الأحد، 30 أكتوبر 2016

لغتنا العربية جميلة..خليك فاكر


 

 في مدرسة بير السكة الابتدائية


 قبل اسبوعين، بدأت مدرسة بير السكة الابتدائية بالتحضير المكثف ضمن فعاليات مجمع اللغة العربية لاستقبال الاديبة الكاتبة ميسون اسدي والتعرف عن كثب عن ما كتبته للأطفال. قامت المربية مركزة اللغة العربية في المدرسة وئام بيادسة بالعمل مع طاقم مدرسي اللغة العربية  وهما المربيتان حنان أبو عصبة  ورية عمر وبالتعاون مع الاهالي بقراءة مجموعة كبيرة من مؤلفات الكاتبة  داخل الصفوف فتم قراءة القصص وتلخيصها من قبل الطلبة وقسم منهم قام بتحضير دوسيات ورسومات وابداعات حول المؤلفات وكانت هناك فعاليات جماعية لتطبيق المادة المدرسة من خلال القصة مثل فعالية أقسام الكلام وفعالية مذكر ومؤنث وعرض شرائح محوسبة والتعرف على حياة الكاتب ومؤلفاته وسيرته الذاتية، وشارك قسم من الاهل والمربيين في رسم اللوحات الكبيرة.

 التقت الكاتبة ميسون اسدي مع ثلاثة صفوف من الصفوف الرابعة وعرضت امامهم عن تجربتها الادبية وقامت بقراءة بعض من نصوصها وشارك الطلاب في توجيه الاسئلة للكاتبة وقسم من الطلبة عرض تجربته في الكتابة.

واشارت مركزة اللغة العربية وئام بيادسة شكرها الجزيل لمجمع اللغة العربية والمركز ايهاب حسين على تقديم هذه البرامج من اجل اثراء اللغة العربية ودعم الادباء المحليين واتاحة الفرص امام الطالب العربي ليتعرف ويحب ادبنا المحلي ولغتنا العربية الجميلة

وفي نهاية اللقاء قامت مديرة المدرسة هيفاء دقة بتقديم شهادة تقديرية للكاتبة وشكرتها على حضورها والوقوف امام الطلبة

 
 
 
 
 

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

عملاقُ الفنِّ والطرب



 ( في  رثاء  مطرب  المطربين العملاق   وديع  الصافي  -  في  الذكرى السنويَّة على  وفاته  ) 

                      (  شعر : حاتم  جوعيه - المغار - الجليل  )




أنتَ  الوَديعُ سَحَرتَ الشَّرقَ والعَرَبَا        في كلِّ أرض ٍ نشرتَ الفنَّ  والطرَبَا 

الأرزُ  يبكي ، سمَا   لبنان   ملتهبٌ        لبنانُ أضحَى  بثوبِ  الحزنِ مُنتحِبَا

الحُزنُ   خيَّمَ     والأجواءُ    ناحِبة ٌ       من بعدِ  فقدِكَ  أضحَى الكلُّ  مُكتئِبَا

لبنانُ    هُزَّ    وقد    قامَت   قيامتهُ        كأنَّ   يومَ   التنادي   هولهُ   اقترَبا

يومُ   الرَّحيل ِ  كيوم ِ النشر ِ موقعهُ        كأنَّ  جُرمًا  هوَى  للأرض ِ مُلتهبَا

الكلُّ    يبكي   أبا   فادَي    ويندبُهُ         القلبُ  ينزفُ، دمعُ العين كم  سُكِبَا 

الكلُّ    يبكي    أبا   فادي   ويندبُهُ          فدولة ُ الفنِّ  دالتْ   فيضُها  نضبَا   

الكلُّ  يبكي  نجيعًا  فاضَ  مُنسَجمًا         فدولة ُ  الفنِّ   زالتْ  مَجدُها   ذهَبَا

يا   أيُّهَا  الطَّودُ   يا   حَمَّالَ  ألويةٍ         للفنِّ، قد  كنتَ صرحًا عانقَ السُّحُبَا

قد بُحَّ بعدَكَ صوتُ العوُدِ وانتكسَتْ        أوتارُهُ ، صارَ مَغمُومًا  وَمُضطربَا

أنتَ الكنارُ  وكم  قد  كنتَ  تطربُنا        وفي الدُّجَى  تنثرُ  الأقمارَ والشُّهُبا أنتَ الذي فوقَ جفن ِ الشَّمس منزلهُ       فوقَ  المَجَرَّةِ  تبقى  الدَّهرَ مُنتصِبَا 

مدارسُ الفنِّ  والإبداع  ِكم  سَجَدتْ       الكلُّ   يشهَدُ  وفيكَ  الكلُّ   قد  خُلِبَا

أنتَ  الوديعُ  منارُ  الفنِّ  في  وطن ٍ      غنيتَ  للحبِّ   والسِّلم  الذي   سُلِبَا

ملاعبُ   الحُبِّ   والآمال ِ   شاحبة ٌ       فيها الشَّقاءُ غرابُ  البين ِ  قد  نعبَا

غنيتَ   لبنانَ  جُرحًا   كانَ  مُلتهبًا         أشجانهُ    هَزَّتِ   البلدانَ   والعَرَبَا

غنيتهُ    ودموعُ    العين ِ    نازفة ٌ       غنيتَ وحدتهُ .. والخصبَ  ما  نُهِبَا 

لبنانُ   قد  كانَ   شمسًا ،  أبْجَدِيَّتهُ        قبلَ الحضاراتِ  والعِلم ِ الذي  كُتِبَا  

" قدموسُ " يروي سطورًا من روائِعِهِ        المَجدُ   دومًا   للبنان  العُلا   انتسَبا

فيهِ   العمالقة ُ  الأفذاذ ُ   قد   وُلدوا        لبنانُ .. لبنانُ   ضمَّ   الفنَّ   والأدَبا 

وبعلبكُّ   المُنى   آثارُها     شهِدَتْ        لِرَوعةِ  الفنِّ .. فيها الشِّعرُ  كم  ندَبَا

معابدُ  الشَّمس ِ  والأقمار ِ  شاهدَة ٌ        لها   القرابينُ   كانت  تملؤُ  النّصبَا     

"عشتارُ " للحُبِّ.. للإبداع ِ مُلهمَة ٌ       نبعُ  الشَّفاعةِ   كانت   تطرُدُ  العَطبَا

" جبرانُ " نبعُ السَّنا  فكرًا وفلسفة ً      شُعاعُهُ  في  ديارِ الغرب  ما  غَرُبَا 

في الشِّعرِ والرَّسم ِ والآدابِ مُؤتلِقٌ        مِلءَ  الزَّمَان ِ، رجال الفكرِ قد غلبَا

" فيروزُ" صوتٌ مِنَ الفردَوس يُطربُنا         وَنجمة ُ الشَّرق ِ والسِّحرُ الذي  جَذبَا

" صباحُ " شُحرورة ُ الوديان ِ رائِدَة ٌ      في  الأوفِ ثمَّ  العَتابَا تصنعُ  العَجَبَا

يا   أيُّهَا   القمرُ   المَيْمُونُ   طلعتهُ       وفي سمَا الشُّوفِ في  لبنان ما  وَقبَا

صنعتَ  مجدَكَ   بالإبداع ِ  تترعُهُ      ينسابُ صوتك نخبًا.. ليسَ مُصطخبَا رسالة ُ   الحبِّ    للأكوان ِ  تعلنهَا        وكنتَ في سَعيكَ  المَنشُودِ  مُقتضِبَا

حَقَّقتَ  آمالكَ  الجَذلى  على   مَهَل ٍ        وأخفقَ  الغيرُ   سَعْيًا  سارَهُ   خَبَبَا    وَمُطربُ المُطربينَ ..الكونُ رَدَّدَهَا     .. عبدُ الوَهابُ  لقد  أعطى  لكَ  اللَّقبَا 

في الفنِّ أنتَ أبو الكُلثوم ِ.. قد نعَتتْ        كَ  كوكبُ الشَّرق ِ..لا زلفى ولا كذبَا

وأنتَ  أسطورة ُ  الأجيال ِ ، رائِدُنا       طريقكَ الوردُ ، صَرح  الفنِّ  مَن  نصَبَا

صُنتَ  التراثَ   ومَا   أبقى  أوائلِنا        بينَ  الرُّكام ِ وبينَ  الرَّدم ِ مَنْ  نقبَا

الكلُّ      ينهجُ    فنًّا    ليِّنا ً   سهلا ً       وأنتَ   تنهجُ   فنًّا   شائِكا ً   صَعِبَا

بالفنِّ  نرقى  إلى  الأفلاكِ   نسكُنُهَا       نسدُّ    كلَّ   جدار ِ  كانَ   قد   ثقِبَا 

يا  روضة ً  بشذا  الإبداع ِ  مُترَعَة ً       تجلو  الأُوامَ عن ِ الحوباءِ  والسَّغَبَا 

السِّحرُ   ضَمَّخَها   والحُبُّ   واكبَهَا        يصبُو  لها  الصَّبُّ ، يلقى  كلَّ  ما طلبَا

الماءُ   فيها   نميرٌ   طابَ   مَشربُهُ        سَلسَالُهَا الشَّهدُ والترياقُ.. ما نضَبَا

يا  صافيَ الصوتِ  مَزهُوًّا بروعتِهِ        كالكهرباءِ سَرَى ..مع نبضنا حُسِبَا 

هذا  الزَّمانُ  الذي  قد  كنتَ  رائِدَهُ         يبكي   لفقدِكَ    مَذهُولا ً   وَمُنتكبَا

رثاكَ  بعضٌ  بقول ٍ جاءَ  مُصطنعًا        أمَّا    أنا    فنثرتُ    الدُّرَّ   مُنتخَبَا

شعري هُوَ  الدُّرُّ  والياقوتُ  مُؤتلِقٌ       يبقى المنارَ، قلوبَ  الغيدِ  كم  جَلبَا 

وإنَّني    شاعرُ   الأجيال ِ    قاطبة ً       بهرتُ في شعريَ  الأفذاذ َ والخُطبَا

شعري  لنصرةِ  شعبي  دائِمًا  أبدًا        يُذكي  الإباءَ  يُزيلُ  اليأسَ والكرَبَا

الحُبُّ   عَمَّدَني    والنورُ    واكبني        والموتُ  قد  فرَّ مَهزُومًا  وَمُرتعِبَا     

يا   نسمة ً من  رُبَى   لبنان   دافئة ً      أذكيتِ فيَّ الرُّؤَى  والشَّوقَ  والعَتبَا 

قلبي هناكَ  وَروحي .. كلُّ  أوردتي       أهلي هُناكَ  هُمُ التاريخُ .. قد  وثبَا

لُبنانُ   وَحيي   وإلهامي   وأغنيتي        لهُ  الترانيمُ .. نزفُ القلبِ .. ما  وَجَبَا

لبنانُ ... لبنانُ  يا  خمري  وقافيتي        ومَنبعُ السِّحر ِ مِنهُ  الفنُّ   قد  شربَا

يا  قطعة ً من  سَنا الفردوس  فاتنة ً        شابَ الزَّمانُ  ويبقى غصنهُ  رطبَا

فيكَ   الوَديعُ   منارُ   الفنِّ   سُؤدُدُهُ        وَمطربُ  الشِّرق  للتقليدِ  قد   شَجَبَا

في القلبِ تحيا أبا  فادي ، فأنتَ  لنا  ال       مُعَلِّمَ    الفذ َّ...   تبقى   للجميع   أبَا

أنتَ   العزاءُ   لِمَحزون ٍ  وَمُغتربٍ        أنتَ  الشِّفاءُ  لقلبٍ  كانَ  مُضطربَا

رمزُ  الوداعةِ والطُّهر ِالذي شهدُوا        وتنشدُ الحُبَّ ..لا الأسيافَ والقضبَا

أنتَ  المُعلِّمُ   والإنسانُ   في  زمن ٍ        الفنُّ  صارَ  رخيصًا ، عندنا   لعبَا 

قيثارَة ُ الخُلدِ ، من  أنغامِهِ   سكرتْ        كلُّ الدُّنى .. وانتشَى عُشَّاقهُ  طرَبَا  ويُسكرُ  النفسَ  صوتٌ رائعٌ  عذبٌ        فاقَ  الخمورَ التي  تستنزفُ الحببَا   خَمائلُ الرُّوح ِ من إبداعِكَ ابتهَجَتْ        منَّا  أسرتَ النُّهَى والقلبَ  والعَصَبَا   ووصوتكَ العذبُ  سلوانٌ  لِمَن نكبُوا      فيهِ   العزاءُ  يُزيلُ  الهمَّ  والوصَبَا 

أنتَ   المَحَبَّة ُ  دومًا  رمزُ  تضحيةٍ        وتفرشُ  القلبَ  والوجدانَ  والهُدُبَا  

سفيرُ    شعبكَ    للأكوان ِ   قاطبة ً        وَتنشُرُ  الفنَّ  والحُبَّ  الذي احتجَبَا

وَمِهرَجاناتُ  أهل ِ  الفنِّ  في  بعلبكّ       كنتَ    رائِدَهَا ...  واكبتهَا     حقبَا

تاريخُكَ   الفنُّ   والإبدَاعُ ..  مُأتلِقٌ        بأحرفِ النور ِ.. لا  بالتّبرِ  قد  كُتِبَا

منارة ُ   الفنِّ    للأجيال ِ   مدرسَة ٌ        الكلُّ  يرشُفُ  منها  الشَّهدَ والرُّطبَا 

البعضُ  يسكبُ  نزرًا.. ما  بجُعبتِهِ        وأنتَ ... أنتَ  سكبتَ التبرَ  والذهبَا

يا أرزة  ً في  ثرَى  لبنان  صامِدة ً        لم  تحفل ِ الرِّيحَ  والأهوالَ  والنُّدبَا 

بعضُ الأساطين عن لبنانَ  قد رحلوا       لبنانُ  في القلبِ لم  نشهَدكَ  مُغتربَا 

لم  تحفل الموت والأهوالَ في وطن ٍ    أنتَ الذي من سهام ِ الموتِ ما رَهبَا

وأنتَ   صوتٌ   سماويٌّ   فيُترعُنا         بنفحةِ   الخُلدِ ... مَنْ  أنوارُهُ  وَهَبَا  وتنشرُ   الحُبَّ    والآمالَ  ساحرة ً        فيكَ  البراءَة ُ والحسُّ  الذي  التهَبَا

محبَّة ُ الرَّبِّ   فيكَ   الكلُّ  يشهدُها       أبصرتُ فيكَ  يسوعَ الحقِّ مَنْ صُلِبَا 

علمتنا  أنتَ   أنَّ   الحُبَّ   مُنتصِرٌ        ويهزمُ   الشَّرَّ   والأهوالَ  والرُّعُبَا

كلُّ  الكنائس  ِ تبكي   ليسَ   يُوقفها       شهدُ  العزاء  وَدُرُّ القول ِ ما   كذبَا

لجنَّةِ  الخُلد ِ  تمضي   إنَّها   وطنٌ       رضوانُ  هَيَّأهَا   دارًا ..  لكَ  انتدَبَا

فيها   الملائكة ُ  الأطهارُ  تطربُهُمْ        بصوتِكَ العذبِ ..بالتسبيح ِ ما  طُلِبا  ومن   مزامير ِ  داودِ  النبيِّ   ترا        نيمٌ  لربِّ  العُلا .. تشدُو الذي  رُغِبَا

يا  أيُّها  الفذ ُّ والعُملاقُ  في  زمن          قد  شَوَّهُوا الفجرَ، وجهُ الفنِّ  قد  شَحبَا   بقيتَ   في   قمَم ِ  الإبداع ِ  مُبتهجًا      صُنتَ  القديمَ ... وللتجديدِ  ما  عذبَا

طوبَى لأرض ٍ عليها  كنتَ  مُؤتلِقا        تغدُو   وترجعُ   مَزهُوًّا   وَمُنتصِبَا 

طوبَى لأرض ٍعليهَا  سرتَ مُنتشيًا       تختالُ   فوقَ  رُباها   باسمًا   طربَا 

طوبَى  لأرض ٍ عليها  كلُّ  مُؤتمَل ٍ      ضَمَّت  ضريحَكَ  والأنوارَ والشُّهُبا

طوبى  لِروحِكَ   أنوارٌ   مُشَعشَعة ٌ       في جنَّةِ الخُلدِ تلقى الصَّحبَ والنُّجُبَا 

 

بانوراما التفكك العربي ودور مسقط الرائد ، بقلم البروفيسور محمد الدعمي




إذا ما تكلم المرء اليوم باللغة “القومية” أعلاه، فإنه يمكن أن يغدو عرضة للتندر والاستخفاف، خاصة من قبل الأجيال الجديدة الصاعدة التي دفعت بلفظ “قومي” أو “عروبي” إلى رفوف القديمة الآثار الجامعة لغبار الزمن، الأمر الذي يوجب على أمثالي، من هؤلاء الذين شبوا وشابوا على إيقاعات الوحدة العربية و”الوحدات الاندماجية”، القيام بكل إجراء من شأنه اللحاق بما تبقى من التضامن القومي والتكاتف والتكافل الإقليمي.
أ.د. محمد الدعمي
لست أظن أن هناك من يجرؤ على أن يلومني إذا ما حاولت تقديم مسح عينيًّا منظورًا لما يمكن أن أطلق عليه “بانوراما التفكك العربي”. إن أية نظرة فاحصة، مهما كانت سريعة، لأحوال العالم العربي اليوم لن تخطئ ظاهرة التفكك القومي والأحادية القطرية عبر عالمنا الذي كان معلمونا يمنعون إطلاق أي لفظ سوى “الوطن العربي” عليه، بدعوى أن العالم مجزأ إلى أقطار ودول متناقضة أو متنافرة أحيانًا، إلا أننا نحيا في وطن عربي واحد يمتاز بالاتساق والتناغم ووحدة شعوبه. هذا هو ما تشربنا به حسب الكتب المدرسية.
إذا ما تكلم المرء اليوم باللغة “القومية” أعلاه، فإنه يمكن أن يغدو عرضة للتندر والاستخفاف، خاصة من قبل الأجيال الجديدة الصاعدة التي دفعت بلفظ “قومي” أو “عروبي” إلى رفوف القديمة الآثار الجامعة لغبار الزمن، الأمر الذي يوجب على أمثالي، من هؤلاء الذين شبوا وشابوا على إيقاعات الوحدة العربية و”الوحدات الاندماجية”، القيام بكل إجراء من شأنه اللحاق بما تبقى من التضامن القومي والتكاتف والتكافل الإقليمي.
وإذا ما أمست جامعة الدول العربية، بيت العرب، مجرد هيئة عجوز، عاجزة طريحة غرفة العناية الفائقة والإنعاش، فإن الحاجة لأن تتدبر الحكومات العربية شيئًا من إجراءات التضامن تغدو من الأهمية بمكان، أنها يمكن أن تزرق أمصال الحياة في الجسد العربي الكبير المتمدد، بلا حراك، من بحر عُمان إلى المحيط الأطلسي، منتظرًا من يعتني به ويعالجه كي يشفى ويتعافى.
إن أية مقارنة بين أحوال “العالم العربي” اليوم و”الوطن العربي” عبر خمسينيات وستينيات القرن الماضي لا يمكن إلا أن تميط اللثام عن مسيرة تراجع مطردة تمضي دون كوابح ولا لواجم على طريق تفكيكية واضحة المعالم، للأسف.
أما إذا ما حاول المرء كنه سر هذا التآكل القومي، فإن عليه أولًا أن يشخص الأمراض التي أتت على التضامن القومي وراحت تقضم منه يومًا بعد آخر، كي يحاول التفكير بدواء أو إسعاف عاجل. إن أولى الآفات التي هددت ذلك الاتحاد العاطفي والفكري، إنما يكمن في يقظة الولاءات الثانوية وتناسلها ثم تكاثرها وتضخمها على نحو سرطاني مسرطن منذ الحرب الأهلية بلبنان، ثم الحرب العراقية ـ الإيرانية التي لم تترجم من قبل العالم الغربي إلا بكونها حربًا طائفية للأسف. وإذا لم يعد هناك في عالمنا العربي من لا يفهم معاني ألفاظ من نوع عناوين وأسماء الطوائف الإسلامية وسواها، كما كانت عليه الحال في ستينيات وسبعينيات القرن الزائل، فإننا الآن أمام تحدٍّ وجودي نظرًا لأننا نرى أن الأطفال الصغار لم يعودوا يتحرجون من الإتيان بمثل هذه الألفاظ. لذا، فقد غمرت الولاءات الصغيرة وحتى المجهرية الولاءات الأكبر، كالولاء القومي والولاء الوطني: فلم يعد الكردي في سوريا، والعراق يفضل تقديم نفسه عربيًّا وباعتزاز، كما كان يفعل في سابق العقود، تأسيسًا على علو شأن الثقافة القومية العربية، درجة تقبلها والتشرب بها، بل وحتى التشبث بها من قبل الأقليات القومية والدينية حقبة ذاك التي كانت تسهم في تشكيل العالم العربي اليوم، خاصة عبر مشرقه المتنوع والقابل للتفجير، بمساعدة مخزونات النفط الأسطورية.
لهذه الأسباب أجتهد بضرورة تكريس وتأييد كل ما تفعله سلطنة عمان اليوم لرأب الصدع بين دول الجوار القومي والإسلامي، خاصة بعدما عبر عنه اليمنيون من تقدير وتجاوب مع المبادرات العمانية التي لم تتوقف لساعة واحدة مذ بدأت الأعمال العسكرية بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية.

صدر حديثا كتاب : لا بدّ من زوجة أخرى» للكاتب والمفكر السعودي "د. محمد سعيد التركي

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت الطبعة الثانية من كتاب «لا بدّ من زوجة أخرى» للكاتب والمفكر السعودي "د. محمد سعيد التركي". الكتاب يقع في 128 صفحة من القطع الكبير، ويناقش قضية تعدد الزوجات، وما يتعلق بها من حقائق وملابسات في الحقوق، من منظور معاصر ومحايد، وفي إطار أدبي لطيف، بعيدًا عن توجيه الأوامر، وتقرير المواقف، فمسألة التعدد لها شجون نفسية واجتماعية، وكذلك عاطفية، وليست قوانين جافة ومجردة، حيث يعرض الكتاب آراء النساء في المجتمعات العربية، وكذلك المجتمعات الغربية، وآراء الرجال العرب والغربيين، وينقلها كما هي بكل صراحة، وبعيدًا عن الغموض أو الإخفاء، كما ينقل كل ما يتعلق بهذه القضية من بعض القصص الواقعية والمسلية أحيانًا.
ويطرح الكتاب مجموعة من الأسئلة :
- هل يقوم تعدد الزوجات بعرقلة النهضة في المجتمعات؟... أم هو مادة ضرورية للنهضة؟
- ما الفرق بين تعدد النساء، وتعدد الزوجات؟ أيهما أصدق؟... أيهما أصلح للمجتمعات؟
- هل تعدد النساء مقتصر على المجتمعات العربية والإسلامية، أم هو شائع حتى في المجتمعات غير العربية وغير الإسلامية؟
- ما هو رأي النساء المسلمات والعربيات في التعدد؟ وكذلك ما هو رأي النساء غير العربيات وغير المسلمات في التعدد؟
- ما هو رأي الرجال في تعدد النساء؟ عربًا كانوا أم عجمًا؟ مسلمين أم غير مسلمين؟
- ما هي الدوافع التي تدفع الرجل إلى التعدد؟ هل هو الطيش، أم هو الترف، أم العادات والتقاليد؟ أم هو نقص أعداد الرجال، وارتفاع أعداد النساء؟
- لماذا لا تقوم المرأة بالتعدد؟
- هل تذهب المرأة ضحية تعدد النساء؟
- هل الزوجة الأولى هي سيدة الموقف؟ أو أنها هي المسبب لبحث الزوج عن زوجة أخرى؟
- هل الزوجة الثانية متعدية على حق الزوجة الأولى، وظالمة لها بقبولها التزوج بزوجها؟
- هل تصطاد الزوجة الثانية في الماء العكر، وتحاول أن تكسب الرجل إلى جانبها، بعيدًا عن زوجته الأولى وأبنائه؟
- من هم هؤلاء الرجال الذين يقومون بالتعدد؟ مقارنة بأمثالهم من الرجال الذين لا يقومون به؟
- هل يعلم الرجل لماذا يقوم بالتعدد؟
- هل تعدد الزوجات من الترف والتنعم، والتقلب بين أحضان النساء؟ أم هو مسؤولية ومشقة إضافية يتحملها الرجل، فوق مشاغله ومسؤولياته؟
- هل المشكلة السائدة عند الشباب تكمن في التعدد؟ أم المشكلة تكمن عندهم في عدم القدرة على الزواج؟
لقد كانت، وما زالت، ولن تزال كل هذه الأسئلة عن موضوع تعدد النساء وتعدد الزوجات، موضعَ جدلٍ واسعٍ وعريض في جميع أنحاء العالم، فمنهم من أجاب عليها أو على بعضها، ومنهم من لم يجب، ومنهم من يقضي عمره وهو يجادل في إجابات هذه التساؤلات. ولكن عند الشباب، وبالذات في العالم العربي والإسلامي، لا تجد أسئلة كهذه لإجابتها أهمية عندهم، فهم يشغلهم الإعداد للقيام بفعل الزواج، فضلاً عن الانشغال بالتفكير في التعدد.
ولذا فالكتاب يقدم فصولاً، تناقش كل هذه الأمور من جوانب عدة، ليس من وجهة نظر العرب والمسلمين فحسب، بل ومن وجهة نظر غير المسلمين كذلك، ويقدم رؤية هؤلاء كلهم، لموضوع التعدد. وكذا الحديث عن موقف الجميع من أمر تعدد النساء أو تعدد الزوجات، وردة فعلهم وتصرفهم تجاهه، وكيف يتعامل كل فريق معه.
وسيعطي الكتاب فكرة عن الأفكار التي تحاول التأثير على تفكير الناس بهذا الخصوص، والإعلام الذي يحاول أن يشكِّل عقولهم، والأنظمة التي تعمل على صبغ عقولهم وحياتهم بصبغة معينة، وخاصة عند العرب والمسلمين منهم.
ثم ينتقل الكتاب ليتحدث بشكل مجرد، عن الدوافع التي تدفع الرجل للتعدد غالبًا، وبشكل مفصل، من منطلق دراسة نظرية علمية، ومشاهدة عملية.
وينتقل إلى طرح الأفكار بكيفية تمس مشاعر المرأة والرجل على حد سواء، وتناقش قناعاتهم وأفكارهم فيما يتعلق بتعدد النساء، أو تعدد الزوجات.
ثم تنتقل الفصول، لتناقش الكيفية التي يجب أن يتعامل بها كلا الطرفين مع هذه المسألة، التي تحولت لتكون بعمق جدلية في مجتمعات كثيرة غربية وشرقية.

يهدي المؤلف كتابه إلى :
( كل امرأة تعاني من مشكلات تعدد الزوجات، ولم تعلم سبب زواج زوجها بغيرها...
  وإلى كل رجل يعزم؛ أو قد سبق وقام؛ بالتعدد...
  وإلى كل رجل يحب التنقل بين النساء...
  وإلى جميع القُرَّاء الذين لم يجدوا تفسيرًا لميل الرجل إلى التعدد).

 

• • • • •

 


 
 
• • • • •


 
د. محمد سعيد التركي
dralturki@hotmail.com

  كاتب وباحث ومفكر سعودي ، مقيم في المدينة المنورة
دكتوراة في الطب العام من جامعة فيينا بالنمسا عام 1992م نشاطات متعددة في المجال الصحي، والإدارة الطبية في العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة دراسات خاصة أدبية وتربوية وسياسية متعددة إجازة في الشريعة الإسلامية العمل كمدرب واستشاري في تعليم وتطوير القادة نشاطات تربوية وفكرية واجتماعية في إطار محاضرات وندوات وبرامج عامة بالمدينة المنورة وعدد من الدول.
• من إصداراته :
1- لا بد من زوجة أخرى: طبعة أولى: الدار العربية للعلوم، بيروت
                              طبعة ثانية: شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2016
2- قلتُ لحماري: شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2016
3- كتاب رجل وامرأة
4- كتاب حماري في شوارع نيويورك والعراق
5- كتاب المرأة السعودية تقود السيارة
6- سلسلة المعرفة (مدونة) dralturki.blogspot.com
7- كتاب العقيدة والآداب الإسلامية
8- كتاب: الإبداع والذكاء وسرعة البديهة
9- أنا فتاة في السابعة من عمري
10- الحب والسعادة والزواج والطلاق

 
- البريد الإلكتروني: dralturki@hotmail.com

 

الخميس، 27 أكتوبر 2016

انطلاق مشروع القارئ الصغير في مدارس كفرمندا بحلة جديدة



















 

انطلاق  مشروع القارىء الصغير في مدارس كفر مندا الإبتدائية، الإعدادية والثانوية بمبادرة مفتش المعارف الدكتور هاني كريدين، يحظى  المشروع  بدعم  لجنة  أولياء  أمور  الطلاب  المحلية  والمجلس  المحلي .

 

أهداف المشروع

 يهدف المشروع الى تنمية وتشجيع روح القراءة لدى الطلاب، وتقريب الطالب من الكتاب ، ليقوي شخصية الطالب من خلال وقوفه أمام طلاب صفه ليقدم ملخصًا من القصص التي قرأها من خلال صقل شخصية مبدعة، مفكرة، مثقفة وجريئة، ليزيد المشروع من الثروة اللغوية ويوسع خيال وآفاق الطالب ويُثري لغة الحوار بين الطلاب، ويزيد من التنسيق بين مدارس البلدة، ويعزز مكانة اللغة العربية ويقربها الى قلوب طلابنا،. خلال المشروع يقوم الطالب بقراءة 4-7 قصص وروايات تتناسب مع مستواه وجيله ويقدم التقارير عنها لمعلم اللغة العربية، والتقرير يشمل اسئلة ذات مستويات تفكير عليا لتشكل تحصيل الطالب في موضوع المطالعة. بإمكان الطالب الإستعانة بالمكتبات الصفية، المدرسية، البيتية والمكتبة العامة  التي  تدعم  المشروع  من  خلال  توفير  الكتب وبرامج  لتشجيع القراءة بالتعاون  مع  المدارس .

تكريم الطلاب

 في نهاية المشروع يتم إختيار ثلاثة طلاب من كل طبقة من صف ثالث الى تاسع، وعشرة طلاب من طبقة العواشر ليبلغ عدد الطلاب المكرمين نحو 100 طالب، يتم تكريمهم وسط إحتفال مهيب وتتويج المشروع بحضور الأهالي، المفتشين، المعلمين، المديرين والمسؤولين في المجلس المحلي. يقدم الطلاب إبداعاتهم، ويجري تكريمهم بمجموعة من الكتب القيمة تتبرع  بها  لجنة  أولياء  أمور  الطلاب ، وشهادة تقدير.

إصدار كتاب  ابداعات  منداوية   رقم  9

 كذلك اقر طاقم اللغة العربية في جلسته الاخيرة إصدار كتاب بعنوان "إبداعات منداوية"  رقم 9  حيث تقدم كل مدرسة مجموعة من النصوص المختارة بأقلام الطلاب،  ورسومات  تلائم  النصوص بريشة الطلاب ، بعد إصدار الكتاب بحلة جميلة يتم تكريم الكتاب الصغار  في إحتفال خاص مع ذويهم ومعلميهم، يشار  ان  الكتاب  يصدر  بدعم  المجلس  المحلي  ويوزع   هدية  للطلاب .

استضافة   ادباء  محليين  :

تقرر   أيضا ان  تقوم  كل  مدرسة  باستضافة  ادباء  محليين  لدعم  المشروع  وتعريف  الطلاب على  نتائجهم  والتعرف  عليهم  عن  كثب  وطرح  الأسئلة  عليهم  والتعرف على  عالمهم الإبداعي .  

ويشرف على نجاح المشروع طاقم اللغة العربية في مدارس البلدة المكون من: ، محمود خطيب، فتحي  زيدان ، نائلة   زيدان ، إنصاف عبد الحميد، محمد زيدان ، رلى قدح، سهيلة مراد، وازدهار ذيابات، امينة  عبد الحليم  ،  ليلى  سمعان ، المرشدة  وفيقة  أيوب ،  ويركز الطاقم الاستاذ سهيل عيساوي مدير مدرسة ابن سينا الابتدائية.