الجمعة، 27 مارس 2015

الكاتب سهيل عيساوي يشارك في حفل تكريم الاديبة حنان جبيلي عابد



















كلمة في  تكريم الاديبة حنان جبيلي – عابد : سهيل عيساوي  

إنه لشرفٌ كبيرٌ لي أن أقف بين يديّ هذا الجمهور المثقف والمتميز   أن أتطرق إلى أدب الأطفال الذي أبدعته الأديبة حنان جبيلي- عابد.
الكاتبة كانت طلائعية في طرق هذا اللون الأدبي الذي يحتاجه أطفالنا لمواجهة المستقبل وصقل الشخصية واكتساب الثروة اللغوية ومواجهة تحديات الحياة، وتعزيز الثقة بالنفس والتعرف على تراثنا وحضارتنا وهويتنا القومية والثقافية وتعزيز انتمائنا بتاريخنا وإرثنا الإنساني، فكانت الأديبة حنان جبيلي سبّاقة في طرح العديد من المواضيع الإنسانية والاجتماعية بأسلوب سلسٍ وواضحٍ تتناسب مع تطلعات أطفالنا والباحثين والعاملين في هذا الحقل. فحملت كل قصة حزمة من الرسائل التربوية والإنسانية. في قصتها حلمت حلمًا غريبًا تحدثت عن الأمومة وعن دعم الأم لابنتها في تبديد المخاوف والأحلام السيئة وعالجت موضوع الأحلام المزعجة لدى الأطفال وشجعت الخيال الواسع لدى الأطفال، وطرحت موضوع الحروب وقسوة القلوب وضرورة العودة إلى السلام كخيار حتمي لضمان سعادة الإنسانية.
وفي قصتها معلمتي تنتظر مولودًا تضمنت القصة عدة رسائل تتعلق موضوع الحمل، وولادة الأطفال، ودور المعلمة الإيجابي وبراءة الأطفال وقوة ملاحظتهم والايفاء بالوعد من قبل المعلمة التي حضرت إلى الروضة مع مولودها الصغير وسط سعادة الأطفال بها وبالمولود الجديد.
وفي قصتها أنا معلمة أمي تتحدث عن تقبل الآخر المختلف عنا وخاصة الأمهات الأجنبيات اللواتي لا يتقن اللغة العربية، وقد يسببن الإحراج لأولادهن في المدارس، فتقوم الابنة بتعليم أمها اللغة العربية على أصولها. وهنا تطرح قضية اجتماعية وثقافية لم نجدها في قصص أخرى.
وفي قصة باسل والنظارة أيضا تطرح الأديبة قضية تربوية واجتماعية وصحية وهي: الحاجة لاستعمال النظارة لدى الأطفال، ودور الطبيب والأهل في كسر حاجز الخجل وهواجس الأطفال من استعمال النظارات، وضرورة تقبل الآخر وتقبل الذات.
وفي قصة وداعًا يا سمكتي تطرح الكاتبة عدة قضايا جوهرية حول دور الأب المركزي في العائلة وكيفية اختيار الهدايا لأطفاله، وأيضا تتناول قضية الموت عند الأطفال من خلال موت سمكتها فيقول الأب لابنته في القصة " وأنتِ لستِ المسؤولة َ فالسمكة ماتت والموت نهاية جميع الكائنات الحية".
وفي قصتها أبي وأمي منفصلان، تناولت الكاتبة قضية اجتماعية شائكة في المجتمع العربي وكيف يواجه الطفل هذا الصراع بين الأم والأب وكيف يتجزأ عالمه وكيف تهدم طفولته من خلال صراع الكبار ، قامت بطرح القضية بجسارة كل همها عالم الطفل، بأسلوب شعري سلس.

الخلاصة: الكاتبة حنان جبيلي- عابد تطرح قضايا المجتمع والطفولة بجسارة ومن زاوية جديدة تضع نصب عينيها قضايا الأطفال والطفولة وحفظ النسيج الاجتماعي والسلام والعدل وتوسيع آفاق الطفل وتغذية معلوماته تغذية علمية سليمة وتقبل الآخر المختلف، ودور العائلة في دعم الأطفال وتنمية ذكائهم ومهاراتهم المختلفة. فهي تستحق منا التقدير والتكريم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق