الأحد، 21 يونيو 2015

الشاعر السوري عمر الفرا في ذمة الله

رحل الشاعر السوري الكبير عمر الفرا إثر نوبة قلبية  عن عمر ناهز عن 66 عاماً قضاها في العطاء و الإبداع والتميز  .
ولد عمر الفرا عام 1949، في مدينة حمص، التي عاش فيها ودرس فيها.

شاعر الوطن عمر الفرا.. في ذمة الله
بدأ كتابة الشعر الشعبي في عمر الثالثة عشرة واشتهر بطريقة القائه المميزة السلسة للشعر وكلماته المعبرة القوية، شاعر كبير مبدع متمكن يعد من أهم الشعراء العرب.
عمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاماً ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية. معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة منطلقة قوية إضافة لقصائد بالفصحى، وتتنوع قصائد الشاعر الكبير عمر الفرا في العديد من المواضيع والأحداث والمناسبات والقصص الاجتماعية التي يعبر فيها أجمل تعبير.
اشتهر بقصيدة (حمده) وأصبحت هذه القصيدة التي تتكلم عن فتاة بدوية انتحرت بعدما اجبرت على الزواج من ابن عمها، وأصبحت قصيدة حمدة رمز للشاعر عمر الفرا.
من أعماله ديوان “قصة حمدة” و”الأرض إلنا” و”حديث الهيل” و”كل ليلة” بالعامية و”الغريب” و”رجال الله” بالفصحى.

حمدة 

عمر الفرا
ما أريدك …
ما أريدك حتى لو
تذبحني بيدك
ما أريدك
إِبن عمي … ومثل اخويَ
ودم وريدي
من وريدك
أما خطبه
لا يا عيني
لاني نعجه
تشتريها
ولاني عبده
من عبيدك
ما أريدك
هذي القصه
قصة حمده
حمده الرمش اللي
يتحدّا
الرمش اللياخذ قلب الناس
الرمش اللي
ما عمرو ودّا
* * *
حمده كانت
أجمل ورده
بوجه الريح .. وصمدت مده
حمده كانت
نقطه بمصحف
تحدت كل سيوف الرده
اليوم الأول
تحدت حمده
اليوم الثاني
صرخت حمده
اليوم الثالث
نزلت دمعه
اليوم الرابع .. يوم الجمعه
دخلت أمها غرفة حمده
انشدهت
رجفت
عيون تجذّب
قلب يلجلج
خافت … شافت
جسم مثلج
شَعر تناثر
فوق مخده
صاحت …
جاوب مِرْوَد كحله
ماتت حمده .. ماتت حمده
* * *
ثوب المخمل ..
مراية حمده
المشط … البكله
كلهم صاحو …
والصوت الرايح
ما ودّا
تبجي كل رمال الصحرا
وتبجي كل بنيه حرّه
حتى طير الورور
ناح
وفوق ترابج
مرّغ خده
تغطّي حمده
برد الصيف
المثل السيف
يمّرض عينج
خايف إنها تمرض عينج
تعطّي حمده
تهنّي حمده …
هالأرض اللي
تحت اجرينا
أكرم مِ للي .. فوكَ بمده
تهنّي حمده
* * *
حلفت أمي …
وكل نسوان الديرة
شهدن
إنهن شافن
بليلة جمعه
فوكَ القبر الضامم حمده
حلفن إنهن شافن
شمعه
الشمعه شمعة نور
وعليَّت
عليَت. عليَت .. فوق .. لفوق
لفوقاللي
ما تعرف حده
وحلفن إنهن سمعن حمده
من جوّات القبر تصيح
تصيح وتنده
ما أريدك


                            حدثتني عيناك

                                                        عمر الفرا

حدثتني عيناك سبع لغـــــات
يعجز الشعر عن حديث العيـون
مثلها الصبح في شروق الصحاري
مثلها السحر في الغمام الهتــون
كخيول من مطلع الشمس همـت
بوثوب أو باقتحام الحصـــون
رب سـهم بنظرة منك يغــزو
جيش فتح الإسكندر المقدونــي
فتعالي ومزقي وجه حزنـــي
وأقلقي هدأتي وفكي سجونــي
أيقظيني مللت في الصحو نومي
إن قلبي يموت عند السكـــون
وأطلقيني في عالم ليس فيـــه
من سبيل إلا طريق الجنـــون
أبعدتني شواطئ عنك كانـــت
أرهقتني وحطمت لي سفينــي
ضيعتني وتاه عني طريقـــي
شردتني ممزقا في ظنونـــي
جئت طوعا أسلمتك اليوم أمري
تستحيل الحياة إن لم تصونــي
متعب الخطو أستميحك عــذرا
لجناحيك لاجئ ظلليـنــــي
أنت أمر مقدر لوجـــــودي
كيفما شئت بعد هذا فكونـــي










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق