الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

التحرش الجنسي في أدب الأطفال المحلي ، بقلم سهيل ابراهيم عيساوي

التحرش  الجنسي  في  أدب الأطفال المحلي  


  بقلم : سهيل ابراهيم  عيساوي


رغم  القفزة  النوعية  التي  حققها  الأدب  المحلي   في  مجال  أدب  الأطفال، في السنوات  الأخيرة ، والحضور  الجيد  على  الساحة  المحلية  والعربية ، الا   أن  التطرق الى بعض عبر  أدب  الاطفال  المحلي ، شبه  محظور ، رغم  اتشار  ظاهرة  التحرش  الجنسي في  كافة  المجتمعات العربية والأجنبية ، ربما  يعود  تمنع  أو  حتى  رفض  الكثير  من  الأدباء المنخرطين في رسالة أدب الاطفال ،  الخوض في هذا  المضمار،  المجتمع  العربي  المحافظ ، والذي  لا  يهلل  ويرحب بسهولة  بطرح  الموضوع بشفافية وبساطة ، كذلك  الخبرة الخاصة والتمهن والتخصص لطرح مثل  هذه  القضايا ،  الا  كيف  تفسر  ان  عشرات  قصص  الأطفال  المحلية  تطرح  مواضيع عديدة مثل : اليوم  الأول في  الروضة ، ، والأمانة والوفاء ، والمناسبات  الدينية  عيد  الفطر  ورمضان وعيد الاضحى وعيد  الميلاد  المجيد ، وأعياد الميلاد ، وحنان  الأم ، وشجرة الزيتون ،  وفصول  السنة ، وموسم الحمضيات ، والرفق بالحيوان ، والقصص  الشعبية  وحكايات علاء  الدين ، وغيرها  من  المواضيع المألوفة في أدب الأطفال  المحلي ، والكثير  منها  مكرر  ومجتر ومقلد ، بينما  موضوع  مثل  التحرش  الجنسي يتم  تجاهله والتحايل  عليه وحتى  انكاره؟ ، يقول  الدكتور محمد مرسي محمد مرسي ، في  بحث  خاص  حول  الموضوع  :  مصطلح  التحرش  الجنسي ثقيل على  مسامع مجتمعاتنا  العربية والاسلامية ، ذات  الطبيعة المحافظة ، الأمر  الذي يدفعها  للتعامل مع  القضية من  خلال التهويل أو  التهوين ، وفي  الحالتين  تتعامل  الأسرة مع  الموضوع  بجهل  تام  مع  الظاهرة . – (مجلة المنال ، دراسة  عن  التحرش  الجنسي بالأطفال).
قصص  الأطفال  المحلية  التي  تتناول  الموضوع  بصراحة  ووضوح  هي  قليلة  لا  تتعدى  أصابع  اليد  الواحدة ، سوف  نستعرضها  ونناقشها  ، ثم  نعرض  الأمور  المشتركة  والمختلفة  في  هذه  القصص وتوصياتنا  حول  الموضوع  .

1-      قصة : جسم كشكش ، تأليف  الهام  دويري تابري ، رسوم  كمال  ادوار تابري ، طبعة  مجددة 2013  - مجموعة قصص كشكش الرابعة   ، تتحدث  القصة  عن  بداية  تعرف  " كشكش "  على جسمه  الذي يشبه  جسم والده حبيبه ،والأم توصي " كشكش بالمحافظة والدفاع عن  جسمه  القوي والجميل ، وفي  يوم  من  الأيام يذهب كشكش  الى  الدكان  لشراء  الحلويات ،  هناك يلتقي  الرجل  الغريب  الذي  يغدق عليه  الهدايا  والحلويات ويصحبه  الى  مكان بعيد  عن  عيون  الناس ، شعر  كشكش بالخطر  وتذكر  أنه  خالف  تعليمات أمه  التي نهته  عن  مصاحبة  الأغراب ، هم  الرجل بالاعتداء على  كشكش  الصغير ،  لكن  كشكش  هجم  على  الرجل  وعضه ودفعه  فولى  الرجل  هاربا ،  بخروج  كشكش صادف شرطيا  قص  عليه  الحكاية ، والشرطي  تمكن  من  القاء  القبض  على  المجرم وتكبيله  بالسلاسل  ،  تنتهي القصة بأغنية  للأم  تنهاه  عن  مصاحبة  الأغراب والذهاب  بعيدا .
ملاحظات   حول  القصة  :
-         القوة  التي   استعملها  كشكش ضد  الرجل  الغريب  لا  تتناسب وجيله ، (نط عليه ، عظه ، هجم عليه ،لطم رأسه بالحيط ، دفشه بكوعه وضربه برجله .. الغريب خاف وهرب )
-         وجود  الشرطي في محيط  الحدث ، صدفة  لا  تتكر  دوما ، وتمكنه  من  القاء  القبض  على  المعتدي  بشكل  فوري ،  هنالك  شعور  ان  الكاتبة  ارادت  الحل  القضية  بسرعة قبل  عودة  الطفل  الى  منزله .
-         الأغنية  في  نهاية القصة قد  تساهم  في  اضاعة تسليط  الضوء على  المشكلة ، رغم ان  الكاتبة  قد  تكون قصدت الترفيه  وتخفيف  حدة  التوتر .
-         الرسوم   ساهمت  في  توضيح  الموضوع  وخطورة  الموقف  بشكل  جميل

2-    قصة  كشكش حارس القلعة ، تأليف  الهام  دويري تابري ، رسوم كمال ادوار تابري ، المجلد الرابع 2013 ، تدور  احداث  القصة  حول  كشكش  وصاحبته  لوزة ، في   نهاية الدوام  دخلت  لوزة  الحمام ، اتفق  ان صادفت  شابا  عند  مدخل  الحمام حاول  شدها  واغرائها بالهدايا   ومنعها  من  الخروج ، لكن  غيبة  لوزة  الطويلة ، اثارت  الشكوك  في قلب كشكش ،  فدخل  الحمام  وهاجم  الشاب  المعتدي،  ولوزة  قامت  برش  الصابون على  عيون  الشاب ، فهرب  وهدد  كشكش  اذا  كشف  الأمر ، وتعاهد  كشكش  ولوزة  على  كتمان  السر  الكبير ، لكن كشكش  بكى  في  الصباح  وتظاهر  بالمرض وكذلك  لوزة وصلت  المدرسة  مريضة ،  لكن   المعلمة الفطنة  شعرت  ان  في  الامر  شيئا  غريبا ، فطلبت  من لوزة  عن  انفراد  أن  تقص  حكايتها  للدمية ومن  كشكش  ان  يرسم  ما  جرى ، المعلمة  أبلغت الأهل ،  والشرطة  التي  توعدت بألقاء  القبض  على  المجرم  وتنتهي  القصة  بان  تقوم  المعلمة بتأليف  مسرحية  ابطالها  كشكش ولوزة  وسط  تشجيع  وتصفيق  طلاب  الصف .
ملاحظات  حول  القصة :
الحمام العام :  هو  احدى  أبرز  الأماكن  التي  تقع  بها  تحرشات  جنسية  ضد  الأطفال وكان  طرح  المكان  موفقا .
-         طريقة  التخلص من  المعتدي  جاءت  طبيعية  دون  تكلف  كون  الصابون  في  متناول  اليد  واستعماله  لا  يحتاج  الى قوة  خاصة  أو  خارقة
-         تدخل  الشرطة  طبيعي   والقاء  القبض  على  المعتدي سوف  يستغرق  الوقت الطويل ،   أحيانا  الايام  او  الأشهر  او  السنين  الطويلة .
-         دور  المعلمة  في  كشف  الحقيقة  من  خلال  الحديث  للدمية  والرسم  طرق  علاجية جيدة .
-         الترفيه  عن  الطلاب  وجعلهم  أبطال  المسرحية حل  موفق  ونهاية ذكية
-         كنا  نفضل  صياغة  الجمل  بصورة  اخرى ولغة  معيارية ،  دون  الاجتهاد  في  المحافظة على  السجع  ، لكن  للكاتبة  أسلوبها  الخاص  الذي  تنفرد  به

3-    قصة  ريما في مازق : تأليف  عواطف بصيص ابو حية ، رسوم  لؤي  دوخي ، اصدار  مكتبة كل شيء ، 2010 ، تدور  أحداث  القصة  حول  الطفلة ريما  المجتهدة  والمدللة والمحاطة  بعناية  الأسرة الفائقة ،  لكنها  في  الآونة  الأخيرة  يحدث  معها تغيير  يؤثر على  تصرفاتها ، ترفض  الطعام  ولا  تحدث  أمها ،وفي  المدرسة  تبتعد  عن  أترابها ، تحصيلها   تراجع بشكل  لافت ، في  احد  الايام  عادت  ريما  الى  غرفتها وادتها  قلقة  تود  ان  تعرف  ما  تفعل  وتفكر  ريما ، "تناولت  ريما  لعبتها  المفضلة وقالت  لها  احذري ان  يمسك  جسدك أحد ،لا  تكوني  ضعيفة ،عندما  اقترب  مني  ذلك  الشرير المني ،لم  أبك  بل  صرخت  فخاف  مني  وتركني" ..  عندها   دخلت  الأم  الغرفة  وحثت  الطفلة  على  الحديث ،  ريما  قصت  على  أمها  ،ذلك  الشاب  الصغير ينتظرها  كل  يوم  عند  عودتها  من  المدرسة  لكنها  تسرع  حتى  لا  يتمكن  منها  ،  لكن  اليوم أمسكها  وتحسس  جسدها الغض ، فصرخت  مع  قدوم  عجوز  تركها  وهددها  اذا  اخبرت  احدا  سوف  يوسعها  ضربا ،  الأم  أبلغت  الطفلة بانها  سوف  تعود في  الغد  وحدها  الى  البيت  وسوف  يعاقب  هذا  الشاب ، وفعلا   مشت  ريما  على مهم  كي  توقع  الشاب ، الذي  أمسك بريما  وقام  بجرها  الى  بناية  قريبة ، وفي  تلك  اللحظة الحرجة  حضر  والدا  ريما  مع  الشرطي ، ليقع  الشاب  في  كمين  محكم ،والدا  ريما   شجعاها  لأنها انقذت بتصرفها العديد  من  الأطفال  من  التصرف الغير  لائق  ومن  براثن  هذا  الشاب .
ملاحظات  حول  القصة : 
-          الكاتبة  تطرقت  الى  الوضع  النفسي  للطفلة  بعد  تعرضها  لتحرش جنسي وملاحقة  يومية  وتهديد .
-         الدمية   كانت  الوسيلة  الناجحة  للتفريغ  من هول  الصدمة ومقدمة  للحديث  فيما  بعد  مع  الأم  .
-         الرسومات  :  رغم  انها  جميلة  ومتقنة ،  الا  انها  لم تظهر  الشاب  المعتدي  بشكل  سلبي أو  منفر .
-         تفهم  وتشجيع  الأهل  ضروري في  هذا  الموقف .
-         أعضاء  الهيئة  التدريسية لم   يلحظوا  جميع  التغييرات  التي  تحدث  مع  ريما ،  كما  انها  لم  تصالح زميلاتها  او  معلمتها .

4-     قصة : ارنوب  يبوح  بسره : تأليف ميسون  أسدي  ،  رسوم  الريكي  ابداح كرستمن . اصدار أ. دار  الهدى ، 2013، القصة  على  السنة  الحيوانات ، أرنوب أحول  العينين ،  كثير  العنف  والتحرش بالآخرين ، بسبب  تذمر  والديه من  تصرفاته  ، يرسلاه  الى  قريبه  الذي يسكن  في  الكوخ  المجاور ، الحيوانات  الكبيرة  تقذف  أرنوب وتحمله  على ظهرها ، وتلقي عليه  الأوامر المذلة ، بالذهاب  والمجيئ ورمي الأرواق ، والركوع ،  لاحظ  مدير  المدرسة  الخروف ، وحاول معرفة  سبب  تصرف  أرنوب والحيوانات ، لكن  دون  جدوى  فعاقب  الحيوانات  ومنعها  من  اللعب  في  الساحة ، وفي  حصة  الرسم يرسم  أرنوب  أرانب  عارية ، انتبهت  المعلمة  العنزة ونجحت  في  كسب ود  وثقة أرنوب  الذي  اخبرها  بأن  قريبه يجبره على  القيام  بأشياء  لا  يرغبها  ،  يجبره  على  خلع  ملابسه ، ويمد  يده  الى  جسمه ، يضربه  ويهدده  اذا  أخبر  أحدا  بالأمر، ويعطيه  الهدايا ، العنزة  ضمته  اليها  وشجعته  وهو  شعر  بارتياح ، استدعت  العنزة  والدي أرنوب ، الى  غرفة الخروف المدير ،  وهنالك تم  سماع  الحكاية  بوضوخ ،  تم  تشجيع  أرنوب ووعد  بهدية  ما  يحب  من  تفاح  وخس ، وبخصوص القريب سوف  يتم   ابلاغ  الشرطة  ومعاقبته .
ملاحظات  حول  القصة :
الكاتبة ميسون  اسدي  قامت  بمعالجة  موضوع  التحرش  الجنسي عن  طريق  الحيوانات وهذا  اسلوب  جديد  مكنها  مساحة  اكبر من  الحرية والصراحة والمباشرة .
-         هذه  القصة تعرض  القضية بوضوح  وجرأة كبيرة
-         القصة  ايضا  تفسر  التغييرات  التي  يمكن  ان  تحدث مع  الضحية  المعتدى  عليه من  انطواء واستغلال  وتدهور معنوياته  وتحطم  تصوره  الذاتي .
-         دور  المدرسة  في  كشف   القضية  كون  الطالب يقضي يوميا  عدد  من  الساعات بين جدران المدرسة واروقتها  وفي  اتصال  مع  المعلمين والطلاب .
-          أهمية حصة الفنون والرسم  لمعرفة  نفسية  الطفل  وتصرفاته  الخفية .
-         جاء  دور  الشرطة  فيه  بعض  التردد  وعدم  اليقين ، وعد  ان  القريب  سوف  يلاحق ،  وفي  كثير  من  الاحيان  يتم  طي  القضية  بحكم  القربى وتشابك  العلاقات الاسرية وتضارب  المصالح .
-         الرسومات  جاءت  قاتمة  في  كثير  من  المواضع  في  القصة .
-         جعل  القصة  على لسان  الحيوانات  قد  يستصعب  الطفل  المقاربة  مع  الحياة  الواقعية (مدرسة ،كوخ ، حيوانات مختلفة .. خروف  عنزة  ، ارانب ، شرطي ، ).

ملاحظات  واستنتاجات   حول  القصص  التي  تناولناها  في  البحث :
-         جميع   القصص  كتبتها   كاتبات محليات ،  ربما  بحكم  ان  الموضوع  أقرب  اليهن ، من  باب  غريزة  الأمومة  القوية  والخوف  على مستقبل  الطفل ،  أو  من  باب  عملهن  واختصاصهن ،  كمستشارات  تربويات   أو  عاملات  اجتماعيات واطلاعهن  على هذا الملف  الشائك  في  مواجهة  يومية وحتمية . بينما  يطرح  أكثر  من  سؤال  حول  عدم  قيام  الكتاب  المحليين من  الرجال  بتناول  الموضوع  .
-         اتباع  أسلوب الرسم  أو  محادثة  الدمى  لاستنطاق الأطفال  الضحايا، لكن من  الطبيعي  ان  هنالك  أساليب أخرى يمكن  للطفل  التعبير  عن رأيه وكل ما  تعرض له من  مخاطر ، مثل  الكتابة ، المحادثة المباشرة بمبادرته  مع أمه أو مربيه  او صديقه ، ظهور  علامات على جسده ، ارسال  رسائل الكترونية.
-         بروز  دور  المربية في  ثلاث  قصص  لمعرفة  الحقيقة  وكسب  ود  الطفل
-         الضحية  قد  تكون  طفل  او  طفلة .
-         لم  يتم  تحديد  أعمار  الأطفال  المعتدى  عليهم ، باعتبار  الطفولة مرحلة واحدة ! أو باعتبار الخطر  غير  مجزوء .
-         المعتدي  قد  يكون  قريب  أو  غريب وهذا  هو  حال  الواقع.
-         دور  الأهل  داعم  للطفل  وهو  تصرف  تربوي  سليم ، البعض  يوبخ  ويحمل  الضحية كامل  المسئولية  وهذا  يزيد  الطين  بلة ويعقد  الأمور لدى  الطفل .
-         قناعة  الكاتبات  بأهمية  العقاب  القانوني  للمعتدي ، ودور  الشرطة  الايجابي  في  مواجهة  الظاهرة  وردع  كل  من  تسول  لأنه  نفسه  الاعتداء  على  الطفولة .
-         كافة  المعتدين في  القصص  هم  من  الذكور،  وفي  الواقع  هنالك  حالات  عديدة  المعتديات هن من نساء .يجب  أن  يعرف  الطفل  انه  من  الممكن  ان  تكون   امرأة  او فتاة  تقوم باعتداء.
-         المعتدي يتبع  نفس  الاسلوب :  اغراء  الضحية  بالهدايا والوعود ، استغلال ظرف  تواجد الضحية في  مكان  بعيدا  عن  الانظار ، الوعيد  والتهديد  ان  ابلغ   أي  شخص .
-         الرسومات  لم  تخدم  النصوص  باستثناء  قصة جسم  كشكش ، احدى  الرسومات  تشير  الى  خطورة  الحدث  دون  كلمات .

توصيات  :

-         ان  ظاهرة  التحرش  الجنسي  منتشرة  في  كافة  المجتمعات  العربية والغربية ،  بضمنها  دولا  مثل  السعودية ، وهذه  الظاهرة  نتترك  اثارا  سلبية  على  الطفل  من  ناحية اجتماعية وصحية ونفسية وجسدية ،ومن  اخطر  المشاكل  التي  تواجه المجتمعات  المعاصرة ، لكن  كمية القصص  المحلية التي  القت  بدولها  لمعالجة  ومناقشة  هذه  الظاهرة  تكاد   تكون  يتيمة ، فقياسا  بأهمية  الموضوع  ،  هنالك  حاجة  ماسة  لطرح  العديد  من  القصص  لمعالجة  الموضوع   بجسارة ، وبصورة  مدروسة  وفق  ما  يتناغم  مع  الموضوع  من  ناحية اجتماعية ونفسية وادبية .
-         هنالك  حاجة  لتدريس  موضوع  التربية  الجنسية   من  خلال  أدب  الأطفال افضل  من  مناقشته  بشكل  مباشر  من  خلال  دروس  الاستشارة والمطالعة  والعلوم . ولأن  ثقافة  الاهل تتفاوت ،  ولا  يصل  لمثل  هذه  القصص  جميع  الاهالي والأطفال .
-         درهم  وقاية  خير  من  قنطار  علاج ، تقول  الخبيرة  السعودية  في مجال  العلاج  والارشاد  هيا السويالم ، " من  أسباب  التحرش  الجنسي عدم  تثقيف  الطفل بهوية  جسمه والأماكن  المحظورة  يجعله  غير  مدرك الخطورة " . ( موقع فرفش ) ، فهنالك  حاجة  لتثقيف  الطفل  ليدرك  ما  هية جسمه  وطرق  تجنب وتقليص  احتمال  وقوعه  ضحية ، فمثل  هذه  القصص  والعمل  عليها من  خلال  المدرسة والروضة والاهل ووسائل  الاعلام تساعد الطفل  والمجتمع  في  مجابهة  ظاهرة  التحرش  الجنسي  ضد  الاطفال .
-         الدين  الاسلامي والقران  الكريم ، تناول  مثل  هذه  المواضيع  بصراحة ووضوح  في  العديد  من  الآيات  الكريمة ،من  المتوخى  ان  يقوم  الاهل  والمربين  بشرح  الآيات  والأحاديث  التي  تلمح  وتصرح  بالموضوع .   من  هذه  الامثلة   :
{وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِين. إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} (لأعراف: 80 ـ 81)/

{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} (الإسراء: 32)

{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِين} (المؤمنون: 31)

{وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} (الأحقاف:51)
{إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} (الإنسان: 2)
و في السيرة النبوية نجد أنها عالجت قضية التحرش الجنسي: قال: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» (رواه أحمد وأبو داود بإسناد حسن).
خلاصة :  هنالك  شح  في  قصص  الأطفال  المحلية  التي  تعالج  موضوع  التحرش  الجنسي  ضد  الأطفال ،  بسبب  طبيعة  الموضوع ، وطبيعة  المجتمع  العربي الاسلامي الفلسطيني  المحافظ ، وحاجة  الموضوع  الى  مهارات  اضافية  لدى  الكاتب ، لكن  انتشار  الظاهرة في  العالم وفي  كافة  المجتمعات  لا  يمنح  الكاتب  المحلي ، امكانية  انكار  الظاهرة  والتهرب  من  مواجهتها ، والانشغال  بظواهر  اقل  أهمية وربما  هامشية ، فهنالك  حاجة  ماسة  لكتابة  قصص  تعالج  الموضوع  وفق  حجم  الظاهرة  وخطورتها   وضوابط تربوية  وأدبية، وفي  النهاية  لا  يسعنا  الا  تقدير  وتقديم أسمى  آيات الشكر  للكاتبات   الهام تابري ، وعطاف  بصيص  ابو حية ،  وميسون  أسدي ،  على  تناول  هذه  الظاهرة بجسارة  ومهارة ومهنية  وطلائعية ،  وتسخير  الأدب المحلي لخدمة  الطفل وصقل  شخصيته  في  مواجهة الحياة بحلوها ومرها ، وهنالك  حاجة  ماسة لتأليف ونشر  قصص جديدة تتناول  الموضوع بطرق جديدة ومبتكرة .

المراجع :
-         القران  الكريم
-         موقع  مجلة  المنال :  almanalmagazin www.
-         موقع  فرفش: www.farfesh 
-         ميسون  أسدي ، أرنوب  يبوه  بسره ، 2013، أ  دار  الهدى – كفر قرع
-         الهام تابري ، مجموعة قصص كشكش المجموعة  الرابعة ، 2013، دار  الالهام

-         عواطف بصيص ابو حية، ريما  في  مأزق ، 2010، مكتبة  كل شيء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق