنة الحاكم بنزع الأخير سيفه من على ركبته وبهذا مسّ أكبر بشرفه، إذ أن السيف رمزُ عظمة الحكومة التركية. استجاب الباشا لطلب الكاهن فنفذ طلبه وعندها قال الكاهن لقد تسلّمت أجري ولكن أطلب من حضرة الباشا والقضاة تقسيم مبلغ المال المسترجَع من عبد اللطيف بالتساوي بين الطائفة السامرية والحكومة التركية، أي مائة وستين ألف قرش لكل طرف. زد إلى ذلك أن الباشا أقال عبد اللطيف من رئاسة البلدية. أدرك الكاهن الأكبر سلامة المصيبةََ المترتبة عن ذلك بالنسبة للطائفة السامرية فطلب عدم إقالة عبد اللطيف من عمله كليّا. استجاب الباشا لطلب الكاهن وعيّن عبد اللطيف موظفًّا بسيطًا في بلدية نابلس وتحت إمرة الحاكم الجديد الذي سيحلّ محلّه. بعد كلّ ذلك أمر الباشا الحاكمَ الجديد بألّا يجبي أيّة ضرائب من الطائفة السامرية، ثم توجّه إلى منزل الكاهن الأكبر سلامة ليحلّ ضيفًا عليه وعلى أبناء طائفته وقدّم لهم الهدايا والحلويات. كما عيّن الباشا الكاهن الأكبر سلامة عضوًا في البلدية الجديدة وأمر بنقل هذه العضوية بالوراثة للكهنة الكبار القادمين من بعده. وما زال هذا الدور قائمًا حقًّا إلى يومنا هذا، أي أن الكاهن الأكبر عضو في بلدية نابلس.