الثلاثاء، 31 مارس 2015

مقدمة لديوان الزَّجَل " زهرة من بساتين الخيال " - للشاعر " رفيق شباط "

 - 

                         (  بقلم : حاتم  جوعيه  - المغار -  الجليل   )


       الشَّاعرُ الزجلي " رفيق شباط " إبن قرية المغار الجليليََّة -  من  رُوَّادِ  الشِّعر الزَّجلي محليًّا . كلُّ مَن  يَطَّلِعُ على إنتاجهَ الشِّعري  سيعتبرهُ مباشرة ً في طليعةِ  شعراءِ الزَّجل المحليِّين  . 
   بدأ "رفيق " يكتبُ الشِّعرَ  منذ  نعومةِ أضفارهِ  وعملَ على تنميةِ  موهبتِهِ  وتوسيع آفاقِهِ الإبداعيَّةِ بالمطالعةِ  والدراسةِ المستمرَّةِ إلى أن سَمَا  بموهبتِهِ  وتألَّقَ مستوًى  وفنًّا  وإبداعًا .
  إشتركَ في العديدِ من الأمسياتِ  والندواتِ الشِّعريَّةِ  والزَّجليَّةِ ( التي كانت  تقامُ  للشعر العامي والفصيح ) مع شعراء وزجَّالين محليِّين ولبنانيِّين، وكانَ  صوتهُ  يصدحُ  دائما بأجملِ الكلماتِ  وأعذبِ الأنغام  والالحان ، فقد  مَنحَهُ  اللهُ  الموهبة َ الشعريَّة  المميَّزة  وحلاوة  الصَّوت  والأداءِ  كعمالقةِ  فرسان الزَّجل  اللبنانيِّين المعروفين  .  
   للشَّاعر الزََّجلي  المُبدِع  " رفيق شباط " رصيدٌ  وكمٌّ  كبيرٌ  من  القصائد  الزّجليَّةِ الإبداعيَّةِ المتراكمةِ  قد  يكفي  لطباعةِ عشرات  الدواوين الضَّخمة. ...وأمَّا هذه المجموعة التي  كلَّفني  بكتابةِ  مقدِّمتِهَا  فهي المجموعة  الأولى  التي  يُصدِرُهَا حتى الآن بعد  تشجيع  دَؤُوبٍ  متواصل  منِّي  ومن   بعض  الأصدقاء  والمعارف   . 
     يضمُّ هذا  الديوانُ ( زهرة من بساتين الخيال)  قصائدَ  عديدة  ومتنوِّعة   تتمحورُ في مواضيع مختلفة متفرِّقة : كالغزل  والوصف، المراثي ، المديح  ، الفخر  والإجتماعيَّات  والحكمة  والفلسفة  والوجدانيَّات ...وغيرها .
   وشاعرُنا  بدورهِ  كتبَ على  جميع  الأوزان الشعريَّة  الزجليَّة  المعروفة مثل : (المعنَّى ، الشّروقي ، القرَّادي ..) .. وغيرها .. إلخ .  
 إنَّ جميعَ  شعرهِ (( المجموعة التي بين  أيدينا وغيرها من رصيدهِ المتراكم الذي  ينتظرُ الصُّدورَ  والخروجَ  للنور )) مستواهُ عالي  جدًّا وراقي، يحملُ  روحَ   وأريجَ  الإبتكار والتجديد والحداثة في الأسلوب والمعاني المُستحدثة ... وغنيٌّ   بالصُّور  الشِّعريَّة  الجميلة  المُشِعَّة   والتشبيهات  والإستعارات الرائعة المبتكرة  فيعيدُ إلى أذهاننا روائعَ  وإبداعات عمالقة الزَّجل اللبنانيِّين مثل : " زغلول الدَّامور ، طليع حمدان ،  زين  شعيب  وموسى  زغيب ... وغيرهم )) .  وشعرُهُ  لا  يقلُّ  مستوًى وإبداعًا عن  إبداعِهم وتوَهُّجًا  وتألُّقا وفنًّا وابتكارًا عن  فنِّهِم  وابتكارهم ، وخاصَّة ً في موضوع الوصف .  وهم  قد حققوا  شهرة ً عربيَّة ً وعالميَّة ً منقطعة َ النظير ...وأمَّا  شاعرنا " رفيق شباط " فقد  يكونُ  اسمُهُ مجهولا  للكثيرين  من  القرَّاءِ  والشُّعراءِ المحليِّين وسيفاجئون  باسمِهِ  بعدَ   صدور  ديوانهِ  هذا ... والسَّبَبُ  يرجعُ  لكونهِ  لا  يسعى ويتلهَّفُ ويركضُ وراءَ الشُّهرةِ  والمكسب المادِّي، وكانَ دائما  يكتفي بكتابةِ  ونظم  قصائدهِ  الزَّجليَّة وتخزينها ، ولم  ينشر مدى أكثر من  ثلاثين سنة (  فترة  مسيرته  الشعريَّة ) سوى  بضع  قصائد  في   بعض المجلاتِ والجرائد  المحليَّةِ ، ولم   يرسخْ   اسمهُ  في  أذهان  وذاكرةِ  القرَّاء .. وبقي بعيدًا عن  الأضواءِ   والشهرة  التي  هُوَ أهلٌ   لها ... وبالمقابل  نحنُ  نرى الكثيرين  من  الشُّويعرين  والوصوليِّين  والدخيلين  على   محراب   الشِّعر والادب ( من شعراء الفصحى  والشعر العامِّي  والزجلي)   قد  نالوا شهرة ً واسعة ً وهم   بعيدون  كلَّ  البُعدِ  عن الأدب والإبداع ،  وذلك  يحدثُ  ويتمُّ   بفضل الأطر والأجهزةِ الإعلاميَة  الصَّفراء وأقطابها  ومسوخها والمُطبِّلينَ  والمُرَوِّجين  لأولئك الدَّخيلين والمُتطفلين  لإشهارهم  وللإعلاءِ من  شأنِهم .
   لقد  آنَ  الأوانُ لإنتاج  وإبداع  الشَّاعر " رفيق شباط " أن  يرى  النورَ ، ولقصائِدِهِ  أن  تسطعَ  كالشَّمس ولتجَلجلَ كالرَّعدِ  في سماءِ التَّألُّق  والإبداع ، وليذكي شاعرُنا  المَشاعرَ  والنفوسَ  ويُلهبهَا  شغفا وحماسًا  وانتشاءً على المَدى  الواسع كما  كانَ يُلهبُ المشاعرَ  ويأسر القلوبَ  ويسحَرُ الألبابَ  في  بعض الأمسياتِ الشعريَّة  التي اشتركَ  فيها .
   سأختار بعضَ النماذج الشعريَّة من هذا الديوان  وسأبدأ بقصيدةٍ  بعنوان : "للشَّاعر حاتم جوعيه" وهي قصيدة مديح أهداها الصديقُ رفيق شباط  لي :
( لو   ما   كان  حاتم    للجُودْ              هالجُود        بيبخَسْ        قوتو
 ولو  ما   كان  حاتم   موجُودْ             الشعر      ابيخل            ببيتوا
                                         قصيد 
إفرحي   يَنجُوم    كافيكِ  عويلْ           في   إلِك   في    أرضنا    زميلْ  ومثل  ما  إنت  عطاءاتك  ضيّ          عِنَّا    شاعر   بيروي   السَّلسبيلْ
وعليك    لافت   وجدانو   الحَيْ           وبكتابو     خَلاَّلِْ   موقع    جليل  
وأتى    لِليلِك    وبتحنان   البَيْ            وصار  يهلِّلو   بالنوم      الطويل 
وحط   البدر  في   مركز  الخيْ          وما  رضي  هالخَي عن خيُّو بديلْ
وطلّ  الوحي وفي اجمل  الزَّيّ           و قلُّو   يَحَاتم   إسمَعْ    يا    خليلْ
للسَّمك من  دون ما  تعطف المَيْ          ابيبقى    أمر   حياتو     مُستحيلْ
والحبق من دون ما  يعطف الفيْ          بيصوم   عنها     هالهواء   العليلْ 
ولولا ما  الهَوَا من  تله  الى حي          ما   بتحمل   جَنا   أشجار  النخيل  
والجرح   الصَرَخ    بالقلب   أيْ         ابن   سينا    مَخَلاَّ    حاملو  عليلْ
والجليل لو ما عشق ترابو الرَّيْ           ما طلع  عترَابُو  عاشق   جليل*1
الأدب لو  ما  دمع  محبرة  ميْ            تيتَّم     ونادى    جبران    الخليلْ
ومقل ما  خلقْ  للكرَم  بن طيْ             خلق     عنَّا       للشِّعر       حاتم
                           لولاه   الشِّعر  كان  ببيتو  بخيلْ
ويقول في قصيدة أخرى مهداة للشَّاعرة والأديبة  نعيمة عماشة :
( " كل    ما   ميخائيل    نعيمِهْ             يمرق      بالضيقة    والغيمِهْ
     يتبدَّدْ    عنُّو      كلُّ    الهَمّ             لو    بقرا    لِكِ     يا    نعيمِهْ
                                         قصيد
ميخائيل     نعيمه    تيروق   دمُّو         عميقرا      إلك     ويزول    هَمُّو
وكل  ما   مرّ  الغيم    والإعصار         وصار الحرف  يجمَد   على   ثمُّو
من  وهج   حرفك  وصدا  الأفكار        بيجي   الأمل    راكض    تايضمُّو
وقالوا  عنُّو   بي  الأدب  والشُّعَّار        وبخوض  فكرو زرع  الأدب نمُّوا
وأنا اسمعت الحكي وصرت محتار       وسهام    شكِّي      باليقين     أمّوا
تا  اعرف   بي   الأدب   والأشعار       ومين  ما   أوَّل   كنز  الفكر  لمُّوا
اسمعت  جاوبوا  من  حولي  كثار        واسم    ميخائيل     الكل      سَمُّوا 
وأنا  قلت    بعكس  الحكي  الصار       بالرغم   ما  ابن  نعيمه  هاج   يَمُّو
ميخائيل   نعيمه    سمتوا   الأقدار        إبن   خَيِّ  الأدب    والأدب   عَمُّو
بَسْ مِشْ  هوِّي  الأوَّل    بها الكار        لأنُّو  ان    ثبت   ميخائيل   عاسْمُو
                             نعيمه  قبلو وللأدب  إمُّو 
  وسأختار مقاطع  من قصيدة أخرى له  نظمها بمناسبةِ عيد المرأة العالمي وعيد الأم   :
( " لو     ما   لآدم   الله   هاديلو        حوَّا      كان     اتخرسَن    هديلو
    وبقي    هالعالم   عمرو   نهار       ومعو     آدم     ضيَّع         دليلو  
    ومن  يومها ما عمينجح اختيار       حتى   نصّ   الحمل   حوَّا   تشيلو        
    وبالجاهليِّه  ما  اتحقق  إنتصار        َتعَبلى      ضوَّت    لعنتر   سبيلو
     والخنسا  من بعد ما خيها انهارْ      وقلبها   الصَّخرة    سمعت  عويلو
    ما بكى الدهر يا للّي عا صخر جارْ     إلا   عاجفن  خنسا   اللِّي  بكيلو 
    والعالم   لو   خلَّف رجال   كبار        بتظل المَرَة   أول   مدماك  جيلو   
     ولها    عيدين     بالدني   قمار         قمر        بيضوِّي     عا زميلو 
     غيد    الأم      يا الكلّو     وقارْ         وعيد  المره    هالعلقم     حليلو 
   ومش   صدفه  عميلتقو    بآذار          بين        الزَّنابق     العَمْيمِيلُو ") 

  وسأكتفي بهذا القدر من إستعراض نماذج شعرية  للشاعر رفيق شباط .

وكلمة ٌ اخيرة ٌ: إنَّ  وسَطنا العربي المحلِّي والسَّاحة َ الأدبيَّة المحليَّة يفتقران  كثيرًا إلى هذا  اللون  من الشِّعر ( الشِّعر الزَّجلي  والشعر العامي ) ، فالذين  يكتبونَ على هذه الألوان، حاليًّا ، قد لا يتجاوزُ عددُهُم  أصابعَ اليد، وأغلبُهُم  ينقصُهُم الإبداعُ والتألُّق وروحَ الإبتكار، وشعرُهم  دون المستوى ..ويكتبونَ شعرًا  معظمهُ  مكسورًا ( بلا  وزن ).. أو  بالأحرى  فالأوزانُ ، في  أغلب الأحيان ، غير سليمة  عندهم ، والمعاني والصُّور الشِّعريَّة  عندهم   مقتبسة ..على عكس  شاعرنا "رفيق شباط " فشعرهُ  قمَّة ٌ في الإبداع وفي النضوج والتكامل الفنِّي وفي التجديدِ  والإبتكار والأتيان  بالصُّور  والمعاني  الجديدة  الرَّائعة التي  لم يتطرَّقُ  إليها  شاعرٌ  قبلهُ . وكما  أنَّ جميعَ  شعرهِ  موزونٌ مئة  بالمئة ، فلا  نجدُ عندَهُ  أيَّ خطإ  أو كسر في  الوزن الشعري  ولا  أيَّ اقتباس  في  المعاني   والصُّور الشِّعريَّة  عن  شعراءٍ  غيره ،  فهو  متبحِّرٌ  وَمُتعمِّقٌ  في هذا المجال .   والجديرُ بالذكر إنَّ  الأوزانَ  في الشِّعر الزَّجلي  يختلفُ  معظمُها عن الشِّعر الفصيح ...وهو  بدورهِ  كتبَ  عليها جميعا  وقد  تفنَّنَ  وأبدعَ  وتألَّقَ  كثيرًا  في  هذا  المِضمار  .
وأخيرًا :  نُهَنِّىءُ  الشَّاعرَ  والصَّديقَ  " رفيق  شباط"  على  صدور  ديوانه  هذا  ونتمنَّى  لهُ  المزيدَ  من العطاءِ  والأنتاج الشِّعري  المتواصل  والمزيدَ  من الإصداراتِ الشِّعريَّة  .   

                                 (   بقلم : حاتم  جوعيه – المغار - الجليل )
............................................................................................
*1 إشارة  إلى ديوان عاشق من الجليل للشَّاعر  حاتم  جوعيه -  كاتب هذه المقالة -  ( مقدمة الديوان  الزجلي  للشاعر رفيق شباط ) .


صدور الطبعة الثانية من كتاب: بني آدم



مؤسسة شمس للنشر والإعلام
تتشرف بدعوتكم لحضور حفل توقيع الطبعة الثانية من كتاب:
( بني آدم) 
خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
للمدون والناشط: م. شريف عبد العزيز

في الساعة السادسة والنصف من مساء السبت 4 أبريل 2015
بمكتبة ديوان فرع مصر الجديدة:
105 ش أبو بكر الصديق- من شارع العروبة - أمام كوبري الجلاء

الدعوة عامة


عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت الطبعة الثانية من كتاب « بني آدم » - خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق-، للناشط والمدون "شريف عبد العزيز". الكتاب يقع في 500 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن خمسة فصول رئيسة، هي:
- بني آدم : 
- ثوار يناير الذين لم ترهم على الشاشات
- قالوا عن الفريق د. أحمد شفيق
- الأفعـال وليس الأقـوال 
- خواطر ختامية





كتاب « بني آدم » هو سباحة عقل، هو رياضة ضمير، هو روح مصرية نبيلة، تكشف عن جوهرها، وهي تبحث عن وجوه الحق في نفسها وفي غيرها، وترفع الأقنعة عن وجوه الباطل... عقلٌ قرَّر الاستقلال الفكري، قرَّر ألا يكون تابعًا، قرَّر ألا يركن للذائع من الآراء، والشائع من التوجهات، والرائج من الأقاويل.
في هذا الكتاب يروي المؤلف من أرض الواقع ومن منظوره الخاص فصول أشد اللحظات كثافة وعصبية وحساسية وتعقيدًا وغموضًا من فصول تاريخ مصر المعاصرة، حين دخلت مصر - وبغير استئذان ولا توقع - مرحلة فارقة في تاريخها معروفة باسم "ثورة الخامس والعشرين من يناير" والتي غيرَّتنا جميعًا إلى الأفضل أو الأسوأ أو إلى الاثنين معًا، وكشفتنا جميعًا أمام الناس وأمام أنفسنا.

هذا الكتاب وإن بدا "شخصانيًا" بشكل أو آخر، فإنه في الحقيقة يعبِّر عن رؤية مختلفة؛ صادقة وصادمة؛ لما حدث في السنوات الأربع السابقة، حتى ولو كان في سياق الحديث عن اختيار سياسي محدد أو شخصية سياسية محددة دعمها المؤلف بقناعة ويقين تامّين؛ وبرضا وفخر واعتزاز، مؤكدًا أن "أحمد شفيق" رجل بناء، وقامة عمل، ونموذج ممتاز لخطاب بنائي، في زمن كان الكثيرون يهدمون فيه... إنها شهادة الحق التي يُرضي بها المؤلف ضميره، والتي تعبِّر عن الملايين الكثيرة التي ترى في هذا الرجل نموذجًا وطنيًا ومحترمًا غير مصدقين كلمة تشويه واحدة صدرت ضده طوال سنين أربع، وغير عابئين بكل المحاولات التي تمَّتْ للزجِّ به في آتون المعارك القضائية بغرض استنزافه وتشويه سمعته ظُلمًا وبهتانًا، غير أن الكثيرين ممن يدعمون هذا الرجل ربما لم تسعفهم كلماتهم للتعبير عما يجول بصدورهم وعقولهم حوله، فاختار المؤلف أن يكتب بالنيابة عن نفسه وعن الكثيرين، وليعلم الجميع أن للفريق أحمد شفيق مؤيدين بالملايين، ومن مختلف التوجهات، وحتى يتبين للمصريين أن رجالاً شرفاء ووطنيين مخلصين، ظلمهم بعض كُتَّاب التاريخ في مرحلة مضطربة من تاريخ مصر، فأبى المؤلف إلا أن تكون شهادته في هذا الكتاب مزاحمة لهم ومخالفة للصورة السلبية التي حاولوا تصنيعها عن الفريق أحمد شفيق ظُلمًا وزورا.
يذكر أن الطبعة الأولى من الكتاب كانت قد صدرت بالتزامن مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في شهر يناير 2015.

تكريم الأديب سهيل ابراهيم عيساوي من قبال عدة مواقع ادبية


استعراضٌ لكتاب " نبض القلب " - للأستاذ " موفق خوري " -


                           (  بقلم  : حاتم  جوعيه  – المغار  -  الجليل   )


مقدِّمة ٌ :  هذا  الكتاب " نبض القلب "  هو أحدُ الأعمال الإبداعيَّة  التي  خرجت  إلى  النور قبلَ عدَّة سنوات ، من تأليفِ  المرحوم الكاتب والأديب الكبير الأستاذ  " موفق خوري " ، وقد أصدرَ الكاتبُ  قبلهُ عدَّة َ كتب  من  تأليفة  .
    كانَ يعملُ المرحوم الأستاذ  موفق  خوري قبل وفاتهِ  نائبَ  مدير عام  وزارة المعارف والثقافة والرياضة، ومديرًا لدائرةِ الثقافةِ العربية المسؤولة عن  إصدار الكتب  للمؤلفين العرب من  كتاب  وشعراء  وباحثين  وإقامة المهرجانات والنشاطات العديدة  ودعم  المؤسَّسات  والجمعيَّات والفعاليَّات الثقافيَّة والأدبيَّة والتربويَّة والفنيَّة  العديدة وغيرها محليًّا ، ولهُ  دورٌ  كبيرٌ  وفعَّالٌ في  دعم ِ واستمرار مسيرة  الثقافة  والأدب والفكر المحلِّي ،  وعن  طريقهِ وصلَ  الكثيرون من  الكتاب  والشُّعراء للشُّهرةِ  والإنتشار ووصلَ إنتاجُهُم  الإبداعي  الذي  كانَ  في غياهب  النسيان إلى النور . 
مدخلٌ :  يقعُ  هذا الكتاب  " نبض القلب " في  128  صفحة من الحجم  الصَّغير ، طُبعَ على حساب المؤلف الشَّخصي ( السيد  موفق ) وليس على حساب الدائرة ، والكتابُ يتناولُ  مسيرة َ حياتهِ  وكفاحِهِ الدَّؤُوب  من  أجل العيش الكريم  والشِّريف  والتمسُّك  بالقيم  والمبادىء  الخلقيَّة السَّاميةِ التي  ترضي الرَّبَّ  وَتُرضي  الضَّميرَ  الإنساني  النظيف والأعرافَ  والمفاهيم  التقدُّميَّة  المُثلى .   
   من  الناحيةِ  الشكليَّةِ  والبناءِ  والإطار  الخارجي  لأسلوبِ  هذا  الكتاب ( المؤَلَّف)- إذا أردنا تقييمَهُ  شكليًّا -  فلا نستطيعُ أن نعطيهُ إسما  أو ميزة ً واحدة ً مُعَيَّنة ً، لأن  أقسامَ  ومواضيعَ الكتاب  وصفحاته تتتمحورُ في عدَّة ِ  أساليب  وأنماطٍ  كتابيَّةٍ  متنوِّعةٍ ، من  الناحيةِ  الفنيَّةِ  والأدبيَّة  والذوقيَّة -فالكاتبُ ( خالد الذكر ) بحقٍّ وحقيقةٍ إنسانٌ مثقَّفٌ  ثقافة عالية جدًّا، إضافة ً إلى  تحصيلهِ   العلمي  والشَّهاداتِ  الأكاديميَّةِ  العالية  التي  حصلَ  عليها بجدارةٍ ، ولهُ  إلمَامٌ  واسعٌ  بالأدبِ  العربي والعبري  والأجنبي   والأدب المقارن وَمُطَّلعٌ  على مُعظم  ما  كُتِبَ  وَنُشرَ من  إعمال  إبداعيَّةٍ  خالدةٍ -  قديما وحديثا ..هذا  بالإضافةِ  إلى موهبتِهِ  الفذ َّةِ  الفطريَّةِ  أدبيًّا  وفكريًّا . وكنتُ ألمحُ  هذا الشيىء ، سابقا، من خلال  كتاباتهِ  وتقديمِهِ  لكتبِ  بعض  المُؤَلِّفين  والشُّعراء  المحليِّين  حيث  كان  يُقدِّمُهَا  بنفسهِ  بأسلوبٍ شاعريٍّ أدبيٍّ  مُنمَّق جذابٍ  ينمُّ  عن  حِسٍّ  فنيٍّ  مُرهَفٍ  وَمُقيِّمًا  لها التقييم العلمي والموضوعي الصَّحيح .
  يمزجُ الأستاذ ُ "موفق خوري" هنا ، في هذا الكتاب، الأسلوبَ  الصَّحافي  التقريري  مع الأسلوب الأدبي  في  الكثير من  صفحاتِ  الكتاب.. وأحيانا الأسلوب العلمي والفلسفي التحليلي الجافّ بعض الشيىء والخَصِب والمُشعّ موضوعيًّا  وتعليميًّا  وفكريًّا...وأحيانا  نجدُ  أسلوبًا  أدبيًّا  بحتا  قريبا  إلى الخواطر والشِّعر فيهِ الشَّفافيَّة ُ والشَّاعريَّة والرُّومانسيَّة ُ الحالمة التي تخلبُ الروح  وتسكرُ الوجدان  وتأسرُ  القلبَ  والضَّميرَ  فنجدُ المؤلِّفَ  يُكثرُ من الصُّور الشِّعريَّةِ والإيحاءاتِ والشَّطحاتِ الصُّوفيَّةِ والميتافيزكيَّة وللفانتازيا ويُدخلُ عناصرَ الطبيعةِ  وسحرها  وجمالها  وأسرارها   والألوان  المُشِعَّة  والوجود بعظمتِهِ اللامتناهية، إضافة ً إلى الموضوعيَّة والمفاهيم  الإنسانيَّة والحضاريَّة التقدُّميَّة  فتخرجُ  تلكَ الجملُ  والصَّفحاتُ التي على هذا  النمط  لوحة ً فنيَّة ً  شاعريَّة  رائعة ً خالدة  ً.  فهذا الكتابُ  يحوي  الكثيرَ  الكثيرَ  وممزوجٌ فيهِ كلُّ  شيىءٍ جميل ويتجلَّى فيهِ الفنُّ والإبداعُ والمهارة ُ الكتابيَّة ، فأرادَ  الأستاذ ُ "موفق خوري " بذكائِهِ  وعبقريَّتِهِ  ومهارتِهِ  الكتابيَّةِ  أن  يُقدِّمَ  لنا  جميعَ  الأنماطِ  والأساليِب  ونماذج المدارس الكتابيَّةِ  في  مؤلَّفٍ صغير (  كتاب  للجيب )  ويُدخل  فيهِ  آراءَهُ  ومعتقداته  ومفاهيمه  للحياةِ  والكون  وفلسفته  الخاصَّة  في الحياةِ   فينتقلُ  من  أسلوبٍ  لأسلوب  ومن  موضوع  لموضوع  ومن جوٍّ  إلى  جوٍّ  وعالم  آخر بمهارةٍ  ولباقةٍ  فائقةٍ  وبذكاءٍ  وتكتيكٍ  فذ ٍّ  قد  يعجزُ عنهُ  كبار الكتاب دون  أن  يشعرَ القارىءُ  بهذا التحوُّل المُفاجىءِ وبهذا التغيير ومن  دون أن  يتركَ  فراغا  أو شرخا  وتصدُّعًا  في البناءِ الهرمي المتين  لهذا المؤلف  والعمل  الأدبي  المُمَيَّز .
  وهذا الكتابُ بحقٍّ وحقيقةٍ  يستحقُّ  القراءة َ وجديرٌ وأهلٌ  أن  يكونَ  في  كلِّ مكتبةٍ لقيمتِهِ  وفوائدِهِ العديدة الهامَّة: أدبيًّا وإجتماعيًّا  وإنسانيًّا  وفلسفيًّا ، وهو  يتمحورُ في عدَّةِ  مجالاتٍ وأنماطٍ  كما  ذكرتُ سابقا، وهي :
1 ) البناء  الخارجي  والناحية  الشكليَّة -  وهذا  الجانب  يضمُّ  عدَّة َ أطر  وفروع ، مثل :
أ -  الطابع  والأسلوب  التقريري والصَّحافي .                                   ب – الطابع  القصصي  والسَّردي  .                                           ج-  الأسلوب الرومانسي الشَّاعري  القريب  للخواطر والشِّعر .                                             د - الأسلوب  العلمي التحليلي  والفلسفي  .     
2 )  الناحية ُ  الموضوعيَّة  والفكريَّة :                                         ويضمُّ   هذا الجانبُ  أيضا  عدَّة َ  فروع  وجوانب  أخرى، مثل :          1 – الجانب   التربوي  والتعليمي   .                                                 2 -  الجانب  الإنساني  .                                                                 3 -  الجانب والطابع  اللاهوتي  وعنصر الإيمان  .                                  4  - الجانب الترفيهي  والمُسلِّي  و ( عنصر التشويق  والترغيب )  .           5 -  الجانب النفسي والعقلي   .                                                  6 -  الطابع  الوطني  .                                                               7 -  الجانب الإجتماعي  والسُّلوكي  .    
 إنَّ الكتابَ بالإضافةِ إلى قيمتهِ الفكريَّةِ والفلسفيَّةِ  يُترعُهُ  وَيُضَمِّخُهُ الطابعُ     الأدبي والمستوى الذوقي والفنِّي الرَّفيغ ..وجديرٌ  بهِ أن  يُترجمَ إلى اللغاتِ  العالميَّة ويحظى بإهتمام الكتاب  والنقاد  العرب والأجانب .  وهذا  الكتابُ  كما جاءَ في مقدِّمتِهِ ( التي على الغلاف) يتناولُ في طيَّاتِهِ وبروايَتِهِ مسيرةِ الحياة   والكفاح   الشريف  من  أجل  الحياةِ   الأفضل  والأحسن  والمثلى   والعمل على تحقيق  الأهداف الإنسانيَّة  السامية.. وكلُّ هذا  بأسلوبٍ ونمطٍ  فلسفيٍّ  تحليليٍّ  لإطار واقعنا  الحياتي  اليومي  الذي  نعيشهُ ، فيعبِّرُ   فيهِ الأستاذ  "موفق خوري " عن  التطلُّع  إلى الأحسن  وإلى  العلم  والمعرفةِ  والتسامح والسلام  والتعايش الإنساني وحبّ الخير ومساعدة الغير والمحبَّة الشَّاملة وحبّ الإنسان  لأخيه  الإنسان . 
  ومن خلال حديثِ الأستاذ  "موفق خوري" وسردهِ لقصَّةِ حياتِهِ ومسيرتِهِ الكفاحيَّة حتى وصلَ إلى ما وصلَ إليهِ من مركز ومكانةٍ مرموقةٍ إجتماعيًّا  وعلميًّا – إبتداءً بطفولتِهِ ونشأتهِ  وتعليمهِ  ودراستهِ  وموت والدِهِ  في  سنٍّ  مبكر ثمَّ والدتهِ بعد ذلك  بفترةٍ  ليست طويلة وتولَّى هو بصفتهِ الأخ الأكبر تربية إحوته والعناية بهم وتعليمهم، ثمَّ زواجهُ في سنٍّ مبكر وتمُّل مسؤُوليَّة إعالة العائلة جميعها المكوَّنة من إثنى عشر أخا وأختا..إضافة ً إلى زوجته  وشريكة حياته  حتى  كبرَ  جميعُ   إخوتهِ وأنهوا تعليمَهم  وحققوا نجاحَهم  الحياتي والعلمي  والمعيشي  والإجتماعي  بفضل الأخ  الأكبر  ودعمه لهم ماديًّا  وأسريًّا  وتربويًّا . ويعطينا في هذا  درسًا كبيرا  في الأخلاق  والقيم   والمُثل   والمبادىء  والمحبَّة  والتسامح ، وفي  المُثابرة   والعمل  الدَّؤُوب  والكفاح لأجل  تحقيق  الأهداف الشريفة  المثلى والنجاح إجتماعيًّا  وعلميًّا  وماديًّا   وأسريًّا  وعائليبًّا ، مع التمسُّك  بالقيم  والمبادىء   وبالإيمان  بالله الخالق- جلّ جلالهُ - الذي لا يتخلِّى عن عبادِهِ وبالذات عن الإنسان المؤمن  والصَّادق  الذي   يمشي  حسب  مشيئة  الرّبّ  وخطته  للبشر  في  الحياةِ للأرضيَّة على هذا الكوكب. ونستشفُّ ونستخلصُ من هذه المسيرةِ الطويلةِ والعريضةِ والمُثمرة  أنَّهُ لا حياة  مع اليأس ولا  يأس مع  الحياةِ  إذا  وُجدَ  الإيمانُ القويُّ ، وليسَ هنالكَ  شيىءٌ إسمُهُ مستحيل  وانَّ الإنسانَ  الشَّريفَ  والمبدئي في النهايةِ  سيصلُ  وَسَيُحَقِّقُ  مبتغاهُ  من تقدُّم  ونجاح إذا حافظ َ على الأخلاق  والمبادىءِ  والسُّلوكيَّاتِ  الإيجابيَّةِ  ونقاءِ  الضَّمير  ومخافة الرًَّبّ  ومهما  كانت  تواجهُهُ  في البدايةِ  العراقيلُ  والصُّعوبات..ومن هنا  يظهرُ في هذا الكتاب الجانبُ الإنساني والإجتماعي  والسسُّلوك  والتربوي والتعليمي .
   وفي بعض الأسطر من هذا الكتاب يتحدَّثُ الأستاذ " موفق خوري" عن  قصَّةٍِ  وموقفٍ  هام  جدًّا  في  حياتهِ  وَيُؤَثِّرُ  في كلِّ  إنسانٍ عندهُ المشاعر الإنسانيَّة  وخاصَّة   في  الإنسان العربي  الفلسطيني  الذي  عندهُ  الضميرُ والحِسُّ الإنساني والوطني،حيث يذكرُ قصَّة َأخيه الشَّاب الذي  كان  يدرسُ موضوعَ الطّبّ  خارج البلاد  واتِّهِمَ  بقضيَّةٍ  أمنيَّةٍ  كذبا  وافتراءً  وَوُضِعَ  في السِّجن  فترة ً طويلة..وعندما توفيت الوالدة ُ( والدتهم ) جاءُوا  به  من السِّجن والقيود في رجليهِ ويديهِ  ليلقيَ نظرة ً سريعة ً وأخيرة ً على والدتهِ الميِّتة  المُسَجَّى  جُثمانها  في الكنيسة  وحولها  العائلة  والمُقرَّبين  والناس يبكونها، فلم يتمالك ويتماسكْ أخوهُ (مؤلِّف الكتاب) نفسهُ  وانهمرَت الدُّموعُ من  عينيهِ  بغزارةٍ  لهذا الموقف والمشه  التراجيدي المؤلم ... أيّ أنَّ  أمَّهُ  ميِّتة ٌوالبكاء عليها من كل ٍّجانب وأخاهُ مُقيَّدٌ برجليهِ ويديهِ بالسَّلاسل يحيط ُ بهِ السَّجَّانون .  وقد صوَّرَ الكاتبُ هذا المشهدَ  بكلماتٍ وجملٍ  قليلةٍ  مُعبِّرة  وَمُؤَثِّرة  وفيها  نستشفُّ  الشُّعورَ والجانبَ الإنساني  والوجداني  والوطني  وثقافة المؤلِّف  وبراءته ورقَّة أحاسيسهِ . والجديرُ بالذكر أنَّ أخاهُ  السَّجين قد أصيبَ  بالشَّل  نتيجة َ التعذيب  الشَّديد الذي  لاقاهُ  في السِّجن  من  قبل المُحققين، وبعد ذلك أخرجوهُ من السِّجن وهو الآن إنسانٌ مُقعدٌ على كرسي عجلات لا يستطيعُ  المشي  وقد  قام  بالعنايةِ  به  ورعايتهِ أخوهُ  "موفق" "والعائلة..وما زال إلى الآن  يعيش  في بيت المرحوم موفق  يتولى العناية  به  أولاد موفق والعائلة  جميعها  .   
 ويتحدَّثُ  الأستاذ " موفق" في هذا الكتاب أيضا عن موضوع الحُبّ بشكل مُكثف  وَمُوسَّع... الحُبّ  الإنساني  الشَّامل   والتعايش  مع  الجميع  بسلام  وطمانينة ووداعةٍ  ومحبَّةٍ  وتيسامح  .     فيقولُ  مثلا  في بعض الفقرات ( صفحة 104 ): ( " بالحُبِّ  نسنطيعُ أن  نفعلَ  كلَّ  شيىء،  فنحنُ  خُلقنا لِنُحبَّ وعِشنا من أجل المََحَبَّة ، والمحبوبُ أو المحبوبة، فكلُّ  شيىء  تفعلهُ  في مجالات الحياةِ من خدمة وعملٍ ودراسةٍ وإنتاج  وإبداع  منوطٍ بالحُبِّ، وإذا لم يوجد الحُبُّ في القلب والمشاعر والفكر، أضعُ  علامة َ سؤال كبيرة على العمل  ونتائجهِ  وأهميََّته ، فكلُّنا  نحبُّ  شيئ  أو أشياء، فمثلا :  حبّ                                                                                  الزوجة أو الصَّديقة  والحبيبة أو حُب الإبن  لوالديهِ ،أو حُبّ الأخ  لأخوتهِ وأخواتهِ ، أو حُبّ الإنسان لعائلتِهِ أهل بيتهِ، أو حُبّ الفرد (ذكرًا أو أنثى )  لأصدقائهِ  وصديقاتهِ ، كذلك  حبّ   الإنسان  لمجتمعِه ِ  الواسع   والضيِّق وللإنسانيّةِ وللشُّعوب . كذلك حبّ العمل والإجتهاد والبذل والعطاء، وخدمة الإنسانيَّة  بالإضافةِ  إلى  حُبِّ  الوطن، والأض، والبلدة ، والبيت  والشَّجر والحجر والورود والأزهار  والتلال والجبال  والسهول والوديان والبحار، فكلُّها حُبٌ  طيعيٌّ  وعفويٌّ  " ) .   
       إنَ الكاتبَ  يُعطينا  صورة ً مثاليَّة ً سامية ً كاملة  للحُبِّ المثالي الذي  يتمحورُ  ويتجسَّدُ  في  جميع  هذه  العناصر  والأشياء التي  ذكرَها : حُبّ  الإنسان لأخيه الإنسان ، حبّ المرأة، حب الأرض  والوطن ، حب الجمال والفنّ وحبّ الإبداع، وحبّ العطاء والعمل والإبداع  لأجل الإنسانيَّة جمعاء ..وهذا هو الحبّ الحقيقي والإيجابي السَّامي الذي  يكونُ مآلهُ ومفادُهُ الخير والسَّلام  والرَّفاهيَّة   والإنطلاق  والعمران  والتطوير  والتقدُّم  والإزدهار  للمجتمع وللإنسانيَّة .   
  ومن المواضيع المُهمَّة التي ركَّزَ عليها أبو رفيق موفق خوري  موضوع السَّلام  والتعايش – الموضوع   الهام  الذي  أصبحَ   الآن  حاجة ً  مُلِحَّة ً   وأساسيَّة  ومصيريَّة لأجل الإستقرار والطمأنينة والسَّعادة والعيش الطبيعي  من  دون  قلق  ورُعٍب وتخوُّفٍ من الغد والمصير المجهول ..وانَّ  السَّلامَ    الشامل والعادل  والحقيقي  قد  لا يتحقق  بدون المحبَّةِ  والتسامح  والصَّفح ،  وهذا ما  تتحدَّثُ عنهُ   دائما  وتركّزُ  عليهِ  الدياناتُ  السَّماويَّة  وجميعُ الأعراف والمفاهيم الإنسانيَّة والحضاريَّة والتقدُّميَّة، وبشكل خاصّ  وَمُمَيَّز  الديانة المسيحيَّة ،  ونستخلصها  من  تعاليم  وأقوال  يسوع  المسيح  حيث  يقول :  ( " طوبى  لصانعي  السَّلام   فهم  أبناء   الله  يدعون" .. "طوبى للودعاء  فهم  يرثون الأرض " ).. إلخ . 
وأخيرا  وليس آخرًا : إنَّ  هذا الكتاب  " نبض القلب "  هو  عملٌ  إبداعيٌّ  مُمَيَّزٌ  لقيمتِهِ  الإنسانيَّةِ  والفكريَّةِ  والإجتماعيَّةِ  أوَّلا   ثمَّ  لمستواه  الأدبي والفنِّي  الرَّاقي  والمُترع   والمُشِعّ   بالجوِّ   الشَّاعري  الفانتازي  الخيالي  وبالرومانسيَّةِ  الحالمةِ .. ويُضيفُ إلى أدبنا  ونتاجنا  المحَلِّيِ الثقافي  باقة ً جديدة ً  فوَّاحة ً  يانعة ً خالدة ً  تُكلِّلُ هامَ الفكر والأدبِ  والإبداع .

  وكم  كُنَّا نتمنى أن يمتدَّ  العُمرُ بالأستاذ موفق خوري  أكثر وأكثر ليتحفنا بالمزيد من الإصداراتِ والإبداعاتِ الأدبيةِ  والفكريَّة..ولكن يدَ  المنون  لم تمهلهُ  فقد   توفيَ  بشكل  مفاجىءٍ  وفاجع  وهو  في  أوج  عطائهِِ  وتألُّقهِ وعنفوانهِ (عن عمر يناهز ال 59  سنة ) إثرَ نوبةٍ  قلبيَّةٍ حادَّةٍ..وكان موتهُ  صاعقة ً لجميع أفرادِ المجتمع ولأصدقائِهِ  ومعارفه وذويه  بشكل خاص ، وخسارة ً لا  توصفُ  بل  فاجعة ً وكارثة ً  للعلم  والثقافةِ  والفنِّ  والإبداع بشكل عام . لأنّهَُ بفضل هذا الإنسان  العظيم  خرجت  آلافُ الكتب  الأدبيَّة  والثقافيَّة  والدواوين  الشعريَّة  المحليَّة  إلى  النور، والكثيرون  من الكتاب  والمثقفين  المحليِّين  الذين  كانوا  مجهولين  أصبحوا  معروفين  وتمَّ  نشرُ  إنتاجهم  وإبداعاتِهم  بفضل الأستاذ أبي رفيق موفق خوري  رحمهُ  الله .  

الاثنين، 30 مارس 2015

امانة الاوقاف تعلن بدء مسابقة الكويت الدولية الثانية لتأليف قصص الأطفال

اعلنت الامانة العامة للاوقاف عن بدء فعاليات مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص الأطفال في دورتها الثانية ، تحت عنوان ( الوقف والعمل الخيري والتطوعي ) والتى تحظى برعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح .
و قال الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي خلال المؤتمر الصحفي الذي اقيم امس في مقر الامانة ان مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص الاطفال هي واحده من بين مشاريع عديدة تضطلع بها دولة الكويت الحبيب ، ضمن ملف التنسيق الدولي للأوقاف على مستوى العالم الإسلامي ،والذي عهد به لبلدنا الحبيب بموجب قرار وزراء الأوقاف للدول الإسلامية في مؤتمرهم بجاكرتا بالعاصمة الإندونيسية في عام 1997م.
و اضاف أننا اليوم نُدشن فعاليات مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص الأطفال في مجال الوقف والعمل الخيري والتطوعي في دورتها الثانية ، حيث نعلن عن بداية تلقيها للأعمال المقدمة ولمدة أربعة أشهر مبينا وتتجلى لنا أهمية هذه المسابقة في الدور الفاعل الذي تقوم به من تعزيز ثقافة الوقف لديهم ، وترسيخ قيم العمل الخيري والتطوعي منذ نعومة أظفارهم ، و حث شبابنا الواعد على الإبداع والانخراط في الكتابة وممارسة تجارب تأليف القصص ، للوصول إلى مخرجات وإبداعات أدبية ناجحة في هذا المجال لخدمة الوقف والتعريف به بشكل أرحب .
و اشار الخرافي أن المسابقة تعد أحد المشاريع الجديدة التي أخرجتها إدارة المعلومات والتوثيق بالأمانة العامة للأوقاف في نسختها الثانية هذا العام ، لتشكل إضافة ثرية ومتميزة  إلى مخرجات الإدارة وإنجازاتها الأخرى على مدار العام 
ومن تلك المخرجات – على سبيل المثال – مكتبة علوم الوقف ، ومكتبة ماما أنيسه للطفل .
و تابع لقد أسهمت تلك المكتبات في توعية قوافل عديدة من الأطفال البراعم والناشئة الذين ترددوا على زيارتها على مدار العام الدراسي ، بأهمية الوقف ودوره في دعمالعملية التعليمية والتربوية ، حيث شكلت بذلك همزة وصل ، ورابطة متينة بين الأمانة ووزارة التربية من خلال العمل المشترك بين إدارة المعلومات والتوثيق بالأمانة ومختلف قطاعات وزارة التربية بدولة الكويت ، وهو ما ساهم كثيراً – وبشكل إيجابي – في ترسيخ صورة ذهنية جديدة لدى أطفال المدارس تجاه الوقف ودوره في تحقيق النهضة العلمية والمشاركة الفاعلة في العملية التعليمية والتثقيفية من خلال تمكين الناشئة من القراءة والإطلاع على مقتنيات تلك المكتبات بالأمانة ، الأمر الذي يحفزهم ويشجعهم على تنمية مواهبهم وصقل قدراتهم العلمية والمعرفية لجيل المستقبل الذي ننشده في هذا المقام .
و بدورها قالت نائب الأمين العام للإدارة والخدمات المساندة بالأمانة العامة للأوقاف إيمان محمد الحميدان  لمثل هذه الفعاليا الأثر الإيجابي والأصداء الواسعة التي حظيت بها المسابقة في دورتها الأولى ،وهو ما تمثل في الإقبال الكبير من قبل السادة الكتاب والمبدعين والمؤلفين في التقدم - بل التنافس في الكتابة - والاشتراك في موضوع هذه المسابقة وهو ( مجال الوقف والعمل الخيري والتطوعي ) من داخل الكويت وخارجها على مستوى دول العالم العربي والإسلامي .
و اضافت لابد وأن أشير إلى أن إدارة المعلومات والتوثيق بالأمانة العامة للأوقاف قد أخذت على عاتقها الاضطلاع بفكرة مشروع مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص الأطفال في مجال الوقف والعمل الخيري التطوعي في إضافة جديدة ومتميزة إلى نشاط ومشروع وخدمات ( مكتبة علوم الوقف ) بالأمانة ، سعيا إلى تحقيق أقصى قدر من الفائدة المرجوة التي تعود على الأطفال من جهة وعلى ( الوقف وثقافته ) بالفائدة نفسها من جهة أخرى .
و اشارت الحميدان إلى أن موضوعات الكتابة في المسابقة موجهة في الأساس إلى الأطفال على مستوى العام العربي والإسلامي ، بهدف نشر الوعي بأهمية هذه السنة النبوية الحميدة - سنة الوقف والتطوع والعمل الخيري - وكذلك دعم وتشجيع المواهب الإبداعية في مجال الكتابة القصصية وتوجيه اهتمام الكتاب إلى الوقف والتطوع من أجل إفراز نتاج أدبي جديد في موضوعاته ومجالاته بشكل خاص .
وزادت و تعدف المسابقة لإبراز ريادة دولة الكويت إقليمياً وعالمياً في دعم القضايا والمجالات الخيرية ، والدينية التي تسهم في خدمة المجتمع في مختلف المجالات الاجتماعية والدينية والتنموية .
و ذكرت الحميدان ان من شروط القصص المكتوبة في المسابقة أن تدور الفكرة الرئيسية للقصة حول أحد الموضوعات ( الوقف ، العمل التطوعي ، والعمل الخيري ) وأن يكون النص المقدم مكتوباً باللغة العربية الفصحى إلى جانب شروط أخرى ستجدونها موضحة في إعلان المسابقة لدورتها الثانية لهذا العام .
و تابعت وأما جوائز المسابقة فتنحصر في ثلاثة مراكز : الأول $15000 (خمسة عشر ألف دولار أمريكي والثاني $10000 ( عشرة آلاف دولار أمريكي ) والثالث 5000 ( خمسة ألاف دولار أمريكي )  .
و لفتت الحميدان الى انه تم تدشين موقع ( قطوف الخير ) امس و الذي يتضمن عرض القصص الفائزه في المسابقة وقصص أخرى ، والذي سيعرض له الدكتور / نادر معرفي – رئيس مجلس ادارة المركز الإقليمي للبرمجيات 
مؤكدة أن مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص الأطفال في مجال الوقف والعمل الخيري والتطوعي  تتمتع بدعم ورعاية كريم من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ / جابر المبارك الحمد الصباح،الأمر الذي يساعدها على الاستمرار في تحقيق أهدافها ورسالتها السامية ، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه – قائداً للكويت وزعيماً للإنسانية بشهادة العالم .

معلومات عن المسابقة 

• بلغ عدد المشاركين في المسابقة الاولى لقصص الأطفال (267)كاتباَ وكاتبة على مستوى دول العالم العربي والإسلامي والأوربي أيضا..
• تم قبول (48) قصة من اجمالي القصص المقدمة للمسابقة 
• أسفرت التصفيات قبل النهائية عن ترشيح (13) قصة للتحكيم النهائي 
• فاز منها ( قصتان ) وهما : في حينا مكتبة ، وتسنيم وحذاؤها الثمين ، وتم حجب الجائزة الأولى لعدم ارتقاء القصص المرشحة لمستوى الجائزة ، بالاضافة الى أن اللجنة اختارت قصة واحدة متميزة بعنوان : (فارس القارة السمراء )– عن الدكتور / عبدالرحمن السميط –رحمه الله ، والتي تمت طباعتها
• شارك في المسابقة مجموعة من الكتاب والمؤلفين من عدد (23) دولة في مقدمتها  : الكويت ، ومصر ، والمغرب ، والجزائر ، وسوريا ،والأردن ، وفلسطين ، والعراق ، واليمن ، والسعودية  ، والبحرين ،وتونس ، ولبنان ، والسودان ، والسنغال ، وعمان ، والصومال ،وموريتانيا ، وقطر ، وهولندا ، وأمريكا ، وفرنسا ، وبريطانيا  
• تكونت لجنة التحكيم الاولى والثانية للمسابقة السابقة من ستة  محكمين متخصصين لتحقيق الموضوعية والحيادية والشفافية التي اكسبت المسابقة قيمة ومصداقية عالية  .
يمكنكم  الاستزادة  من  موقع امانة الاوقاف وموقع  الجائزة  :    
http://www.awqaf.org.kw/araBic/pages/default.aspx

السبت، 28 مارس 2015

تكريم مميز للأديبه النصراويه حنان جبيلي عابد في حيفا .
























































 




تقديراً لعطائها الادبي الغزير ولتميزها بأصدارها الاخير "مزاجيه مفرطه" بادر المجلس المللي الارثوكسي بحيفا بتكريم الاديبه حنان عابد جبيلي بأمسيه ادبيه خاصه في قاعة كنسية مار يوحنا.شارك بها العشرات من الكتاب وعشاق القلم ولفيف من الشخصيات الاجتماعيه والسياسيةادارت المربيه ميسون حنا الامسيه التي اشارت الى تميز اسلوب الكاتبه الادبي الذي يجمع ما بين الادب الابداعي الواقعي النسوي والطفولي والانساني المداخله الاولى كانت للأديب سهيل عيساوي قال في كلمته:"إنه لشرفٌ كبيرٌ لي أن أقف بين يديّ هذا الجمهور المثقف والمتميز أن أتطرق إلى أدب الأطفال الذي أبدعته الأديبة حنان جبيلي- عابد.الكاتبة كانت طلائعية في طرق هذا اللون الأدبي الذي يحتاجه أطفالنا لمواجهة المستقبل وصقل الشخصية واكتساب الثروة اللغوية ومواجهة تحديات الحياة، وتعزيز الثقة بالنفس والتعرف على تراثنا وحضارتنا وهويتنا القومية والثقافية وتعزيز انتمائنا بتاريخنا وإرثنا الإنساني، فكانت الأديبة حنان جبيلي سبّاقة في طرح العديد من المواضيع الإنسانية والاجتماعية بأسلوب سلسٍ وواضحٍ تتناسب مع تطلعات أطفالنا والباحثين والعاملين في هذا الحقل. فحملت كل قصة حزمة من الرسائل التربوية والإنسانية. في قصتها حلمت حلمًا غريبًا تحدثت عن الأمومة وعن دعم الأم لابنتها في تبديد المخاوف والأحلام السيئة وعالجت موضوع الأحلام المزعجة لدى الأطفال وشجعت الخيال الواسع لدى الأطفال، وطرحت موضوع الحروب وقسوة القلوب وضرورة العودة إلى السلام كخيار حتمي لضمان سعادة الإنسانية. وقال فيها الخلاصة:ان الكاتبة حنان جبيلي- عابد تطرح قضايا المجتمع والطفولة بجسارة ومن زاوية جديدة تضع نصب عينيها قضايا الأطفال والطفولة وحفظ النسيج الاجتماعي والسلام والعدل وتوسيع آفاق الطفل وتغذية معلوماته تغذية علمية سليمة وتقبل الآخر المختلف، ودور العائلة في دعم الأطفال وتنمية ذكائهم ومهاراتهم المختلفة. فهي تستحق منا التقدير والتكريم".وثم قدم الدكتور صالح عبود مداخله ادبيه تحليليه ونقديه مهنيه واشار الى ان الكاتبه قامه ادبيه تتبوء الصفوف الاولى للمبدعين العرب بالداخل واسهب الدكتور صالح بكلمته حتى عرض قام بعرض دراسة نقديّة حول كتاب "مزاجيّة مفرِطة" لحنان جبيلي عابد حيث قال:"مزاجيّة مفرطةٌ مجموعةٌ قصصيّةٌ تحتشدُ فيها أربعةُ عشرةَ قصّةً على التّرتيبِ الآتي: لوحةٌ صَوتيّةٌ، شْمُردقْ، ابنُ الأكرمين، ظِلّهَا وأنا، رُجولةٌ سابقةٌ لأوانها، باقةٌ في مهمّةٍ رسميّةٍ، عاشقٌ في خريف الحكاية، نَبَضاتٌ خافتةٌ، أكذوبَةٌ على هامشِ اللّقاءِ، توقيعٌ صَوتيٌّ، حبٌّ بلا عنوانٍ، حقيبةُ العمرِ، برهانٌ وختامها عنوانُ المجموعةِ كلّها مِزاجيّةٌ مُفرطةٌ.اختارتِ الكاتبةُ عنوانَ المجموعةِ من خلالِ عنوانِ قصّةٍ أجّلتْ حضورَها إلى نهايةِ قائمةِ القصص في المجموعةِ، وأجدني اليومَ متمرّدًا على ذلك التّرتيبِ، إذ أبدأُ بها وأسْتَهلُّ...قصّةُ مِزاجيّة مُفرِطة تتناولُ شخصيّةَ هنادي، وهيَ سيّدةُ أعمالٍ من الدّرجة الأولى، ذات شخصيّةٍ متأرجحةٍ ممزّقةٍ بينَ الطّيبةِ والنّكدِ، إلى درجةٍ يتوهّمُ من يَعرفُها عن كثبٍ أنّها ليست نفسَ المرأة بين موقفٍ وموقفٍ، فسَرعانَ ما تتبدّلُ بلْ تنقلبُ شخصيّتها من حالٍ إلى حالِ نقيضِ، وَهيَ نَهبٌ مُستباحٌ لمزاجيّتها المفرطةِ، وفي اليومِ الّذي تدخلُ فيه في مواجهةٍ ثائرةٍ مع جارتها المُسِنَّةِ أمِّ هشامٍ بعدَ أن رأتها تكنسُ أزهارَ اللّوزِ المتناثرةَ الّتي اندفعَ بعضُها عن غيرِ قصدٍ إلى حديقةِ بيتِها، فوَثبَت إليها وقذفت في وجهها، وعلى رؤوسِ الأشهادِ، تقريعًا موجِعًا سوقِيًّا يُهشِّمُ معالمَ أنوثَتها المتواريةِ خلفَ أسوارِ الغضبِ والعصبيّةِ الّتي تَحرِقُها وَتُجهضُ الهدوءَ في أيِّ مكانٍ ترتادُهُ.. تَخطَّت هنادي عامهَا الأربعينَ، وهيَ على حالها ذاكَ، وها هيَ تأخذُ لنفسها قسطًا من الرّاحةِ الأخيرةِ فتدخلُ بيتها، وتُعْمِلُ ما بقيَ من مزاجيّتها المُفرطةَ فتنتفخُ أوداجُها حَنقًا وأرَقًا، وتَتَّجهُ مسرعةً نحوَ حتفهَا ومزاجيّتها المفرطةُ حقيبةَ سفرٍ تَحملها نحوَ الاستسلامِ لأظفارِ المنيّةِ، فتموتُ هنادي وآخرُ عِرقٍ فيها ينبضُ معلنًا انتصارَ مِزاجيّتها الهالكة المهلكةِ..تلكَ هيَ المرأةُ في حومةِ الحياةِ، تَعبثُ بِها ضغوطاتٌ، وتَنزِلُ بِها تفاصيل كونِها امرأةً أشَدَّ عقوبةً قدْ يَعيشها المرْءُ طَوالَ حياتِهِ القصيرةِ أصلًا، وهيَ عقوبةُ المِزاجيّةُ المفرطةُ، الّتي تستبيحُ هدوءًا وراحةَ بالٍ واستقرارَ حالٍ، يَعوزها الإنسانُ كيْ يَستمرِئَ للسّعادةِ طَعمًا، فتنقضُ مِزاجيّته تلكَ كلّ بنيانٍ للسّعادةِ، وَكلَّ أملٍ بِراحةٍ منشودةٍ غيرِ موجودةٍ..عُرضَت القصّةُ بأسلوبٍ جميلٍ يتهادى بينَ ثورةٍ ذاتيّةٍ مُتَمَكِّنةٍ وَاهتزازِ كرسيٍّ يُغذِّي ثورةَ النّفسِ بحركةٍ تدفعُ هنادي نحوَ مزيدٍ منَ الاندفاعيّةِ والاحتقانِ القاتليْنِ".كما واتحف عازف العود درويش درويش الحضور بمعزوفات فنيه راقيه كان اهمهااسماء المقطوعات : 1.سماعي نهاواند 2.سماعي شَدّ عَرَبان 3.سماعي كُرد+ لونچاومسك الختام كان كلمه المحتفى بها الكاتبه حنان حبيلي عابد التي شكرت المبادرين للتكريم والمنظمين وعلى رأسهم المحامي فؤاد نقارة ، وعائلتها الداعمه معتبرة التكريم انه مسؤولية امامها ككاتبه تنتمي لمدرسة توفيق زياد ومي زياده الادبيه كونها ابنة الناصره ، وقرأت العديد من القصائد والخواطر من اصدارها الاخير مزاجيه مفرطه. وبعد الكلمات كان مداخلات وتحيات من الحضور.

في قرية الجش يتوجهون للكتاب في أكثر من طريقة!


 *بالتعاون بين المكتبة العامة في الجش


بإدارة أليس حداد، ومدرسة الجش الابتدائية الرسمية بإدارة ريم خطيب زعبي، ولفيف من معلمي اللغة العربية ومربي الصفوف، تمّ استضافة الكاتبة والأديبة ميسون أسدي، ضمن برنامج "مسيرة الكتاب"، "هيّا نقرأ في المكتبة العامة" تحت عنوان "تشجيع القراءة والمطالعة الحرّة"، وتجلى في أكثر من صورة اذا كان ذلك عن طريق مسرح الدمى، ساعة قصة، تمثيل صامت كتابة إبداعية وغيرها من الفنون والتوجه للكتاب في أكثر من طريقة.
وفي حديث مع مديرة المكتبة اليس حداد، قالت: تشجيع أولادنا على قراءة القصة تتمّ بطرق مختلفة حتّى نستطيع ترغيبهم وتحبيبهم بالقصة وقراءتها، وعلينا ان نعلم اولادنا ليس القراءة فقط، بل كيفية القراءة.عرضت الكاتبة ميسون أسدي، أمام طلبة صفوف الأوائل والثواني والثوالث والروابع والخوامس والسوادس، قسما من قصصها وتحدثت اليهم عن تجربتها في الكتابة، حيث قام الطلاب مع معلمي اللغة العربية بالعمل معًا على بعض من نصوص الكاتبة قبل الالتقاء بها.
وشارك في هذه اللقاءات التي استمرت على مدار يومين كل من معلمي اللغة العربية في المدرسة وهم: حنان سمير، غادة شحادة، ديانا حلاق، أمون حليحل، سحر زيدان. وأيضا تواجد في اللقاءات مربي صفوف الابتدائية وهم: نانسي فرح، فاتنة عباس، يونا شولي ورشيد زيدان.واشرفت على هذا المشروع معلمة الفنون ومركزة التربية الاجتماعية فاطمة حليحل، التي اهتمت بكل شاردة وواردة تتعلق بهذا البرنامج وقد رافقت الكاتبة والطلاب والمربيين من أجل انجاح البرنامج.وفي حديث مع الكاتبة أسدي، قالت: لقد كان اللقاء مع طلاب الابتدائية في قرية الجش مميّزًا جدًّا، حيث شعرت في بعض اللحظات وأثناء طرحهم للأسئلة، بأنهم على مستوى عال من الثقافة والانفتاح على عالم القصص، ولاحظت أنهم يتشربون كل كلمة تصدر عني باهتمام شديد.. ولاحظت أيضًا بأن المشرفين على المشروع مهتمين لكل كبيرة وصغيرة في سبيل انجاح الفكرة وإيصالها للطالب كما يلزم الأمر.