الجمعة، 25 فبراير 2011

وداعا ملك ملوك افريقيا

ما يحدث ليبيا اليوم من مجازر على يد النظام الليبي , امر غريب ومقلق ومفزع , لا يتصوره اي عقل , مئات القتلى والاف الجرحى الذين خرجوا للتعبير السلمي عن مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ليقولوا للعقيد معمر القذافي كفاية 42 سنة من الحكم والاستبداد والغاء السلطات واختصارها في شخصه , خرج المنتفضون في كل المدن الليبية وكانت بنغازي الرائدة وقدمت ما يزيد عن 200 شهيد , ثم تلتها المدن الاخرى حتى وصلت الثورة الى معقل القذافي الاخير طرابلس الغرب , حصد المتظاهرين من خلال الطائرات والاسلحة المحرمة والثقيلة , جرائم لا تغتفر , لكن الشعب الليبي احفاد عمر المختار لا يهاب الموت والتهديد , واستغلال المرتزقة من تشاد والسودان والنيجر وغيرها دليل على افلاس النظام وضعفه , واختفاء اركان النظام من وزراء وقادة ميدانيين , بالمقابل ظهر سيف الاسلام في تصريح وتهديد للشعب الليبي خطاب ينم عن بعد عن الواقع واستخفاف بعقول الناس , يهدد شعبه بحرب اهلية او اقامة دويلات اسلامية من اجل استجداء الغرب ثم جاء خطاب الوالد الذي تاخر ربما لاضفاء جو من الفموض او من شدة الصدمة لم يفسر القذافي في خطابه باي صفة تحدث ابنه الى الشعب ؟ الخطاب طويل وهزيل ومكرر ينثر الوعيد ويذكر بن لادن والزرقاوي والصومال وافغانستان والاسلاميين ليخيف الغرب وامكانية وقوع حرب بين القبائل الليبية لردعها عن التخلي عنه , يتهم شباب بالسكر والهلوسة والجردان والصبية وقلة ويهددهم بحرب ضروس كما فعل الامريكان بالفلوجة , كانه يخاطب شعب اخر , ويعلن الحرب على امته التي امنت بمبادئ ثورة الفاتح من ايلول حتى ثبت عكس ذلك ,

امام هذه المجازر ورغبة ملك ملوك افريقيا في الاستماتة على عرشه الذي يدعي انه غير موجود وهذا استهتار بالرأي العام والشعب الليبي , والغريب صمت الدول العربية ما عدا قطر التي تستجمع قوتها في كل ثورة , جامعة الدول العربية تاخرت قليلا الا انها على الاقل اتخذت خطوة بتعليق عضوية ليبيا , العالم الغربي يود ضمان تدفق النفط والغاز والقذافي كان ضمن المنظومة التي تحارب ما يسمى بالاهارب والتطرف الاسلامي , واغدق على الغرب مليارات هي جهد الشعب الليبي بالمقابل اعاد ليبيا الى حضيرة الغرب وعزف على اوتار الغرب والغرب اغمض عيونه عن سحق الحريات الاساسية والانسانية , والقذافي ساهم في محاربة الهجرة السرية الى اوروبا , ومصالح اقتصادية متشابكة بين الطرفين

لذا صمت الغرب واثر التهرب من اتخاذ موقف حاسم , القذافي احس بنهايته مع نهاية وهروب بن علي الرئيس التونسي المخلوع فتطوع وخطب بالشعب التونسي يلومه على خلع بن علي قال لهم انهم لن يجدوا افضل منه ويجب ان يظل يحكمهم مدى الحياة , في الحقيقة ان الخطاب قوبل في العالم بالاستغراب ليس من باب وفاء الرجل لبن علي او من باب الوقاحة باي صفة يخطب للشعب التونسي بدل ان يبارك لهم نصرهم المبارك بكنس الطاغية , لكن القذافي كان يخاطب شعبه ويتحدث عن نفسه بانه يجب ان يحكم حتى الموت

ان القذافي لم يتعلم من اخطاء بن علي ومبارك , والشعب اللليبي تعلم درس الشعبين جيدا وافاد , ان رحيل القذافي وشيك , كما قلنا بعد سقوط بن علي ان يقظة الشعوب العربية سوف تحطم العديد من الاصنام تماما مثل حجارة الديمينو يسقط واحد تتهاوى الحجارة الاخرى تباعا , والحاكم الفطن يحاور شعبه ولا يغتصب السلطة ولا يعتبر الشعب عبيده والكرسي معبوده

من الحماقة ان يحاول القذافي احراق ليبيا ومواردها ومطاراتها وموانئها متبعا سياسة الارض المحروقة لان التاريخ لا يرحم

الاثنين، 14 فبراير 2011

وتشرق شمس الحرية من جديد فوق الاهرام

وتشرق شمس الحرية من جديد فوق الاهرام

كتبهاسهيل عيساوي ، في 13 فبراير 2011 الساعة: 12:22 م

ما حدث في القاهرة وتحديدا في ميدان التحرير , ليس مجرد حدث عادي في التاريخ المصري , او العربي او الاسلامي او العالمي , مصر اكبر دولة عربية , وصاحبة الحضور القوي , على الساحة الدبلوماسية والسياسية , بفضل علاقتها مع الولايات المتحدة ودول الخليج , ومصر صاحبة اعرق حضارة , ونظام مبارك كان يمسك بكل الخيوط في الدولة على المستوى السياسي والاقتصادي بفضل التزاوج الكاثوليكي بين المال والسياسة , والسيطرة التامة على مجلسي الشورة والشعب من قبل الحزب الوطني الحاكم في ظل تغييب المعارضة من خلال الملاحقة , والسجن ومنع اعطاء تراخيص والارهاب البوليسي حتى قيل ان نظام مبارك يملك حوالي 2 مليون شرطي سري , لكن نظام مبارك لم يفطن الى طموحات الشباب ومطالبهم المشروعة بضرورة توفير لقمة العيش والكرامة والحرية

ودمج الطاقات المصرية الشابة في عملية تطوير مصر , وضرورة مراجعة السياسة المصرية الخارجية ومواقفها من قضايا الامة , والقضية الفلسطينية بامكان مصر تحقيق مكاسب اكبر للشعب الفلسطيني من خلال المباحثات المتعثرة كون مصر وقعت على اتفاقية سلام مع اسرائيل , وكتم انفاس المعارضة وصبغ مصر بلون ودم الحزب الحاكم وزج بالاف المعارضين في غياهب السجون والتضييق على حرية الراي في ظل العولمة وانتشار الانترنت والمواقع الاجتماعية سهولة معرفة ما يدور في مصر عبر وسائل اعلام عربية وغربية ومن خلال الشبكة العكبوتية , ورغبة مبارك في توريث ابنه جمال رغم عدم اهليته لذلك ورفض الفكرة اساسا من قبل الشعب واحزاب المعارضة , وتفشي الفساد الاداري والرشوة في كل مكان , ادارة مبارك تحكم البلد بعقلية قرن مضى الشباب ينظرون الى المستقبل مشرق ونظام مبارك يحدق الى الوراء

كل هذا ولد شعور من الاحباط والغليان في الشارع المصري , نهر النيل شهد على الاجحاف والظلم والتجويع والتركيع والاذلال , فكانت ثورة 25 يناير 2011 الشرارة التي وجدت جبالا من حطب الثورة في انتظار الشرارة الاولى وفشل مبارك واركان نظامه في استيعاب مطالب المنتفضين في الوقت المناسب بدل الاستماع اليهم في اليوم الاول قام رجال الامن بامر من مبارك ووزير داخليته بقمع المتظاهرين المسالمين فزاد الغليان والتنازل تلو التنازل لم يثني الشباب في ميدان التحرير , ووقوف الجيش ضمنيا الى صفوف الشعب ومطالبه زادهم عزما واصرارا , خطابات مبارك الهزيلة والفارغة المضمون والتي حاول من خلالها استعطاف عقول المتظاهرين من التذكير بانه من ابطال حرب اكتوبر , وبعض التنازلات المتاخرة , لم يكن لها رصيد او صدى بل على العكس , وتخلي الغرب والولايات المتحدة عن مبارك الامر زاده تخبطا وضعفا ,

سقوط مبارك المدوي ترك الاثر الكبير في قلوب الاطفال والشباب والشيوخ , ورجال السياسة , عمت الفرحة الامة العربية من المحيط الى الخليج , وكل البيوت وحي وكان مبارك لم يكن يحكم مصر وحدها انما العالم العربي , يكتم وعلى انفاس الامة ويعيق التغيير والتقدم ويقدم للغرب صورة الحاكم العربي المتشبث بكرسي الحكم وتحويل نظام الحكم الى ملكي عائلي , يجمع الثروة وافراد عائلته وشعبه يموت جوعا ويسكن في المقابر , حاكم متعلق بالغرب ورغباته ولا يسمع صوت شعبه ولا يعرف الوان الحرية , ومع ذلك الغرب كان اول من لامه على اهانة شعبه واشباعه صنوف العذاب والهوان , فكان سقوطه رسالة للحكام العرب بان الارتماء في حضن الغرب ليس طوق نجاة بل حبل مشنقته , هذه الثورة رسمت من جديد صورة مصر وصورة المصري الشريف الذي شوه النظام صورته , تصرف المتظاهرين الراقي والحضاري والقيادات الشبابية والحزبية , هذه الثورة الناجحة رسالة لشعوب الارض بان القرار والحكم للشعب , واشارة للحكام العرب بان الشعوب العربية استفاقت من غيبوبتها الطويلة ولن ترضى بالدكتاتورية وسحق حقوقها الاساسية , والشمس التي اشرقت فوق الاهرام ستصل حتما كل عاصمة عربية