الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

المكتبة هي بيت المثقف اينما وجد

مصطفى عبد الفتاح، أمين مكتبة كوكب ابو الهيجا:
المكتبة هي بيت المثقف اينما وجد



تقرير: ميسون أسدي
*تم افتتاح المكتبة العامة  في كوكب ابو الهيجا عام 1992 بـ (500) عنوان فقط اليوم المكتبة تحتوي على (22000) عنوان*حوالي (5000) إعارة في السنة*عدد القراء الفعالين حوالي (400) قارئ لقرية عدد سكانها (3500) نسمة*ما زلنا نرى في المكتبة مكان تجميع أو مخزن للكتب، مكان نطرد ابنائنا اليه كي لا يزعجونا!*هناك تهميش وإهمال من السلطة المحلية لدور المكتبة إلى جانب تمييز السلطات الحكومية تجاهنا كأقلية قومية في العديد من المجالات*هناك قانون يلزم كل سلطة محلية بإقامة مكتبة عامة في منطقة نفوذها*هناك (700) مكتبة عامة أو شبكة مكتبات عامة في المدن الكبيرة وفي المجالس الاقليمية منها حوالي (70) مكتبة عامة في الوسط العربي*

**كانت المكتبة العامة ولا تزال رائدة في تقديم الفكر التقدمي والأدب الوطني والإنساني لجميع المواطنين دون تمييز، وتبقى هي الحاضنة الثقافية والحضارية التي تسهم في بناء مستقبل الإنسان العربي، ولا شك ان المكتبة العامة هي مؤسسة ثقافية تربوية لا تقل أهمية عن المدرسة والجامعة، حيث تحتوي بين ثناياها كنوز البشرية كتب ومعلومات ثقافية وعلمية، وهي المكان الرائع لقضاء أوقات الفراغ في المطالعة والتعلم والتعرف على ثقافات العالم، وهي المكان الذي فيه تستطيع ان تحب الكتاب لأنك انت صاحب الاختيار والتعلم فيها هو مجاني.. حول هذا الموضوع أجرينا لقاء مطول مع مصطفى عبد الفتاح، أمين مكتبة كوكب ابو الهيجا:
-         الشعوب الراقية والمتمدنة تنظر إلى المكتبة كأهم وأعظم المؤسسات التي ترينا الوجه الحضاري للأمة، لأنها ترافق جميع افراد الشعب من المهد إلى اللحد، تعطيهم كل الأجواء الرائعة والهادئة للتعلم الذاتي وللثقافة الذاتية، نظرة المواطن للمكتبة انها قيمة حضارية عليا. عندما يدخل إليها يشعر بالرهبة والقدسية لمكان يحتوي كل حضارات العالم. المكتبة هي بيت المثقف أينما وجد، فكم من متعلمينا ومثقفينا يعرفون المكتبة وكم منهم لديه هذا الانتماء لمكتبته العامة في قريته أو في مكان سكناه.
**الفوارق والتمييز الصارخ بين الوسطين العربي واليهودي
-         في البلاد حوالي (700) مكتبة عامة او شبكة مكتبات عامة في المدن الكبيرة وفي المجالس الاقليمية منها حوالي (70) مكتبة عامة في الوسط العربي، هذه الأرقام لوحدها تظهر الفوارق والتمييز الصارخ بين الوسطين، رغم ان توزيع الميزانيات يبدو متساويًا من قبل الوزارة، إلا أن الاهتمام من قبل السلطة المحلية والسلطة الحكومية والمواطنون بشكل عام في المكتبة في الوسط اليهودي يفوق بعشرات الأضعاف الوسط العربي، رغم وجود محاولات جادة وهادفة من قبل بعض أمناء المكتبات للنهوض بالمكتبة العامة في الوسط العربي، خاصة وانها تحظى باستقلالية اقتصادية محدودة.
**عزوفنا عن القراءة ونظرتنا دونية للمكتبة العامة
-         مجرد المقارنة في هذا المجال هو أمر محبط، والخوض فيه هو نوع من جلد الذات أو قل النقد اللاذع لأنفسنا واحباط لمجهود أمناء المكتبات وكل من تعنيهم فعلا المكتبة العامة ودورها الريادي في تطور شعبنا. وللإجابة على السؤال، استطيع ان اشير الى قضيتان أساسيتان ومركزيتان في تلخيص كل الفروق.
الأولى والأساس: هي نظرتنا الدونية الخاصة للمكتبة العامة. أقصد رؤيتنا وتعريفنا الشخصي للمكتبة العامة ودورها، هي في رؤيتنا ونظرتنا للقراءة والمطالعة ودور المكتبة والكتاب في بلورة شخصيتنا وهويتنا الثقافية. هي في عزوفنا عن القراءة والمطالعة. هي في رفضنا الحصول على المعلومات الحقيقية والدقيقة لتنير لنا درب الحقيقة والصدق. للأسف، ما زلنا نستقي معلوماتنا من القيل والقال ونسينا مقولة ان نقرا ونتعلم ثم نناقش ونتكلم.
ما زلنا نرى في المكتبة مكان تجميع او مخزن للكتب، مكان نطرد أبنائنا اليه كي لا يزعجونا، مكان وليس مؤسسة يتبع للمدرسة، فهو يخص الطلاب فقط، القراءة عندنا هي من الكماليات التي تخص بعض الأشخاص فقط وهم في أعين الكثيرين وعلى الغالب "لا شغلي ولا عملي".
الثاني: هو تهميش وإهمال السلطة المحلية لدور المكتبة إلى جانب تمييز السلطات الحكومية تجاهنا كأقلية قومية في العديد من المجالات.
هناك قانون يلزم كل سلطة محلية بإقامة مكتبة عامة في منطقة نفوذها، ولكن للأسف هناك العديد من السلطات المحلية العربية لا يوجد بها مكتبة عامة وفي بعضها يوجد ولكنها في حالة يرثى لها من الاهمال وحتى النسيان، موظف واحد على الاغلب لا يمكنه القيام بالعمل لوحده. أضف الى ذلك سياسة التوظيفات بدون كفاءات وبدون تخصصات مناسبة للمهنة، عدم تخصيص ميزانيات داعمة للمكتبة، وهذا أمر مؤسف جدًا ومن الأمور التي تحد من تطورنا ورقينا الثقافي والحضاري والعلمي.
**ابن قرية كوكب ابو الهيجاء الواقعة على اجمل قمم جبال الجليل
-         ولدت في قرية كوكب ابو الهيجاء الواقعة على أجمل قمم جبال الجليل المطلة مباشرة على منطقة السهل الساحل من رأس الناقورة وحتى أعالي جبل الكرمل. تربيت في عائلة فلاحيه- معظم أراضيها تقع في سهل البطوف، قرب كفر مندا- كثيرة الأولاد فقد كنت أول اثني عشر أخًا وأختا. ربتني امي على حب الأرض والوطن على الكرامة والانتماء وحب الخير لجميع الناس. واليوم أنا أب لخمسة ابناء، جميعهم خريجي جامعات ويعملون في مجالات تخصصهم العلمي، فقد وضعنا كل طاقاتنا ومجهودنا أنا وزوجتي من أجل تربيتهم على العلم والمعرفة، وعلى الكرامة وعزة النفس. أنا حاصل على اللقب الأول B.A في التاريخ العام من كلية المجتمع واللقب الأول B.A في اللغة العبرية من كلية الآداب. واللقب الثاني في علم المكتبات والمعلوماتية من كلية الآداب- جامعة حيفا، حاصل على شهادة تأهيل للتعليم الفوق إبتدائي في التربية من كلية أورانيم.
عملت لمدة سنتين في قسم الشبيبة في المركز الثقافي في قرية كوكب، وذلك لإعدادهم ومساعدتهم في التعلم والتأقلم مع محيطهم بالإضافة لمساعدتهم للتقدم والتطور المستقبلي وتشجيعهم على ملئ أوقات الفراغ عندهم بما يفيدهم.
أعمل اليوم، مديرًا للمكتبة العامة في قرية كوكب أبو الهيجاء منذ تأسيسها عام 1992، حيث أدخلت اليها كل ما تحتويه المكتبة العصرية من مواد وهي تحتوي على (25000) عنوان بالإضافة إلى العديد من البرامج الثقافية والتربوية، خاصة في مجال تشجيع القراءة والمطالعة، وأقمت العشرات من الندوات والمحاضرات في مواضيع الساعة، وكل ما يهم شعبنا من برامج هادفة، كما تمت حوسبة المكتبة بشكل كامل.
**حملت هموم شعبي فانضممت الى تيارها الوطني والاممي
-         ويضيف مصطفى: لقد حصلت على جائزة أفضل أمين مكتبة لعام 2011 على مستوى الدولة.. في جيل مبكره، حملت هموم شعبي فانضممت إلى تيارها الوطني والأممي وشاركت في مسيرته النضالية في المظاهرات والاجتماعات الشعبية والمناسبات الوطنية.
اعتقلت اكثر من مرّة بسبب مواقفي السياسية إلى جانب شعبي وكان من نصيبي في سنواتي الأولى في جامعة بن غوريون في بئر السبع أن ابعدت عن الجامعة في السنه الأخيرة من تعليمي، حيث اشغلت منصب سكرتير لجنة الطلاب العرب في الجامعة بقرار من محكمتها التأديبية وذلك لوقوفنا ضد زيارة الرئيس المصري أنور السادات ووقوفنا في وجه مصادرة أراضي البدو في النقب، فتم توقيفي عن التعليم وابعادي عن الجامعة، وملاحقتي حتى في لقمة العيش، ممّا اضطرني للعمل عدة سنوات في فرع البناء والاشغال الشاقة، حتى استطعت أن أنهض ثانية وأقف على أرض صلبة ومتابعة مشوار العمر.
**رواية "عودة ستي مدلله"
-         كتبت العشرات من المقالات السياسية والاجتماعية الهادفة في صحيفة "الاتحاد" وعلى المواقع الالكترونية المتاحة، مثل: "مفهوم الرؤيا"، "الانتخابات المحلية والتجارة الفاسدة"، "الموسيقى والطبيعة"، "عبرنة الاسماء محو الذاكرة"، "اعرف وطنك"، "تقطيع الهوية"، وغيرها كثير.. أصدرت بعض القصص القصيرة التي نشرت في "الاتحاد" وفي بعض المواقع الالكترونية ومنها: قصة "اينانا.... الهة الحب والحرب"، "عرس في بلدنا"، "ريمة ورسمية قصة شعب"، "اثر الفراشة لا يرى"، "صور مبعثرة".. وغيرها.
 قمت بإصدار كتابين هامين، الأول عن التراث والفن والشعر الزجلي اسمه "مهرجان الزجل القطري الأول" يحكي عن الاعمال الفنية والشعر العامي الذي أقيم لعدة سنوات في القرية. وكتاب آخر يحكي تاريخ قرية نهضت من تحت الركام بهمة شباب أرادوا الحياة الكريمة لشعبهم ولقريتهم باسم "جبهة كوكب الدمقراطية تاريخ وعراقة". أسهمت أسهامًا كبيرًا في إصدار كتاب "تاريخ كوكب جذرها في الأرض وفرعها في السماء".. واليوم أنا بصدد إصدار رواية "عودة ستي مدلله" وتحكي واقع الشعب الفلسطيني بعد عام النكبة وتدور احداثها في قرية صفورية المهجرة وجوارها.
**وما زلت من عشاق المطالعة
-         كانت فكرة اقامة مكتبة عامة في القرية واحدة من هواجس رئيس المجلس المحلي السابق أحمد الحاج، الذي طرح علي الفكرة في حينه، حيث كنت أعمل في قسم الشبيبة في المجلس المحلي. وقد كنت وما زلت من عشاق المطالعة والقراءة، فلم أتردد في الالتحاق بجامعة حيفا، حيث تعلّمت العلوم المكتبية والمعلوماتية وحصلت على لقب B.A مكمل في الموضوع. وافتتحنا المكتبة العامة في القرية عام 1992 ومنذ ذلك التاريخ وانا مديرها.

يوم اللغة والابداع
-         منذ ان تأسست المكتبة العامة في القرية عام 1992، أخذت على عاتقها لعب دورًا متميزًا ورائدًا في نشر الثقافة والمعرفة بين جميع أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا، رجالا ونساءً من خلال الفعاليات المتنوعة سواء كانت ثقافيه سياسية واجتماعية تربويه أو برامج لتشجيع القراءة والمعرفة، ولم تبخل يومًا، في بذل أي جهد- مهما كان- لجلب كل ما هو مفيد ومعين على رفع المستوى الثقافي في القرية.
دأبت على إقامة المحاضرات والندوات في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية التي تهم المواطنين، بالإضافة الى فعالية ساعة قصة لتشويق وتشجيع الأبناء على ريادة المكتبة العامة.
في السنوات الثلاث الأخيرة، ونتيجة دراسة معمقة ورؤيا شمولية لما يعانيه مجتمعنا وابنائنا من عزوف وابتعاد عن عالم القراءة والثقافة العامة، راينا أن لقاء يجمع المعلم والطالب والأهل والكاتب، سيكون له بالغ الأثر في تشجيع المطالعة وحب الكتاب. فأقامت المكتبة العامة بالاشتراك مع المدرسة الابتدائية، يوم وتقليد سنوي اطلقنا عليه يوم اللغة والابداع، يدعى اليه كتاب وأدباء محليون يلتقون الطلاب في صفوفهم وفي المكتبة يتحدثون عن كتبهم وابداعاتهم.
كما اقامت المكتبة دورة كتابة ابداعية مجّانيّة تضم الطلاب ذوي القدرات العالية في الكتابة والابداع من صفوف مختارة يرافقهم مختص في لقاء اسبوعي يعمل على تنمية ابداعاتهم وقدراتهم الكتابية وتعريفهم على كنوز المعرفة في المكتبة العامة وتشجيعهم على المطالعة وقد وصلنا هذا العام حد إصدار كتاب رائع يحوي كتاباتهم وابداعاتهم من قصة وشعر ونثر أدبي ورسومات تحاكي قصصهم، وقد كان إصدار الكتاب بمثابة سابقة وخطوة نوعية رائدة في توجيه وتحفيز أبنائنا على الإبداع.
**أعلى نسبة إعارات سنويًا.
-         تم افتتاح المكتبة العامة عام 1992 بـ (500) عنوان فقط، اليوم، تحتوي المكتبة على (22000) عنوان، وهي مكتبة محوسبة ومعها مجموعة من الحواسيب لاستعمال القراء والدخول الى الشبكة العنكبوتية أو حتى البحث في مصادر المعلومات. عدد الاعارات في السنة حوالي (5000) إعارة، عدد القراء الفعالين حوالي (400) قارئ لقرية عدد سكانها (3500) نسمة.
حسب رأيي، لا تختلف قرية كوكب عن باقي القرى العربية، وعن باقي شعبنا، قد تكون محظوظة بالبرامج الثقافية المكثفة في المكتبة وهذا ينعكس بالضرورة على عدد القراء ورواد المكتبة العامة باستغلال محتوياتها، ولكن تبقى المشكلة العامة ان نسبة القراء في وسطنا وفي العالم العربي أيضا منخفضة أساسًا وهي تعاني اليوم أكثر من سيطرة الأجهزة الالكترونية على كل أوقات فراغ المواطن وللأسف بالكثير من التفاهات فقد اصبحت الفسبكة بديلا للمكتبة!!
**السلطات المحلية لا تولي أدنى اهتمام لهذه المكتبات
-         نظرا لمكانة المكتبة العامة ودورها واهميتها في ايصال الكتاب والمعلومات إلى المواطن بشكل سلس وسهل، ومن منطلق الحفاظ على وجودها ومنع استغلال ميزانياتها من قبل السلطة المحلية، فإن وزارة الثقافة تدعمها وتمولها بشكل مباشر بإشرافها ومتابعتها، وطبعًا تحت مسؤولية السلطة المحلية وهي التي تقوم بإدارة المكتبة بموظفيها، ومن واجبها ومسؤوليتها أيضًا، توفير الميزانيات واكمال النواقص في تنفيذ البرامج الثقافية والتربوية وفي تجهيز المكتبات ولكن للأسف، معظم السلطات المحلية لا تلتفت ولا تولي أدنى اهتمام لهذه المكتبات ولا تخصص لها أي ميزانيات تطويرية، ناهيك عن الأبنية الغير لائقة والمستأجرة.
تتفوق المكتبات في الوسط اليهودي بإعدادها الملائم، بالأبنية المستقلة، بالميزانيات التي توفرها السلطات المحلية، لهذه المكتبات، بالإضافة الى ميزانية وزارة الثقافة. تمتاز بالتبرعات اللا محدودة من قبل الكثير من الممولين والمثقفين الذين يرون بها مؤسسة رائدة الثقافة للشعب، أضف إلى ذلك عدد الموظفين في كل مكتبة، على الغالب اكثر من ثلثهم موظفين متخصصين يعرفون ما يعملون وحسب كفاءات، أما عندنا فغالبية المكتبات لا تحظى بأي دعم ولا يتجاوز عدد موظفيها عن الواحد ومنهم غير مؤهل ليكون أمين مكتبة أو لم يدرس موضوع علم المكتبات في أي مؤسسة.
**مؤسسة لا تقل اهمية عن المدرسة والنوادي الثقافية
-         بالأساس يجب على المسؤولين في السلطة المحلية وخاصّة قسم المعارف، أن يغير نظرته للمكتبة، أن يروا بها مؤسسة لا تقل أهمية عن المدرسة والنوادي الثقافية والتربوية، عليهم وضعها في سلم أولويات قصوى ودعمها بالميزانيات والوظائف وابعادها عن المجاذبات السياسية الصغيرة.
على المجالس المحلية توفير ابنية خاصة ومستقلة للمكتبات واعطائها الدور الثقافي التوعوي الوطني والاجتماعي. وعلى المواطن ان يغير نظرته الى المكتبة. نحن شعب لا ينقصنا متعلمون ولكن ينقصنا كثيرًا مثقفين، ينقصنا مؤسسة تجمع تراثنا وحضارتنا وفكرنا الإنساني والاجتماعي فيه.. والمكتبة هي المكان.
 على الموطن أن يرى بالمكتبة مكان ومؤسسة لجميع المواطنين بدون استثناء، للكبير قبل الصغير وليست مضبّة للأولاد أو مكان ليقرا فيه الصغار فقط. على المواطن ان يرى بالكتاب والكاتب والأديب قيمة عليا يجب احترامها.
على امناء المكتبات والمسؤولين أن يروا بالكاتب والأديب انسان مبدع خلاق، يعطي ما عنده من فكر ويجب يتقاضى أجرا مقابل ذلك، لأنه مصدر رزقه- واحيانًا الوحيد- يجب أن لا نبخل على هؤلاء، لا بالمال ولا بالاحترام والتقدير لدورهم الأول في تثقيف الابناء.
على الكاتب ان يكون كذلك، يجب ان نضع حدًّا لهذا الانفلات في الكتابة لأطفالنا دون حسيب أو رقيب أو لمجرّد التجارة أو الشهرة، يجب أن يكون الهدف ثقافيًا بحتًا ومن اجل ابنائنا.
**فهم المقروء والمناقشة بشكل موضوعي ومبرمج
-         نهدف إلى توطيد وتوثيق العلاقة الثقافية والأدبية بين أضلاع العملية الثقافية: الكاتب والقارئ والمكتبة والمدرسة..
اطلاع الابناء على موروثنا الثقافي والحضاري والإنساني، وتقريب تراثنا وحضارتنا إلى قلوب وعقول الأبناء، محاولة انشاء جيل قارئ محب للقراءة والمطالعة وحب الكتاب، تعويد الطلاب على فهم المسموع والمقروء ومناقشة ما يقرا بشكل موضوعي ومبرمج، إعطاء المعلمين الأدوات والفرص الهادئة والجميلة لمناقشة مواضيع مختلفة تنشأ من اللقاءات الثقافية، تعويد الطلاب على الاصغاء والتركيز أثناء الاستماع إلى الآخرين.. يجب ان تبقى المكتبة في سلم اولوياتنا.
**صرح يكون مركز جذب لجميع المواطنين بمختلف توجهاتهم وانتمائهم
-         أحلم فعلا أن يقوم المجلس المحلي بإقامة صرح ثقافي اوديتوريوم أو قل قصر الثقافة بناء ضخم في أساسه بناية مكتبة عامة مستقلة، يضم قاعة لعرض البرامج الثقافية والتربوية، عرض المسرح والفولكلور.
بناية تكون مركز جذب لجميع المواطنين بمختلف توجهاتهم وانتمائهم. أن يكون لدينا جيل ليس فقط متعلم وإنما مثقف واع لدوره ومكانه ورسالته. أن يدخل المكتبة للقراءة والمطالعة الكبار قبل الصغار، أن تكون المكتبة مكانهم الطبيعي لقضاء أوقات الفراغ.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق