الثلاثاء، 6 يناير 2015

كتاب ممنوع/ كتاب محروق. بقلم : هـري عبدالرحيم



ألا يزال بيننا اليوم مَنْ إذا ذكرتَ أمامه الثقافة، يتحسس مسدسه؟.
هل حقا لا يزال يعيش بيننا الرقيب  الذي يمنع توقيع كتاب أدبي؟
لا أكاد أصدق، لولا اتصال الكاتب الممنوع بنفسه ليخبرني بؤس الخبر.
في مدينة صغيرة ك"سوق أربعاء الغرب"، حيث الرتابة المفروضة على الساكنة، يتوج ممثل السلطة المحلية رتابة الوقت بمنع توقيع مجموعة قصصية "ضمير مؤنث" للقاص حميد الراتي – ابن المدينة -.
منعٌ مجاني لا فائدة ترجوها السلطة غير التكشير عن انيابها بأنها السيدة، وغير محاولة تذكيرنا بأنها تملك مسدسا تتحسسه كلما حلت الثقافة بالمدينة الضالعة في الرتابة.
كان من المفروض أن تنظم جمعية "فنون" يوم 26 دجنبر 2014،  حفل التوقيع،  بعدما راسلت السلطات المحلية، لتتفاجأ بالمنع الشفوي،  ويُحرَم عشاق الكلمة مرة أخرى من متعة معانقة الكتاب السلمي الذي لا يخافه إلا من يعادي تطور هذا المجتمع.
أقول مرة أخرى لأن هذه المرة ليست الأولى، بل سبقتها مرات أُخرٌ حين منعت ذات السلطة
-
حفل توقيع رواية "أحزان حمان" للكاتب عبدالقادر الدحماني يوم الأحد 29 أبريل2012.
-
ومنعت حفل توقيع ديوان للشاعر أيوب المليجي يوم السبت 26 يناير 2013،.
-
ومنعت حفل توقيع المجموعة القصصية "ضمير مؤنث" للقاص حميد الراتي، يوم الجمعة الماضية 26 دجنبر 2014.
وإذا كان السيد القائد قد علل منع توقيع ديوان الشاعر أيوب مليجي كون هذا الشاعر غير معروف، فإن حميد الراتي ابن مدينة سوق أربعاء الغرب وله مطبوعات أخرى، فما المانع إن لم يكن تحسس المسدس؟.
لاعزاء للسلطة المحلية في التعلل بعدم معرفتها لشاعر أو أديب، فالجهاز المؤسس على المنع، لا يمكنه أن يميز بين مقدس ومدنس. والثقافة مقدسة مثلها مثل حرية النشر. و مواد الدستور المغربي مقدسة خصوصا
المادة الخامسة والعشرين من الدستور الجديد، التي تشير إلى حرية التعبير. وتقول هذه المادة: «إن حرية الفكر والتعبير مكفولة بكل أشكالها...حرية الإبداع والنشر والعرض في مجالات الإبداع الأدبي والفني والبحث العلمي والتقني مضمونة...»
ويبقى خرق هذه المادة تدنيسا لدستور البلاد.
القاص حميد الراتي له من الأعمال:
*- “ضمير مؤنث” نصوص قصصية  عن منشورات الراصد الوطني للقراءة والنشر.
*- “تنوء بحلمهم” مجموعة قصصية (عن دار الوطن 2012).
*- إصدارات قصصية جماعية عربيا ووطنيا، “نصوص عربية” (عن دار شمس بالقاهرة 2010)، و “وللحروف صدى” عن نادي عكاظ للإبداع الأدبي والمسرحي 2014.
فبأي حق يمنع كاتب مغربي من حق الإحتفال بتوقيع أضمومته؟
ومن المسؤول عن هذا المنع؟ أهو الجهل أم تقنين جديد لعهد جديد؟.
وامام هذا المنع، لم يتوانى الأدباء والأحرار من الالتفاف حول الكاتب للمساندة بتوقيع عرائض تزداد طولاـ إذ لا خير فيهم إذا لم يساندوا- في انتظار قرار أدبي يُحوِّلُ مدينة سوق أربعاء الغرب لقِبْلَة أدبية يحج إليها كل أديب قاص وشاعر، وكل فنان من أجل فك الحصار الثقافي عنها.
هـري عبدالرحيم

كاتب مغربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق