السبت، 4 يوليو 2015

صدر كتاب «بعد الرحيل: مقالات ورسائل نقدية» للأديب والكاتب المندائي الراحل " أكرم النشمي ".

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، بالتعاون مع "رابطة الأدباء والفنانين والصحفيين المندائيين في العالم"؛ صدر كتاب «بعد الرحيل: مقالات ورسائل نقدية» للأديب والكاتب المندائي الراحل " أكرم النشمي ".
الكتاب تم جمعه ونشرع بعد رحيل المؤلف عن عالمنا، ويقع في 368 صفحة من القطع المتوسط، ويحوي نحو 120 مقالاً ورسالة وورقة بحثية، اتسمت بجرأتها وصدقها وحميمية مشاعرها.... لوحة وتصميم الغلاف إهداء من الفنان "مازن لطيف"

قدَّم للكتاب الأديب والناقد "هيثم نافل والي" عضو اللجنة التحضيرية لرابطة الأدباء والفنانين والصحفيين المندائيين... ومما جاء في المقدمة:
( لم يتعود القارئ العربي أن يقرأ هكذا كتابات تأسر الألباب وتخطف الأبصار؛ لجرأتها وصدقها وحميمية مشاعرها. كتابات لها قوة الصواعق وقابليتها على تدمير الباطل بلمح البصر؛ بالإضافة إلى انفراديتها في خصوصية لم تتح أن تتوفر لكُتَّاب المقالات والرسائل النقدية من قبل، فأكرم النشمي الذي هجر العراق مع عائلته منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ينتمي إلى الديانة الصابئية المندائية المحافظة والمسالمة والمعروف عنها بأنها من الديانات غير التبشيرية. لم يرسم من خلال كتاباته اسمًا بحد ذاته، ولم يمجِّد شخصًا بعينه، وكل ما كان يفكِّر به ويعمله هو: إحقاق الحق وإرجاعه إلى أصحابه، وبالطُرق السلمية الفكرية التي يؤمن بها بكل جوارحه... ترى، ما حاجة النشمي إلى السلاح والحق في يده ومعه؟!
أخذتْ الحرية (كمعنى وممارسة) من كتاباته النصيب الكبير، يعزِّزها بالحكمة والمعرفة الصوفية عميقة الإيمان... خاطب الطفل في كتاباته... وقف بجانب المرأة لنصرتها ودافع عن حقوقها متى يراها قد اُغتصبت... عن الفنان وإبداعاته حين يمسه الغبن ويُهمَّش دوره الذي من المفروض أن يكون رائدًا... عن رجل الدين لو أُقصي من مكانه ليحلَّ محله الدجَّال والمحتال.
وهكذا نراه يصول في ميدانه صولات فارس عربي أصيل، وبشيمة بدوية لا تُبتز، وبشجاعة قلَّ نظريها، فتسلح بالجرأة، وصدق الكلمة فلم ينبت لزرع قلمه إلا الحكمة، ولم يزهر منها غير الإبداع الذي لا يعرف الحدود أو القيود، معززًا كل هذا بإيمانه والتمسك بمفاهيم دينه وفلسفته المعرفية بوقار لا يعرف الخذلان أو الانكسار...
مقالاته تجاوزت حدود الشر في الشيطان، وبعض الخير في الإنسان، ووقفتْ عند عظمة الله على مرِّ الزمان... فعبرت إلى ضفاف العلوم والفنون؛ حيث الفيزياء والرياضيات والفلك وما يصاحبهم، ناهيك عن الأدب والأدباء والفن والفنانين...
لاقى أكرم النشمي صعوبات جمة، وهو يحاول أن ينشر أعماله الجريئة هذه، وكما لا يخفى، من يسبح مع التيار غير من يسبح ضده، ومن يعد ضربات العصا غير من يتلقاها، والجرأة في زمننا تحتاج إلى شخصية لها صلابة الصخور، ورقة كرقة الماء وحلاوته كي تحسن التعامل مع الآخرين الذين لا همَّ لهم سوى الوقوف ضدها وبكل ما يملكون... فكانت الحروب الفكرية السلمية التي قادها النشمي ضد هؤلاء ومن شابههم؛ فهو يدعو إلى النظام الذي يسمونه الفوضى، وهم يدعون ويطلقون على كتاباته النقدية اللاذعة القاصفة بالفوضى وهي نظام متجدد لا فوضى فيه، مثل الحياة وأفلاك الكون التي خلقها الله، كلها تنمو وتسير دون تضارب أو تجاذب. والقارئ اللبيب هنا هو الذي سيحدِّد نوع المقالات والرسائل والآراء النقدية للنشمي فيما إذا كانت نظامًا متجددًا أو فوضى بلا قيود أو حدود........).  



• • • • •

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق