الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الحركة الادبية المحلية تفقد احد فرسانها



قدت الساحة الأدبية المحلية احد فرسانها ,من اصحاب التجارب العميقة والعلاقة الحميمة مع الادب والابداع ,وهو الدكتور الشاعر والفنان التشكيلي




سليم مخولي , صوت جاد شق طريقه بصمت وهدوء وسط بحر هائج من الكتابات والابداعات, وفي ظل التجمعات الادبية والحزبية والشللية الادبية والتي تشل وتقيد الابداع وتفرغ النقد من مضمونه , وشحيحة هي الابحاث الجادة والدراسات الاكاديمية التي تناولت نتاجه باسهاب, مما تسبب في خفوت صوت شعري قوي ,وقصائد متماسكة تعالج قضايا انسانية ووطنية واجتماعية وفلسفية,الشاعر الراحل اضافة الى اتقانه الشعر اتجه للمسرح والقصص القصيرة,وقد عمل الشاعر في مهنة الطب وكان من ابناء الجيل الاول الذين تعلموا مهنة الطب فقد تخرج من جامعة القدس عام 1966,وعمل طبيبا باطنيا في عدة مستشفيات,ونشط في عدة جمعيات وطنية واجتماعية وادبية وثقافية , وحرص كل الحرص على المشاركة في الندوات الادبية والامسيات الشعرية في القرى والمدن العربية , وحظي بالتكريم والمشاركة ,وقد ابدع ايضا في الرسم والنحت فزينت مجموعاته لوحات جميلة خالدة تحمل لمسات فنان مبدع صاحب ذوق رفيع
صدرت له عدة مجموعات شعرية: نذكر منها.. معزوفة القرن العشرين 1974 - صدى الأيام 1974- ذهب الرّمال 1989- تعاويذ للزمن المفقود 1989. رماد السطوح ورخام الاعماق - ,شعر 1996 , اليك - شعر 2003 , رفيقة يومي - شعر 2003 , الابواب المفتوحة , قصص قصيرة 2005, عثرنا على ذاتنا , شعر 2006 , نسيج اخر للموقف , شعر 2007 من اعماله الإبداعية الأخرى: مسرحية بعنوان: الناطور 1979. الزينة , مسرحية 2011
رحم الله الشاعر والفنان الصديق سليم مخولي الذي يشهد له الجميع بحسن سيرته وصلابة موقفه وايمانه بعداله قضيته وتميزه بعمله كطبيب ومشاركته في النشاطات الثقافية والوطنية . وامن بالتعليم كوسيلة لتقديم الافضل لمجتمعنا ولبناء الانسان فجميع اولاده من الاكاديميين . وكان الراحل يحرص على اهدائي كتبه فور صدورها مع توقيعه الخاص .كتاباته تحمل رسالة كبيرة ,وشعره غني وخياله واسع ,ثروته اللغوية بحر .
نترككم في اجواء قصيدة " مائية للزمن المكرر " من ديوان نسيج اخر للوقت ,
ارقبه واقفا كلوحة الجدار
الفصول تدخل في شراييني
واعترف
هذا الطريق نقيض ماض
هل الانقاض سلالة ؟
في هيأة جبل
يخرج عن ابط الوادي
وفي توتر اللحظة اصفق له
يكرج حجرا حجرا
يسير مع النهر السريع
الى السهيل المريح
يعترف لي ,
الموت طمأنينة !
قبل سني الجراد كان واقفا
على سلالم نشيده
شده الحضور الى عاصفة
مصفقة جديدة
اعود فأرقبه هل من جديد ؟
يغيب في الغيب المزدحم
بالجماجم والعصافير الوردية
لا تلمس وجه المراة - قالوا له
جعلناك قافلة لصغير الترام !
فشد حزامك المنسي تحت
طاولة المقهى - ووقف,
يلتقط له صورة جديدة ...
ابصره من جديد وأرثيه
يعتب علي لأني لم أزحزح الرخام
عن مائية اللون ....
وتركته يغيب,
لم ينتبه ان الوقت لا يرجع
مع السائرين الى الامام
والقمة لا يسقط عنها احد !!
والقاعدة , ليست الاستثناء
هي الطريق
أما الجنة
هي العصفور المسافر
على جناج الزمن
هي البرق المتعاقب
في ذاكرة الفضاء الى
الذات الطامحة ...
اتركه ,
أعود منه وذاتي تقول
اتبعني ايها الحلم !
فانا المنبر لاغانيك الموعودة
وانا غابة الزيتون لصوتك اللؤلؤي
وزيت لقناديلك المقدسة
ارفع صورتك على جدران الفصول
ايقونة
أحتمي بها - وأحميك .....
في الختام من المهم ااقامة لجنة خاصة لحفظ ابداع الشاعر الراحل ولوحاته الفنية , مثل اصدار الاعمال الكاملة , التبرع بلوحاته للمتاحف هامة في البلاد والعالم او صور عنها , ترجمة كوكبة من قصائده الى عدة لغات في العالم وطباعتها وتوزيعها ,نشر كتبه الكترونيا على شبكة الانترنت وفي كبرى المكتبات الرقمية , قيام نخبة من المتعاطين مع النقد الجاد بتناول ادبه , قيام عدد من طلابنا الجامعين بكتابة اطروحة دكتوراة ووظائف جامعية عن شعره , قيام طلابنا في المرحلة الثانوية بكتابة ابحاث ووظائف للبجروت حول مواضيع تناولها الاديب الراحل , وعلى مستوى قريته كفرياسيف والتي تزف لنا بكل فخر المبدعين والادباء والاطباء والمهندسين , من المهم ايضا تخليد ذكراه من خلال اطلاق اسمه على شارع رئيسي , وعلى مكتبات مدرسية ,واصدار كتاب يضم سيرته العطرة , اصدار طوابع بريدية تحمل صورته بالتعاون مع دائرة البريد . وغيرها من الافكار الجميلة التي تصب في دفع حركتنا الادبية الى الصدارة والحضور القوي .