الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

لم تأتِ على الموعد


    شعر:  حاتم  جوعيه  - المغار- الجليل  





من  مرَّةٍ  أولى  إلتقينا   يومها  كانَ  الغرامْ
هامَ الفؤادُ وانتشى بحُبِّهَا  جُنَّ  جنوني في الهوى حتى الجمام
شقراءُ تهوى العلمَ ...تهوى الشِّعرَ، يبقى حُبُّهَا  المَنشُودُ خمرَ الرُّوحِ بردًا  وسلامْ  
كيمياءُ روحي انشَطَرَتْ..تفاعَلتْ ، قد ولَّدَتْ فجرًا وأضواءً فبدَّدَتْ سُدَيْمَاتِ الغمَامْ
شقراءُ هَزَّتْ  قلبيَ المُلتاعَ  من أعماقِهِ  أحبَبتُهَا  حتى  الجُنونْ
قدِ  احتسَينا  قهوة ً .. نحنُ  معًا
بسمتُهَا السَّكرى عبيرُ الخُلدِ  في هذا  المَدى الوَسنانِ .. في دُنيا  الوِئامْ
وبيننا طالَ الحديثُ والحديثُ  ذو  شُجونٍ عن دُنى الإبداعِ  والفنِّ الجَميلْ 
قد مَدَحَت  فنِّي  وأشعاري  وقالتْ : إنَّها  مُعجبَة ٌ في كلِّ ما أكتبُ من نظمٍ أصيلْ
مُعجَبَةٌ  بي  وَبإنسانِيَّتِي  وَمَبدَئي .. بقدِّيَ الفتَّانِ ، أعْجِبَت  بمَرْآيَ   الجميلْ 
ثمَّ  افترقنا  والهَوى العُذريُّ  جَسَّدنا  مَعانيهِ .. أعَدنا نحنُ  ترتيبَ  الفصولْ
هاتفتُها عدَّة َ مرَّاتٍ  بُعَيْدَهَا  ولم ..لم نلتقِ ..كم  سيطولُ  بُعدُنا  كم  سيطولْ
آخرُ مَرَّةٍ تحَدَّثنا طويلا .. إنَّني كلَّمتُهَا  بالتليفونِ عن لقائِنا  وقد .. قد وَعَدَتْ أن  نلتقي ما  بعدَ  غدْ  
واطولَ  شوقِ المُستَهامِ  للغدِ
تعرفُ أخباري جميعَهَا  إنَّهَا  ترصُدُهَا ...  تسألُ  عَنِّي دائما
عن  صورتي التي غَزَتْ  كلَّ  الجرائِدِ التي  قد  واكبَتْ دربي الطويلْ
تسألُ : هل لي مُعجَباتٌ وَعشيقاتٌ كثيراتٌ هُنا ؟..  قد أحرَجَتْنِي ولأنَّهَا الحَبيبَةُ التي أريدُهَا                                            
واختارَهَا قلبي المُعَنَّى اختارَها من بينِ كلّ  الغيدِ من .. بين آلافِ العذارى  المُعجباتْ
قلتُ لها : رائعةٌ أنتِ وَحُلوةٌ ، فقالتْ : أنتَ حُلوٌ ستظلّ
لكنّنا قدِ التقينا مرَّة ً واحدةً ، وَمَرَّة واحدة  رأيتني فذاكَ لا يكفي لحُكم ٍ قاطعٍ  
حتّى  تقولْ
قلتُ لها : يكفي بأن أسمَعَ  صوتَكِ  الجميلَ فهوَ سيمفونيَّة ُ الرُّوح ِ وأنغامُ   الوُجودْ
قد  شكرتني  وافترقنا  واحترقنا  نحنُ  في  شوقِ  اللقاءْ
نامَت  عيونُ الناسِ كلُّ  الكونِ  نامَ  غيرُ  قلبي  والنجومْ
بَرَّحَ  بي  الشَّوقُ  فما  نمتُ  لُلَيْلَتي  ولم  تغمضْ  جفونْ 
كنتُ على  أحرّ  من  جمرِ اللَّظى  منتظرًا  لقاءَهَا
حَلقتُ ذقني مَرَّتينِ  وارتَدَيتُ  أفخَرَ الثيابِ عندي في الصَّباحْ
أمامَ مِرآتي  وقفتُ ساعة ً.. رَتَّبتُ مكياجي وهندامي ، وَضَعْتُ  أفخرَ العطورْ
ضَمَّختُ شعري فازدَهَى  " بالآسبري " وبالورودْ
 خرجتُ في شكلٍ جميلٍ رائع ٍ يسبي العقولَ  ثمَّ سرتُ في  شوارع  المدينةِ الجميلة
الجَذلى  ملاكا  جاءَ  من أقصى  سماءْ
جُنَّ  جُنونُ الغيدِ  لمَّا أن  رأوني  مُقبلاً  كالشَّمسِ كالبدرِ المُنيرْ
يسألنَ بعضهُنَّ : مَن فتاتُهُ  التي يُحبُّهَا ؟ يُريدُ لقياهَا فحتمًا إنَّها  محظوظَةٌ ،طوبى  لها
لمَّا وصلتُ خبَّرُوني : إنَّها  بي اتَّصَلتْ واعتذرَتْ عن  موعدٍ  كانَ  لنا
فاسوَدَّتِ الدُّنيا  أمامي   أصبحَ  الكونُ  ظلامًا  في  ظلامْ
آهٍ إلهي ما الذي  جرَى  لها // أوَّلُ  أنثى  نَكَثَتْ  بوعدِهَا  لي
أوَّلُ غادةٍ  أنا  أحبَبتُهَا    
يا  وَيْحَ  قلبي  من  غرام ٍ عَذّبَ  الرّوحَ  وقد  هَزّ  كياني  والجَسَدْ
شقراءُ  إنِّي  في  هواكِ  مُغرَمُ 
أنتِ الهَوَى  أنتِ المُنى ، فنِّي  الذي أسْتَلهِمُ
كُوني صَليبي وكما شِئتِ  فكوني  يا حياة َ الروح   يا  نورَ  العُيونْ
شقراءُ : ها أنتِ  ستثأرينَ  للغيدِ اللواتي  ذُبْنَ  واحترقنَ  في  نيرانِ  حُبِّي  والهَوَى

هُنَّ  كثيراتٌ  كما   قد  تعلمِينْ   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق